لافروف: سنصمد أمام العقوبات الغربية وسنعزز قواتنا
بوتين: هدف العملية الروسية في أوكرانيا وضع حد للإبادة الجماعية بحق سكان دونباس
موسكو/
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن هدف العملية العسكرية في أوكرانيا يكمن في وضع حد لـ”إبادة جماعية” تعرض لها سكان منطقة دونباس.
وذكّر بوتين، خلال مشاركته في حفل موسيقي شعبي أقيم في ملعب “لوجنيكي” في موسكو بمناسبة الذكرى الثامنة لعودة شبه جزيرة القرم إلى الحضن الروسي، بالعبارة التي يفتتح بها الدستور الروسي، وهي “نحن الشعب الروسي متعدد الجنسيات، لدينا مصير مشترك نقطن في أرضنا”.
وشدد بوتين على أن هذا هو ما استرشد به سكان القرم وسيفاستوبل عندما صوتوا في استفتاء شعبي لصالح إعادة الانضمام إلى روسيا، مشيرا إلى أنه كان لديهم الحق الكامل في تبني هذا القرار، مضيفا: “كانوا يرغبون أن يكون لهم مصير مشترك مع وطنهم التاريخي روسيا”.
وأشار الرئيس إلى أن روسيا خلال هذه الفترة بذلت الكثير من الجهود بغية تنمية القرم وسيفاستوبول، بما يشمل خطوات أساسية مثل إمداد هذه المنطقة بالغاز والكهرباء وبناء طرق وجسور جديدة، قائلا: “كان من اللازم إخراج القرم من تلك الحالة المهينة التي عاشتها القرم وسيفاستوبول ضمن دولة أخرى”.
وتابع بوتين أن روسيا “تعلم ما يجب فعله في المستقبل وستطبق بالضبط كافة الخطط المطروحة”.
وأضاف: “اتخذ سكان القرم وسيفاستوبول خطوة صحيحة عندما شكلوا حاجزا راسخا أمام النازيين الجدد والقوميين المتطرفين، ويؤكد على صوابهم ما جرى ولا يزال يجري حتى الآن في مناطق أخرى”.
ولفت بوتين إلى أن “سكان دونباس رفضوا أيضا الانقلاب السلطوي في كييف، ونفذت ضدهم فورا عمليات عسكرية عقابية متعددة”، مضيفا أنهم تعرضوا لـ”حصار وقصف مدفعي ممنهج وغارات جوية”.
وقال الرئيس الروسي: “كل هذه الأمور هي ما يسمى الإبادة الجماعية، وتحرير الناس من هذه المعاناة والإبادة هو السبب والدافع الرئيسي للعملية العسكرية التي أطلقناها في دونباس وأوكرانيا”.
وأشاد بوتين ببطولة العسكريين الروس المشاركين في الحملة العسكرية، قائلا: “لم نر مثل هذه الوحدة منذ وقت طويل”.
إلى ذلك قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من شأن العقوبات غير المسبوقة التي تفرضها واشنطن والغرب على بلاده لتهميش دورها وإقامة عالم أحادي القطب .. مؤكداً عزم روسيا الصمود والاعتماد على نفسها .
وقال لافروف خلال لقاء مع قناة روسيا اليوم إن “الغرب فرض أكثر من 5 آلاف عقوبة فردية ضد روسيا وهذا رقم قياسي لا مثيل له وسيتم فرض المزيد لكننا سنصمد ونعمل على تعزيز قوتنا لتخطي تأثيرها” .
وأضاف “يمكن لروسيا حالياً الاعتماد فقط على نفسها والحلفاء الباقين ولم تعد ترى في الغرب شريكاً موثوقاً.. أوروبا توقفت بالكامل تقريباً عن الدفاع عن استقلالها أمام الولايات المتحدة التي تمارس ضغطاً وابتزازاً كبيرين وتريد أن يكون العالم كله تابعاً لها”.
وأشار الوزير الروسي إلى أن بلاده لن تقبل أبداً بعالم تهيمن عليه الولايات المتحدة التي تريد أن تتصرف باعتبارها “شرطياً عالميا” وفي الوقت ذاته ان روسيا لا تغلق الباب أمام الغرب وأنها منفتحة للتعاون مع الجميع على أساس المساواة والاحترام.
وأوضح أن الغرب حاول تحويل أوكرانيا إلى دولة معادية لروسيا .. مشيراً إلى أن هدف العملية العسكرية الروسية الخاصة فيها أن تكون دولة محايدة منزوعة السلاح خالية من النازية لا تشكل أي تهديد .
واكد وزير الخارجية الروسي أن الأزمة بين بلاده واوكرانيا ستنتهي لكن الغرب سيحاول التدخل لإبقاء التناقضات بينهما.
من جانب آخر أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، عن تحرير قوات جمهورية لوغانسك الشعبية لأكثر من 90% من أراضيها بدعم من القوات المسلحة الروسية.
وتابع كوناشينكوف إن وحدات من جمهورية لوغانسك الشعبية تقوم في الوقت الحالي بتدمير مجموعات متفرقة من القوميين المتطرفين في الضواحي الجنوبية لقرية “روبيجنويه” المحررة.
وتواصل القوات المسلحة الروسية هجومها بنجاح في الاتجاه الشمالي من جمهورية دونيتسك الشعبية، حيث قامت بالسيطرة على قرى: “زولوتايا نيفا” و”نوفومايورسكويه” و”نوفودونيتسكويه” و”بريتشيستوفكا”، حيث تحركت خلال الـ24 ساعة الماضية بمسافة 16 كيلومترا.
في ماريوبول، تطوّق وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية، بدعم من القوات المسلحة الروسية، القوميين المتطرفين في وسط المدينة، وتواصل الضغط عليهم.
وخلال الليلة قبل الماضية، أسقطت أنظمة الطيران ومنظومات الدفاع الجوي التابعة لقوات الدفاع الجوي والفضائي الروسية ست طائرات أوكرانية أخرى من دون طيار، بما في ذلك واحدة من طراز “بيرقدار – تي بي2”. كما قصفت الطائرات العملياتية والتكتيكية والطائرات بدون طيار 81 منشأة عسكرية في أوكرانيا، من بين هذه المنشآت: 4 منشآت لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، و3 مراكز قيادة، و8 مستودعات ذخيرة، و28 موقعاً لتخزين المعدات العسكرية.
إجمالا، ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة، تم تدمير: 183 طائرة من دون طيار.
من جانبها طالبت السفارة الروسية في واشنطن الإدارة الأمريكية بالكشف عن البيانات حول نشاطها البيولوجي العسكري في أوكرانيا.
ونقل موقع روسيا اليوم عن السفارة قولها في بيان “نطالب الجانب الأمريكي بالكشف عن معلومات حول النشاط البيولوجي العسكري في المعامل على أراضي أوكرانيا في أسرع وقت ممكن .. وما هو نوع البحث السلمي الذي يجري الحديث عنه إذا كان البنتاغون وراء كل هذا العمل”.
وأضاف البيان أن “روسيا على وجه اليقين أن الجماعات الأوكرانية الراديكالية الخاضعة لسيطرة ممثلي الخدمات الخاصة الأمريكية قد أعدت عدة سيناريوهات محتملة لاستخدام المواد الكيميائية السامة في تنفيذ استفزازات ضد المدنيين”.
وأوضح البيان أن “الغرض من الأعمال غير الإنسانية المخطط لها هو اتهام روسيا باستخدام أسلحة كيميائية ضد سكان أوكرانيا”، لافتا إلى أن “هذه المعلومات لا يمكن إلا أن تسبب قلقا جديا بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لم تدمر بعد المخزون الوطني من مواد الحرب الكيميائية”.
وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكو أن مشروعا سريا تحت إشراف الولايات المتحدة جرى تنفيذه في مدينة خاركوف الأوكرانية لدراسة سبل نقل الأمراض إلى البشر عن طريق الخفافيش.
وكان مدير الإدارة الثانية لبلدان رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية أليكسي بوليشوك قد أكد الأربعاء الماضي أن المختبرات البيولوجية في أوكرانيا لا تشكل خطرا على روسيا فحسب بل على أوروبا بأكملها.
وفي وقت سابق، نظمت وزارة الدفاع الروسية عرضا يوضح أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 200 مليون دولار لتشغيل المختبرات البيولوجية في أوكرانيا والتي شاركت في تنفيذ البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي.