في حواره مع الفضائية اليمنية.. الرئيس: كل الخيارات مفتوحة ونأمل الإصغاء لدعوة السلام
الرئيس المشاط : لا علاقة لمشاورات الرياض بالسلام وعملياتنا ليست رداً عليها وخياراتنا مفتوحة
أكد فخامة الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط بأن مطالب الشعب اليمني محقة ، وأوضح بأن مبادرة السلام التي أطلقها ليل السادس والعشرين من مارس “جاءت في سياق بحثنا عن حقوق شعبنا المشروعة، وإبراءً للذمّة، والتصعيدُ الذي سبقها كان في نفس السياق”.
وأكد فخامة الرئيس في حوار تلفزيوني أجرته قناة اليمن الفضائية وبثته ليلة أمس، وقابله فيها وزير الإعلام ضيف الله الشامي أن العام الثامن من مواجهة عدوان تحالف العدوان مليء بالمفاجآت، إذا لم يُصْــغِ العدو إلى صوت العقل والمنطق”.
ولفت فخامة المشير الركن مهدي المشاط – رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن المبادرة التي تم إطلاقها عشية السادس والعشرين من مارس الجاري بالتزامن مع اليوم الوطني للصمود، جاءت في سياق الحرص على حقوق الشعب اليمني المشروعة ، وأوضح بأن المبادرة التي جاءت بعد عملية كسر الحصار الثالثة في العمق السعودي تمثل براءة للذمة، وإقامة للحجة على دول العدوان، ولا علاقة لها بما تسمى “مشاورات الرياض” على الإطلاق.
وأكد أنه لا توجد علاقة بين استعداد صنعاء للحوار في دولة محايدة وبين ما يتم الترتيب له في الرياض.. لافتا إلى أن لملمة صفوف تحالف العدوان ليست مشاورات سلام ، وأوضح أن تلك المشاورات لا علاقةَ لها بالسلام، وهدفها ترتيب الوضع الداخلي للمرتزِقة.
وقال الرئيس المشاط: “نحن نريد مساعيَ جديةً للوصول إلى حلول شاملة، وما يُرَتَّـبُ له في الرياض ليس في سياق السلام، وإذا ما كان هناك عملية سلام جادة فنحن جاهزون للتعاطي معها”.
وأشار إلى أن هناك اتصالات مُستمرّة بين الحين والآخر منذ بداية العدوان لكنها وللأسف الشديد لا تفضي إلى نتائجَ ، ولفت رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أن التناقض في دعوات مجلس التعاون ليست بالشيء الغريب، فالعدوانُ من أول يوم مليء بالتناقضات.
وبيّن الرئيس أنَّ “الأعداء وصلوا إلى أزمةٍ، ودخلوا في مستنقعٍ لم يستطيعوا أن يخرجوا منه بالشكل الذي يتصورون”، وأردف: “نحن جاهزون إذا كانت هناك عملية سلامٍ جادة” ، وأشار إلى أنَّ العمليات العسكرية الأخيرة لا علاقةَ لها بمشاورات الرياض على الإطلاق”، وأكد بأنَّ “مشاورات الرياض لا علاقةَ لها بالسلام، وهدفها ترتيب الوضع الداخلي للمرتزقة”.
وأكد فخامة الرئيس بأن كل الخيارات مفتوحة في العام الثامن ، وقال “كُـلّ خياراتنا مفتوحة، والمفاجآت واردةٌ في المستقبل، لكننا نتمنى أن يسمعوا صوتَ العقل”، وتابع قائلاً: “مطالبنا محقّة، ولا يستطيع أحدٌ في هذا العالم أن يتمنن علينا بحقوقنا”، مشيراً إلى أنَّ “الأعداء لديهم مطامع، ونحن لدينا حقوق لشعبنا نشتغل على تحقيقها في كل المستويات”.
وقال الرئيس المشاط :” إن التصعيد وارد والحربُ مُستمرّةٌ وعلى أَشَدِّها والجديدُ فقط أننا بدأنا بفتحِ خيارات أشدَّ وأكثرَ إيلامًا، ومن يشكّك في يمنية ضرباتنا فلا تَعنينا أيةُ جنسيات يريدُها” ، وأكد أن حملة إعصار اليمن جاءت كوعاء لاحتواء الاندفاع الشعبي وتنظيمه وليس لأَنَّ هناك نقصاً في المقاتلين، فهذا غير صحيح، ومن يتحدث عن ذلك في اليمن فهو واهم.. لافتا إلى أن “التصعيد العسكري والاقتصادي للعدو يخدم جبهاتنا ولا يحقّق له شيئاً”.
وتابع الرئيس بالقول :” لسنا آسفين على استهداف قاعدة الظفرة الإماراتية وليعتبروا ذلك تحديًّا أو كيفما شاءوا، لأن من حقنا الإنساني الرد على المعتدي سواءٌ أكان قوةً “عظمى أَو صغرى”.. مبينا أن العدوان مُستمرّ، وعليه أن يحسبَ حسابَ العواقب كونه المعتدي.
وذكّر فخامة الرئيس المشاط بما قدمته اليمن من مبادرات سلام متعددة وقال قدمنا مِراراً رؤىً واضحةً وصحيحةً تؤدي إلى الوصول إلى حلٍّ سياسيٍّ شاملٍ، وتُنهي مظاهر العدوان كاملةً”، وتابع: “كما قدَّمنا مؤخراً ورقةً إنسانيةً للمبعوث الأممي قبل جلسة مجلس الأمن، لكن ليست هناكَ استجابةٌ للأسف”.
وقال الرئيس إنَّ “الأمم المتّحدة، وكثيرٌ من الأطراف الدولية، وحتى الأعداء، يعترفون لنا في الأحاديث الثنائية بأن طرحنا منطقي”، وأوضح الرئيس بأن تحالف العدوان يريد فرض إرادته على الشعب اليمني ، ومن حقّنا ألا نقبل أية أطروحات تتنافى مع مطالب شعبنا وإرادته”، مشدِّداً على أنَّ “اليمن من المستحيل أن يكون حديقةً خلفيةً، ولن يكون شعبنا ذليلاً مهاناً، يتسول حقَّه في العيش”.
وأعلن أنّه “من الصعب أن نستقبل مبعوثاً أمميّاً عاجزاً عن إدخال سفينةِ وقودٍ إلى اليمن”، وأضاف أنَّ “من يعجز عن إدخال سفينةِ وقودٍ وهو يمثل الأمم المتحدة، فهو عن غيرها أعجز”.
وبيّن أنَّ “المبعوث الأممي يعرف الآن أنَّ من يعيق مهمتَه وجهوده هي دول العدوان، بسبب منعها دخول السفن النفطية”، وبين أن أزمة الوقود تتويج لحرب اقتصادية مستمرة بدأت منذ أن أعلن السفير الأمريكي في الكويت بأنّه سيعمل على ضرب قيمة العملة اليمنية”.
وكشف عن الدور الأمريكي والبريطاني في تجويع الشعب اليمني وقال “من يتولّى ملف الحرب الاقتصادية علينا هم الأمريكيون والبريطانيون لإيصال المعاناة إلى كُـلِّ بيتٍ”، وأضاف أنَّ “غلاء المعيشة يأتي في سياق سلسلة برامج يعمل عليها العدوّ بكلِّ قذارةٍ لإنهاك شعبنا”.
وأكد الرئيس المشاط بأنَّ “الجبهة الاقتصادية كالجبهة العسكرية بل أصعب، لأنَّ العدو يستطيع من خلالها إيصالَ إجرامه إلى كُـلّ أسرة”، وشدَّد على أنَّ “هناك من يصل الليل بالنهار في سياق إحباط وإفشال مؤامرات عدوّنا في الجبهة الاقتصادية”.
وأضاف :” إن غلاء المعيشة يأتي في سياق سلسلة برامج يعمل عليها العدوّ بكل قذارة لإنهاك شعبنا، فالعدو يمارس سياسةَ لمحاولة تركيع اليمنيين، ويعاقبهم على رفض أجندته والصمود في مواجهته”.
وأوضح الرئيس المشاط أن هناك من يصل الليلَ بالنهار في سياق إحباط وإفشال مؤامرات العدو في الجبهة الاقتصادية.. معتبرا الإعلام “سلاحا ذا حدين والعدوّ يراقب كُـلّ تحَرّكاتنا للاطلاع على خططنا ونحن في عملية استباق”.
ولفت إلى أن اتخاذ القرارات في الجبهة الاقتصادية هي تماما كما في الجبهة العسكرية ولا يخضعُ للشعارات الجماهيرية، وقال: “نقدِّرُ شعور الشعب ونريد أن نعلنَ عن جهودنا لكن لدينا تجارب استغل فيها العدوُّ التسريبات، لذلك لا نُظهِرُ كُـلَّ ولا بعضَ ما يتم إنجازه بل إن العمليات والخطوات الاستراتيجية لا يُفصَحُ عنها للإعلام أبدًا”.
وأضاف الرئيس المشاط :”عندما عرضنا مشروعاتٍ في مجال صيانة الطرق قام المرتزِقةُ في اليوم التالي بمنع دخول الإسفلت فوجهنا بمنع العرض”.
وتطرق رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى الجهود المبذولة من قبل المسئولين لوضع المداميكَ الأولى لبناء الدولة ومؤسّساتها.. لافتا إلى أن عملية الإصلاح في المؤسّسات تستهدفُ المزدوجَ والوهميَّ وليس أبناءَ الشعب.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن ارتفاع الأسعار مرتبطٌ بالحصار ويتحمل العدوانُ مسؤوليتَه، كما أن سعر الصرف جزءٌ واحدٌ من عدة قضايا تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار.. لافتا إلى أن ارتفاعُ أسعار البورصة والنقل البحري والوقود وإجراءات الحصار أسبابٌ أَسَاسية في ارتفاع السلع.
واستدرك بالقول: “لو كانت البضائع تدخل من المنافذ المصممة للنقل الصحيح وبالكلفة الأقل، لَما ارتفعت الأسعار”.
وأضاف رئيس المجلس السياسي الأعلى :”نخوضُ نقاشًا مُستمرًّا مع التجار خَاصَّةً مع قدوم شهر رمضان المبارك لتحديد الأسعار، وهناك من يستغل الظروفَ والتغييرات لكن لدينا برنامج لضبط الأسعار، وهنا أطمئن شعبنا بأننا سنحقّقُ ما يطمح إليه من الحياة الحرة والكريمة”.
وتعليقاً على موقف جامعة الدول العربية من حرب التحالف السعودي على اليمن، قال المشاط إنّها “خذلت جماهير الأمة العربية، وانحرفت عن الميثاق الذي أنشئت من أجله”.
في ما يلي نص الخطابالثورة / صنعاء
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
مشاهديَّ ومشاهدي قناةِ اليمنِ الفضائية من اليمن، في الداخلِ والخارجِ نُرَحِّبُ معكم في هذا اليوم وفي هذا اللقاءِ الاستثنائي الهامِّ والخاصِّ بشخصيةٍ تولت قيادةَ اليمنِ في مرحلةٍ من أصعبِ المراحلِ، بعد اغتيالِ الرئيسِ الشهيدِ صالح الصمَّاد فكانت خيرَ خَلَفٍ لخيرِ سَلَفٍ، من قَطراتِ الدم المسفوحِ ظُلماً خَطَّ الأحرفَ الأولى لمشروع الشهيد الرئيس “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”، متعهِّـدًا لأبناء الشعب اليمني العظيم، بمواصلة السير وإكمال المشروع؛ وفاء وإجلالًا للمبادئ والتضحيات التي قدمها أبناء الشعب اليمني الصامد، من ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وثقافتها المرتكزة على الانحياز للشعب والأرض، ورفض كُـلّ أشكال الوَصاية والهيمنة الخارجية، عمل على تعزيز القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية وهي اليدُ التي تحمي الشعب، في حاضرِه ومستقبله، فأعطى الأولويةَ للقوات المسلحة والأمن ومنحها اهتمامه البالغَ، تحشيدًا وتدريبًا ودعمًا وإسنادًا، وفي أولويةِ الأولويات أعطى التصنيعَ العسكري اهتماماً بالغاً بدءًا من صناعة الذخيرة والطلقة الأولى وُصُـولاً إلى الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، في كُـلّ جبهات الشرف والعزة وصلت إلى حالة متقدمة، وتحقّقت بفضل الله تعالى انتصارات كبيرة، كعمليات نصر من الله والبنيان المرصوص، إلى أبواب مارب، وُصُـولاً إلى إعصَـار اليمن وعمليات كسر الحصار المُستمرّة، اليوم سيكسر ضيفنا الصم ونكسر نحن معه المألوف من قواعد العمل الإعلامي المعتاد؛ لأَنَّ الإعلامَ مسؤولية وليست مهنةً أَو حرفة، حَيثُ يمثل الإعلامُ حلقة الوصل بين المواطن والمسؤول؛ ولهذا نحن اليوم هنا لمناقشة أبرز المستجدات والخيارات المتاحة، والمواقف المرتقبة وما هو سر الأزمة وتصاعدها، خُصُوصاً أزمة المشتقات النفطية، لماذا غلاء الأسعار مع ثبات سعر الدولار، ما هي معركة العملة والحرب التي تشن ضدها، ما هي قصة الرواتب، وثروات الشعب المنهوبة من قبل أعداء هذا البلد، ما خلفيات الحرب الاقتصادية ومن يقف وراءها، ولن ننسى أَيْـضاً أن نعرج على القضية المركَزية للأُمَّـة فلسطين، واعتبارها ديناً ومعتقداً لدى اليمنيين، وما سر هذا الارتباط الوثيق، السادة مشاهدي قناة اليمن الفضائية من اليمن في الداخل والخارج، في أول لقاء خاصٍّ تجريه قناةُ اليمن مع فخامة الأخ المشير الركن مهدي محمد المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى، القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن- والذي نرحب به جميعاً في هذا اللقاء الهام وهذا اللقاء الخاص أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم.
أهلاً وسهلاً ومرحباً حياكم الله.
سيدي الكريم سنخوض محاور عدة في هذا اللقاء وسنبدأ من آخر المستجدات الذي يمكن أن تطرأ على الساحة والحديث عنها سيكون هو الأبرز في خطابكم بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للصمود أطلقتم مبادرة لإيقاف الصواريخ باتّجاه دول العدوان وأصبحت هي شغل الإعلام وعمله المُستمرّ، ما وراء هذه المبادرة؟ وما وراء هذه الانطلاقة وهذا التحول الجديد، والمتغير على الساحة؟
بسم الله الرحمن الرحيم..
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾، أشكُرُ قناةَ اليمن الأولى الرائدةَ في اليمن التي نقلت صوتَ الشعب ومعاناةَ الشعب منذ أولِ يوم من تاريخ الاعتداء عليه، وها نحن اليومَ نغادرُ العامَ السابعَ وعلى عتبات العام الثامن من الصمود والتحَـدِّي.. ولهذه القناة ولغيرها من القنوات الوطنية جزيل الشكر مني ومن كُـلّ حر في هذا الشعب، على ما يقومون به وعلى الدور الذي يقومون به في إطار كشف زيف الإعلام المعادي والماكنة التضليلية المعادية للإعلام المعتدي، من هذا المنطلق أتقدمُ بالشكر لهذه القناة ولكل القنوات الوطنية ولكل الإعلاميين ولكل الأقلام الحرة، التي شاركت أبناءَ شعبنا همومَه وكشفت الزيفَ والتضليلَ الذي مارسه العدوانُ علينا، في ما يخُصُّ المبادرةَ التي أطلقناها في المرحلة الأخيرة هي تأتي في سياق أَنَّنا نبحثُ عن حق شعبنا في الحياة وفي العيش، أو على المستوى العسكري، وأتى تصعيدُنا قبلها في هذا السياق، كذلك المبادرة أتت في هذا السياق، أَيْـضاً تأتي في سياق كما ذكرنا في الخطاب، أنها تأتي في سياق إبراء الذمة؛ لأَنَّنا على أعتاب العام الثامن الذي نتوقع أن يكون مليئاً بالمفاجآت إن لم تستمع دول العدوان صوتَ العقل والمنطق.
أعلنا هذه المبادرة إبراءً للذمة، أَيْـضاً إيضاحاً لأبناء شعبنا أَنَّنا نبحثُ عن حياته العزيزية وأننا نبحث عن حقوق وعلى مختلف الأصعدة: السياسية والعسكرية وعلى كُـلّ المستويات، أتت هذه المبادرة في هذا السياق.
لذلك كان انتقالُكم لموضوع العمليات العسكرية المتأخرة التي تم ضربُ السعوديّة فيها بعمليات كسر الحصار، هل هو يأتي في هذا الإطار؟
– نعم يأتي في هذا الإطار، ونحن على جميع الأصعدة نبحث عن حق شعبنا.
ومع الدعوات الرياض التي تأتي لعقد مشاورات هناك، مع زخم العمليات مع أعتاب العام الثامن، ماذا كان ردكم على تلك الدعوات؟
– كان موقفنا معلنًا وواضحًا عبرَ وزارة الخارجية وعبر وسائلنا الإعلامية، وعبر خطابنا في الحكومة، كان موقفنا واضحًا من المؤتمر، فيما يتعلق بموضوع التصعيد لا علاقةَ له بمؤتمر الرياض أبداً؛ لأَنَّ المشاورات التي تُجرَى في الرياض، هي ليست إلا ترتيبُ الوضع الداخلي للمرتزِقة أنفسهم، بالتالي لا علاقةَ لها بالسلام ولا علاقة لها إلا بالحرب.
صوتُ الشعب الذي ذكرته في لقائكم بالحكومة الإنقاذ الوطني، بأنه يجب على العالم أن يسمع هذا الصوت وإلا فَإنَّه سيسمع الزئير، وقد بدأت بعضُ العمليات، هل هناك خياراتٌ قادمة يمكن أن تزيدَ من حدة هذا الزئير؟
– بالتأكيد، كُـلُّ خياراتنا مفتوحة في المستقبل والمفاجآت واردة فيه إن شاء الله، لكننا نتمنى أن يسمعوا صوت العقل والمنطق، المبادرة التي أتت في هذه الأيّام في هذا السياق، أنِ اسْمَعوا صوتنا اسمعوا صوتنا، مطالبنا محقة نحن لا نطلب الغوى، نحن نطلب حق شعبنا، حق لا يستطيع أحد في هذا العالم لا أنتم ولا أمم متحدة ولا أحد أن يتمنن علينا به، هذا حقنا فإنْ أُعطيناه وإلا ركبنا أعجازَ الإبل، كما قال الإمام علي عليه السلام.
دعوة مشاورات الرياض أتت من مجلس التعاون الخليجي، ومجلس التعاون الخليجي قبلها بأيام، سعى إلى محاولة تصنيف جماعة أنصار الله في القائمة الإرهابية، أليس هنالك تناقض بين هذه الدعوة وبين هذا التصنيف، وكيف يمكن أن يتفسر ذلك؟
– لا غرابة، وليس هذا التناقُضُ هو الأول من نوعه، بل إن العدوانَ من يومه الأول مليءٌ بالتناقض، على رأسه هذا التناقض أنه يبحث عن شرعية متناسياً شرعية الشعب، وصوت الشعب، وأن الشرعية للشعب، بحكم الدستور وبحكم كُـلّ المواثيق العالمية، فالتناقض الوارد في هذه الدعوات أَو في هذه الحكايات، سواء هذا الموضوع أَو غيره، أعتقد أن الموضوع طبيعي، لما يكونون هم في أزمة، وصلوا إلى أزمة ودخلوا في مستنقع لم يستطيعوا أن يخرجوا منه بالشكل الذي يتصورون؛ لأَنَّهم دخلوا بكبرياء وَغرور وعنجهية ونحن نرى أنفسنا أننا لسنا المعنيين في محاولة إنزالهم من على الشجرة، هم متكبرون، هذا شيء يعنيهم، هذا لا يخصنا.
يعني هنالك بالموقف الذي أعلنتموه بأنه قد يكون هنالك ترحيبٌ بالذهاب إلى دولة خليجية أُخرى غير السعوديّة ليس لها موقف خُصُوصاً وقد ذهبتم في فترات سابقة وأنتم خضتم مشاورات الكويت؛ باعتبَارها دولة خليجية، اليوم هل هناك مساعٍ لبعض الدول الخليجية التي يمكن أن تستضيف مثل هذه اللقاءات والمشاورات، وهل ستكون مع السعوديّة أم مع السعوديّة والمرتزِقة والخونة؟
– أريدُ هنا أن أنبِّهَ إلى نقطةٍ هامةٍ جِـدًّا لجماهير شعبنا اليمني العظيم، أنه لا علاقةَ بين طرحنا لنقطة أننا مستعدون للحوار في دولة محايدة، وبين ما يتم الترتيب له في الرياض، نحن نتكلم عن مساعٍ جديةٍ للوصول إلى حلول شاملة.. الذي يرتب له في الرياض ليس في سياق السلام، وردنا ليس محاكاة لما يحصل في الرياض؛ لأَنَّه مؤتمر للملمة صفوف المرتزِقة والخونة، للملمة صفوف التحالف المتشظي، بالتالي لا علاقة له بالسلام، ردنا هو أننا جاهزون إذَا كان هناك عملية للسلام، إننا جاهزون في أي بلد محايد، بالتالي الآن لا يوجد حديث عن أن هناك عملية للسلام، وإلا فإنَّا جاهزون، أي دولة محايدة، سواء في مجلس التعاون الخليجي أَو في أي دولة محايدة أُخرى، بالتالي لا أستطيع أقول لك: إن هناك دولة مستعدة؛ لأَنَّه لا يوجد حديث الآن عن مشاورات للسلام، الحديث هو عن لملمة صفوف وتَشَــظٍّ داخل صفوف تحالف العدوان.
لكن يأتي أي مسار مفاوضات وأنتم خضتم تجربة في المشاورات السابقة، من خلال تجربتكم في المشاورات السابقة في الكويت والسويد وغيرهما، يكون هنالك خلف الكواليس وخلف الأكمة ما خلفها، أنها تجري محادثات سرية وتواصلات سرية وهناك بعض التسريبات بأن هناك تواصلاً من قبل أمراء سعوديّين مع صنعاء تواصلوا معكم في بعض القضايا كـ: الحصار وإيقاف الضربات، ما صحة ذلك؟
من الطبيعي أن يحصل مثل هذه الاتصالات بين الحين والآخر، فنحن نبحث عن حق شعبنا، والاتصالات بين الحين والآخر من بداية العدوان.
لكن: هل أفضت إلى نتائج؟
– لا، للأسف الشديد إنها لا تفضي إلى نتائجَ، فلديهم مطامع ولديهم أسقف، ونحن كذلك لدينا حقوق لشعبنا نشتغل في تحقيقها على كُـلّ المستويات.
في أية مشاورات قادمة، هل لديكم أي تصور مدروس أَو معروف، إذَا دخلتم في مفاوضات جديدة، هل الرؤية واضحة مع هؤلاء؟
– أكيد، نحن قدمنا مراراً رؤًى واضحةً ونظريات صحيحة تؤدي للوصول إلى حَـلٍّ سياسي شامل وتُنهي مظاهر العدوان كاملة على بلدنا وفي الفترة الأخيرة قدمنا ورقة للمبعوث الأممي قبل جلسة مجلس الأمن، لكن للأسف الشديد لا يروق لهم، هذا الطرح ولو كان منطقياً، مع أنهم يعترفون لنا حتى السعوديّ وَالإماراتي وحتى الأمم المتحدة، وكثير من الأطراف الدولية التي نتحاور معها، يعترفون لنا في الحديث الخلالي الثنائي أن هذا طرح منطقي ولا يوجد لديهم رد يستطيع أن يقنعك بمطالبك، نحن في الفترة الأخيرة قدمنا الورقة الإنسانية للمبعوث الأممي ولدينا الرؤى جاهزة؛ لأَنَّنا نحن في العام السابع من الحوارات والنقاشات، بالتالي نحن أكّـدنا على الأمم المتحدة في أَيَّـام المبعوث السابق أن الوقت انتهى، لم يعد لكم وقتٌ كافٍ للتلاعب بموضوع الوقت، فالرؤى أصبحت ناضجة والمطالب المحقة أصبحت واضحة، والمطالب غير المنطقية وَغير المحقة أصبحت واضحة والكل مقتنع بأنها غير منطقية، بالتالي أستطيع أن أقول إن الصورة واضحة إذَا حصلت هناك إرادَة، لكن الإشكالية أن الصراع الآن ليس صراعًا سياسيًّا فقط، حتى المدخل لإنشاء هذا العدوان على بلدنا هو صراع إرادات، بالتالي يراد هنا إرادَة أن تفرض على بلدنا، ونحن لدينا إرادَة محقة، لدينا إرادَة حق شعبنا في العيش في الاستقلال في الحرية، وهذا من حقنا، بالتالي أي أُطروحات تتنافى مع مطالب شعبنا ومع إرادَة شعبنا، ليست مقبولة، نحن الآن على أعتاب العام الثامن، كم من التضحيات التي قدمها أبناء شعبنا في سياق تحقيق الاستقلال والحرية لأبناء شعبنا، بالتالي أرى أنه من المستحيل إذَا لديهم إصرار على أن يكون شعبنا حديقة خلفية لهم أَو أن يكون تابعاً لهم، فأعتقد أن العام الثامن، فيه من الدروس ما يكفي، أنه غير ممكن، مهما قدمنا من التضحيات، بالتالي رسالتنا واضحة وإرادتهم واضحة في استعباد شعبنا في أن يبقى شعبنا تابعاً، في أن يبقى ذليلاً مهيناً يتسلقون هم حقه في العيش وفي الحياة الكريمة، وهذا يتنافى مع مبادئنا ومع أخلاقنا ومع كرامتنا ومع شموخ وعزة أبناء شعبنا اليمني العظيم.
لذلك أنتم تُتهمون بأنكم من تعيقون دور الأمم المتحدة ويستدلون على ذلك بأن المبعوث الأممي لم يأتِ إلى صنعاء لحد اليوم ويسعى إلى محاولة الالتقاء، ما هي الأمور الغامضة في دور المبعوث إلى الآن؟
– نحن أعلنا للمبعوث قبل أن يُعيَّنَ في مجلس الأمن في جمعية الأمم المتحدة بأنك كشخص لدينا مقدَّرٌ ونحترمُك؛ لأَنَّنا التقينا به من أَيَّـام كان سفير الاتّحاد الأُورُوبي وأبلغناه هذه الرسالة، أنّ المبعوث مارتن فشل في إقناع العدوان بإدخَال المشتقات النفطية، بالتالي وقف أمام نفسه ومع ضميره ورأى أن يقدم استقالته عندما عجز في إدخَال سفن المشتقات النفطية التي هي حق مستحق لهذا الشعب، ومنعها يعتبر مخالفةً فاضحةً وصريحة لكل المواثيق والأعراف الدولية، الآن إذَا أنت واثق أن لديك من يدعمك في الضغط على دول العدوان في إدخَال سفن المشتقات النفطية، فأهلاً وسهلاً، ما لديك من يدعمك في هذا الموضوع، فلتعرف أن المبعوث السابق فشل في عدم قدرته على إقناع الأمريكي والبريطاني والسعوديّ والإماراتي في هذا الموضوع، نحن قلنا: صعب، هناك احتقان، هناك أزمة، هناك مشاكل داخل شعبنا جراء منع دخول المشتقات النفطية، بالتالي صعب عليَّ أن أستقبلك كمبعوث وأنت عاجز عن إدخَال سفينة مشتقات نفطية، إذَا أنت عاجز عن إدخَال سفينة مشتقات نفطية لا يوجد مبرّرٌ ولا مسوغ قانوني بل ممارستها تعتبر جريمة حرب بكل مواثيق الدول، وكل مواثيق العالم؛ لأَنَّها تندرجُ في إطار العقاب الجماعي، في إطار القتل الجماعي الذي يعتبر جريمةَ حرب في القانون الدولي.
إذن أنت عاجز عن إدخَال سفينة وأنت باسم الأمم المتحدة التي هي المعنية برعاية المواثيق الدولية حيث يعتبر هذا الإجراء ممارسةً فاضحةً وتحَـدِّياً صارخاً لكل المواثيق الدولية فأنتَ على غيرها أعجز، ولسنا متفائلين من مجيئكم. بل إن مجيئكم سيشكل لنا صدمة وإحراجا أمام جماهير شعبنا، هو الآن مرتاح الضمير؛ لأَنَّنا أبلغناه هذه الرسالة مسبقًا، بالتالي هو يعول على أن نتجاوز هذا الموضوع وأن نقبل، لكن في قرارة أنفسنا أعطيناه الإنذار مسبقًا وهو الآن يعرف أن من يعيق مهمته ويعيق مسؤوليته ويعيق جهوده، هي دول العدوان؛ بسَببِ منعها لدخول السفن النفطية.
هذه هي الكواليس التي سألتها.
لأَنَّهم أَسَاساً يتذرعون بأن المبالغَ التي تأتي من المشتقات النفطية تذهب إلى صالح المجهود الحربي كما يسمونه، وإلا ما وجدوا الضربات الأخيرة، وهذا الشق سنتناوله في المحور الثاني من هذا اللقاء، لكن أنتم أعلنتم عن عملية إعصَـار اليمن، وهذا ألا يسعى هذا إلى تعقيد الوضع كما يراه الآخرون بالرغم من أن الشعب وطموح الشعب يكون مرتاحاً عندما يرى الضربات الدقيقة والضربات الحساسة والضربات الموجعة في العدوّ حتى أن البعض شكّك في أن هذه الضربات ليست يمنية مِئةً في المِئة؟ كيف يمكن الرد على هؤلاء؟
– من يشكك في يمنية ضرباتنا فليبحث له عن جنسية بأية جنسية يريد، لسنا معنيين في إثبات جنسيات ضرباتنا، فيما يتعلق بموضوع حملة إعصَـار اليمن والضربات العسكرية الأخيرة، التصعيد هو وارد والحرب هي مُستمرّة وعلى أشدها، على المستوى العسكري وعلى المستوى الاقتصادي، وبالتالي نحن لا نرى أن هُناك جديداً، الجديد أننا بدأنا نفكر في أن نفتح خيارات أشد وأكثر إيلاماً، استهداف مناطق اقتصادية وحساسة على العدوّ، هذا هو الذي حصل.
ليس عجزاً في نقص المقاتلين؟
– لا هذا غير صحيح. هذا غير صحيح.
لأَنَّهم يقولون: ربما انتهى مقاتلوهم فأصبحوا يبحثون عن تجنيد جديد.
الذي يتحدث عن نقص مقاتلين في اليمن فهو واهم؛ لأَنَّ شعبنا اليمني مقاتل بالفطرة، اليمني هو جندي وعسكري ومقاتل بالفطرة.
نحن بفضل الله وبحمده لا ينقصُنا في هذا المجال أي شيء، بل إنها أتت حملة إعصَـار اليمن كوعاء لاندفاع شعبنا نتيجة التصعيد وهو ما نحذر منه، إنه التصعيد على المستوى العسكري وعلى المستوى الاقتصادي ما يحقّق لك شيئاً، فقط يخدمنا أكثر، يجعل شعبنا يلتف أكثر، يجعل شعبنا يواصل الصمود والتحَـدِّي أكثر، بالتالي بعد العمليات التصعيدية التي حصلت من العدوّ في الفترة الأخيرة على المستوى البري وعلى المستوى البحري الحصار وعلى مستوى الضربات والاستهداف للأحياء السكنية كما حصل في صنعاء وكثير من المحافظات، في الحديدة، وكثير في المحافظات في المرحلة الأخيرة، بالتالي كان هناك يقظة واستنهاض عارم من أبناء شعبنا، نحن فكرنا في إيجاد حملة إعصَـار اليمن كوعاء تلقف هذا الاندفاع من أبناء جميع شعبنا تنظم هذا الاندفاع، والعدوّ -إن صح التعبير- يخدمنا في هذا ونحن أكّـدنا مراراً بأنه كلما صعدتم كلما خدمت جبهاتنا أكثر، بالتالي هي ليست إلا وعاء لما يخدمنا به عدونا من تصعيد سواء على المستوى العسكري ومسرح العمليات، أَو على مستوى الحصار وعلى مستوى الضربات الجوية.
لذلك تحدث البعض أنكم تجرأتم أكثر وبدأتم تضربون مراكزَ حسَّاسة كقاعدة الظفرة الأمريكية وأن هذا يعتبر تطوراً كبيراً جِـدًّا؛ باعتبَار أن أمريكا وهي دولة يعتبرونها عظمى وَذات قوة وهيمنة ونفوذ وأنتم تجرأتم على ضرب قواعدها، ما أسباب هذه الجرأة الكبيرة؟
– في عالم الاستكبار قد يقبل هذا الطرح لكن في عالم الأحرار، لا، من يعتدي عليك كائناً من كان، سواءٌ أكان عظمى أَو صغرى أَو كيف ما كان، يعتدي عليك يتحمل مسؤولية قراره الذي اتخذه، بالنسبة لقاعدة الظفرة قاعدة إماراتية تبعد عن عاصمة أبو ظبي أعتقد 32 كيلو متراً جنوباً فيها من القوات الأمريكية وفيها من الطيران الإف 22 الأمريكي الذي أتى وأعلن الأمريكي أنه أتى للدفاع عن الإمارات، يدافع عَمَّن يعتدي عليك، بالتالي لسنا آسفين، يقولون ما يقولون، ويعتبرونه تحَـدِّياً صارخاً أَو يعتبرونه كيفما يعتبرونه، سواء في الظفرة سواء في الرياض، سواء في أي قاعدة، هذه القواعد ليست أطهر من بيت الله الحرام، الله قال عنه: (وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ، فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) وهو بيت الله الحرام.
يعني من اعتدى عليك واجهه حتى لو كان في بيت الله الحرام، ما بالك بهذه القواعد الأمريكية، ومن اعتدى عليك لك حق في دساتير العالم، والله قبل كُـلّ هذا أعطاك كامل الحق فاعلم أنها فطرة إنسانية فطرة للخلق كله، كُـلّ واحد لديه حالة الدفاع، مهيأ لحالة الدفاع عن نفسه، بالتالي أي معتدٍ عليك كائناً من كان، لك حق في كُـلّ مواثيق العالم ودساتير الدنيا أن ترد عليه كائناً من كان، لا يهم منها سواء عظمى أَو صغرى، أَو كيفما كان.
استثار العالم نتيجة الضربات على عاصمة الاقتصاد دبي وأبو ظبي، وتحَرّكت بعض إن لم يكن جميع دول العالم، التي لها مصالح بما فيهم الإسرائيلي نفسه والأمريكي، هل حسبتم عواقب هذا التحَرّك العالمي؟
– الذي يحسب عواقبَ أي تحَرّك هو البادئ أما من يصد عدواناً على بلده، فالعدوان مُستمرّ أَسَاساً، بالتالي ما الجديد الذي تحسب حسابه؟!، عدوان مُستمرّ على بلدك على مختلف الأصعدة، بالتالي لا يوجد أي شيء نأسف عليه.
ما دام العدوان مُستمرًّا على بلدنا وما دام الذي يحصل منا هو ردة فعل نتيجة ما يحصل علينا من اعتداء، لنا كامل الحق في أن ندافع على أنفسنا وندافع على أبناء شعبنا، بالتالي أي نتائج لسنا آسفين مهما كانت.
المحور الثاني وهو المحور الاقتصادي وما يتعلق بهموم ومعاناة أبناء شعبنا اليمني، سيدي الرئيس أزمة المشتقات النفطية وأزمة خانقة يعيشها أبناء شعبنا اليمني اليوم، والعدوّ يعمل على استغلال مثل هذه الأزمات وتحويل السخط في الشارع، ماذا يمكن أن تفسر به هذه الأزمة.. ما الذي يمكن أن تتخذه الرئاسة في حلحلة هذه الأزمة؟
– الشكرُ مجدّدًا لجماهير شعبنا اليمني العظيم على صموده وعلى وعيه وعلى معرفته بنفسية عدونا وخداعه ومكره، فهو لا يغتر بكل الدعايات التي يروجها عدونا، في ما يتعلق بموضوع ظاهرة أزمة المشتقات النفطية في الفترة الأخيرة، هي تأتي تتويجًا لحرب مُستمرّة على المستوى الاقتصادي، يمارسها عدونا منذُ أن أعلن السفير الأمريكي، وأخبرنا في الكويت بأنه سيعمل على أن يكون الريال لا يساوي الحبر الذي عليه، تولى الملف الاقتصادي مسؤولون أمريكيون وبريطانيون، لا سعوديّ ولا إماراتي ولا مرتزِق، الذي يدير هذا الملف هو الأمريكي والبريطاني، وبأيدٍ قذرةٍ من الخونة والمنافقين، فقد صارعنا من أَيَّـام الشهيد الصمَّاد -رحمة الله تغشاه- ونحن في اللجنة الاقتصادية صارعناه صراعاً مريراً في هذه الجبهة وهي مُستمرّة إلى الآن، بالتالي هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر، في ما يتعلق بموضوع غلاء المعيشة وغلاء المواد الغذائية تأتي في سياق سلسلة برامج يعمل عليها العدوّ بكل قذارة، لاستهداف وإنهاك أبناء شعبنا لعقاب أبناء شعبنا؛ بسَببِ صمودهم؛ بسَببِ رفضهم لمطامعهم، يمارس سياسة التركيع لأبناء شعبنا ويقرّر عقابه، لماذا رفض أجندته لماذا قرّر الصمود في مواجهته، والتحَـدِّي، بالتالي لا يستطيع بطيرانه أن يصل إلى كُـلّ بيت، ليمارس العقاب الجماعي، لكن من خلال الحرب الاقتصادية باستطاعته أن يصل بعقوبته إلى كُـلّ بيت، بالتالي كان هذا الحرب مدروسة وبإدارة أمريكية وبريطانية، هدفها إيصال المعاناة إلى كُـلّ بيت، داخل أبناء الشعب اليمني، هدفها -إن صح التعبير- تأديب كُـلّ فرد من أبناء هذا الشعب الذي رفض الوَصاية ورفض أجندة العدوان التي كان يريد أن يمليها على أبناء شعبنا، ما كان أمامه فرصة إلا الحرب الاقتصادية، بالتالي هم دخلوا بسياسة واسعة، حتى تعرف في الأخير أن ما يحصل من أزمة مشتقات نفطية وما يحصل من غلاء في المعيشة ليس إلا نتاجًا لبرامج وسلسلة أعمال طويلة يعمل العدوّ عليها هدفها مضاعفة معاناة أبناء هذا الشعب، بدأت منذ العام 2017م منذ أن أخبرنا السفير الأمريكي في الكويت أنهم سيعملون على أن يجعلوا الألف الريال في شهر 7 لا يساوي الحبرَ الذي عليه، ومنذ ذلك اليوم تم نقل البنك المركزي، وتم عمل سلسلة من الإجراءات كانت هذه نتيجتها، ما يحصل من اختناق، في أزمة المشتقات النفطية، هو نتيجة المؤامرات الكبيرة التي يمارسها عدونا على أبناء شعبنا اليمني.
ولذلك أنتم في لقاء سابق أمام مجلس الوزراء تحدثتم بأن هناك قضايا وأعمالاً وإنجازات أنتم تتكتمون عليها؛ لأَنَّ العدوّ قد يستغلها في زيادة معاناة الشعب اليمني، وقلت إنه سيأتي اليوم الذي يمكن أن تفصح فيه عن مثل هذه المنجزات؟ فهل يمكن اليوم أن تفصح لقناة اليمن الفضائية وللسادة المشاهدين عن بعضها، ولعلي أثيرُ الحفيظة لديك في مثل هذه الأمور، مثلاً لدي بعض الأوراق النقدية، هذه الأوراق المهترئة التي كانت في فترة من الفترات هي الوحيدة في البنك المركزي، اليوم نحن نلاحظ عودة الأوراق الجديدة، وبدأت تختفي شيئاً فشيئاً، بينما قبل عامين كانت هي العملة المتداولة، يعني ما هو السر في عودة السيولة المالية واختفاء مثل هذه الأوراق النقدية؟
– هي الجهود التي لم يحن الوقتُ بعدُ لكشفها لأبناء شعبنا اليمني، حتى الآن، بالتالي هناك جهود مُستمرّة ونحن نؤكّـد أننا سنكشفها، جهود مضنية، ومُستمرّة للتصدي، أنا أعتبرها جبهة اقتصادية، مثلها مثل الجبهة العسكرية بل أصعب؛ لأَنَّها جبهة يستطيع من خلالها -مثل ما قلت لك سابقًا- إيصال إجرامه إلى داخل كُـلّ أسرة، إلى داخل كُـلّ بيت، بالتالي هي جبهة بكل ما تعنيه الكلمة، هناك جهود مُستمرّة ومضنية تبذل فيها، هناك من يصل الليل بالنهار في سياق إحباط وإفشال مؤامرات عدونا في هذه الجبهة، مثلما قلت أنت أننا قد نخفق أَو لم نستطِع الوصول إلى ما نطمح إليه في الحفاظ على أبناء شعبنا وهذا شيء مؤسف، لكننا نبذل قُصارى جهدنا، ولولا هذه الجهود التي تُبذل كان الوضع مختلفاً تماماً.
العملة، المواطن يلمس في المناطق المحتلّة الموجودة لدى الاحتلال عملة سعرها أقل بل لا ثمن لها مقابل العملة التي لدينا، يعني السيولة موجودة، وهذا ما يلمسه المواطن، سيترك لكم المجال في الوقت والتحديد؛ لأَنَّ هناك من يقول الرئيس مهدي المشاط يتوارى عن الكاميرات، يتوارى عن الأنظار، يحاول ألا يبرز كَثيراً، وبعضهم حتى يعتبر هذا مثلبة من مثالب الرئيس مهدي المشاط بأنه يعمل في الكواليس وَبعيدًا عن عدسات الكاميرا، ونحن ننتهز هذه الفرصة وأنت أمام عدسات الكاميرا بأن تفصح للإعلاميين وللشعب المسببات التي تجعلك تتوارى عن هذه الأنظار؟
في ما يتعلق بموضوع الإعلام، أنا على خلاف كبير مثل ما تحدثت مع كثير من الإخوة، يعني يتكلم معي مباشرة غير ما يقال حتى داخل أوساط أبناء الشعب، أنا أعتبر أن الإعلام سلاحا ذا حدين، خَاصَّة أن لدينا عدواً يرقب كُـلّ تحَرّكاتنا، طبعاً أنا في طبعي لستُ جماهيرياً، بالتالي في كثير من الأعمال، مثلاً هل العسكري يأتي ليطلع الإعلام أنه يخطط من هنا وأنه سيزحف من هنا، لا، هي جبهة تشبه هذه الجبهة، بالتالي نحن في عملية استباق، في عمليات مغامرة، في عمليات اتِّخاذ قرارات مثلها مثل الجبهة العسكرية تماماً، لما أقول لك جبهة، يعني أن الموضوع لا يخضع للشعارات الجماهيرية لا يخضع لرغبة المشاهدين، صحيح أننا نقدر شعور الجميع حتى الإعلاميين، شعور أبناء الشعب ونريد أن نظهر كُـلّ يوم لكن ما كُـلّ ما يعمل به سيقال سينشر في الإعلام؛ لأَنَّنا لدينا تجربة في هذا الموضوع لما تسربت أشياءُ قليلة رأينا ماذا حدث، أعطيك مثالاً من ضمن ما سأفصح لك به، عندما تحدثنا أننا سنعرض المشروعات في صيانة الطرق وفي عملية الأسفلت التي تقوم بها مؤسّسة الطرق والجسور، وبعض المقاولين وبعض الشركات المعنية في هذا المجال، عندما يظهر هذا الكلام عن طريق الإعلام على مستوى وزير وليس على مستوى رئيس، في اليوم الثاني، تم تنفيذ قطاع في مناطق المرتزِقة، ممنوع دخول مادة الإسفلت، وعلى هذا فقس، أنا وجهت مباشرة أنه ممنوع تعرض مثل هذه الإنجازات للإعلام؛ لأَنَّني كنت أراقب في إحدى المرات الشاشة لمعالي الأخ وزير الأشغال غالب مطلق في اليوم الثاني أبلغوني أنه تم منع في مناطق المرتزِقة دخول مادة الأسفلت، وأنا أبلغت الوزير وقلت له الإعلام ممنوع لا يعرض، وعلى هذا قس، في كثير من القضايا نريد إطلاع أبناء شعبنا على إنجازات بجهود مضنية، أنا أقول لك نحن دخلنا على لا دولة.. أستطيع أن أقول لا دولة، يعني إذَا هناك كيان أَو مبنى إيجار وليس ملكاً للدولة، لا يوجد معك لوائح لا يوجد هناك أي مقومات للدولة، الآن نبني دولة، الآن نبني دولة بكل معنى الكلمة، بالتالي الطريق الذي يحصل على بعض المسؤولين أنا أتصدى له، لماذا؛ لأَنَّي أعرف أن كثيراً من المسؤولين الآن يضع المداميك الأولى لبناء الدولة في هذه المؤسّسة أو تلك، عندما أتحدث لك أنه لا يوجد دولة على مستوى وزارة المالية، لا يوجد دولة على مستوى وزارة الخدمة المدنية، لا يوجد دولة على مستوى كُـلّ الجهات، الآن نؤسس مداميك، نبني دولة بالتالي الجهود جبارة، والانشغال واضح لدى الكثير خَاصَّة المؤسّسات الأَسَاسية والمفصلية في هذه الدولة، جهود جبارة تبذل وهناك من يصل الليل بالنهار، لبناء هذه الدولة، لكن مثلما قلت لك، يعني الإعلام سلاح ذو حدين ولا نظهر كُـلّ ولا بعض مما يتم إنجازه بل أن العمليات والخطوات الاستراتيجية لا يفصح عنها أبداً للإعلام.
البعض يتحدث عن أننا نقول حصاراً بينما السوق ممتلئة بالبضائع، وللأسف هذه البضائع كلها تدخل إلى السوبر ماركت إلى البقالات إلى الشوارع كلها مليئة بالبضائع السعوديّة والإماراتية ويعني كلها من دول العدوان، كيف يمكن أن نفسر ذلك والأسعار أَيْـضاً مرتفعة؟
هنا تأتي بصماتُ العدوان، الحصار، لما أتحدث لك عن حصار لا أعني أنه سيغلق عليك داخل غرفة لا يستطيع أن يدخل لك حتى حبوب الدواء، هذا ليس وارداً، الحصار هو إضافة معاناة على المواطن منها أن تتواجد المادة لكن بسعر باهظ، هذا هو الحصار، لا يعني الحصار المنع، أنه لا تدخل وتنعدم الحياة، هذا غير وارد في أي بلد هذا لم يحصل، أن يغلق عليه داخل غرفة ولا يدخل إليه حتى حبة دواء، الحصار هو غلق المنافذ الرسمية التي صممت في أية دولة لتسهيل عملية إيصال المواد الغذائية لأبناء هذا الشعب بأقل كلفة، عندما يغلق هذه المنافذ وتتحول إلى منافذ تهريب وخطوط ملتوية ومعاناة وصعوبات يتلقاها أصحاب وسائل النقل لهذه المواد، هنا الحصار، فما نتيجة هذا الحصار، غلاء كبير في المواد الغذائية في كُـلّ البضائع الموجودة في السوق، هي نتيجة الحصار هذا، بالتالي لو كانت تدخل من المنافذ المصممة للنقل الصحيح وبالكلفة الأقل، ما ارتفعت المواد الغذائية، بالتالي الحصار هو مرتبط بغلاء السلعة ويتحمل مسؤوليته دول العدوان.
الدولار الآن مستقر لدينا في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى، بينما الطرف الآخر بين ارتفاع وبين انخفاض وتذبذب كبير جِـدًّا لكن غلاء الأسعار نجد بعض التجار يعمل على رفع الأسعار وبعضهم رفع بنسبة مِئة في المِئة، يعني مضاعف، هل هناك حزمة إجراءات يمكن أن تقوم بها الدولة لمتابعة هذا الوضع؟
– في هذا الموضوع ثمة مبالغة من التجار وظلم من التجار أَيْـضاً، بالتالي أريد أن أشرح بدقة متناهية حول هذا الموضوع، فيما يتعلق بموضوع ارتفاع سعر الدولار، صرف الدولار وعلاقته بغلاء المعيشة، بغلاء البضائع، هو جزء، هذا ما أُرِيد أن أنبه عليه، ارتفاع سعر الصرف جزء واحد من عدة قضايا هي وراء ارتفاع البضائع في السوق المحلية بالتالي الكثير من الإخوة المنظِّرين في الإعلام، يأتيني بتقرير يوميًّا، في كثير ينظر لك أنه أتمنى أن يطلع الكثير، لا يدخل في قضايا من زاوية واحدة أَو من مفهوم واحد أَو أنه سمع من طرح واحد واقتنع به، خَاصَّةً الإعلامي المرموق أَو المحسوب أَو من له تاريخ كبير، والآخر لدينا معرفة أنه ذو اطلاع، ليس مُجَـرّد مفسبك أَو عادي، بالتالي عملية سعر البضائع في السوق المحلية هي مرتبط بعدة قضايا، أولاً سعر البورصة، ونحن نعرف أنه في الفترة الأخيرة حصل ارتفاع على مستوى البضائع عالميًّا، حتى قبل أزمة أوكرانيا وروسيا، حصل ارتفاع في حرب خفية بين الصين وأمريكا، أمريكا في نهاية فترة ترامب، أوقفت كثيرا من السفن الصينية في كثير من موانئ العالم، بالتالي ارتفع النقل البحري بشكل مهول وهذا انعكس في جميع العالم على جميع البضائع.
2 ـ هناك تحَرّكات وترتيبات خفية قبل حتى أزمة روسيا، بالتالي حصل ضغط حتى على الخامات العالمية، حصل في أُورُوبا وفي شرق آسيا في الصين أَيْـضاً، هذه المعطيات كانت كفيلة بأن يكون ما يسمى بسعر البورصة مرتفعاً، وهذا شيء ملحوظ، عند الجميع، إن البورصة أصبحت مرتفعة في كثير من الأشياء، في الفترة الأخيرة النقل البحري أصبح مرتفعاً، تكاليف البريمر أَو ما يُعرف بالتكليف البحري؛ باعتبَار أن موانئنا مستباحة من قبل دول العدوان، ارتفع البريمر بشكل كبير في الفترة الأخيرة، هذا معطى واحد اسمها سعر البورصة، فيما يتعلق بإجراءات العدوان وعمليات الحصار التي تحدثت لك بها سابقًا أن يغلق منفذاً صمم للنقل بالكلفة الأقل إلى منافذ ملتوية ووعرة وجبال وقفار، بالتالي أصبحت كلفة النقل مرتفعة، كميناء الحديدة مثلاً، أَو التي صممت قبل العدوان للنقل، المريح وبالكلفة الأقل، عملية انعدام المشتقات النفطية، هي عملية أَسَاسية في ارتفاع الأسعار أَيْـضاً، ارتفاع سعرها عالميًّا وارتفاع سعرها وفق الإجراءات الأخيرة التي عملها العدوان في عدن وأحدث الأزمة ومُستمرّ في إغلاق ميناء الحديدة، ارتفاع سعر المحروقات يؤثر بشكل كبير على ارتفاع سعر النقل، بالتالي هذه الحزمة في نهاية المطاف تؤدي إلى الارتفاع، الموجود الذي نبحث فيه الآن مراعاة لهموم أبناء شعبنا، أنا لا أبرّر هنا للتجار، هو أننا نبحث وندقق في أن الكلفة منطقية، يعني مراعاة هذه الأعوام التي شرحت لك سابقًا وأنها كلفة منطقية، فمن غير المقبول إذَا زادت فوق ما تحدثت لك به، فليس مطلوباً من أي تاجر أن يأتيَ يبيع وهو خسران، لا، فيه متغيرات أتت غصباً عنك على مستوى العالم وعلى مستوى الوضع المحلي لكن الآن ما نبحث فيه هو تقدير الكلفة، تقدير الكلفة بعد هذه المعطيات التي شرحتها سابقًا هل هي منطقية أَو فيها ظلم لأبناء شعبنا، نحن الآن نخوض نقاشًا مُستمرًّا مع تجار المواد الغذائية خَاصَّة مع بداية موسم شهر رمضان المبارك للوقوف على الرقم الصحيح، بمعنى لا نقول إن الوضع مثالي ولا يوجد أي متغيرات، ولا نبرّر للتاجر نقول له إنك لا تظلم، إلا هناك ظلم وهناك من يستغل مثل هذه التغيرات، ونحن لدينا برنامج إن شاء الله لضبط هذا الموضوع.
لكن البعض يقول نحن بلد منتج للنفط والغاز فلماذا الأزمة؟!
– هذا السؤال يمكن أن يوجه للمرتزِقة ودول العدوان؛ لأَنَّها من تجثم على آبار ومنابع النفط، وليس نحن.
ألا يوجد خطوات خُصُوصاً أنكم ذكرتم في لقائكم بالحكومة بأنكم لن تقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الحصار وربما ستكون هناك إجراءات وخطوات قد بدأت وهي على المستوى العسكري وعلى المستوى الاقتصادي أَيْـضاً؟!
– هناك قضايا لا يمكن أن نكشفَ عنها الآن.
هل هناك بوادر للانفراج يمكن أن نطمئنَ الشعب اليمني خُصُوصاً مع قدوم شهر رمضان المبارك؟
– أنا أطمئن شعبنا اليمني العظيم أننا -بفضل الله سبحانه وتعالى- وبفضل قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وبفضل جهود الرجال في جبهات العزة والشرف، سنحقّق ما يطمح إليه شعبنا وسنحصل بإذن الله على الحياة الحرة والكريمة لأبناء شعبنا.
في بعض الأحيان اضطررتم للاعتذار للموظفين عند دفع الراتب وكنتم قد أعلنتم عن صرف نصف راتب شهرياً، لا بد أن يكون هنالك أمور لم يتم الإفصاح عنها في بعض اللقاءات بشكل مقتضب، هل يمكن أن توضح للشعب وللموظفين خلفية هذا القرار والاعتذار الشجاع الذي قمتم به؟
– نحن شرحناه في إحدى اللقاءات بالحكومة، تحدثنا بشكل مقتضب عن هذا الموضوع، اتخذنا هذا القرار في بداية العام، لكن كثيراً من الإخوة -هداهم الله- في الإعلام، لا يروق لهم كثيرٌ من الإيضاحات، وبعضهم لا يفهم وبعضهم لا يريد أن يفهم، هذه مشكلة، قلنا اتخذنا هذا القرار بناء على دراسات منطقية وحصل بعض المتغيرات، على مستوى العالم، لما أقول لك كورونا أحدثت تغييرا على مستوى الحركة التجارية، بعضهم ما يستوعب، يا أخي ماذا أعمل لهذا الذي ما يستوعب هذا الكلام؟!، الإجراءات التي تمت في الشهر التالي بإغلاق ميناء الحديدة منذ ذلك اليوم إلى الآن كانت جزءاً كبيراً في أن لا نفيَ فيما وعدنا به شعبنا، وبالتالي طلعنا واعتذرنا وقلت إن إجراءات العدوّ واحتجازه لمشتقات النفط في الحديدة، والمتغيرات العالمية كانت سبباً في أَنَّنا لم نستطع أن نفيَ فيما وعدنا بها الموظف، ونحن نعتذر، أليس هذا مبرّراً كافياً؟
بالطبع، وهل يمكن أن يكونَ ضمن الأمور التي قلت إنكم تتحفظون عنها، عندما عرف العدوّ أنه سيتم صرف عائدات دخول المشتقات النفطية إلى بند الرواتب ويصرف للموظفين، زاد من معاناة الشعب اليمني بمحاولة خنق هذا البند بشكل كبير جِـدًّا؟
– نعمل على الابتعاد عنها حتى لا يستغلها عدونا، هي فعلاً.
هناك الآن محاولة ضجيج وبدأت في أروقة المؤسّسات الحكومية الرسمية، عن بعض الإجراءات التي نجدها إجراءات أولية في إصلاح كشوف الراتب، في وضع الموظفين، كيف يمكن أن نطمئن من يعمل اليوم في الداخل بأنه لا يمكن أن يُستهدَفَ بمثل هذه الأمور وخُصُوصاً بمثل هذه المؤامرة؟!
– لا، غير صحيح، لا يوجد استهداف لأحد، كُـلّ أبناء شعبنا اليمني لدينا ننظر إليهم بالتساوي جميعاً دون تمييز، بالتالي أي عملية إصلاح هي تستهدف الفساد ولا تستهدف أي أحد من أبناء شعبنا اليمني الصامد، تستهدف الوهمي والمزدوج وتستهدف مظاهر الفساد، بالتالي لا يستطيع فقط المتضررون من إصلاح الفساد، من يحاول إثارة مثل هذه القضايا، أما على المستوى الشخصي ما أحد، لما أقول لك وهمي، من هو الوهمي هذا الذي يستهدف، سيتضرر المستفيد من عملية الوهم، الذي هو الفساد.
حتى المتعاقدون والمتعاونون الذين يعملون في هذه الظروف وهم ليسوا مثبتين في كشوفات الراتب؟
– هذا موضوع آخر حسب الحاجة للعمل في هذه المؤسّسة، لا علاقة له بالإقصاء ولا علاقة له باستهداف أحد أبداً.
اليمنيون يعتبرون قضية فلسطين ديناً ومعتقداً لديهم والدفاع عنها قضية أَسَاسية؛ باعتبَارها القضية المركزية للأُمَّـة ودين ومعتقد لدى اليمنيين.. ما سر هذا الارتباط بين اليمنيين والقضية الفلسطينية؟!
– لأن القضيةَ الفلسطينية تعتبر بالنسبة للأُمَّـة العربية الإسلامية، قضية الإسلام -إن صح التعبير-، واستهداف القضية الفلسطينية هو عنوان لاستهداف الإسلام، والوحدة سواء على مستوى محور المقاومة أَو على مستوى الوحدة الإسلامية لمناصرة القضية الفلسطينية تأتي في سياق شتات واستهداف المسلمين والبدء باحتلالهم وقضمهم تدريجيًّا، بالتالي إذَا سكتنا عن القضية الفلسطينية الحبل على الجرار، كما يقال، في ما يتعلق بموضوع إصرار وعنفوان شعبنا اليمني العظيم وإصراره على علاقته بالقضية الفلسطينية يأتي من هذا المنطلق، من منطلق إصراره وعلاقته وحرصه وارتباطه بالإسلام فهي قضية الإسلام.
جامعة الدول العربية كانت لها مواقف سابقة وكنا نسمع عن جامعة الدول العربية، اليوم لم نعد نسمع، أجيالنا ربما لم يعودوا يسمعون أن هناك جامعة الدول العربية، هل اختفاء هذه الجامعة نتيجة ابتعادها عن القضية الفلسطينية أم كيف يفسر ذلك؟
– على رأس تفريطها في ميثاق جامعة الدول العربية التي أنشئت من أجله، تبلور تفريطها في القضية الفلسطينية، وتمخض أكثر في ميلها في الفترة الأخيرة وللأسف الشديد إلى مضمار التطبيع والتهيئة لمضمار التطبيع، بالتالي عندما تقرأ عن جامعة الدول العربية وما يقف خلف إنشائها مِن تطلُّعٍ للشعب العربي نحو الوحدة العربية بعد الحرب العالمية الثانية أعتقد في 22 مارس 1945م كان هناك تطلع بعد الحرب العالمية من أبناء وجماهير الأُمَّــة العربية على الوحدة العربية، بالتالي انبثقت هذه الجامعة لكن بإخراج تولاه أنتوني بلير -وزير الخارجية البريطاني آنذاك-، انحرفت في الفترة الأخيرة عن ميثاقها التي أنشئت مِن أجلِه، لما يقول لك من أهم اختصاصها حماية الدول ذات السيادة، تحرير الدول التي هي محتلّة، والآن تراها في رَكْب التطبيع وتخدم عملية التطبيع، بالتالي خذلت جماهير الأُمَّــة العربية بل من باركها هو من استولى عليها في الفترة الأخيرة.
نعم سيدي الرئيس.. شكراً لكم على استجابتكم لهذه الدعوة وإتاحة المجال لإجراء هذا الحوار واللقاء الاستثنائي والهام بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للصمود في عامه السابع وتدشيناً لقدوم العام الثامن.
شكراً جزيلاً لكم على هذه الاستضافة.