من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، تصريح ديمتري روغوزين مدير وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” أن العقوبات الغربية على بلده قد تؤدي إلى سقوط المحطة الفضائية الدولية؛ مضيفاً أن العقوبات ستؤدي إلى اضطراب تشغيل مركبات الفضاء الروسية التي تزود محطة الفضاء الدولية مما يؤثر على الجزء الروسي من المحطة الذي يسمح خصوصاً بتصحيح مدار البنية المدارية، وقد يتسبب ذلك في سقوط محطة الفضاء الدولية التي تزن 500 طن على البر أو البحر”، مشيراً إلى أن الجزء الروسي يضمن تصحيح مدار المحطة (في المتوسط 11 مرة في السنة) بما في ذلك لتجنب قطع الحطام الفضائية.
وجاءت هذه التصريحات إثر إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن عقوبات جديدة ضد روسيا تستهدف صناعة الطيران فيها، بما في ذلك برنامجها الفضائي، وتشمل كذلك “التكنولوجيا الحساسة” مثل أشباه الموصلات والاتصالات وإلكترونيات الطيران.
وتعد محطة الفضاء الدولية التي شارك في إنشائها كل من الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا واليابان وكندا، نموذجا مثاليا لكيفية تعاون الدول في المشاريع الكبرى في الفضاء. فقد ظلت المحطة مشغولة بشكل مستمر لأكثر من 20 عاما واستضافت أكثر من 250 شخصا من 19 دولة”، محافظة على مدار متوسط ارتفاعه 400 كيلومتر (250 ميل)، وتدور حول الأرض في حوالي 93 دقيقة، لتكمل 15.5 دورة في اليوم.
وتم وضع العديد من الاتفاقيات والأنظمة للتأكد من أن المحطة الفضائية المكونة من 16 قسما شيدتها دول مختلفة يمكن أن تعمل بسلاسة أثناء تشغيلها من قبل 5 وكالات فضائية مختلفة.
ورغم أن تسيير المحطة بصفة إجمالية يتم عبر مجلس التنسيق متعدد الأطراف، فإن الأمور تصبح أكثر تعقيدا عندما يتعلق الأمر بالوحدات نفسها التي تعامل قانونيا كما لو كانت امتدادات إقليمية لبلدانها الأصلية.
وتعتبر الوحدات الروسية من بين الأجزاء الأساسية في المحطة الدولية، فوحدة “زاريا” (Zarya)، على سبيل المثال، توفر الكهرباء والدفع للمحطة وتقوم بتعديل مسارها لرفعها إلى مدار أعلى أو لتفادي الاصطدام بأجسام أخرى في الفضاء. أما وحدة “زفزدا” (Zvezda)، فهي تلعب دورا رئيسيا في جميع أنظمة دعم الحياة في المحطة مثل إنتاج الأكسجين وإعادة تدوير المياه.
كما تبرز أهمية الدور الروسي في مواصلة تشغيل المحطة من خلال الاعتماد شبه الكلي -منذ تخلي الولايات المتحدة عن برنامج المكوكات الفضائية- على صواريخ سويوز الروسية لنقل الرواد والمؤن والتجهيزات إلى المحطة.
ومن المفترض أن تساعد هذه الصواريخ أيضا في إيقاف تشغيل محطة الفضاء الدولية بعد تمديد فترة تشغيلها حتى عام 2030م، من خلال دفعها بعناية لدخول الغلاف الجوي للأرض قبل السقوط فوق المحيط.
ورداً على العقوبات فقد جاء إعلان روغوزين أن موسكو لن تزود الولايات المتحدة بعد الآن محركات للصواريخ الأمريكية “أطلس” و”أنتاريس”، مضيفاً: “لندعهم يحلقون في الفضاء على مكانس”.