فظاعة الإرهاب السعودي
افتتاحيه الثورة /
يسجل النظام السعودي في عهد المجرم سلمان وابنه سوابق حصرية في فعل الفظائع وابتداع صور الإجرام بحجم يفيض على ما يفعله الشيطان الرجيم بنفسه «إن صح التوصيف» ، وبالمقارنة بالمجرمين الذين قرأنا وسمعنا وشهدنا جرائمهم لم نجد قاموساً يتسع لوصف إجرام سلمان وابنه لا في القديم ولا في الحديث ، ومنذ نشوء هذه العائلة المارقة في منطقة الجزيرة العربية بدعم وإسناد بريطانيا البغيضة رزحت الأمة الإسلامية تحت وطأة هذه اللوثة الوهابية التي أذاقت البلاد العربية والإسلامية ألواناً وصنوفاً من الإرهاب والفظاعات والقتل والدمار والخراب وحروب الدم ، لكنا اليوم نشهد فصلاً جديداً لهذا الإرهاب يبرز في فظاعات صاعقة لذوي العقول والأبصار والأسماع ، فظائع لا تُطاق عقلياً ، ولا تُستساغ فطرياً ، ناشبة من غرائز مشبعة بأفكار التكفير الوهابي وبالثقافات الموروثة من الاستعمار البريطاني البغيض الذي زرع هذه اللوثة في منطقتنا وعمل على تثميرها وتسمينها وتذخيرها بالسلاح والأموال والدعم بكل أشكاله ، ونفح فيها قبح الطباع وسوء السلوك والممارسات.
يتوافر لدى مملكة آل سعود النزوع الضال نحو الجريمة بفعل أسباب عديدة يحتاج الحديث عنها إلى فصول كاملة ، وفي الوقت نفسه من النادر العثور على صورة تقريبية لما هي عليه تجمع بين فظاعة الفعل وبين قبح التبرير له ، ولا يتوجب في الحديث عن ربيبة البغي والخطايا والتكفير والاستعمار فصلها عن الأساس ، فهذه المملكة الإرهابية هي إحدى الأيدي الأشد بطشًا لإمبراطورية الشر الأمريكية ، وإحدى الأوجه الأشد قبحاً للإنجليز الذين زرعوا هذه المملكة في خاصرة العرب لتكون اليد الباطشة العابثة القاتلة لكل الشعوب العربية والإسلامية.
حين نعود لتتبع تاريخ آل سعود ندرك أن إعدام الأسيرين الشهيد حاكم مطري البطيني ، والشهيد حيدر علي حيدر الشوذاني ، يعكس حقيقة هذا النظام السعودي المجرم الذي لا يملك من القيم والأخلاقيات والمبادئ الدينية والإنسانية والعربية شيئاً ، وبأننا أمام عصابة لم تعد ترتكب الجريمة وتنكرها بل وتعترف بها علانية ودون خجل ، وهذا السلوك الضال لمملكة آل سعود اشتهرت به بشكلٍ فجّ طوال سنوات العدوان على اليمن.
جريمة إعدام الأسيرين تفيض قبحاً وجرماً على جريمة قتل خاشقجي وتقطيعه ، إذ لا تقاس بالفعل المجرد ، بل بقبح الإعلان عنه وتبريره من قبل السعودية نفسها التي أنكرت في البدء صلتها بتقطيع خاشقجي ، لكنها في جريمة إعدام الأسيرين تجرأت على الإعلان والتبرير ، تماما كما تفعل داعش والقاعدة وجماعات القتل والتفجير حين تفجر المساجد والأسواق والمدنيين وتعلن عن تبنيها لذلك بوضوح ، نحن أمام جريمة تعتبر فعلاً بشعاً موصوفاً بالإرهاب الفظيع.
قمع السعودية للمعارضين والتنكيل بهم وتقطيعهم واقتيادهم إلى ساحات الإعدام دون محاكمات ثم إخفاء جثثهم عن ذويهم، سياسة استبدادية تمتد لعقود ، لكن عهد سلمان وابنه المسنود من أمريكا والغرب يبدو هو الأشد والأفظع مما سبق ، ولكن بمعزل عن هذا وبعيداً عن الجريمة التاريخية لوجود النظام السعودي وإضراره بالعرب جميعاً وعن تموضعاته في كل مراحل وجوده ضداً على قضايا الأمة وفي مواجهة كل من يعادي «إسرائيل» وبعيدًا عن جرائمه السياسية المتلاحقة والمتصلة، فإنّ عالم الجنايات من جرائم القتل والمخدرات وغسل الأموال، والفضائح الأخلاقية زاخر بالكنى السعودية ..
وعلى سبيل المثال لا الحصر، قام الأمير السعودي نايف بن فواز، بتهريب 2000 كجم من الكوكايين في مئة حقيبة بطائرته الخاصة من كولومبيا إلى باريس، وتم تخزينها في أحد المخازن، قبل أن تقوم الشرطة الفرنسية بمداهمة المخزن، ثم هدد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي حينها، بوقف عدد من العقود الاستثمارية مع فرنسا إن لم توقف التحقيق في تلك القضية، كذلك توقيف السلطات اللبنانية للأمير السعودي عبد المحسن بن وليد في مطار بيروت متلبسًا بتهريب مليوني قرص من الكبتاغون ، وبعد سلسلة الفضائح ذهبت السعودية لتقاطع لبنان ودول أخرى بمبرر المخدرات التي يشتريها أمراؤها في حقائب السفر.
والحال نفسه حينما أعدمت مملكة البغي والعدوان يوم أمس الأول 81 شخصاً بينهم سبعة مواطنين يمنيين من بينهم أسيران هما الشهيد حاكم مطري البطيني ، والشهيد حيدر علي حيدر الشوذاني ، وقد وقعا في الأسر في العام 2017 في إحدى معارك جيزان ، وسجلت أسماؤهما ضمن كشوفات الأسرى المقدمة للأمم المتحدة والتي تم التفاوض عليها ، وقد أعدمتهم السعودية واقتادهم من سجن خميس مشيط إلى ساحات الإعدام ونشرت اسميهما وحكم الإعدام المبرر بتهم الإرهاب والأفكار الضالة ، فيما هي في حقيقة الأمر ارتكبت أفظع أعمال الإرهاب ، ومارست أشد جرائم الإرهاب وتصنف ضمن مستوياته الأولى.
المذبحة التي ارتُكبت بالأمس وذهب فيها 81 سعودياً ويمنياً ارتُكبتْ بعد أيام من ادعاء الأمير المجرم محمد بن سلمان حرصه على حقوق الإنسان وحرية الآراء والمعتقدات، وإعلانه محاربة التطرف في بلاده ، وهذا الأمر يذكرنا بما تمارسه هذه المملكة الباغية من تضليل وكذب وفجور.