عن رمضان وباسويدان في إندونيسيا

الثورة / هاشم الأهنومي
تعتبر إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم، إذ يبلغ عدد سكانها 250 مليون نسمة، 85 % منهم مسلمون.
لعب اليمنيون درواً هاماً في نشر الإسلام في اندونيسيا والدول المجاورة لها، ماليزيا، سنغافورة، وبروناي، إذ شهد القرنان الـ 18 والـ 19 الميلاديان هجرات الآلاف من اليمنيين، معظمهم من أبناء حضرموت إلى دول شرق آسيا واندمجوا مع سكانها وشاركوا بفاعلية في نهضة تلك البلدان اقتصادياً وسياسيا ونشروا الرسالة المحمدية في تلك البلدان.
لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الإندونيسيين من أصول يمنية، لكن الكثير من المصادر تقدرهم بالملايين، وهنا تجدر الإشارة إلى أن حاكم العاصمة الإندونيسية جاكرتا “ أنيس رشيد باسويدان” المرشح المحتمل للرئاسة عام 2024م، والذي كان قبل ذلك رئيساً لإحدى الجامعات الإندونيسية ثم وزيراً للتعليم، هو حفيد عبدالرحمن باسويدان السياسي والمناصل اليمني الذي شارك في النضال من أجل استقلال إندونيسيا في ثلاثينيات القرن الماضي وشارك أيضاً في صياغة دستورها.
يحظى شهر رمضان بمكانة خاصة لدى المسلمين في إندونيسيا، فهم يتميزون في استقبال شهر رمضان بمظاهر احتفالية متعددة، حيث تتبدل أنماط معيشتهم وتتغير بصورة كبيرة خلال الشهر الكريم ويصبح شاغلهم الأول والأساسي العبادة وتلاوة القرآن والإكثار من ارتياد المساجد.
لشهر رمضان قدسية واحترام من كافة الإندونيسيين بمن فيهم غير المسلمين، حيث تغلق الملاهي والنوادي الليلية وفي بعض الأقاليم تطبق عقوبة الجلد على كل من يجاهر بالفطر في نهار رمضان .

تقاليد رمضانية
يقوم مسلمو إندونيسيا في الشهر الكريم بتزيين الشوارع بشعارات رمضانية ومصابيح خاصة ، وتنظيف المصالح العامة والمساجد ومجالس العلم للتهيئة للأنشطة الرمضانية كتدارس القرآن الكريم والتعليم الديني، إلى جانب ذلك يقومون بزيارة مقابر «الأحباب»، فالزيارة في منظورهم ليس الهدف منها فقط تذكر أولئك الناس بل تذكر حياة الآخرة أيضاً.

الأطعمة في رمضان
يبدأ مسلمو إندونيسيا إفطارهم بالتمر واللبن اقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله سلم ثم يصلون المغرب وبعد ذلك يتناولون الطعام الذي يعدونه في منازلهم ثم ينقلونه إلى المساجد قبل موعد الإفطار.
فوجبات مسلمي إندونيسيا لها ميزتها الخاصة ومن أشهر عادات مسلمي إندونيسيا للإفطار في رمضان أن تجتمع جموعهم في المساجد قبل أذان المغرب، لتناول طعام الإفطار، وتوضع الأطعمة على الأرض بعد أن يتم نقلها من المنازل، ويجلس الجميع قبل الأذان جنبا إلى جنب، الأغنياء والفقراء، والصغار والكبار.
وتختلف موائد الإندونيسيين في أيام رمضان، حيث يقبلون على تناول أنواع معينة من المشروبات والأطعمة والفواكه، ومن أشهر الأطعمة الرمضانية التي يفطر بها مسلمو إندونيسيا طعام يسمى أبهم وهو عبارة عن نوع من الحلوى أشبه ما يكون بـالكعك ويقدم التمر إلى جانبه.
ويعتبر الأرز هو الطعام الرئيسي في إندونيسيا، والذي يتم إعداده بطرق مختلفة.
وتتنافس مساجد إندونيسيا في رفع الأذان في رمضان ويسعى كل مسجد لأن يكون هو الأعلى صوتا عن المساجد الأخرى، لدرجة أن بعضاً من المساجد الكبرى قد تدفع مبلغ 25 مليون روبية- أي ما يساوي 2600 دولار -ثمن مكبر الصوت، وهو ما يقدر بضعفي سعر نظام الصوت الشائع، ابتهاجا برمضان، كما تشارك النساء في صلاة التراويح، حيث تخصص لهن مساحة داخل المسجد.