من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “السادسة والعشرون”

 

عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية السادسة والعشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول الحمد والشكر على النعم، وخاصة مع موسم الأمطار، فالتوجه بالحمد والشكر إلى الله والسعي لأخذ رضوانه والاهتمام بالإقبال إلى الله في الليالي الرمضانية المقبلة بصلاح الأنفس والسرائر، الظاهر والباطن، والصلاح يغير واقع حياتنا إلى حد كبير، ويقول الله سبحانه وتعالى (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) والماء من أهم ما يدل على افتقار الإنسان إلى الله، و يذكرنا بحاجتنا إليه ورحمته، و يذكرنا بما جنيناه على أنفسنا، فالإيمان والتقوى سبب في رحمة الله، والجدب يذكرنا بالله لنصحح وضعيتنا معه ، ولذلك علينا أن نستثمر في الإقبال إلى الله في هذه الأيام المقبلة ليمنّ علينا بالغيث وان يهدينا ويوفقنا، وطلب المغفرة، وفيما يتعلق بالشكر على النعمة، أن نستشعر فضل الله في نعمته فلا نعصيه بما انعم علينا، ومن اهم ما ينبغي ملاحظته هو إخراج الحقوق، وخاصة بعد أن يمن الله علينا بالكثير من الرزق بعد هطول الأمطار، وعدم إخراج الزكاة تنكر للنعمة ومعصية لله وعدم القيام بفرض رئيسي، لأن عدم أدائها والبخل في إخراجها سبب من أسباب منع الرزق والخيرات..
إن الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى، هو امتداد لاستمرار النعم، على المستوى النفسي و المعيشي، وهي مسألة يجب أن نشعرها دائما لأنها امتداد أيضا للخيرات، والعودة لله والتوبة والاستغفار سبب لرحمته وفضله، و الاستقامة ، والمعاملة على نهج الصراط المستقيم، فالدين المعاملة، والتحرك حتى في مسؤولياتنا، فالكل مأمور بالاستقامة، وعلينا أن نسعى لنستقيم في مواقع المسؤولية، ولا يرى المسؤولون انهم غير معنيين بغير ذلك، فالحق عليهم أوجب وأكبر بالاستقامة في أدائهم بأمانة وصدق وإخلاص وبدون غش واستغلال محرم للمسئولية وبدون خيانة للأمانة، والحرص بما يرضي الله، وهكذا الجميع، فلاستقامة أساس لصلاح حياتنا بالدنيا، لأن ذلك خير لنا وفوز لنا في الآخرة، والشعب اليمني بهويته الإيمانية قد نال شرفا كبيرا بهذه الهوية، وهو الأجدر بالاستقامة ، وجميع المسلمين معنيين بالاستقامة، والأمة كلها معنية أن تتجه لإصلاح النفوس والعمل وصلاح المواقف، والظروف متهيئة لحد كبير، فبحمد الله نحن شعب هيأ له الله اكتمال الإيمان، ومع التوجه إلى الله بالثبات مع موقف الحق، أن نكون شعبنا أمراً بالمعروف ناهيا عن المنكر، فهي نعمة عظيمة..
علينا أن نجتهد للاستفادة من نعمة الغيث والأمطار والمياه في هذا الموسم، فمياه الأمطار تتجه للبحار والصحراء، و لا يستفاد منها، ومن المهم جدا في واقع حياتنا وخاصة أن المياه أساسية في ظروفنا المعيشية، أن نخزن هذه النعمة، بشكل فردي باقتناء الخزانات والبرك الصغيرة ، وإلى مبادرات اجتماعية لإقامة البرك الكبيرة و الحواجز والسدود، ويستطيع الناس من خلال تعاونهم إنجاز أشياء كثيرة ، على مدى أوسع وأكبر، وأيضا نحن على أبواب الموسم الزراعي، و المتغيرات العالمية تؤثر علينا تأثيراً كبيراً، وأسعار الحبوب ترتفع عالميا ، وتؤدي إلى أزمات، وعلينا أن نسعى لتقوية إنتاجنا الزراعي، وهذا له علاقة بأمننا القومي، ونحن بحاجه للاهتمام بالموسم الزراعي وهذا يحتاج للتعاون الفردي والجمعيات الزراعية التي تنشط عملية الإنتاج الزراعي، والكسل وانعدام الرؤية ضيع شعوب الأمة، ولهذا يجب أن ينطلق التوجه الزراعي من منطلق إيماني، وله عدة اعتبارات، بحسب وضعنا في اليمن، فله أهمية على مستوى الحصار، وعلى المستوى الاقتصادي، ولمصلحة التجار والبلد عليهم أن يتجهوا للإنتاج الزراعي، واللجنة الزراعية يمكنها أن تنسق مع التجار ومع المواطنين في مسألة التعاونيات، على الناس أن يتعاونوا ويهتموا بشؤونهم، بالإقبال إلى الله وشكر نعمه، والسعي للاستقامة والتعاون..

قد يعجبك ايضا