خلال أيام وينتهي العام الدراسي الذي امتلأت أيامه بالكثير من الأنشطة الثقافية والدينية التي بإحيائها يُنتصر للدين الإسلامي، والتي ترسخ في أذهان الجيل الناشئ رموز إسلامية وقضايا وأحداث كانت مغيبة ، وكتب الله أجر كل من شارك في إعداد وتنفيذ مشروعٍ أو برنامجٍ أو حتى فكرةً تخدم القضية العادلة التي نقاتل من أجلها أعداء الله وأعداء الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى وعملائهم من الأعراب المنافقين الأشد كفراً ونفاقاً وتطبيعاً وخيانةً لله ولرسوله وللأمة الإسلامية.
ولذلك كان لا بد من إبراز عناوين وتفاصيل تلك القضايا والأحداث على الساحات التعليمية، كي لا تغيب عن الجيل النماذج الحية من الرموز الإسلامية والأحداث التاريخية الهامة في حياة أهل اليمن، والتي أضحت في مرحلة ما قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤م مستبعدة ومجهولة ، وسواءً كانت إحياء المناسبة أو الذكرى معبرة عن الأهداف والقيم السامية التي تحرك من أجلها أئمة أهل البيت -عليهم السلام- أو كانت أحداثاً ووقائع تاريخية هامة تتكرر تفاصيلها في حياة أهل اليمن جيلاً بعد جيل فإنها في نهاية المطاف تلتقي نحو تحقيق هدف عامٍ مشترك وهو العودة إلى التمسك بالدين الإسلامي، وإعادة بناء عزة وكرامة الأمة الإسلامية وسيادتها امتثالاً لقوله تعالى :
« كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ « وقوله سبحانه : « وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ « ولما كان الدين الإسلامي يعاني من ولاةٍ متأسلمين ظلمةٍ بغاة عملوا على تشويه وتزييف الحقائق التاريخية الناصعة وأضاعوا هيبة الإسلام واغتالوا مبادئ الدين وطمس معالمه وهويته.
كان لا بد من تسبيب و تهيئةٍ إلاهية لظهور من يعيد للأمة مجدها وقوتها وعزتها ، فجاء الإمام الحسين بن علي والإمام زيد بن علي والإمام الهادي يحيى بن الحسين والشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -عليهم السلام- وكانوا سبباً لنصرة الدين الإسلامي وصخرةً منيعة تتحطم فيها أراجيف الباطل، وسبيلاً لهداية الأمة وتبصيرها وعودتها إلى الحق والنور، بعد أن كانت في مراحل متعددة أمة تعيش في انحراف وضلال ذليلة مستضعفة مرتهنة لقوى الطاغوت والاستكبار.
وكان لا بد أيضاً من أحداث ووقائع يتخلق من خلالها نبض المجتمعات الحُرة بتحركها وفعلها الثوري النهضوي الذي ينشد الشموخ والقيم والفضيلة والسيادة وينبذ التبعية والرذيلة والانبطاح والعمالة لقوى أجنبية طامعة
ولذلك فقد سجل التاريخ مواقف إيجابية عظيمة لأهل اليمن وملوكهم منذ ما قبل رسالة النبي محمد صلوات الله عليه وآله، أصبحت مصدر شرفٍ و فخرٍ لليمنيين ، فجمعة رجب مثلاً ليست هي الأولى لتكون حدثاً تاريخياً مهماً في إعلان دخول اليمنيين الإسلام ، فقبل ذلك كان ظهور تُبع اليماني واستقرائه للمستقبل وانتصاره ومؤازرته للنبي قبل ظهوره صلوات الله عليه وآله بمئات السنين، وقبل ذلك أيضاً ما سجله القرآن الكريم من حدثٍ تاريخي عظيم يحكي قصة النبي سليمان عليه السلام وإسلام الملكة بلقيس، والتي لجأت إلى الحكمة وجنّبت قومها ويلات وآثار المواجهة والصراع مع نبيٍ من أنبياء الله
وما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام من استعراض للرموز الإسلامية المجاهدة والغايات التي تحركوا من أجلها وكذلك الوقائع والأحداث المرتبطة بهداية الأمة، هو مسألة الجامع المشترك بين تلك الرموز وبين طبيعة الوقائع ودوافعها والمتمثلة في السعي نحو إعلاء كلمة الله وتحقيق وبناء عزة وكرامة الأمة والحفاظ على الهوية الإيمانية بما تحمله من حكمة وحميّة وأخلاق وإنسانية ونجدة وفضيلة شهد على ذلك خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وآله و الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
فمثلاً كان هدف الإمام الحسين والإمام زيد -عليهما السلام- والشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- من خلال تحركهم وجهادهم هو من أجل رفض الظلم والارتهان لقوى الباطل والاستكبار ومن أجل إقامة شرع الله وترسيخ مبادئ الدين الإسلامي، وكذلك كانت الوقائع والأحداث المتمثلة في إعلان أهل اليمن دخولهم الإسلام حتى في مراحل ما قبل خاتم الأنبياء والمرسلين تجسيداً للاستقامة وللفطرة السليمة ومن ثم قيامهم بدعوة الإمام الهادي يحيى بن الحسين للقيام بواجب الأمر بالعروف والنهي عن المنكر وإقامة العدل بين الناس، ومروراً بثورة الإمام يحيى حميد الدين ووالده ضد غزو الأتراك لليمن، ومن قبله العديد من الأئمة الذين قاوموا التوسع التركي وانتهاءً بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤م التي قامت من أجل تحقيق سيادة اليمن واستقلال قراره السياسي ورفض تبعية اليمن للأجنبي وخلع وصاية وتحكم قوى الاستكبار على إرادة وتوجهات الشعب اليمني العظيم ،ولذلك فإن إحياء مثل هذه القضايا والأحداث وترسيخ مواضيعها وتفاصيلها وأبعادها الإيجابية لدى الأجيال والشعوب يعتبر وبلا شك إحياءً وانتصاراً للقضية المصيرية الاستراتيجية للأمة، قضية وحدة الأمة الإسلامية ..