بُني مطلع القرن الخامس عشر واستغرق بناؤه 15 سنة وتبلغ مساحته 5460 مترا مربعا
يحكي فصولا هامة من تاريخ اليمن .. قصر الكثيري أبرز المعالم التاريخية في سيئون والجزيرة العربية
اعدتها اليوم/ افتكار القاضي
يعدُّ قصر الكثيري التاريخي الأثري – قصر سيئون حاليا – من أبرز المعالم التاريخيّة والسياحية في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، ويتميّز بتصميمه المعماري وجمال بنائه الفريد، الأمر الذي جعله أحد أهمّ معالم الجزيرة العربية
وهو قصر الحكم للدولة الكثيرية التي حكمت وادي حضرموت وبني في القرن الخامس عشر، واستغرق بناؤه 15 عاماً، وكان السلطان بدر أبو طويرق الكثيري، هو أوّل من اتّخذه مقرّاً لإقامته عام 1516م.
وتبلغُ المساحة الكلية التي بنى عليها القصر 5460 متراً مربعاً، ويبلغ ارتفاع بنائه 34 متراً، يتألف القصرُ من ستة طوابق مبنية من الطين الناعم، ومطليَّة بالنورة والقضاض (وتعني الحجر البركاني). ويوجد في القصر 96 غرفة، منها 45 غرفة كبيرة الحجم، كما يضم القصر 32 حماماً ودورة مياه، و14 مستودعاً ومخزناً، بالإضافة إلى 20 سطحا جانبيا شبيها ببناء المدرجات الزراعية.
وأول من جدد بنائه هو السلطان غالب بن محسن الكثيري ثم أكمله ابنه المنصور بن غالب الكثيري، بعدها قام علي بن منصور الكثيري بإتمام العمارة بالشكل الذي نراه اليوم، وكان الانتهاء من ذلك في العام 1355 هجرية (توافق 1936 الميلادي)».
ويتميَّز القصر الذي يتربع مدينة سيئون ويتوسّطها بشموخٍ، وتزيّنه بالأقواس البديعة والزخارف الجميلة التي رسمت بالأخضر والأزرق والأصفر، ويفتخر أبناء مدينة سيئون بالقصر كثيراً، كونه يعبِّر عن تاريخ المدينة التي كانت عاصمةً للدولة الكثيرية ، ويُعدُّ مفخرة لكل أبناء حضرموت ، لما يتميز به من فن معماري ، قلما يتواجد في تلك العصور.
ويضم القصر حالياً متحفاً يحتوي على العديد من المصنوعات الحرفية والأدوات التي كانت تستخدم في تلك المرحلة، ويرتاد المتحف العديد من الزوَّار طوال أيام العام .
وللقصر عدة أسماء في فترات مختلفة، منها حصن الدويل في عهد السلاطين، وقصر الثورة ما قبل الوحدة، وجاءت تسميته الحالية قصر سيئون في عهد الوحدة اليمنية.
تاريخ قصر الكثيري
عاصر قصر سيئون الدولة الكثيرية واستغرقت فترة بنائه 15سنة وكان أول من بناه واتخذه مقراً للسلطنة، ويعود تاريخ بنائه إلى سنة 814هجرية الموافق 1411ميلادية وكان السلطان بدر ابو طويرق الكثيري أول سلطان اتخذه مقراً لإقامته في عام 1516ميلادية الموافق 922هجرية ، كما أسلفنا .
وعقب انهيار الدولة الكثيرية الأولى في سنة 1364هجرية، عاد السلطان غالب بن محسن الكثيري إلى السلطة من جديد وأقام فيه واتخذ منه مقراً لإدارة دولته الكثيرية الثانية إلى أن خلفه في الحكم ابنه السلطان منصور بن غالب الكثيري الذي قام في عام 1873ميلادية بهدم القصر وبنائه من جديد وأجرى التوسعة في مداخله ولم يشهد بعد ذلك أية ترميمات أو صيانة أو طلاء بالنورة سوى مرتين، الأولى عام 1936م في عهد السلطان الكثيري والثانية في عهد دولة الوحدة.
ويشير مؤرخون إلى أن بناء القصر تم على فترات ومراحل، إذ لم يكن القصر في المرحلة الأولى مطلياً بالقضاض أو الجص وإنما بالطين فقط، ثم تطور بناؤه بإضافة ردهات ومرافق خدمية، بل ان بوابة القصر في البداية لم تكن واسعة تسمح بدخول السيارات، وإنما كانت صغيرة بحيث لا تستوعب سوى دخول الجمل محمَّلاً.
مكونات القصر
يتكون قصر الكثيري من ستة أدوار أو طوابق :
الدور الأول: كان يستخدم مستودعاً ومخازن لمتطلبات الدولة، والقصر أيضاً فيه سكن للخدم وعمال القصر .
الدور الثاني: إدارة الدولة الكثيرية – المجلس السلطاني مكتب السلطان الكثيري وهو الآن عبارة عن مكاتب لفرع هيئة المتاحف والآثار بسيئون.
الدور الثالث: خصَّص لسكن العائلات والجلسات العائلية .
الدور الرابع: خصَّص لزوجات السلطان واستقبال الضيوف من النساء .
الدور الخامس: فهو عبارة عن سطح يحرسه ستار من البناء يلف القصر كالعمامة متصلاً بالغرفتين المبنيتين في جهتين متقابلتين (الشرقية والغربية) كان يستخدم السلطان إحداهما للراحة والأخرى غرفة.
-ويختزل القصر الذي تم بناؤه الأول قبل حوالي 500 عام مضت، ويعد أحد أكبر المباني المبنية من الطوب اللبن في العالم، فصولا هامة من تاريخ اليمن، ولأهميته وضعت صورته على العملة اليمنية، فئة الـ«ألف ريال».
وتواجه أجزاء من قصر «سيئون» خطر الانهيار بسبب الأمطار الغزيرة وسنوات الإهمال، ليصبح معلما آخر من معالم اليمن المهدَّدة بالضياع.
وفي الأصل كان القصر حصناً للدفاع عن المدينة، ثم بعد العديد من التعديلات والترميمات أصبح المقر الرسمي للسلطان الكثيري.