الثورة نت/ وكالات
تراقب دول حول العالم بحذر شديد مستجدات انتشار فيروس “جدري القردة” وسط تخوّف من تحول التفشّي الى جائحة، على غرار فيروس كورونا الذي ضرب العالم في أواخر عام 2019م والذي ظهر لأول مرة في الصين.
لكن ظهور فيروس جدري القرود ترافق مع تطمينات حذرة لمنظمة الصحة العالمية تشير الى أنّه من الصعب أن يتحول “جدري القردة” الى وباء جديد.
وفي هذا السياق، ألمحت منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين الى أنّه لا داعي للخوف في الوقت الراهن من أن يتحوّل انتشار فيروس جدري القردة خارج القارة الأفريقية إلى جائحة.
وقالت روزاموند لويس، كبيرة خبراء منظمة الصحّة في مجال جدري القرود في تصريحات صحفية في جنيف بهذا الصدد ، إنّه “في الوقت الراهن، لسنا قلقين بشأن حدوث وباء عالمي”.. مضيفة قولها أنه “لا يزال ممكناً وقف هذا الوباء قبل أن ينتشر”.
ومنذ أعلنت بريطانيا في 7 مايو الجاري تسجيل أول إصابة مؤكّدة بجدري القردة، تمّ إبلاغ منظمة الصحّة العالمية بما يقرب من 400 إصابة في حوالى 20 دولة لا يظهر فيها عادة هذا النوع من الأمراض.. فيما قالت منظمة الصحة إنّها قلقة بشأن هذا “الوضع غير المعتاد” لكنّها طمأنت إلى أنّه ليس هناك أيّ سبب للذعر.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن جدري القردة مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان)، وتماثل أعراض إصابة الإنسان به تلك التي يعاني منها المصابون بالجدري، ولكنّها أقلّ شدّة.. ويُصاب بعض المرضى بتضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور طفح جلدي، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.
وتشير التقارير الى أنه لا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح حالياً لمكافحة هذا الفيروس، لكنّ التطعيم ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية من جدري القردة.
وفي السياق نفسه، أعلن مسؤول أنّ منظمة الصحة العالمية لا تعتقد أنّ انتشار مرض جدري القردة خارج أفريقيا سيؤدي إلى جائحة، وأضاف أنه لم يتضح بعد ما إذا كان المصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض يمكنهم نقل المرض.
وخلال شهر مايو الحالي، جرى تسجيل أكثر من 300 حالة اشتباه وإصابة بجدري القردة، وهو عادة مرض متوسط الشدة ينتقل بالاختلاط الوثيق، ويسبّب أعراضًا تشبه الإنفلونزا وطفحًا جلديا واضحًا.
وظهرت معظم الحالات في أوروبا وليس في دول وسط وغرب أفريقيا حيث يتوطن الفيروس. ولم تُعلن أي وفيات بالمرض حتى الآن.
يشار الى أنه تمّ اكتشاف جدري القردة للمرة الأولى في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970، وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا.
وسجلت حوالي 20 دولة لا يتوطن فيها جدري القردة إصابات بالفيروس، مع وجود أكثر من 200 حالة ما بين مؤكدة أو مشتبه بها معظمها في أوروبا.
ويثير التفشي الانزعاج لأن جدري القردة، الذي ينتشر من خلال الاتصال الوثيق وتم اكتشافه لأول مرة في القردة، يظهر غالبا في غرب إفريقيا ووسطها، ونادرا ما ينتشر في أماكن أخرى.
وسجلت أستراليا في 20 مايو أول إصابة لمسافر كان قد عاد مؤخرا من بريطانيا، وتم أيضا تسجيل حالة اشتباه فيما أكدت النمسا أول إصابة في 22 مايو.
واكتشفت بلجيكا حالتين يوم 20 مايو في حين رصدت جمهوية التشيك أول حالة بها في 24 مايو وسجلت الدنمارك ثاني إصابة في 24 مايو، بعد يوم من تسجيل الحالة الأولى ووثقت فنلندا أول إصابة في 27 مايو وزادت الحالات المؤكدة في فرنسا إلى خمس في 25 مايو فيما سجلت ألمانيا ثلاث إصابات أولها في 20 مايو.
وأكدت ايطاليا تسع حالات بحلول 26 مايو، وكانت أول إصابة في 19 مايو في حين أبلغت هولندا عن أول حالة في 20 مايو، وأكدت منذ ذلك الحين “بضع” إصابات أخرى، دون تحديد العدد الدقيق، وفق “رويترز”.
أما البرتغال فقد أكدت 16 إصابة جديدة في 27 مايو، ليصل العدد الإجمالي إلى 74 وسجلت سلوفينيا أول إصابة في 24 مايو فيما ارتفع إجمالي الإصابات في إسبانيا إلى 84 حالة، بعدما أكدت 25 حالة جديدة في 26 مايو وسجلت
السويد أول إصابة في 19 مايو وأعلنت سويسرا أول إصابة مؤكدة بها في 21 مايو.
أما المملكة المتحدة فقد رصدت 14 إصابة جديدة في إنجلترا في 24 مايو، ليرتفع إجمالي الحالات المسجلة إلى 70.
وأعلنت الأرجنتين عن أول حالة مشتبه بها في 23 مايو، وسجلت كندا 10 إصابات جديدة في 27 مايو، ليصل إجمالي الإصابات فيها إلى 25.
كما أكدت الولايات المتحدة أيضا تسع إصابات إضافية في سبع ولايات في 26 مايو، وارتفع الإجمالي بذلك إلى 11 منذ اكتشاف أول إصابة في 18 مايو.