قادمون مع قائد الشعب والنصر
يكتبها اليوم / هاشم شرف الدين
رسائل عدة يمكن فهمها من استباق كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – بعملية عسكرية واسعة ونوعية في عمق العدو السعودي، وأن يتلى بيانُ القوات المسلحة قبيل الكلمة بدقائق، لكن ما يهمني في هذه التناولة هو هذا الاقتدار العجيب الذي يثبته السيد القائد يوماً تلو آخر وبشكل يثير دهشة العدو قبل الصديق، وإعجاب هذا الشعب اليمني العظيم الذي لا تكاد تخلو كلمة من كلمات قائد الثورة إلا ويمتدح خلالها أحراره، خاصة في كلماته بمناسبة اليوم الوطني للصمود.
الحقيقة أن جانباً كبيراً من هذا المديح المستحق لأحرار الشعب كان نتاج قيادته الحكيمة التي حفظت للشعب كرامته وأمنه وعزته، فنحن أمام قائد قرآني استراتيجي هزم – بفضل الله – طغاة العالم المعاصر، ومنعهم من تحقيق أهدافهم الخبيثة في اليمن.
إن سبع سنوات صمود وانتصار جعلت الملايين من أبناء شعبنا مقتنعين أنهم إزاء قائدٍ أحسنَ الظنَ بالله وصدّق وعودَه وتوكّلَ عليه، مؤمناً واثقاً بالله وواثقاً في نفسه فنال وينال تأييدَه سبحانه وتعالى.
سبع سنوات كانت كافية وزيادة على أن تقدّم للعالم أجمع، أنموذجاً للقائد القرآني الاستراتيجي القادر على تحويل التحديات إلى فرص، وليس فقط ربط الأهداف بالأساليب الموائمة مع الموارد المتاحة.
فإذا كانت القيادة الاستراتيجية تعمل على توظيف الطاقات الإبداعية والمميزة في إنتاج الأعمال المختلفة بكل كفاءة، وبهدف تحقيق الأهداف والغايات، فإن قائد الثورة قد وفقه الله ليتمكن من تخليق تلك الطاقات ثم توظيفها. لقد شهدنا أموراً ظهرت من العدم ومن نقطة الصفر كمنظومة الصواريخ وسلاح الطيران المسيّر والبحرية وغيرها، وها هو يعلن وصولنا إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في بعض جوانب التصنيع الحربي، مثل المدفعية وذخائرها والقنّاصات والكلاشنكوف، ويبشّرنا بأن هذا التصنيع في ازدهار مستمر.
نحن فعلاً إزاء قائدٍ قرآني استراتيجي قوي الإرادة، له عزيمة لا تفتر، تمكّن من التكيّف بثبات مع المتغيرات المعاصرة رغم كثرتها وتبايناتها، فمع ثبات موقفه إلا أنه كان مرناً في التنفيذ، لإلمامه بطبيعة الدور الذي يضطلع به.
قائدٌ مستثمر جيد للموارد البشرية يؤمن بروح الفريق، لم يحتكر القيادة، ويشهد له جميع من تعامل معه بأنه متميز في العلاقات الإنسانية، لدرجة أن يصرّح مبعوثو الأمم المتحدة الذين يلتقونه بذلك.
قائدٌ كلماتُه مُلهمة لا يبلغه في قوتها أحدٌ من القادة المعاصرين، تجعلك تدرك أن منبعها علمٌ واسع ومعرفةٌ شاملة بما يجري، تُستَشف منها قدرتُه على التفكير الابتكاري، والتحليل المنطقي، وأنه يمتلك سرعة البديهة، وذكاءً فطريا، وسِعةَ أفق، ونظرةً كليةً للأمور.
إنه يقول ما لا يجرؤ على قوله القادة، لتحرره من القيود التي كبّلوا أنفسهم بها، ولهذا يشعر كلُ متابع لكلماته أنه أمام قائدٍ يمتلك البصيرة النافذة والإلهام الموفّق القادر على التأثير فيهم، خاصة في كلمات اليوم الوطني للصمود التي يحرص خلالها على أن يؤكد التزام القيادة بالوجهة القرآنية الاستراتيجية في الدفاع عن الوطن، ويحرص على أن يُعبّئَ الشعبَ على الالتزام بهذه الوجهة المستمدة من هويته الإيمانية، والمستقاة من القيم الدينية والإنسانية، عبر حشد الشواهد على صوابية هذه الوجهة كخيارٍ وجودي أمام مطامع المعتدين الخبيثة وغاياتهم الشريرة، وعبر تضمين كلمته هذه أكثر الجرائم فظاعةً في عدد من المحافظات وأعداد الضحايا من المدنيين والأطفال والنساء.
لقد كان لافتاً هذا الحرص على توضيح حجم المظلومية اليمنية عبر تقديم إحصائيات نماذج من الأضرار التي لحقت بالشعب جراء العدوان العسكري والاقتصادي الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه، لقد فهمنا منه أن ما بعد الكلمة ليس كما قبلها على صعيدي البناء ودفع العدوان، وأن العام الثامن سيكون عاماً هجومياً أكثر عبئاً على العدو.
لقد اقتدى أحرار الشعب بهذا القائد في تماسكه وصبره وعزمه وإرادته في مواجهة الإجرام والحصار والتجويع والمؤامرات المتنوعة والاستهداف الشامل. انعكس ذلك في ما أشار له قائد الثورة من محدودية نزوح أبناء الشعب، واستمرار الأنشطة الزراعية والتجارية والعمرانية، رغم كل ما طال هذه القطاعات الحيوية من تدمير جرّاء العدوان.
إن القائد القرآني الاستراتيجي ينهض بشعبه ويرتقي بهم نحو الأفضل في كافة الجوانب، وقد لمسنا منها تنامي التكافل الاجتماعي في أوساط المجتمع، وانطلاق أحرار هذا الشعب إلى جبهات القتال ملبين دعوات القائد دون توقف طوال السبعة الأعوام، ومثلهم كان المنفقون لدعم الجبهات بالأموال، بما في ذلك المرأة اليمنية الحرّة. إننا حين نفاخر ببروز نماذج عظيمة في ساحات القتال – الذين وصفهم القائد بأنهم نماذج عالمية لا تضاهى في العالم بكله – فنحن نفاخر به أيضاً لأنه كان المحرّك والدافع والموجِّه والمربي لهم فتحلّوا بتلك الروح الإيمانية والمعنويات العالية والصبر العظيم الجميل.
لنا أن نتخيل الصورة لو أن الله سبحانه وتعالى لم يوفق شعبنا بهذا القائد، الذي ارتقى بشعبه في جانب الوعي، ففشلت حملات العدو التضليلية التحريضية ضد المدافعين عنه وفي مقدمتهم أنصار الله.
وبتوفيق الله سبحانه وتعالى ها هي القوى الأمنية تنجح في مواجهة النشاط التخريبي والجريمة المنظمة كالإفساد الأخلاقي وترويج المخدرات وإثارة الفوضى والمشاكل القبلية.
وبرغم أن الجانب الاقتصادي كان نقطة الضعف التي ركّز عليها العدو لاستغلالها – نظراً لعدم وجود سياسات بنّاءة من الأنظمة السابقة – إلا أن الله قد وفّق قيادة شعبنا للمواجهة بتوجه صادق رغم صعوبة الظروف.
لقد كانت كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله تعالى – بمثابة إعلان انتصار كبير على العدو، مدعّمةً بالشواهد المكثّفة على ذلك في كافة المجالات. لقد عرضت مظلومية الشعب، وأبرزت صموده وانتصاراته، وقدّمت الأمل للشعب المعتمد على الله سبحانه وتعالى، حيث وواقع الحال يؤكد أن وطننا بات أقوى، وأصبح لشعبنا جيلاّ قرآنياً قادماً هو أقوى في كل مجال على الأعداء.
ومثلما مضى أحرار الشعب مع قائدهم خلال السبع السنوات الماضية، سيمضون مع قائدهم في العام الثامن متوكلين على الله بجحافل جيشهم المجاهد الصابر، وبصواريخهم الباليستية، وبطائراتهم المسيّرة المنكلة بالأعداء، البعيدة المدى، وبإنتاجهم الحربي وأسلحتهم البحرية التي تُغرق الأعداء، وبالتصنيع المدني المؤسس لنهضة حضارية.
ختاماً..
إن من قاد الشعب بالصبر الاستراتيجي إلى النصر الاستراتيجي، هو قائد قرآني استراتيجي بامتياز، ليس فقط لأحرار شعبه الذين يتزايدون عاماً بعد آخر، بل لأحرار الأمة الذين صاروا ينظرون إليه قائداً لهم وجدوا فيه ضالتهم المنشودة، وهي القيادة الصادقة الحكيمة الشجاعة المتحركة بكل جدٍ ومسؤولية، وليس أدل على ذلك من تمني أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لأن يكون جندياً تحت راية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يحفظه الله، وكذلك أحرار فلسطين وغيرهم في محور المقاومة، وأحرار العالم.