القريطي هو اسم الشهرة للمقرئ محمد بن حسين القريطي، الذي عاش في القرن العشرين ميلادية، وهو من مواليد مدينة صنعاء عام 1922م.
تربى القريطي وترعرع في صنعاء وتوفي أيضا فيها عن أربعين عاما، أي في 1962م عام انطلاق ثورة 26 سبتمبر ضد النظام الإمامي.
تعرفه موسوعة أعلام اليمن بأنه “عالم، مقرئ، حافظ، حسن التلاوة، شجي الصوت، التحق بحِلَقِ الدروس في الجامع الكبير في مدينة صنعاء، وتخرج منها على يد شيخه العلامة (حسين بن مبارك الغيثي)- شيخ شيوخ القراء في عصره، وتردد كثيرًا على مكة المكرمة في مواسم الحج، واشتهر فيها، وكان يجتمع إليه بعض الحجاج من مختلف البلدان؛ لسماع تلاوته الجميلة”.
وعندما افتتحت إذاعة صنعاء، لأول مرة عام 1366هـ/1947م، كان القريطي مقرئها الأول، واستمر على ذلك حتى توفي بعد قيام الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي ولا زالت بعض الإذاعات اليمنية تعرض تلاوته المسجلة – بحسب الموسوعة.
وخلال السنوات الأخيرة وبعد دخول تقنية FM في الراديو، انطلقت إذاعات محلية جديدة على نطاق واسع، ليس في صنعاء وحسب، وإنما أيضا في محافظات يمنية مختلفة، إلا أنها أيضا لا تبرح أن تنقل لمستمعيها تلاوات للمقرئ محمد حسين القريطي.
ورغم مرور ٥٩ عاماً على وفاته، إلا أن صوت الشيخ القارئ المرحوم محمد حسين القريطي، لا يزال له وقع خاص وأثر بالغ في نفوس أجيال من اليمنيين استمعوا لتلاوته عبر إذاعة صنعاء الأكثر انتشاراً وحضوراً في اليمن.
ولقد ارتبط صوت المقرئ “القريطي” بشهر رمضان المبارك في اليمن، فمنذ اليوم الأوّل لشهر الرحمة والمغفرة، يصدح صوت المرحوم القريطي الشجي في أنحاء واسعة من اليمن في لحظات ما قبل الإفطار، عبر مكبّرات الصوت في المساجد، وعبر أثير الإذاعة والتلفزيون الحكوميين، ورغم وجود المئات من حفّاظ القرآن، إلا أن القريطي ظل يتمتع بمكانة خاصة لدى جمهور واسع من اليمنيين خصوصاً كبار السن الذين ألفوا صوته منذ عقود.
اسم وصوت الشيخ القارئ محمد حسين القريطي التصق بشهر رمضان منذ أربعينيات القرن الماضي وحتّى الآن، ولذلك اعتاد اليمنيون جيلاً بعد جيل على تلاوة القريطي العطرة، وبمجرّد أن يستمع المواطن اليمني في صنعاء أو في محافظات أخرى عبر أي من وسائل الإعلام أو غيرها إلى تلاوة الشيخ القريطي المميزة يذهب ذهنه مباشرة إلى رمضان، فاليمنيون يعتبرون القريطي عطر رمضان، رغم أنهم يجهلون صورته وشكله بسبب عدم وجود صورة فوتوغرافية له باستثناء صورة يتيمة بالأبيض والأسود، عثر عليها “المصدر أونلاين” في منصات التواصل الاجتماعي، يقول متداولوها إنها للشيخ القريطي.