بقيمة 44 مليار دولار.. تفاصيل استحواذ إيلون ماسك على تويتر

بعد مفاوضات حثيثة بين شركة تويتر ورجل الأعمال إيلون ماسك الذي يملك حصة 9.2 % من أسهم الشركة، استطاع الملياردير الأمريكي الاستحواذ على المنصة مقابل 44 مليار دولار أميركي، وبموجب بنود الاتفاق، سيحصل المساهمون في تويتر على 54.20 دولار للسهم، بينما سيستحوذ ماسك على جميع الأسهم في منصة التواصل الاجتماعي، التي يستخدمها عشرات الملايين في مختلف دول العالم، وباتت تؤدي دوراً رئيساً في الإعلام الحديث والعمل السياسي العالمي.
وأثناء المفاوضات كشفت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن رسائل نصية تبادلها إيلون ماسك مع ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، كانت تهدد صفقة شراء موقع “تويتر”.
وبعد شراء الشركة بدا الموظفون غاضبون بشدة ويضغطون على الرئيس التنفيذي باراغ أغراوال وغيره من المسؤولين لتقديم إجابات على الأسئلة العالقة حول شراء مؤسس شركة “تسلا” لتويتر بما في ذلك احتمال قيام الشركة بتسريح العمال بمجرد إتمام الصفقة.
وسبق لماسك أن أعلن أنه سيخفض رواتب أعضاء مجلس إدارة تويتر إلى 0 دولار، بعد أن كان يحصل كل منهم على 250 ألفاً و300 ألف دولار أمريكي سنوياً.
من جهته دعم مؤسس موقع تويتر جاك دورسي، شراء ماسك للموقع، واصفاً ماسك بأنه “الحل الوحيد الذي أثق به”.
وقال دورسي، الذي شارك في تأسيس الشركة في عام 2006م وطرحها في بورصة نيويورك في عام 2013م إن الشركة “مملوكة لوول ستريت” وإن صفقة ماسك التي تم إبرامها مؤخراً لجعلها خاصة هي “الخطوة الأولى الصحيحة”.
وأفاد دورسي، الذي استقال من منصبه كرئيس تنفيذي لتويتر في نوفمبر الماضي، والذي سيحصل على تعويضات قدرها 978 مليون دولار مقابل حصته البالغة 2.4 ٪ عند اكتمال الصفقة، بأنه “من حيث المبدأ لا أعتقد أن أي شخص يجب أن يمتلك أو يدير تويتر”.
وأِشار إلى أن “هدف ماسك المتمثل في إنشاء نظام موثوق به إلى أقصى حد وشامل على نطاق واسع هو الهدف الصحيح، وهو أيضا هدف باراغ أغراوال (الرئيس التنفيذي لتويتر)”، مضيفاً: “شكرا لكليكما على إخراج الشركة من موقف مستحيل، هذا هو الطريق الصحيح”.
بدوره، أكّد البيت الأبيض، على قلق الرئيس الأميركي جو بايدن جراء شراء ماسك منصة تويتر، باعتبارها أحد أكبر وسائل التواصل الاجتماعي قوةً وتأثيراً.
وتضمنت اتفاقية الاستحواذ على تويتر بنداً يمنع ماسك من انتقاد الشركة، ويُسمح له المحدد في المستند باسم “مستثمر حقوق الملكية”، بإصدار “تغريدات حول الإندماج أو المعاملات المتوخاة بموجب هذا المستند، طالما أن هذه التغريدات لا تنتقص من قيمة الشركة أو أي من ممثليها”.
وبحسب المعلومات، تم تنفيذ البند بعد مفاوضات مثيرة للجدل بين مجلس إدارة تويتر وماسك، الذي تعهد بإعادة توسيط المنصة لحماية حرية التعبير.
وأعرب موظفو تويتر الحاليون عن قلقهم بشأن أسلوب استخدام ماسك للمنصة، والذي يستخدمه بانتظام لنقل المعلومات الأساسية حول شركاته الأخرى، مثل “تسلا” و”سبايس إكس”، وللسخرية من المنافسين مثل بيل غيتس وبيرني ساندرز.
وقد اقترح ماسك وضع حد للرسائل غير المرغوب بها على توتير وخاصة تلك الإعلانية منها، فضلاً عن اعتماد “خوارزميات المصادر المفتوحة”، وكشف عن نيته تنويع مصادر الدخل، بينما حذر خبراء من أن إدارة شبكة تويتر بالصيغة والاقتراحات التي يطرحها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، قد تكون لها تبعات سلبية للغاية على الرجل الأغنى في العالم، كما أن هذه الأفكار المطروحة بتسرّع ظاهر، لا تعكس أي خطة متماسكة، بل تنطوي على تعارض في ما بينها.
وبحسب تغريداته، يسعى إيلون ماسك أيضاً إلى تفعيل الاشتراكات المدفوعة، وتحقيق الدخل من توزيع التغريدات الرائدة أو حتى الدفع لصانعي المحتوى.
كما كشف ماسك عن نيته لتحصيل عائدات مستخدمين فاعلين بحسب تغريدته على تويتر “سيكون موقع تويتر مجانياً دائماً للمستخدمين العاديين، ولكن قد تكون هناك رسوم رمزية للمستخدمين التجاريين والحكوميين”.
بدوره، أكّد الاتحاد الأوروبي أن على إيلون ماسك الالتزام بقواعد الاتحاد المتعلقة بالرقابة على المحتوى المنشور على المنصة”. وشدد مفوض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون في زيارة قام بها إلى مصنع سيارات شركة تسلا على أنه “سواء كان الأمر يتعلق بالمضايقات عبر الإنترنت، أو بيع المنتجات المقلّدة، أو المواد الإباحية للأطفال، أو الدعوات لأعمال إرهابية، سيتعين على تويتر التكيّف مع القواعد الأوروبية غير الموجودة في الولايات المتحدة”.
من جهته أعلن ماسك أنه يتفق تماماً مع القواعد الأوروبية الجديدة بشأن تنظيم الشبكات الاجتماعية، رغم التناقض الواضح بين رؤيته والقانون الجديد.
من ناحية أخرى قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك إنه سيلغي الحظر الذي فرضه تويتر على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على خلفية اقتحام مبنى الكونغرس في يناير 2021م.
وأكد ماسك على أن “الحظر الدائم يجب أن يكون نادراً للغاية وأن يكون محجوزاً حقاً للحسابات التي هي روبوتات أو حسابات احتيالية أو بريد عشوائي …” وقال “لم يكن من الصحيح حظر دونالد ترامب”.

قد يعجبك ايضا