ظنّ الكيان الصهيوني أنه – بإبرام اتفاقيات التطبيع مع عدد من أنظمة الخزي والعمالة في المنطقة – قد أصبح يمتلك الحق والشرعية في العبث – كما يحلو له – بالقدس والأقصى الشريف، وأن يمارس كل أشكال البطش والتنكيل بالشعب الفلسطيني الأعزل.
-ذلك الظن السيئ هو ما سيردي الكيان المغتصب، وسيودي به إلى مهاوي الهلاك والزوال، ومعه أرباب وحكّام تلك الأنظمة العميلة، في الرياض وأبو ظبي والمنامة والخرطوم وكل مطبّع، أو مبارك للتطبيع من أبناء الأمة.
– تمادى قطعان الاحتلال – خلال الأيام الماضية من هذا الشهر الفضيل – في جرائمهم وانتهاكاتهم الخطيرة للمقدسات في الأراضي المحتلة، والتعدّي على المصلين والصائمين في حرمة المسجد الأقصى الشريف، معتمدين كالعادة على صمت وتواطؤ العالم قبل أن يضاف إلى قائمة المتواطئين وبشكل علني النطيحة والمتردية من حكام البلدان العربية الخانعين، وخانهم التقدير لمدى بسالة واستعداد الإنسان الفلسطيني للتضحية والفداء من أجل أرضه وكرامته ومقدسات أمته.
-في ما مضى – وإبان أكذوبة الصراع العربي الإسرائيلي – كان جل أماني العدو أن تذكر اسم دولته اللقيطة على لسان إنسان عربي في الشرق والغرب ، لكن ومع انكشاف المستور وتجرؤ بعض الأنظمة على المجاهرة بالتعاون والتودد الصريح لدولة الاحتلال تعاظمت طموحاته وأصبح جزءا أصيلا في التحالفات والكيانات التي تستهدف شعوب وبلدان الأمة العربية والإسلامية، ورأينا بالأمس فقط، كيف وصلت الوقاحة بالاحتلال إلى درجة سمح فيها بشكل علني لقطعان المستوطنين باقتحام حرم المسجد الأقصى المبارك، والعبث فيه، والاعتداء على المصلّين والصائمين تحت حماية علوج الجيش والشرطة الإسرائيلية.
-ما كان لوقاحة أبناء القردة والخنازير، أن تبلغ هذا المستوى المتقدّم من التمادي في تدنيس مقدسات الإسلام، واستفزاز مشاعر المسلمين لولا تواطؤ بعض الأنظمة العربية وخيانتها للقضية الفلسطينية وهرولتها للتطبيع مع كيان العدو الصهيوني ومحاولاتها المستمر لاستعطافه والتزلّف إليه.
-لكن المؤكد – والذي لا يحتاج إلى دليل أوبرهان – أن عربدة الكيان، وما يقوم به من جرائم واعتداءات صارخة ضد المواطنين العزّل، واستعراض عضلاته، لم يعبّر عن قوته وعظمته كما أراد، بل عكس ضعفه وهشاشته وهوانه، أمام شجاعة واستبسال الفلسطينيين بصدورهم العارية والعامرة بالإيمان بدينهم ومقدساتهم وحقوقهم المشروعة، وحتما ستحمل الأيام القادمة المزيد من الضربات الموجعة، في قلب الكيان، وحينها لن يغني عنه المطبّعون والمتواطئون شيئا.