اليمن حصين بقوة الله: السيارات السعودية المفخخة تنقلب انتكاسةكبرى عليها

القبض على ثلاث سيارات مفخخة أرسلتها الاستخبارات السعودية أحبط مخطط إسقاط القلعة من الداخل

 

 

تضمن مخطط العدوان لزعزعة الجبهة الداخلية: “تكثيف القصف الجوي.. تشديد الحصار.. شن حرب تضليلية وإعلامية .. إرسال السيارات المفخخة”
صمود يتعزز بالإنجاز الأمني في إحباط مخطط العدوان الرامي إلى ضرب الجبهة الداخلية

تقرير/ عبدالقادر عثمان

سبعة أعوام مرت من عمر العدوان على اليمن، لم تحقق فيها الدول المعتدية شيئًا من أهدافٍ ظاهرها زيفٌ وباطنها أطماعٌ حوّلها اليمنيون إلى سطورٍ من المستحيل، محاولاتٌ على كثرتها يصعب حصرها، لجأ إليها العدو بغية إركاع الثوار أو كسر إرادتهم، حروب لا حصر لمجالاتها ولا شيء يقف أمامها سوى قدرة صاحب الحق على الرد والمواجهة.
في العام 2015 أعلنت السعودية مع لفيف من أمراء الحرب تحت مسمى التحالف عدواناً على اليمن من العاصمة الأمريكية واشنطن. رسمت الإدارة الأمريكية مسارًا زمنيًا للمشروع لا يتجاوز الأسبوع الثالث دون تحقيق أهدافه، أهداف أريد لها أن تنتهي بإعادة الأمريكي وأياديه الخفية إلى صنعاء بعد فرارهم منها نتيجة قيام ثورة الشعب التي حملت مشروع الحرية والاستقلال.
أسبوعان فقط كانت المدة التي أفضت إليها الدراسات المعمقة لمراكز أبحاث الاستخبارات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية والسعودية وغيرها من المخابرات التابعة لدول العدوان، عن مدى قدرة اليمنيين على الصمود أمام آلة الحرب الذكية، مع مرور الوقت أدركت تلك الدول فداحة خطئها؛ لكنها لم تكتف بما دمرته، بل قادها الإثم إلى استمرار هجمتها المدمرة أسبوعاً تلو آخر، وشهراً بعد شهر، وعاماً خلف عام.
أكبر من صدمة
الصمود الذي واجهته القوى الغازية كان أكبر من أن يتحول إلى صدمة، مخططات استراتيجية لإسقاط اليمن بذلت من أجلها مليارات الدولارات باءت جميعها بالفشل، وعملية عسكرية بعد أخرى تحولت إلى أخبار يبثها الإعلام الحربي بين لحظة وثانية، لقد شهدت سنوات الحرب على اليمن الكثير من المحاولات الرامية إلى دعم الخيار العسكري الفاشل لدول العدوان من أجل كسر تلك الإرادة، فكان الحصار الجوي والبري والبحري أول الخيارات.
قضم الحصار بأنيابه على اليمنيين الذين تعايشوا مع واقعهم الصعب رفضًا للمساومة على النيل من كرامتهم، فلجأ العدو إلى الحرب الاقتصادية التي راحت هي الأخرى تزيد اليمنيين قوة إلى قوتهم من خلال دفعهم إلى طريق يوصلهم نحو الاكتفاء الذاتي.
صمود مرهِق
تجليات الصمود اليمني في شتى المجالات أرهقت العدو الذي جيّش المرتزقة من كل بلدان العالم لغزو اليمن تحت شعار تحريره من أبنائه.. الرغبة في الانتقام من اليمنيين جعلت الحصار يشمل المحافظات التي يدعي عبثًا تحريرها وتزيد معاناة أبنائها عن معاناة أبناء المحافظات الحرة.
روّج العدو مرات عديدة لما أسماها بالانتفاضات ضد القيادة في صنعاء، كانت فتنة ديسمبر التي قادها الخائن علي عفاش أولها، ثم أحبطت الأجهزة الأمنية ما أسميت بثورة الجياع التي دبرت لها المخابرات الأمريكية بعد مصرع عفاش بأشهر.
في 2019 شبت نار فتنة أخرى في حجور حجة وقبل ذلك في صعدة وذمار وريمة كانت المخابرات الأمريكية والسعودية وراءها، وفي العام 2020 أعادت المخابرات التخطيط لفتة ثانية في صنعاء أفشلتها الأجهزة الأمنية قبل اندلاعها.
مخططات كثيرة
خلال سنوات العدوان السبع، كشفت المخابرات اليمنية مخططات كثيرة أراد العدو من خلالها تفكيك الجبهة الداخلية وتقويض الأمن والاستقرار بعد أن غدت صنعاء والمحافظات الحرة رمزًا للأمن والسكينة.
جيّش العدو الكثير من المرتزقة والعملاء الذين أسقطت العمليات الأمنية – كعملية “فأحبط أعمالهم” وكشف الخلية البريطانية وغيرها – محاولاتهم الخبيثة، في كل مرة لجأ فيها العدو إلى وسيلة حرب جديدة كانت الأجهزة الأمنية والمخابراتية والعسكرية اليمانية لها بالمرصاد.
العام السابع من العدوان على اليمن شهد تطورًا للقوات اليمنية في عمليات الرد بالمثل فارضًا تحولًا من توازن الردع في العمق السعودي إلى الأعاصير في العمقين السعودي والإماراتي، كما شهد أكبر الإنجازات العسكرية الميدانية في البر والبحر لصالح الثوار.
إعادة تفعيل
الجماعات الإرهابية التي فرت من المناطق التي حررها الجيش واللجان الشعبية إلى آخر معقل لمرتزقة العدوان في محافظة مارب شكلت نقطة ضعف للعدو الذي أنشأها، وبعد أن كانت تمثل مصدر قوة في المواجهات ضد الجيش واللجان، وما يمكن أن تحققه من اختراقات أمنية في المحافظات الحرة باتت عبئًا على من ينفق عليها ملايين الدولارات بشكل مستمر.
هذه البطالة الفائضة التي تكدست في مارب لأشهر وتخشى مواجهة الجيش واللجان الشعبية أراد لها العدو أن تتحول إلى عاملٍ فعّال في المواجهة بحسب اختصاصها في العمليات التفجيرية والمجازر الإجرامية بحق المدنيين، كانت تلك المهمة جزءً من مخطط أخير ترافقت معه عمليات تصعيد واسعة في شتى المجالات.
أكبر من تفجير
المخطط الأخير للإدارة الأمريكية والمخابرات السعودية والإماراتية لم يقتصر على الحرب العسكرية وسواها من الحروب بوتيرتها المعتادة، بل لجأ إلى إعلان عمليات عسكرية جديدة سميت بـ “تحرير اليمن”. صعّد العدوان هجماته على صنعاء والمحافظات الحرة بشكل غير مسبوق، وارتفعت وتيرة الحصار إلى مرحلة خانقة منعت معها المشتقات النفطية وبعض السلع الأساسية من الوصول إلى المحافظات الحرة.
أسهم التعقيد المفروض على مرور السلع إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني أريد من خلاله التضييق على اليمنيين الذين ينعمون بحياة مستقرة على بؤسها المادي في المحافظات الحرة؛ بغية إيصال صنعاء إلى الوضع الذي أُوصلت إليه محافظات سيطرة العدوان ومرتزقته.
واستكمالا للمخطط الكبير أراد العدو زعزعة الأمن والاستقرار من خلال إرسال العناصر الإرهابية إلى صنعاء وما جاورها بسيارات محملة بالمتفجرات، كانت في طريقها إلى حصد أرواح الموطنين قبل أن يحبط أبطال الأمن والمخابرات ذلك.
إحباط جديد
أمس الثلاثاء أعلنت الأجهزة الأمنية إحباطها لمخطط إرهابي لزعزعة الأمن والسكينة في صنعاء تقوده الاستخبارات السعودية بمجاميع من المرتزقة والتكفيريين، كانت العيون الساهرة على قدر كبير من اليقظة إلى حدٍ لم يتح فرصة لعناصر الخلية للنزول من على السيارات المحملة بالمتفجرات والقادمة من مارب.
قد يراها البعض معجزة أمنية في فترة قياسية، بينما يراها رجال الأمن شيئًا اعتياديًا في ظل التقنيات المتطورة المستخدمة في المجال الأمني لدى اليمن وكذا يقظة المجتمع الرافض لسلوك التطرف والإرهاب، والمتعاون مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة.
وعلى رغم معاناتها من جراء استمرار العدوان والحصار، تظل صنعاء وما جاورها من المحافظات الحرة عصية أمام كل المحاولات الرامية تسخيرها وأبناءها في خدمة المشروع الاحتلالي، تحيل كل مخططات العدو رمادا في مهب الريح، ومع اقتراب ذكرى اليوم الوطني للصمود في وجه آلة الموت العدوانية يجني المعتدي خيبة أملٍ وهو يرى اليمن يزداد قوة وأمنًا ويتجاوز العام السابع.

قد يعجبك ايضا