ساعات انقطاع الكهرباء تتجاوز الـ 15 ساعة .. وعدد من المواطنين يصابون بالإغماء بسبب ارتفاع درجة الحرارة
حكومة المرتزقة تبيع الوهم لسكان عدن .. صفقات بالمليارات والكهرباء شبه منعدمة
مسؤولون في كهرباء عدن: المشروع يتعرض للتعطيل المتعمد
الثورة / محمد الروحاني
في الوقت الذي تشهد فيه مدينة عدن المحتلة صيفاً شديد الحرارة أقدمت شركة كهرباء عدن على رفع ساعات انقطاع التيار الكهربائي لتصل إلى أكثر من 15 ساعة في اليوم ما فاقم من معاناة سكان المدينة .
مصادر محلية أكدت أن ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء تسبب بكثير من حالات الإغماء خصوصاً بين الأطفال والنساء خلال الأيام الماضية، في الوقت الذي وزعت كهرباء المدينة التيار الكهربائي على مختلف المديريات والمناطق بمعدل ساعتين في اليوم بسبب نفاد الوقود .
تعطيل متعمد
المسؤول الإعلامي في المؤسسة العامة للكهرباء بعدن، نوار أبكر، كشف عن تفاصيل هامة بشأن مشروع محطة عدن الجديدة لتوليد الكهرباء، لافتاً إلى أن هذا المشروع يتعرض للتعطيل المتعمد .
وقال أبكر، في منشور على حسابه بموقع “ فيسبوك” أمس الأول : لا يجب السكوت عن تعطيل ما يسمى بمحطة “ الرئيس “ والتي تعتبر أهم مشروع خدمي استراتيجي في عدن بني في مجال الكهرباء “والتي بنيت بأفضل الأنظمة وأحدث التوربينات الغازية لتننج 264 ميجا وات” .. لافتاً إلى أن هذا العام كان موعد دخول هذه المحطة للخدمة لمجابهة صيف 2022 بكامل طاقتها التوليدية .
وقال أبكر إن هناك من يريد لسكان عدن البقاء في هذه الدوامة وعدم الخروج منها .. داعياً الإعلاميين والنشطاء إلى تحريك أقلامهم صوب الحق وصوب من يتاجر بمعاناة الناس في عدن ولا يتركوهم يعطلون هذه المحطة، مستدلاً بحال لبنان الذي انتهت فيه منظومة الطاقة الحكومية وأصبح معتمداً على الطاقة المؤجرة .
واتهم أبكر جهة لم يسمها في تلويح لحكومة المرتزقة بالقيام بتأجير باخرة عائمة بقدرة 100 ميجا وات بقيمة تتجاوز 130 مليون دولار، علماً بأن هذه الباخرة ستأتي قرابة فصل الشتاء وستبقى لمدة ثلاث سنوات .
صفقات مشبوهة
منتصف الأسبوع المنصرم نقلت وسائل إعلام عن مصادر بمؤسسة كهرباء عدن قولها، إن حكومة المرتزقة تتاجر بتدهور خدمة الكهرباء في عدن .
وقالت المصادر إن ما تسمى بمحطة “الرئيس” بحاجة لعشرين مليون دولار وهو المبلغ المستحق لشركة “بترومسيلة” للانتهاء من مشروع تصريف الطاقة والذي كان سيسهم بإدخال محطة بترومسيلة الخدمة بالكامل 264 ميجا وات بدلاً عن 90 ميجا فقط .
وبحسب المصادر فقد ذهبت حكومة المرتزقة بدلاً من تشغيل المحطة للعمل على استئجار باخرة عائمة ستأتي بعد ثلاثة أو أربعة شهور و تم استئجارها لمدة ثلاث سنين بمبلغ يقارب 130 مليون دولار .
وقالت المصادر إن حكومة المرتزقة رفضت إصلاح ما يسمى بمحطة “الرئيس” بـ ٢٠ مليون دولار وذهبت لاستئجار باخرة بـ ١٣٠ مليون دولار كون فيها عمولات وبالتالي إذا انتهت أزمة الكهرباء ستنتهي معها عمولات الفساد .. مطالبة بفتح تحقيق فوري بهذه الواقعة .
إلى ذلك كشفت مصادر مطلعة أن الشركة التي تم عقد الصفقة معها يمتلكها رئيس حكومة المرتزقة معين عبدالملك مع شريكه ناظم الصغير .
تجاهل معاناة أبناء عدن وتعزيز كهرباء مارب
وفي الوقت التي ترفض فيه حكومة المرتزقة صيانة ما يسمى بمحطة “الرئيس” في عدن بـ ٢٠ مليون دولار، أعلنت الأربعاء الماضي توقيع صفقة مع شركة المانية لصيانة محطة كهرباء مارب الغازية بقيمة 40 مليون دولار، مع أن المدينة لم تشهد أية انقطاعات في ظل اكتفائها بالطاقة المشترة وبأسعار رخيصة ، ما تسبب بموجة غضب واسعة في أوساط المواطنين في عدن .
وعبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من الخطوة الجديدة لرئيس حكومة المرتزقة معين عبدالملك.. معتبرين ذلك عقاباً جماعياً لأبناء المدينة، مطالبين بتظاهرات غضب في المدينة .
رفع التعرفة يفاقم معاناة المواطنين
في الوقت الذي يستمر فيه تدهور خدمة الكهرباء في عدن وانقطاعها المتكرر أقدمت حكومة المرتزقة مطلع شهر فبراير الماضي برفع تعرفة الكهرباء التجارية بنسبة 85 %، ما أثار استهجاناً وغضباً واسعاً بين المواطنين وملاك المحلات التجارية والفنادق والمطاعم الذين اعتبروه قراراً عبثياً ، وضربة قاصمة لظهر المواطن في ظل تدني الدخل والوضع المعيشي الصعب الذي تشهده مدينة عدن .
عجز كبير في توليد الطاقة
منذ أكثر من ست سنوات ومدينة عدن تعيش عجزاً كبيراً في توليد الطاقة وصل إلى نحو 70%، في ظل استفحال الفساد وتمريره بصفقات مشبوهة عديدة، لعل أهمها الطاقة المستأجرة التي تشكل أكبر بؤرة فساد يستفيد منها مسؤولون في حكومة المرتزقة وتدر عليهم المليارات سنوياً، وهو ما يدفعهم للحفاظ على ديمومة تلك العائدات والعمولات المالية المهولة حتى وإن كان ذلك على حساب تردي خدمة الكهرباء ومعاناة المواطنين .