محمد تلها
يصل عدد المساجد في صنعاء القديمة إلى نحو 46مسجدا عامرا داخل محيط سورها بما في ذلك الجامع الكبير، وقد وزعت المساجد على أحيائها الثلاثة منها 16مسجدا في حي القطيع بينها 5مساجد داخل السوق القديم وفي محيطه أكبرها قبة البكيرية وأصغرها مسجدي المفتون والحميدي، وفي حي السرار الشرقي 21مسجدا أكبرها الجامع الكبير والذي يأتي مع مسجد محمود في الأطراف القريبة للسوق القديم ثم مسجد الزمر شمالي السوق وأصغر هذه المساجد الطاووس والقاسمي والجديد.
أما حي السرار الغربي فهي تحتوي على 6مساجد أكبرها قبة المهدي وأصغرها مسجد الحرقان، كما يوجد 3مساجد داخل محيط سور القصر أكبرها مسجد القصر وأصغرها مسجد الهادي.
ومن أقدم مساجد صنعاء القديمة المسجد الكبير الذي بني في السنة الـ 6للهجرة عام 627م وأحدثها مسجد قبة المهدي (1164هـ/1750م) مع مسجد النور الذي تم بناؤه في النصف الثاني من القرن 12هـ/18م.
ومن خلال الحصر لمساجد صنعاء ذكر المؤرخون أنها 106 مساجد وجاء هذا العدد نتيجة لحصر مساجد صنعاء داخل سورها والمحيطة بجانب السور وتضمن هذا العدد للمساجد الدارسة والمساجد القديمة، وفي كتاب مساجد صنعاء للحجري ذكر نحو68 مسجدا متدرسا ومنسيا داخل سور صنعاء القديمة.
ومن واقع الدراسة التاريخية لنشأة مساجد صنعاء العامرة وجد أن نشأتها جاءت على ثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولى المبكرة (6 – 500هـ/627 – 1106م)
وبداية هذه المرحلة هي عمارة الجامع الكبير في السنة الـ 6للهجرة وكذلك مسجد مصلى العيدين (الجبانة) المشهد حاليا ومسجد فروة بن مسيك، فهذه المساجد الثلاثة لها قدسية لدى الناس كونها عمرت في بداية المرحلة المبكرة للإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن مساجد هذه المرحلة مسجد الطاووس والشهيدين ومسجد ابن الحسين وخضير ومسجد علي وعقيل والخراز وجمال الدين ومحمود والذهب ومسجد الهادي داخل القصر وجميع هذه المساجد عدا الجامع الكبير كانت عمارتها وفق أسس تصميمية وتخطيطية اعتمدت في الأساس على القيم المعمارية المكتسبة بيئيا وتقنيا، فهذه مثلت البدايات الأولى لعمارة المساجد في صنعاء وفي شتى المناطق اليمنية منها الجند، حضرموت، زبيد، صعدة، جبلة، ذي الشرق، عدن، أبين.
المرحلة الثانية الوسيطة (501 – 900هـ/ 1107 – 1494م)
وفي هذه المرحلة دخلت بعض التحسينات الوظيفية والجمالية في بناء المساجد وفي تطور نوعي جاء نتيجة للمؤشرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها اليمن عامة وصنعاء خاصة، فقد ظهرت المساجد الكبيرة نسبيا مثل مسجد الفليحي (665هـ/1266م) ومسجد صلاح الدين (792هـ/1290م) ومسجد الابهر (776هـ/1274م) وكان النمط المعماري لمساجد زبيد تأثير في أسلوب بناء المئذنة (الصومعة) ومسجد معاذ (7هـ/12م).
المرحلة الثالثة والحديثة (900 – 1300هـ/1494 – 1882م)
وتمتاز هذه المرحلة بتأثير العمارة العثمانية في بناء المساجد لكن التأثير كان محدوداً مع النمط المعماري السائد لمدينة صنعاء، وفي هذه المرحلة شهدت صنعاء تناوب السيطرة عليها بين العثمانيين الأتراك والأئمة الزيديين وبني أول مسجد في هذه المرحلة قبة المرادية (984هـ/1576م) وآخرها مسجد النور (معمر).
أما أكبر مساجد هذه المرحلة قبة البكيرية (1005هـ/1596م) وأصغر المساجد غزل الباشا وأهم خصائص هذه المرحلة ظهور المساجد المسقوفة بقبة مركزية تغطي بيت الصلاة فيها.