مسيراتنا مستمرة .. وعملياتنا متصاعدة

يكتبها اليوم / عبد الفتاح البنوس

 

 

تتواصل المسيرات الأسبوعية المليونية اليمانية الداعمة والمساندة لغزة العزة، والمبارِكة والمؤيدة والداعمة والمساندة لكافة عمليات الدعم والإسناد العسكرية والبحرية التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية في سياق معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس دعمًا وإسنادًا لإخواننا في قطاع غزة، في مختلف ساحات الحرية وميادين الدعم والإسناد على امتداد المحافظات اليمنية الحرة، حيث يتصاعد الزخم الشعبي اليمني، بالتوازي مع تصاعد وتيرة العمليات النوعية اليمنية التي باتت تشكل علامة فارقة في معركة الحرية والكرامة والاستقلال التي تخوضها المقاومة الفلسطينية البطلة في قطاع غزة ضد كيان العدو الصهيوني الإجرامي المحتل.
العمليات البحرية اليمنية المساندة لمظلومية غزة توجت نهاية الأسبوع المنصرم بعمليتين نوعيتين مشتركتين شاركت فيهما القوة البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، أسفرتا عن إغراق سفينتي ماجيك سيز، وإنترنيتي سي، على خلفية انتهاك الشركتين المالكتين لقرار حظر الملاحة البحرية إلى موانئ فلسطين المحتلة ورفضهما التعاطي بإيجابية مع القوات البحرية اليمنية وعدم الاستجابة لنداءات التوقف عن الإبحار باتجاه باب المندب؛ وهو ما استدعى تدخل القوات المسلحة اليمنية الرادع لهاتين الشركتين ومن على شاكلتهما من شركات الملاحة التي ما تزال مصرة على التعامل مع كيان العدو الإسرائيلي.
التباكي الدولي والأممي على هاتين العمليتين كشف حجم القبح الذي عليه العالم المنافق والانحياز الأممي الفاضح للكيان المؤقت الذي عبّر عنه المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الذي لزم الصمت تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على الموانئ والمنشآت والأعيان المدنية اليمنية ولم ينبس ببنت شفة إلا عندما قامت القوات المسلحة اليمنية بواجبها الديني والأخوي والإنساني والأخلاقي في البحر الأحمر باستهداف السفن المتعاونة مع الكيان الصهيوني التي رفضت التجاوب مع مطالب القوات البحرية لها بالتوقف، وقيام سفينة “إنترنيتي سي” بإيقاف نظام التتبع الخاص بها أثناء عبورها البحر الأحمر في تصرف يعكس تجاهلها لتحذيرات القوات المسلحة اليمنية؛ وهو ما جعلها عرضة للاستهداف.
وتعزيزًا للموقف اليمني المبني على المعلومات الدقيقة التي حصلت عليها الأجهزة الاستخباراتية اليمنية حول النشاط المشبوه لهاتين الشركتين، جاءت تأكيدات شركة “وينوارد إيه آي” للاستخبارات البحرية حاملة معها العديد من المعلومات الهامة والتي أكدت على أن السفينتين المستهدفتين في البحر الأحمر تتبعان شركات يونانية رست سابقًا في ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، متجاهلة تحذيرات القوات البحرية اليمنية بهذا الخصوص، بمعنى أن قرار الحظر لا يشمل بقية السفن التجارية التي لا صلة لها بالكيان الصهيوني، بدليل أن عشرات السفن التجارية تبحر يوميًا عبر مضيق باب المندب دون أي عراقيل أو عقبات تعترض خط سيرها، وبإمكان المبعوث الأممي أن يضع نهاية لعمليات الدعم والإسناد اليمنية البحرية لغزة، بمخاطبة أمينه العام وهيئته الموقرة من أجل التحرك الجاد لإنهاء جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق أهالي غزة، وإنهاء الحصار المطبق المفروض عليهم .
ولكن للأسف الشديد دائمًا، ما تكون المواقف والتوجهات والقرارات الأممية والدولية تجاه كيان العدو الصهيوني وما يرتكبه من مجازر ومذابح وجرائم حرب ضد الإنسانية وجريمة الحصار والتجويع التي يطبقها على أهالي قطاع غزة، متسمة بالسلبية المفرطة، والمنحازة له على حساب أبناء غزة وفلسطين، وهو الأمر الذي يشكل عاملاً مساعدًا ومحفزًا لهذا الكيان للإغراق في الدم الفلسطيني، للإغراق في الوحشية والصلف الصهيوني، الذي بات مضرب المثل في الإجرام والتوحش، كل ذلك ولا بواكي لأطفال ونساء غزة، في الوقت الذي يتجلى النفاق الدولي والأممي عقب أي عملية إسناد تقوم بها القوات المسلحة اليمنية دعمًا وإسنادًا لغزة، من خلال العزف على وتر تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر والتجارة الدولية عبر باب المندب، والتي أكل عليها الدهر وشرب، وظهر جليًا لكل العالم أن الكيان الإسرائيلي هو الخطر الحقيقي الذي يتهدد المنطقة برًا وبحرًا وجوًا، وآن الأوان لإزالة هذا الخطر الكبير الذي يتغول في المنطقة مستندًا ومعتمدًا على الدعم والإسناد الأمريكي والغربي اللامحدود، والتآمر والخيانة والتخاذل العربي والإسلامي غير المسبوق.
خلاصة الخلاصة : أغرقنا ماجيك سيز و إنترنيتي سي، وسنغرق كل سفينة يثبت تعاملها مع كيان العدو الصهيوني وتنتهك قرار حظر الملاحة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وسنواصل خروجنا الأسبوعي دعمًا وإسنادًا لغزة، وسنواصل عملياتنا العسكرية داخل عمق الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بلا كلل وبلا ملل، مهما كانت الأخطار، ومهما بلغت الخسائر والأضرار، حتى يتوقف العدوان على غزة ويرتفع الحصار، هذا عهدنا لغزة العزة من يمن الإيمان وشعب الأنصار.
والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا