سبعة أعوام من الصمود واستحقاقات ما بعدها!

افتتاحية الثورة 

 

نطوي العام السابع من الصمود والتصدي والمواجهة للعدوان الذي شنه تحالف دولي وإقليمي يتكون من عشرين دولة على رأسها أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات ودول أوروبية وعربية وغير عربية تشارك فيه بأدوار رئيسية، وندخل إلى العام الثامن ونحن بحمدالله أقوى وأصمد بالله وبعونه وبتمكينه وبتأييده، وبالنظر إلى ما كان عليه الواقع في 26 مارس 2015 حين بدأ العدوان على اليمن، وما نحن عليه اليوم من منعة وبأس وقوة بفضل الله يتأكد لنا صوابية خيار الصمود ومواجهة العدوان. اليوم يُحيي الشعب اليمني الذكرى السابعة للحرب الإجرامية التحالفية الغادرة بقيادة أمريكا على اليمن التي هدفت إلى سحق البشر وقتلهم بكل وسائل وأساليب القتل والموت من الأسلحة الفتاكة إلى التجويع والحصار إلى تدمير سبل الحياة..

وهدفت إلى احتلال الأرض ونهب الثروة، ونستذكر في هذا اليوم المصائر والمآلات التي صاغتها أحداث الحرب وتحولاتها، ونستذكر عواقب الصمود والتحرك والمواجهة، لكن من لا يقرأ أسباب النصر القريبة والبعيدة لا يدرك مدى عمقه، وكيف كانت تضحيات الشعب اليمني الأساس لهذا النصر الذي شكَّل علامة فارقة في التاريخ الحديث. ونحن اليوم إذ نحيي يوم الصمود الوطني نستذكر البدايات والمآلات والأحداث والعواقب، وفيما نحيي هذا اليوم نشهد عمليات القوات المسلحة التي تدك العمق السعودي بشكل غير مسبوق ونشاهد الحرائق التي تشتعل في عمق مملكة العدوان السعودية بصواريخ وطائرات اليمن التي تطورت وتعاظمت قدراتها وإمكاناتها حتى فاقت تقنيات دول وأنظمة المنطقة كلها،..

وفيما نحيي هذا اليوم نستذكر التضحيات العظيمة التي قدمها شعبنا في سبيل الحرية والكرامة ومواجهة العدوان ونستذكر قوافل الشهداء والدماء التي سالت وأثمرت وعززت انتصارات شعب أرادوا له السحق والإعدام، وفيما نحيي هذا اليوم ندلف إلى مرحلة جديدة من المواجهة والصراع عنوانها قادمون بالصناعات وبالرجال وبالجيل الناهض من بين الركام والتصنيع المدني والتكنولوجي، وبالعمليات البحرية التي ستغرق المعتدين وتهوي بهم في قعر البحار.
ونحن نحيي هذا اليوم لم تغب عن الذهن صور تدفق هذا الشعب العظيم إلى ميادين الحرب والقتال، إلى جبهات المواجهة وميادين الصراع، من الميدان الحربي والعسكري، إلى ميدان التصنيع، إلى ميدان الأمن والاقتصاد، إلى الإعلام ومعركة الوعي والحرب النفسية والمعنوية، وما رسمه ذلك التحرك والانطلاق والاندفاع من تحولات ومعادلات فاصلة في سبعة أعوام، واليوم نسدل الستار مع ما مضى ونشهد في الأفق سيلاً متدفقاً من الانتصارات والبطولات والضربات على عمق العدو تجاوزت حسابات المعتدين حين خططوا وقرروا ونفذوا شن الحرب الإجرامية على اليمن غدراً وعدواناً وبغياً وتجبراً.
اليوم الشعب اليمني يخط تاريخاً لا يستطيع أن يكتبه أحد سواه، ويقدم نموذجاً يجسد حقائق كونية ثابتة في التاريخ وفي سنن الحياة وفي سنن الله في الأرض، لا تُهزم الشعوب التي تتحرك وتنهض بمسؤولية في الدفاع عن وجودها وحياتها وكرامتها، وتخوض الصراعات والحروب بثقة ويقين وإيمان بالله وبالتوكل عليه، هذه حقائق التاريخ منذ أن كانت الحروب وكانت الشعوب تقاوم، وما فعله الشعب اليمني جسد الحقائق والسنن الإلهية والكونية، وقدم نموذجاً ماثلاً لكل شعوب الأرض، وهذا ليس من باب الإنشاء والمديح، وعلى أهمية ذلك يجب أن نمضي اليوم كأقوى ما نكون ليسمع من به صمم وقع النصر بالضربات المشروعة، وباجتراح البطولات وتحقيق المعجزات، ليعرف العالم أن ما من شعب قاوم وضحى وعمل من أجل كرامته إلا وكان النصر حليفه.
اليوم الشعب اليمني يُسدل الستار على فصول ومراحل وتحولات، ويفتح منصات الإرادة والصمود والتحدي والإصرار على المواجهة ويمضي في خيارات إنسانية دينية وطنية عبّرت عن ذاتها طيلة سنوات الحرب السبع التي مضت وانقضت، ونفتح ستار ما سيأتي وبعملية كسر الحصار الثالثة التي أشعلت أرامكو في جدة والرياض وينبع ورأس تنورة ونجران وفي كل مدن السعودية وتدميرها عن بكرة أبيها.
نستذكر اليوم إرادة القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي منذ اللحظة الأولى في مواجهة العدوان واستنهاض العمق التاريخي والحضاري والإيماني لهذا الشعب، وما نتج عن كل ذلك، نستذكر اليوم مقومات الصمود وعوامله ومرتكزاته المنبثقة من إيماننا وثقتنا ويقيننا بأن الله سينصر عباده المستضعفين، ندخل إلى عامنا الثامن اليوم ونستعد أن نواجهَهُم إلَى يوم القيامة جيلاً بعد جيل، ليس هناك اكتراث بأية تطورات على الأَرْض؛ لِأَن التطوُّرات إن حدثت هنا أَوْ هناك فليست ذات تأثير، فالعاقبة للمتقين ومن الله النصر.

قد يعجبك ايضا