موجهات ومحددات الخطاب الأول لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي بعد العدوان تحولت إلى برامج تنفيذية لمؤسسات وأجهزة الدولة

عضو مجلس الشورى بلجنة حل القضايا الاجتماعية والحشد  لـ “الثورة”: إعلان القيادة الثورية خيار المقاومة كان مدروساً وشاملاً لعوامل الصمود وأسباب النصر

الثورة / محمد إبراهيم
قال عضو مجلس الشورى في لجنة حل القضايا الاجتماعية والحشد حسن محمد محمد طه«إن التفاف الأحرار من أبناء شعبنا حول قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله الذي أعلن بحكمته وثقافته القرآنية، وبصيرته الإيمانية خيار المقاومة والصمود في وجه العدوان الغاشم والحصار الجائر، باعتباره الخيار الأشرف والأعز لشعبنا اليمني الحضاري العظيم، والأقل كلفة عليه من الاستسلام والذل».. مؤكدا في حوار صحفي لـ»الثورة» أن الاهتمام بتطوير القدرات البشرية روحيا ومعنويا وعسكريا، والنهوض بمجالات التصنيع العسكري وتحصين الجبهة الداخلية بالمصالحة، كلها كانت قرارات سديدة عززت الصمود طوال السبع السنوات..
وتطرق طه إلى جملة من المفارقات التي تجلت مع مسار الزمن المقرون بالعدوان الحرب والحصار، على عدة صعد منها، الجبهة العسكرية، والحشد الشعبي والقبلي، وكيف عاشت المجتمعات المحلية اليمنية، «سلطات، وشعباً»، ظروف السبع السنوات مواصلة حياتها اليومية الزراعية والتعليمية والبنيوية، وقضايا أخرى… فإلى التفاصيل.
قرار الحرب على اليمن لم يصدر من الرياض بل من واشنطن.. والسعودية وجدت نفسها في أكبر ورطة بعدوانها على الشعب اليمني
الاهتمام بتطوير القدرات البشرية والنهوض بمجالات التصنيع العسكري وتحصين الجبهة الداخلية بالمصالحة كلها قرارات سديدة عززت الصمود
دول تحالف العدوان استولت على العائدات النفطية والثروات والمطارات والموانئ والجزر اليمنية بينما حكومة المرتزقة في الرياض تنفق المنح والقروض بإشراف الرياض
أراضي الإمارات والسعودية أصبحت مسرحا لعملياتنا العسكرية وصواريخنا البالستية وطائراتنا المسيرة وغيرها من منتجات التصنيع الحربي اليمني
المجتمعات المحلية اليمنية واصلت حياتها اليومية في الزراعة والتعليم والتنمية فالتكيف مع الظروف الصعبة والحالكة أهم السمات الحضارية لشعبنا اليمني .
بداية.. في مارس 2015م أعلن التحالف بقيادة الرياض بدء العمليات العسكرية لعاصفة الحزم في اليمن التي التحالف حربا خاطفة لأسبوع، بل أسبوعين إن طالت.. وفي 2022م أعلن رئيس المجلس السياسي في صنعاء بدء إعصار اليمن، ثم بدء عمليات كسر الحصار.. ما المفارقات الأهم في نظركم التي حدثت بين هاتين المحطتين الزمنيتين.. ؟
من الصعوباة بمكان إيجاز المفارقات التي تجلت خلال هذه السنوت العصيبة، فنحن أمام تحول عميق حدث في الفكر الإداري المقرون بالأزمة والظروف الاستثنائية، وفي السلوك المؤسسي المشفوع بالإصرار على البناء والمقاومة.. لكن الأهم في سياق الحديث عن تلك المفارقات المفتوحة على التعدد، أن التفاف الأحرار من أبناء شعبنا حول قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله الذي أعلن بحكمته وثقافته القرآنية، وبصيرته الإيمانية، خيار المقاومة وما تطلبه من قيم وعوامل الصمود والتصدي لهذا العدوان الغاشم والحصار الجائر، باعتبار خيار المقاومة هو الأشرف والأعز لشعبنا اليمني الحضاري العظيم، والأقل كلفة عليه من الاستسلام والذل..

طبيعة قرار المقاومة
برأيكم هل كان قرار المقاومة ارتجاليا انفعاليا بفعل الصدمة الأولى لحجم العدوان والحصار والتحالف المكون من قرابة 18 دولة، تقودها الرياض.. ؟
قرار المقاومة والمواجهة لم يكن ارتجاليا ولم يكن في نفس الوقت انفعالياً، بل كل قرارا مدروسا، أتى سديدا بعد تريث وبعد إبلاغ التحالف المعتدي الحجة كاملة لكنه أبا وواصل عدوانه السافر على اليمن أرضا وإنساناً وبنية تحتية، فبعد قرابة الشهرين، ظهر قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي معلنا في خطاب تاريخي قرار المقاومة وعدم الاستسلام، معطيا موجهات ورؤى سديدة مثلت صمام أمان الجبهة الداخلية، ورفعت معنويات الجيش واللجان الشعبية على كل المحاور، على مدى السنوات السبع.. ولأن تلك الموجهات والرؤى جاءت صادرة من منظور إيماني وأخلاقي وإنساني فقد تحولت إلى خطط وبرامج تنفيذية لمؤسسات الدولة (الرئاسة والحكومة بمختلف الوزارات والقضاء والمؤسسة التشريعية والشوروية) أي أنها شملت الاهتمام بكل عوامل المواجهة وأسباب النصر المرتكزة على: تطوير القدرات البشرية، وبناء الجيش واللجان الشعبية بناءً قتاليا وبروحية إيمانية وثقافة جهادية ووعي بأهمية المرحلة ومعرفة العدو الحقيقي للأمة ليكونوا مؤهلين لمواجهة ذلك العدو معتمدين على الله وتأييده وليس على نوعية وكمية السلاح أو التعويل على مواقف دولية. تأتي بعد ذلك ضرورة الارتقاء بمجالات التصنيع العسكري وتطوير الصواريخ البالستية وصناعة الطيران المسير وبقية القدرات العسكرية، ثم الاهتمام بالجبهة الداخلية وتماسكها من خلال الانفتاح على مختلف القوى والتكتلات والتيارات السياسية والاجتماعية والفكرية والقبلية والعلماء والاكاديميين من كافة الجغرافيا اليمنية إلى أن تعززت كل مقومات الشراكة في إدارة المرحلة بمختلف مستوياتها في الرئاسة والحكومة ومختلف قطاعات ومؤسسات الدولة. . ولم يغفل قائد الثورة مسألة المشكلات الاجتماعية المزمنة والغائرة في النسيج الاجتماعي اليمني والتي قد يستغلها العدو، كظاهرة الثارات والصراعات القبلية، فقد وجه بضرورة الاهتمام بالمصالحة الوطنية والتصالح الاجتماعي وحل قضايا الثأر والنزاعات القبلية وتوحيد القبيلة اليمنية تحت مظلة الوطن، وتفعيل دور القبيلة لدعم ومساندة الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان.

مرت الشهور الأولى ثم عام ثم العام الثاني، والشعب اليمني لازال صامدا، فلجـأ التحالف إلى محاولات الاختراقات الداخلية وحرب الشائعات؛ كيف تقيمون مسار المواجهة قيادة ثورية وسياسية ووعياً شعبياً ؟
لقد أحسنت القيادة الثورية والسياسية ومن بعدهما التفاعل السياسي لكافة القوى المناهضة للعدوان والوعي المجتمعي إذ انتبه الجميع لضرورات اتخاذ التدابير والمعالجات لكل إجراءات وتصعيدات دول العدوان العسكرية والاقتصادية والأمنية والحرب الناعمة وحرب الشائعات والحصار الشامل، فأمنيا تم التركيز على الميدان العملي الواقعي الذي يلامس المجتمع وتطوير أداء الأجهزة الأمنية وتحصينها من الاختراقات وضبط عشرات من خلايا وعناصر القاعدة وداعش المدعومة من دول العدوان وإفشال مئات من المخططات الإجرامية التي تستهدف الأمن والسكينة العامة في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى، أما اقتصاديا وإداريا ومؤسسياً ومحددات استمرار دورة الحياة الإدارية والبنيوية في مستويات العمل المؤسسي للدولة تم وضع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة على قاعدة يد تحمي ويد تبني التي أطلقها الرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله، ومتابعة إنجازها حتى تم إخراجها كواقع ملموس على شكل خطط وبرامج عملية تواكب المرحلة في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة لتكون أهم ركائز مرحلة الصمود ومواجهة العدوان.. كل تلك الإجراءات كانت أهم العوامل للصمود أولاً ثم إفشال مخطط العدوان ثم التحول إلى مرحلة الانتصارات على أكبر تحالف عسكري عدواني وتوجيه الضربات الموجعة لدول العدوان وتنفيذ خيارات الردع الاستراتيجية لإيقاف العدوان وفك الحصار المفروض علينا.

قرار الحرب
بالعودة إلى قرار التحالف بقيادة السعودية بِشأن العمليات العسكرية في اليمن.. برأيكم من أين جاء القرار أو ما هي المعطيات التي جعلت الرياض وحلفها يعتقدون أن التهام الخارطة اليمنية سيكون بتلك السهولة التي تحدث بها ناطق التحالف في أول ليلة ..؟
أولا قرار الحرب العدوانية على اليمن جاء من واشنطن، وليس من الرياض، ناطق التحالف عندما تحدث في أول ليلة عن القضاء على الدفاعات الجوية اليمنية والقوة العسكرية، كان تابعا لحديث الجبير من واشنطن، الذي تحدث عن عمليات عسكرية خاطفة في اليمن، وهو لم يعلم أن تلك اللحظة كانت هي البداية الحقيقية لأكبر ورطة للسعودية التي باتت الآن تعرف حجم ورطتها واعتداءها على اليمن، لأنها نفذت عدوانها على الشعب اليمني -حينها- بحسب المعطيات والواقع الضعيف ليمن ما قبل ثورة الـ21 من سبتمبر 2014 م حيث سبق وأن مهدت السعودية وأمريكا وبعض الدول على الإغراقه في الأزمات المختلفة وتغذية الصراعات بطريقة ممنهجة منذ فترة طويلة حيث كان الجيش قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر مفككاً ومتعدد الولاءات، وقياداته العسكرية غير موحدة والقرار متعدد وتشكيلاته تابعة لرموز النظام السابق وبعض القوى السياسية المؤدلجة، وكثير من الرموز المحركة للقبيلة اليمنية تدين بالولاء للرياض، بل وتستلم مخصصاتها من المملكة، وهو ما يسر لأمريكا والسعودية ومن ورائهما إسرائيل تدمير وتعطيل منظومة الصواريخ وتدمير منظومة الدفاع الجوي التي سبقت عملية تفكيك الجيش تحت مسمى الهيكلة، حتى أصبحت اليمن دولة فاشلة تشرف عليها وتدير ملفاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، عشر دول، في صدارتها أمريكا وبريطانيا والسعودية، والأمارات، وغيرها متربصة لتقاسم مصالحها في اليمن، خصوصا بعد قرار مجلس الأمن بشأن إدخال اليمن تحت البند السابع..
تلك المعطيات جعلت دول تحالف العدوان تعتقد بأنها تستطيع القضاء على المشروع التحرري لثورة الـ 21 من سبتمبر ووأد المشروع القرآني الذي تخشى من سرعة انتشاره في أوساط الأمة فرسمت مخطط العدوان وهي معتمدة على دور أدواتها وعملائها ليعملوا على تطويع الشعب لصالح مشاريعها الاستعمارية، ولكن بفضل الله وحكمة قائد الثورة تحولت تلك الحالة المزرية والواقع المتردي للدولة الذي راهن عليه العدو لتحقيق أهدافه العدوانية، إلى بركان ثائر في وجهه وقوة تؤرقه وتهدد عروش أنظمة دول العدوان كافة، أوصلته اليوم الى مرحلة التخبط واليأس في الخروج من هذه الحرب التي ستقضي على قوى الاستكبار.

كسر الحصار
برأيكم هل ستجبر عمليات كسر الحصار التحالف بقيادة السعودية على إنهاء الحصار الظالم على مطارات وموانئ اليمن.. ؟ ما هي المؤشرات التي تلاحظونها في خطاب التحالف..؟
بكل تأكيد، وبإذن الله، لأن الحصار قد بلغ مداه من التعنت والقرصنة البحرية واستهداف مقدرات اليمنيين الاقتصادية والمعيشية، كما أن أجندة وأطماع الدول الرباعية (أمريكا بريطانيا السعودية الإمارات) في موارد اليمن النفطية والغازية قد انكشفت للرأي العام المحلي والعالمي، كما أن المؤشرات واضحة، ويقرأها كل المتابعين والمهتمين بالوضع والشأن اليمني ووضع المنطقة بأن دول العدوان بقيادة السعودية فشلت فشلاً ذريعاً في عملياتها العسكرية العدوانية على اليمن لأنها قدمت أهدافاً ومبررات للرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي بأنها تنفذ عمليات عسكرية لإعادة ما يسمى بالشرعية وإنهاء الانقلاب -بحد توصيفهم لثورة الـ21 من سبتمبر، وتأمين أراضي السعودية من التهديدات في الحدود الجنوبية -بحسب زعمها وحلفائها- وكل انكشافات الحقائق والأجندات والأهداف الضمنية من الحرب على اليمن، لم تكن إلا بفضل الصمود الأسطوري لقيادة اليمن الثورية والسياسية وأحرار اليمن، الذين فضحوا زيف تلك العناوين التضليلية وأفشلوا مخطط استهداف اليمن واحتلاله .. وبعد 7 أعوام من الصمود الأسطوري لم تستطع السعودية أن تعيد الخونة أو تؤّمن محافظة واحدة تستقر فيها شرعية وحكومة الرياض، بل تحولت مناطق سيطرة التحالف نفسها إلى مسرح لمشروع الرياض وأبو ظبي التمزيقي للنسيج الاجتماعي اليمني، وللنهب والسرقة والمصادرة لعائدات ثروات اليمن النفطية، واستمرار عسكرة منشآتها الغازية.. اختصاراً للقول إن دول التحالف وفي صدارتها السعودية والإمارات، استولت على العائدات النفطية والثروات والمطارات والموانئ والجزر اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، بينما حكومة المرتزقة في الرياض تنفق المنح والقروض المتراكمة على الأجيال اليمنية المستقبلية، بإشراف وموافقة الرياض.

وفي مقابل ذلك، وبعد سبع سنوات من مقاومة وصمود المناطق الحرة الواقعة في نطاق حكومة صنعاء، ما الذي يجري في الأراضي السعودية والإماراتية ..؟
في مقابل ذلك، تحولت أراضي السعودية والإمارات مسرحاً لعملياتنا العسكرية وضربات الصواريخ البالستية والطيران المسير بعد أن كانت آمنة ولم تستطع السعودية والإمارات حماية أراضيها رغم الإنفاق المهول لمئات المليارات من الدولارات سنوياً لشراء الأسلحة الحديثة والصواريخ والقنابل الذكية والأنظمة الدفاعية الأمريكية وتسليح المرتزقة من مختلف الدول إضافة إلى الإنفاق على عتاد وسلاح جيش الخائن عبدربه منصور والخائن علي محسن وطارق عفاش والنخب التي تم تأسيسها ومثلما سمعنا عويلهم وبكءهم واستنجادهم فسوف نسمع ونرى اليوم الذي ننتصر فيه على تحالف العدوان وتنهزم السعودية وتعلن إيقاف عدوانها وفك الحصار عن شعبنا مهما كابرت وحاولت تشتيت أنظار العالم عن ما تتعرض له من خسائر وهزائم على مختلف المسارات في الجبهات وفي مصالحها واقتصادها وبنيتها التي أنهكها الإنفاق الكبير على الجانب العسكري الخاص بأعمالها العدوانية وجرائمها اليومية في حق أبناء شعبنا اليمني وممتلكاتهم ومقدراتهم الخاصة والعامة.

محادثات الرياض
من وجهة نظركم.. ماذا يريد التحالف من المحادثات اليمنية/اليمنية التي يحاول الخليج تبنيها في الرياض.. ؟
العدوان يعيش حالة متقدمة من الضعف والانقسامات بعد أن تراجعت نسبة التأييد لهم في المناطق المحتلة، بل وعلى المستوى الدولي تراجع مستوى الثقة بشعارات التحالف وأداء حكومة هادي في الرياض، وتحولت مواقف غالبية القوى السياسية والاجتماعية من حالة التبعية والطاعة العمياء إلى تمرد كبير على السعودية من جهة وعلى الإمارات من جهة أخرى وتمرد أيضاً على الخائنين هادي وعلي محسن، وبالمقابل تزداد نسبة الوعي لدى النخب وكل أبناء المجتمع في المحافظات المحتلة بمختلف مستوياتهم بمخططات دول العدوان ومشاريعها الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل عبر أدواتها الإقليمية، السعودية والإمارات .. وبالتالي تحاول دول العدوان جاهدة استرضاء عملائها وأدواتها من اليمنيين وارضائهم بعطاياها لتجديد ولائهم لها وتنفيذ قائمة من المطالب التي تهدف إلى لملمة صفوف المرتزقة والخونة لتحريكهم في مسارات التصعيد الشامل الذي تنفذه علينا منذ شهور وقد ربما تفرض عليهم القبول بقيادات من أسرة الهالك عفاش.

الملف الداخلي
كونكم عضو مجلس شورى وتحديدا ضمن اللجنة المعنية بحل القضايا الاجتماعية والحشد… إلخ… ما أبرز ما حققته الدولة في مسار إنهاء قضايا الثارات والصراعات القبلية الداخلية ؟
كما أوضحت في الجواب الأول بأن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أعطى هذا الجانب اهتماماً كبيراً ودعماً لا محدوداً وكلف الأخ الأستاذ محمد علي الحوثي مسؤولية متابعة ملف هذا الجانب وتحرك بكل جدية وحرك أيضاً المشايخ والوجاهات والمسؤولين والقضاة وكل الشرفاء في مختلف المحافظات والقبائل والأسر وحقق هو والكثير ممن ذكرت نجاحات كبيرة في حسم وحل قضايا المجتمع الشائكة وقضايا الثار وخلافات قبلية والتقطعات كان قد مضى على معظمها أكثر من عشرين ومن ثلاثين عاماً ولعلكم تشاهدون أنتم وكل من يتابع الأخبار في مختلف القنوات الوطنية تلك المواقف الخاصة بالتصالح وحسم الخلافات والنزاعات وقضايا القتل والثار كل يوم أو شبه يومي منذ سنوات وهي تعرض في نشرات الأخبار ومثلها أضعاف كثيرة من المواقف التي لا تحظى بتغطية إعلامية، وهي منجزات بفضل الله محسوبة للقيادة ولأبناء الشعب المعروفين بالحكمة والإيمان الذي يجسدونه بمواقف التسامح والعفو وتضميد الجروح فيما بينهم. وكان لتلك المصالحات أثر كبير في المجتمع اليمني الذي أدرك بأهمية توحيد الجهود ورص الصفوف لمواجهة العدوان الخارجي الغاشم، وأدرك كل العقلاء بأن اليمنيين كانوا ضحايا لممارسة السياسات السابقة التي استهدفت النسيج الاجتماعي بتغذية الخلافات والنزاعات ليستمر النظام مستغلاً ومتحكماً في كل الأحرار باستخدام ملفات تلك القضايا التي تسببت في قتل الآلاف من الأبرياء ضحايا الثار وغدر النافذين وتشريد عشرات الآلاف من قراهم ومناطقهم والاستحواذ على أملاكهم بالباطل.

على مدى سبع السنوات .. كيف تلخصون مشاهد الحشد القبلي.. والاحتشاد الشعبي في مواجهة العدوان والحصار.. ؟
لقد تحرك أحرار هذا الشعب في مختلف جبهات الصمود والمواجهة، ومن أهمها الجبهة العسكرية من خلال الحشد والمرابطة وتقديم القوافل المالية والعينية من الغذاء والمواشي والفواكه، وكذلك الجبهة الداخلية المتمثلة في التكافل الاجتماعي وحل القضايا والمشاكل العامة والخاصة، ونشر الوعي والتأهيل الثقافي والتعبوي وترسيخ الهوية الإيمانية وإحياء قيم الإخاء والتعاون والبذل والتضحية من أجل كل القيم التي عرف بها المجتمع اليمني، والتصدي للشائعات والحرب الناعمة .

المجتمعات المحلية والتنمية
كونكم عضو اللجنة الرئاسية المكلفة بالنزول لمحافظة ريمة لتنفيذ حملة إعصار اليمن.. يخطر ببالنا سؤال حول الاستجابة المجتمعية في مديريات وعزل المحافظة، ليس في مضمار الحشد للمواجهة فحسب، بل وعلى صعيد استمرار المجتمعات المحلية، اليمنية -ومحافظة ريمة مثال على ذلك- لأعمالها الزراعية والتنموية ومساهماتها في مشاريع البناء في زمن العدوان، أو بالأحرى كيف عاشت المجتمعات المحلية سنوات الحرب والحصار السبع ؟
للإجابة على الجزء الأول من سؤالكم المركب، أود الإشارة إلى أن مجتمع محافظة ريمة متفاعل ومستمر في مشاركة الجيش واللجان الشعبية وكل الأحرار من أبناء شعبنا اليمني في معركة التحرر ومواجهة العدوان والحصار بمختلف الجوانب ولأبناء ريمة رصيد ودور بارز في هذه المرحلة سواءً في الحشد والمشاركة في جبهات العزة والكرامة وقدموا المئات من الشهداء والجرحى، أو في تقديم القوافل المالية والعينية بين كل فترة وأخرى خلال العام الواحد أكثر من 3 إلى 4 قوافل ولا يزالون مستمرين في البذل والعطاء مثلهم مثل كل المحافظات والقبل اليمنية المعطاة.
وما يتعلق بكيف عاشت المجتمعات المحلية اليمني سنوات الصمود السبع، أستطيع وغيري القول أن المجتمعات المحلية سلطات وشعب، استمرت في حياتها اليومية وإسهاماتها التنموية المستندة إلى نزعة حضارية يمنية تكيفت مع مختلف الظروف والكوارث، ونحتت الصخور لإيجاد عوامل وجودها الحضاري القائم على الزراعة، أبناء ريمة جسدوا أسمى معاني الصمود والتعاون والتكاتف واستطاعوا أن يتجاوزا كثيراً من المعاناة التي فرضها العدوان وانجزوا مئات المشاريع أبرزها وأهمها شق ورصف عشرات الطرقات الفرعية، وكذلك المدارس في كل المديريات سواء بنفقات خاصة من أصحاب الأيادي البيضاء من رجال الأعمال والمغتربين، تجاوزت مئات الملايين من الريالات أو عبر مساهمة المواطنين السخية إلى جانب الصندوق الاجتماعي للتنمية، وتحتل مديرية الجعفرية المستوى الأول في عدد المشاريع، وهذا العطاء وتلك المبادرات تحتاج إلى تشجيع وتنظيم وتقديم يد العون من قيادة الدولة والسلطة المحلية بالمحافظة ،خاصة وأن التنمية المحلية في محافظة ريمة كانت ولا زالت مغيبة وأبناء المجتمع لا زالوا محرومين من أهم المشاريع الخدمية طوال فترة النظام السابق.

أخيــــرا
أخيرا.. واليمن تطوي عامها السابع، وتدخل عامها الثامن صامدة ومحققة انتصارات غير متوقعة.. ماذا يعني لليمنيين هذا الصمود وهذه التحولات.. ؟
يعني لليمنين أن (العاقبة للمتقين) وهو وعد إلهي حق، لا لبس أو شك فيه، وإننا على ثقة من نصر الله وتأييده، وعلى ثقة بحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في تجاوز مرحلة الصمود إلى مرحلة الانتصار الكبير وأن التوجه العام للقيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى ساعد على الصمود وتحقيق كثير من الانتصارات وأهمها العسكرية والاقتصادية تستحق الإشادة ومحل فخر واعتزاز كل يمني حر رغم ما تكابده الدولة من معاناة، وما تواجه من تحديات فرضها العدوان والحصار كانقطاع الموارد الأساسية، ومع ذلك فإنها حققت قدراً كبيراً من الاستقرار، مقارنة بالانهيار الاقتصادي وفقدان العملة لقيمتها في المحافظات المحتلة التي يتحكم فيها التحالف بموارد النفط والغاز والموانئ البحرية والمنافذ الجمركية.

قد يعجبك ايضا