من ساحات الصمود وتعزيز المواجهة:
الجماهير اليمنية تعلن البراءة وتؤكد مواصلة مسيرة الجهاد ضد أعداء الأمة الصهاينة المطبِّعين ومرتزقتهم
* شهدت ساحة باب اليمن في العاصمة صنعاء وساحات الصمود في عموم المحافظات الحرة – أمس الأول- مسيرات جماهيرية حاشدة رفعت فيها الشعارات المعبِّرة عن صمود وثبات الشعب اليمني في كسر رهانات تحالف العدوان وإفشال مؤامراته ومخططاته الرامية إلى استهداف اليمن أرضاً وإنساناً ومقدرات..
وفي ساحة “باب اليمن” – حيث أحيت الجماهير من أبناء أمانة العاصمة اليوم الوطني للصمود في مواجهة قوى العدوان ودشنت تحت شعار “والعاقبة للمتقين” العام الثامن” – الثورة” غاصت في أعماق مشاعر الجماهير المحتشدة في الساحة..
شخصيات من المجاهدين والثقافيين والإعلاميين والشخصيات الاجتماعية أكدت في تصريحات لـ”الثورة” استمرار الصمود، والمضي قدماً في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، والتصدي لها بمزيد من الوعي والتلاحم والاصطفاف الوطني حتى تحقيق النصر، وتحرير الوطن من دنس الغزاة والمحتلين، وإعلان البراءة من أعداء الله.. فإلى الحصيلة:تقرير / يحيى الربيعي
* البداية كانت مع المجاهد زين العابدين الذي قال: إننا اليوم نقف في يوم الصمود في وجه أعتى الطغاة والمستكبرين، في وجه أعتى عدوان عرفه هذا العصر، الشعب اليمني خرج في هذا اليوم ليحقق نبوءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أن نفس الرحمن يشتم من جهة اليمن، وما نعيشه اليوم هو مصداق لهذه النبوءة.. نحن اليوم ندشن العام الثامن للصمود، ونقول للسعودية التي وعدت نفسها في بداية عدوانها على اليمن بحسم المعركة خلال 14 يوماً: هيهات منا الذلة بعد سبع أعوام من العدوان، وبعد أن وجدت فيه المملكة نفسها غارقة في مستنقع اليمن؛ متكبدة خسائر عسكرية واقتصادية هائلة تقُدِّر بمليارات الدولارات، وأن ما هي عليه من مكابرة ليس إلا محاولة منها للحفاظ على ماء الوجه..
اليوم خرج الشعب اليمني إلى الساحات ليؤكد للعالم أن اليمن تتقدّم بخطوات واثقة في بناء معطيات عسكرية استراتيجية جديدة ستحقّق مفاجآت غير مسبوقة، وستقلب موازين القوى رأساً على عقب، وستكون الكلمة الفصل لأصحاب الحقّ والموقف والجغرافيا والإرادة والقرار اليمني الحر..
وعلى قوى العدوان أن تستوعب أنها مهما استمرّت في عدوانها فإن الإجرام لا نهاية له سوى الخزي والعار.. إن القادم مرعب لدول العدوان بكلّ المقاييس العسكرية التي تتضمنها استراتيجية معركة النفس الطويل لنيل الاستقلال.
من جهته أشاد الطالب خالد محمد -من طلاب الأكاديمية العليا لعلوم القرآن الكريم- بما باتت تحتله القوّة الصاروخية اليمنية من مراتب عالية من حيث المدى والدقّة والأثر القوي في عمق العدو، وقال: لقد صارت مزوّدة بأنظمة ذكيّة يصعب على الدّفاعات الجوية المختلفة اعتراضها، صنعت على أيدي خبرات وكفاءات يمنية وبإمكانات بسيطة استطاعت الكفاءات اليمنية تحقيق إنجازات متسارعة وتحوّلات كبيرة في صناعة وتطوير منظومات الدّفاع الجوي التي ستفاجئ الجميع..
منوها بأن تضحيات وملاحم الجيش واللّجان الشعبية وأبناء القبائل الأحرار في كلّ واد وسهل ورابية وجبل دفاعًا عن اليمن وعزّته هي التي حقّقت هذه الانتصارات والإنجازات على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية وخلف خطوط نيران 7 سنوات من الصمود وأمام كل ما حشده العدوان وأذنابه من إمكانيّات حربية متطوّرة وتقنيات عسكرية أمريكية وغربية حديثة..
مجددا العهد لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالمضي قدما في تنفيذ تعليمات وتوجيهات القيادية الحكيمة دون كلل أو ملل، أو تذمر، مؤكدا :نحن انصار الله فاضرب بنا حيث شئت، فنحن طوع أمرك، ورهن اشارتك.
الثّبات والصّمود
أكرم علي يحيى الجندبي -ناشط ثقافي- قال: بفضل الله تعالى وحكمة قيادتنا الثورية ممثلة بالسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي وبتلاحم وصمود شعبنا مع الأبطال في القوّات المسلّحة تحطّمت أحلام قوى الوصاية والتبعيّة أمريكا وإسرائيل وأذنابها من السعوديين والإماراتيين ومرتزقتهم بل وتمرّغت أنوف الكبر والغطرسة الصهيونية في وحل هزائم أسقطت مخطّطاتهم الساعية إلى النيل من الهوية اليمنية..
مشيرا إلى أن “وحشية العدوان والدّمار والحصار لن تزيد شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية سوى بالمزيد من الثّبات والصّمود، وأن الجهاد والاستشهاد طريق أعلناه ولا بديل لنا عنه سوى النصر ونيل الحرية والاستقلال والكرامة واستعادة كلّ شبر من أرض الوطن، بل إنه طريقنا إلى تحرير مقدّسات الأمّة من شرور المغتصبين الصهاينة ومن يسير على نهجهم”..
وأضاف: الشعب اليمني صمد سبعا، وما يزال وسيظل يتصدى ويرفد جبهات الدفاع بشكل متواصل دون خوف أو تردد رغم المجازر المدنية واستهداف البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والزراعية والصناعية والكهرباء ومحطات المياه والمستشفيات وصالات المناسبات والمدارس وبيوت الأبرياء في الأحياء والشعاب والوديان..
أما الشاعر أبو محمد الفائق فيقول: صمود الشعب اليمني هو واجب تفرضه الهوية الإيمانية، واجب إنساني وقومي وعربي، وما قام به الشعب اليمني هي نتائج واضحة تبرز قيمة هذا الشعب وما يقدم من تضحيات وشجاعة واستبسال في وجه آلة الحرب، ورغم ما يعاني من صعوبات كارثية لم تفتر عزيمته، وإنما شدت عضده وعظمت قيمة إنجازاته، وصار ما يقدمه هذا الشعب يمثل شعاعاً ينير دروب ومسارات عشاق العدالة الاجتماعية والحرية والاستقلال في العالم.
مؤكداً: الإنسان اليمني يمتاز بالتمرس في معترك القتال على مر التاريخ، وقد صمد بهذا التمرس في التصدي لقوى الغزو وتطوير أساليب المواجهة، وحقق اليمنيون بصلابة صمودهم انتصارات في كل الميادين بوحدة صفوفهم في المواجهة، وقد استغلوا هذا التمرس لإبقاء معنويات المجاهدين مرتفعة وثقتهم بالله أقوى..
وأضاف “لقد توحد الشعب خلف قيادة ناجحة وحكيمة في مواجهة خطط العدوان سياسيا وعسكريا معطيا إياها ثقته، وأحسن تطبيق توجيهات القائد العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وتماهى مع مبدأ الصبر الاستراتيجي بتوجيه من قيادته الحكيمة، فأذهل العالم وأربك قوى العدوان بهذا الصبر والقدرة على التحمل والتدرج في المواجهة وعدم الاستسلام أمام هول الفظائع وفقدان الأهل والاحبة”.
روابط الهوية
* دحان الحاج -إمام وخطيب جامع الحملي، ومسؤول ثقافي في المهام النوعية – تحدث فقال: اليوم هو يوم الشموخ اليماني، يوم الانتصار.. يوم انطلق فيه مئات الآلاف من المواطنين الأحرار نحو الساحات في المسيرات المميزة، في رسالة مفادها أن هذا الشعب وصموده سيبقى حزمة واحدة في وجه العدوان، سيبقى قوي المعنويات يشد بعضه بعضا بروابط الهوية الإيمانية وواحدية الهدف والغاية في الانتصار لقضايا الأمة وعلى رأسها قضية القدس الشريف مسرى رسول الله وثالث الحرمين، اليوم تنطلق مسيرات بآلاف مؤلفة رغم التهديدات والمخاطر القائمة في كل مناسبة سواء كانت وطنية أو دينية أو قومية..
ولفت إلى أن التلاحم بين الشعب وقواه العسكرية هو أساس ومنطلق مقومات الصمود، فالقوات المسلحة اليمنية بدون روافد شعبية لم يكن ليكتب لها الانتصار وتحقيق الإنجازات من أعاصير يمانية هزت عروش الطغاة وزلزلت أركان الاستكبار والصهينة العالمية..
وقال: إن ضراوة وطول سنوات العدوان والحصار هي التي صنعت الصمود المذهل، بل وشكلت في ضمير هذا الشعب مدرسة عالمية جديدة في التصدي يحتذى بها على مدى التاريخ، ومصدر إلهام للشعوب الباحثة عن حريتها للوقوف بوجه حروب سلب الإرادات ومقدرات الأوطان أو تلك المدافعة عن وطنها.. لقد جعلت سبع سنوات من العدوان والحصار اليمنيين مدرسة في أسس ومقومات الصمود، وأعطت للعالم دروسا حول كيف أن الشعب اليمني قادر على استكمال المواجهة حتى النهاية.
الصحوة والانتفاضة
المشرف والمجاهد علي أحمد صالح الفراصي من جهته قال: النظامان السعودي والإماراتي الأغبياء البلداء في الأخير لن يكونوا سوى أدوات لا قيمة لها في ميزان المصالح الامريكية، وخير دليل حي يظهر للعيان ما يجري لعملاء النظام الأوكراني، وقبلهم عملاء النظام الأفغاني، والمشكلة أن عملاء الجزيرة والخليج هم من يدفعون ثمن غبائهم وتكاليف تنفيذ ما يريده الأعداء من الأمة، وليس من اليمن وحدها من مقدرات وثروات.
ثم دعا الشعوب العربية إلى الصحوة والانتفاض ضد الظلمة وطواغيت العمالة والخيانة الذين اصبحوا صهاينة ولا تتحقق الصحوة إلا باتباع توجيهات الله سبحانه وتعالى ومن أهمها نهيه عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى أعداء الإسلام وأهله حين أخبر أن بعضهم أولياء بعض، ثم تهدد وتوعد من ينخرط معهم في الولاء بقوله:( َمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وهم المطبعون اليوم مع الكيان الصهيوني.
وحدة اللحمة
* المجاهد أبو محمد الصالحي تحدث فقال: في هذا اليوم العظيم نقف إجلالا وتعظيما لتأييد الله ونصره، ثم تقديرا لهذا الشعب المجاهد، والثابت على هويته الإيمانية.. ومواقفه وصموده.. وصبره ومصابرته ومرابطته في دعم الجبهات بالرجال والمال.. وحرصه على الأمن والسكينة ووحدة اللحمة في الجبهة الداخلية رغم ما يفبركه الأعداء وما يقدمونه في حروبهم الناعمة من مكائد وإغراءات.
مشيرا إلى أن وقوف الشعب اليمني اليوم بكافة فئاته واتجاهاته ومناطقه في ساحات العزة والكرامة في عموم المحافظات الحرة هو وقوف لتجديد الولاء للقيادة الثورية الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأننا ماضون خلفه حيث كانت وجهته نسالم من يسالم، ونعادي من يعادي، فليضرب بنا حيث شاء برا وبحر وجوا فنحن جنده ومدده في السلم والحرب.. وهو وقوف لإعلان البراءة من أعداء الله، وأعداء نبيه، وأعداء الإمام علي، وأعداء الأعلام من آهل بيت رسول الله عليهم السلام، وقوف للبراءة من اليهود والنصارى ومن سار على دربهم من العملاء والخونة والمنافقين والطغاة المجرمين من بني سعود وآل نهيان ومرتزقتهم.
تعزيز الجبهات
وتطرق الناشط عبدالله عبدالسلام الكبسي إلى جريمة الحصار الشامل واصفا هذه الجريمة بأنها أفظع ما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم تستهدف شعبنا بمزيد من المعاناة في مختلف المحافظات، فهو يعمل عبر ما يفرضه من حصار جائر على منع وإعاقة وصول المواد الغذائية إلا بعد تأخير وتحمل غرامات وتكاليف كبيرة، ولا يسمح بوصول المواد الطبية التي تحتاجها مستشفيات المحافظات الحرة إلا بعد تأخير كبير وبأسعار باهظة، ناهيك عن منع المرضى من السفر للعلاج إلا في حالات نادرة وبعناء كبير.
مؤكدا أن هذه الجرائم تستدعي منا كشعب يمني أن نقف في وجه مرتكبيها من دول التحالف وحكومة مرتزقته، حكومة الفنادق، بشموخ الإنسان اليمني الذي يأبى الاستكانة والاستسلام، وهنا- وفي هذه الساحات- نجدد العهد والولاء لقيادتنا الثورية والسياسية بأننا ماضون في تحرير كل شبر من أرضنا اليمنية، وأننا ونحن خلف قيادتنا لن يصيبنا الهوان ولن يدب إلى عروقنا الخذلان.
وأوضح: إذا كانت راحة قوى العدوان في زيادة معاناة شعبنا وعذاباته وآلامه، فإن راحة الشعب اليمني في تعزيز جبهاته ودعم منظومة صواريخه المجنحة وطائراته المسيَّرة لتوجيه أقوى أعاصير الانتصار لمظلوميته العادلة، وانتزاع حقه في الحرية والاستقلال.
واختتم: “أؤكد أننا -شعبا يمنياً- ماضون في تطبيق ما أكد عليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في قوله ” نحن في يمن الإيمان لا يمكن أن نستسلم للعدوان”، ذلك أن موقفنا الدفاعي في مواجهة العدوان هو الموقف المشروع بكل الاعتبارات، ناهيك عن أننا نمتلك المشروعية القرآنية الإيمانية في موقفنا، في التصدي للعدوان كواجب ديني وإيماني وأخلاقي”.
الانتصار الأكبر
الإعلامي رشاد الفضيل بدوره قال “اليوم الوطني للصمود- بعد 7 أعوام من الإجرام- هو يوم يستذكر فيه اليمنيون الشرارة الأولى للصمود ضد غطرسة وغباء العدوان السعو-أمريكي.. واصفا العدوان بأنه أول مجرم في التاريخ الإنساني يرتكب جرائم حرب محظورة في جميع القوانين والدساتير والشرائع السماوية والإنسانية ألا وهي جرائم قصف الآمنين المدنيين والعزل والأعيان المدنية والبنية التحتية المدنية من مدارس وصالات مناسبات ودور عبادة وغيرها.
وأشار إلى إعلان الشعب اليمني استقلال قراره الوطني، والتخلي عن التبعية والخروج من تحت عباءة الوصاية المكبلة لكل الطموحات والآمال في العيش بكرامة، كان قرارا مصيريا أغاظ الأوصياء، وحشد أحقادهم التي تجلت في ما يقومون به من قصف عشوائي وحصار جائر، لكن هيهات هيهات من الشعب اليمني الذلة.
مشيرا إلى أن الاتجاه نحو تفعيل الجبهات التنموية في مختلف مجالاتها الإنتاجية والزراعية والصناعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي من خيرات بلادنا هو الانتصار الأعظم، والمعركة الأكبر في مواجهة ما يبديه هذا التحالف من غطرسة واستكبار بما تنفذه أياديه من مليشيات العمالة والارتزاق على أرض الواقع وتصرفات حمقاء تفرض إجراءات تعسفية وكإغلاق ميناء الحديدة، وتحويل سفن الغذاء والدواء والمشتقات النفطية إلى ميناءي عدن والمكلا، وما يلي ذلك من فرض لطريق إمداد شاق يستلب الإتاوات على طول امتداده وينتهي بالتقطع ومنع وصول قاطرات الغذاء والدواء والمحروقات إلى المحافظات الحرة إمعانا من التحالف في زيادة معاناة اليمنيين بضوء أخضر من وجهاء العالم من منظمات دولية ومجلس الأمن و….إلخ.