قبة ومسجد المتوكل الذي يقع في قلب العاصمة صنعاء شاهد حي على قدم وعراقة التاريخ اليمني.. حيث يقع على شارع علي عبدالمغني خلف ميدان التحرير جنوبي المتحف الوطني، ويشمل بناؤه عدة قباب صغيرة تتوسطها قبة كبيرة في رواقه الرئيسي وبجوارها مسجد ملحق بقبة مماثلة .. ومدخل المسجد وملحقاته من الجهة الجنوبية للشارع الرئيسي وهو من المساجد القديمة العامرة التي تزخر بها العاصمة صنعاء ويمتاز بروحانية لا مثيل لها حيث يجتذب إلى رواقه القديم المئات والآلاف من زواره ومصليه يوميا خلال شهر رمضان.
بنى المسجد الذي يقع محاذيا من جهة الغرب لباب السبح أحد الأبواب السبعة لصنعاء القديمة، الإمام المتوكل على الله “يحيى بن الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى حميد الدين” الذي حرر اليمن من الحكم العثماني سنة 1912م وقد أكمل عمارة القبة في سنة 1346 هجرية.. وفق كتاب جوامع صنعاء للقاضي المؤرخ محمد الحجري، حيث أرَّخ لها بقوله: مددت يدي لله أرجو ثوابه فمن علي بتوفيقي وأولاني فبنيت له بيتا وقلت مؤرخا لك الحمد هذا ما عمرناه.. وقد تفنن بإتقان عمارتها واحتكم بناءها وفرشها بالفراش النفيس وأوقف جملة من المصاحف الخطية المذهبة الثمينة وإنارة القبة بمصابيح الكهرباء الجميلة وجعل مطاهيرها ومواضيها على طريق الغيل الأسود (نبع مياه) الذي يمر من جنوب صنعاء إلى شمالها والذي اندثر بفعل عوامل الحضارة والعمران، ورتب للقبة إماما من أهل الدين والورع وأوقف أموالا جزيلة تقوم غلاته بمصالح القبة ومقررات أهل الوظائف فيها.
والقبة واحدة من عدة محاسن بناها وشيَّدها الإمام يحيى في فترة حكمه ومنها جامع الروض في قرية القابل أسفل وادي ظهر وهو من احسن المساجد وانفعها، اكمل عمارتها في سنة 1351 هجري ثم مسجد المتوكل جوار دار الحجر في وادي ظهر سنة 1358 هجري، كما جدد عمارة جامع قرية القابل من الجهتين الشرقية والغربية وانشأ القبة فوق الباب العدني لأيام المطر، وقام ببناء مسجد القيداسي في وادي ظهر مع عمارة جميع المطاهير وقام ببناء مسجد العرة من بلاد همدان مع مطاهيره وصوحه كما قام بعمارة بركة علمان (حوض تجميع مياه الأمطار) وقضاضها في اطراف وادي ظهر وانشأ بركة مياه واسعة للمياه كان الناس بحاجة ماسة لها في ذلك المحل، وقام ببناء جامع بني عاصم في مديرية بني الحارث مع مطاهيره والبئر والصوح، كما قام ببناء مسجد بني زياد في بني الحارث أيضا مع البئر والمطاهير، ثم بنى مسجد جدر بمنطقة جدر في بني الحارث مع مطاهيره .