فيسبوك واختراقه لخصوصية حياتكم اليومية

 

ببساطة
أنتم تدفعون أجور هذه التطبيقات المجانية من خلال بياناتكم ومعلومات حياتكم اليومية !
بالتأكيد
ليس الهدف من هذا الكلام الامتناع عن استخدام التكنولوجيا أو مواكبة التطورات الحالية.

م. نبيل مصلي

وصلتني رسالة من أحد الأصدقاء يقول لي فيها: «كان في السيارة مع الأصدقاء وكانوا يخططون للذهاب لتناول العشاء في أحد المطاعم في مدينة صنعاء، بعد لحظات، وصلته رسالة من فيسبوك تخبره ما رأيك بمطعم «ع» فقد ذهب له صديقك فلان وفلان .. هل تود وضع إعجاب «لايك» للمطعم؟».
تفاجأ الصديق بالموضوع! وراسلني للاستفسار، وهنا أضع الإجابة أمامكم اليوم.
عندما تقومون بتحميل تطبيق Facebook أو Instagram أو الـ Whatsapp أو Facebook Messenger على هاتفكم، في هذه الحالة شركة ميتا المسؤولة عن جميع هذه التطبيقات تدخل لالتهام:
1 – جهات الاتصال لديكم الـ Contacts: يقوم تطبيق فيسبوك بجمع وتحليل كافة جهات الاتصال في هاتفكم بمجرد تحميل التطبيق على الهاتف.
2 – قراءة الرسائل القصيرة الـ SMS الصادرة والواردة: يقوم تطبيق فيسبوك بجمع وتحليل الرسائل القصيرة لمعرفة ما يعجبكم وما لا يعجبكم.
3 – قراءة وتحليل المكالمات الصادرة والواردة: يقوم تطبيق فيسبوك بتحليل ومعرفة المكالمات الصادرة والواردة وتحليلها أيضاً لمعرفة من المتصل.
4 – فتح المايكرفون دون علمكم: يُعطي تطبيق فيسبوك نفسه الصلاحية بفتح وإغلاق المايكرفون المتوفر في هاتفكم وذلك لجمع الأصوات المحيطة بالهاتف لاقتراح الأمور التي تتحدثون عنها على شكل إعلانات تجارية.
5 – تحليل رسائل الفيسبوك ماسنجر: يُعطي تطبيق فيسبوك نفسه الصلاحية بتحليل محتوى الرسائل التي تدور بينكم وبين الأصدقاء، ليجمعها ويحللها ويبيعها لأطراف ثالثة بهدف الإعلانات.
6 – جمع معلومات جهازكم: يُعطي تطبيق فيسبوك نفسه الصلاحية بمعرفة التطبيقات المثبتة على أجهزتكم، ونوع الهاتف، واسم الشبكة، وكم مرة تفتح الفيسبوك باليوم وبالدقيقة.
7 – جمع معلومات الكوكيز: يُعطي الفيسبوك نفسه الصلاحية بجمع المواقع التي قمت بزيارتها من خلال هاتف الموبايل، ليشارك هذه المعلومات مع أطراف ثالثة.
8 – جمع معلومات مكانكم الجغرافي بدقة: يُعطي تطبيق فيسبوك نفسه الصلاحية لمعرفة نوع هاتفكم ونوع الشريحة التي لديكم، وأين تتواجدون جغرافياً بالتحديد عبر خاصية تحديد الموقع الـ GPS وفي حال لم تقوموا بتشغيل الـ GPS يقوم الفيسبوك بجلب مكانكم الجغرافي عبر أبراج الاتصالات القريبة منكم لاستهدافكم بإعلانات أو أحداث قريبة منكم.
يقوم تطبيق فيسبوك المتوفر على أجهزة الموبايل بجمع كافة هذه المعلومات وأكثر لتخزينها في خوادم فيسبوك العملاقة بحجة تقريب المستخدمين وربط المجتمعات أكثر، إلا أن هذا الموضوع هو اختراق كبير لخصوصية المستخدمين، ولهذا السبب عارضت المملكة المتحدة على ما تقوم به فيسبوك، وطلبت ألمانيا أيضاً من فيسبوك التوقف عن مشاركة البيانات واستأنفت حينها الشبكة الاجتماعية الحكم، كما أن فيسبوك تواجه قضايا مختلفة في دول عديدة بخصوص جمع معلومات المستخدمين.
– الحقيقة التي يجب أن تعرفوها أيضاً، في حال كان حسابكم الـ Instagram مُرتبط مع الفيسبوك، في هذه الحالة كل ما يُعجبك على الـInstagram ستشاهدونه من جديد عبر حسابكم الفيسبوك على شكل إعلانات تجارية، وهذا بسبب أن الفيسبوك تشارك ما تحبونه مع شركات وأطراف ثالثة لاستهدافكم بالإعلانات، وإن قام مثلاً شخص بمتابعتكم على الـ Instagram أو واتساب، ستلاحظون لاحقاً بأن فيسبوك اقترح عليكم من يتابعكم عبر انستغرام وواتساب كصديق في موقع الفيسبوك..
ببساطة، أنتم تدفعون أجور هذه التطبيقات المجانية من خلال بياناتكم ومعلومات حياتكم اليومية !
بمجرد تحميل المستخدم لتطبيق فيسبوك على هاتفه وموافقته على شروط الخصوصية يكون بذلك قد وقّع على اتفاقية استخدام، تستطيع الشركة بمقتضاها الاحتفاظ بنسخة دائمة من الحساب حتى بعد حذفه؛ ولا يحق رفع أي دعوى قضائية ضد الشركة.
بالتأكيد، ليس الهدف من هذا الكلام الامتناع عن استخدام التكنولوجيا أو مواكبة التطورات الحالية، التكنولوجيا والتواصل فيما بيننا أمر رائع، لكن إن أردتم الحفاظ على خصوصية حياتكم، تجنبوا استخدام التطبيقات المذكورة أعلاه على هواتفكم المتنقلة، كما يمكنكم استخدام فيسبوك وانستغرام والواتساب بالشكل الطبيعي بواسطة جهاز الحاسوب الخاص بكم دون الحاجة لاستخدام التطبيقات، والأمر بالنهاية بالتأكيد يعود لكم.
البدائل المقترحة الآمنة والمشفرة :
البديل الآمن عن الواتساب أو الفيسبوك ماسنجر هو تطبيق سيجنال Signal أو تطبيق Wire أو تطبيق سوما ماسنجر Soma Messenger أو تيليجرام Telegram “عند تشغيل المحادثة السرية فقط”.

قد يعجبك ايضا