ساعد الخونة في إثارة الصراع بين أبناء الأمة ثم سعوا لحرف بوصلة العداء وهيهات أن يفلحوا
نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية الدكتور سالم عطا الله لـ«الثورة »: الصراع مع الكيان الصهيوني اشتد بعد انكشاف سوءات الأنظمة المطبعة
أحلّوا التطبيع وموالاة الصهاينة وجرّموا المجاهدين وكل صوت مقاوم ومناهض للتبعية الغربية
معركة سيف القدس أثبتت أن الأمة ما زالت حية وأن فلسطين قضيتها الأولى رغم قمع الأنظمة العميلة
العملاء سخروا إمكانيات المنطقة لتحريف الدين وتزييفه خدمة لأسيادهم الغرب
الظلم الواقع على شعبنا كان نتاجاً للقرارات الأممية التي بدأت بتقسيم فلسطين
الفريق المتنفذ في رام الله يحتكر القرار الفلسطيني ويمارس الإقصاء ضد الآخرين
أوضح نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية الدكتور سالم عطاالله، أن أي وهن أو ضعف يمكن ملاحظته على الأمة إنما مرده الأنظمة العميلة التي ساعدت على سلب قدرات هذه الأمة.
وأكد الدكتور عطاالله في حوار مع «الثورة» أن الصراع مع العدو الصهيوني ازدادت حدته مع انكشاف سوءة الدول المطبعة، إذ مثلت الأنظمة في هذه الدول داعماً للكيان على ممارسة جرائم بحق الشعب الفلسطيني الصامد.
ولفت ناتت حركة المجاهدين الفلسطينية إلى أن مختلف فصائل المقاومة في حالة تأهب واستعداد تام لمواجهة العدو وكسر شوكة غروره، منوها بأن المقاومة الفلسطينية بانت تمتلك من الخبرة في إدارة المعركة ووضع التكتيكات الاستراتيجية ما يؤهلها لتحقيق النصر الساحق على الكيان الصهيوني.
واستنكر الدكتور سالم عطالله ما تقوم به بعض الأنظمة العربية من تحريف الدين وتزييفه من أجل تمرير أجنداتهم وأجندة العدو الغاصب، وبلغوا بمفعلهم إلى حد حللوا التطبيع مع العدو الصهيوني وجاهروا بموازاة أمريكا وفي ذات الوقت عمدوا إلى تشويه المجاهدين والنيل منهم، وكذا من كل صوت حر مقاوم ومناهض للتبعية الغربية.. تفاصيل الحوار:
الثورة / وديع العبسي
نبدأ من المشهد الفلسطيني حيث الكيان الصهيوني مستمر في انتهاكاته.. ما هي الصورة التي يمكن أن تنقلها حول ما يجري هناك؟
– الصراع الممتد منذ عقود للصهيونية وحلفائها مع أمتنا على أرض فلسطين، تشتد حلقاتها هذه الأيام بعد انكشاف سوءات العديد من الأنظمة المطبعة، والتي تشجع الاحتلال الصهيوني المجرم على المضي في سياسته الإرهابية ضد شعبنا في الضفة والقدس بالقتل والتنكيل والاعتقال ومواصلة الحصار الظالم على غزة الأبية، بالرغم من ذلك ما زالت المقاومة صاحبة الكلمة في الميدان فما تشهده ساحات الضفة والقدس من مواجهة يومية لهو أكبر دليل على ديمومة الثورة والمقاومة في نبض الشعب وما انتصار سيف القدس عنا ببعيد.
الأمين لحركة المجاهدين الدكتور أسعد أبوشريعة »أبوالشيخ«، دعا في كلمة الحركة بمناسبة العيد الـ٢٢ لانطلاقتها، إلى طرد الغزاة من الضفة والقدس والـ48 وعودة الصهاينة من حيث اتو قبل أن تأكل الكلاب جثثهم، هل نحن على موعد مع سيف قدس جديدة؟
– بيننا وبين الاحتلال صولات وجولات نراكم فيها انتصاراتنا ونقاط القوة التي تحصلها سواعد المجاهدين بفضل الله ومن ثم إرادة شعبنا ومقاومته، وكل معركة تخوضها المقاومة هي بمثابة استعداد و تأهب جديد لمعركة التحرير الشاملة التي بإذن الله قادمة وليست عنا ببعيد فأداء واستعداد مجاهدينا المتواصل هو التجهيز لمعركة الخلاص والتحرير الشامل بإذن الله في سياق التكامل مع قوى محور المقاومة حيث العمل سويا من أجل اجتثاث الكيان الصهيوني المفسد ..
هل المقاومة الفلسطينية مستعدة لجولة مواجهة جديدة مع كيان العدو.. وعلى ماذا تراهنون؟
– المقاومة في حالة تأهب واستعداد مستمر فلديها الخبرة والمهارة في التعاطي مع العدو والاستعداد له، ما يؤهلها لأن تكون جاهزة لكل الخيارات وفق المعطيات على الأرض وما تقرره قيادة المقاومة، فالجهوزية المستمرة هو ديدن المقاومة التي تسعى للتحرير الشامل والتخلص من هذا العدو الغادر الذي لا يجدي معه إلا مزيدا من القوة والحذر واليقظة وما قامت به كتائب حركة المجاهدين من مناورة عسكرية نخبوية هو امتداد لمسيرة الإعداد والتجهيز لمواجهة العدو ودحره.. نحن اعتمادنا الأول والأخير على الله عز وجل ونؤمن بنصره الذي وعد به عباده المجاهدين، ومن ثم نعتمد بعد الله على سواعد مجاهدينا الأبطال الذين يخوضون الصعاب ويواجهون العدوان والخذلان والهيانة والحصار متسلحين بحاضنة شعبية تعشق فلسطين ومقاومتها، ونؤكد أن عمقنا العربي والإسلامي وحلفاءنا في محور المقاومة هم جزء أصيل معنا في معركتنا ضد عدو الأمة المفسد فلذا المطلوب اليوم من إخواننا في محور المقاومة مزيدا من التعاضد والتكاتف وصولا لمعركة الأمة وجبهة واحدة في فلسطين..
في كلمته الأسبوع الماضي أوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأعداء والعملاء ذهبوا لمصادرة الحق الفلسطيني باسم الدين وبتحريف معاني الآيات القرآنية لخدمة هذا الهدف، كيف ذلك برأيك؟
– كعادة الاستعمار والاحتلال على مر التاريخ فإنه يستخدم بعضا من عملائه الذين يسخرون إمكانيات الأمة لخدمة سياسات المعتدي والمحتل، ومن أبرز ذلك تحريف الدين وتحوير نصوصه لخدمة الحكام وأسيادهم الغربيين، فعملت تلك الأنظمة على تصدير المنافقين باسم الدين ليحلوا للحكام التطبيع مع الصهاينة وموالاتهم وفي نفس الوقت تجريم المجاهدين والمقاومين، وعلى نفس الصعيد اعتقال كل صوت مقاوم ومناهض للتبعية الغربية وإخماد أي صوت ينصر القدس وفلسطين، هذا الأمر استعمله الاستعمار في محطات عديدة ومازال، فالمطلوب منا اليوم تكاتفا حقيقيا لمواجهة تزييف الدين وتحريف نصوصه بمزيد من إظهار الوحدة الحقيقية بين أطياف الأمة والتركيز على عدو الأمة الواحد وهو الصهيونية وحلفاؤها وحشد الطاقات من أجل ذلك وتدعيمها..
منسجما مع ما تحدث عنه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، قال الدكتور »أبوالشيخ« قبل أيام أن في الأمة من يقول لأهل فلسطين (إذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا ) ومنهم من يقول (لا طاقة لهم بالصهاينة وأمريكا)، هل يشير هذا إلى أن فلسطين لم تعد قضية الأمة الأولى.. ولماذا؟
– إن كنا نقول أنهم نجحوا في إسقاط بعض الأنظمة وبعض الشرذمة الذين لا يعبرون أبدا عن أصالة الأمة، فإن الأمة أثبتت فشل كل محاولات حرف البوصلة عن قضية فلسطين في محطات عديدة لا سيما في معركة سيف القدس التي أثبتت أن الأمة ما زالت حية وتؤكد أن فلسطين قضيتها الأولى رغم قمع الأنظمة العميلة والمطبعة، تواجه المقاومة الفلسطينية حصاراً خانقا وخذلانا شديدا لكننا بفضل الله وبدعم الصادقين في أمتنا وفي محور المقاومة نستطيع تجاوز هذه الصعاب والتحديات نحو تحقيق الأهداف السامية للأمة بالتخلص من السرطان الصهيوني وأذنابه في المنطقة.
هل نجح الكيان الصهيوني والعملاء في الأمة فعلا في حرف بوصلة العداء التاريخي والطبيعي تجاه الصهاينة؟
– لاشك أن المساعي الخبيثة والمستمرة للكيان الصهيوني الذي أوجده الغرب ليكون دولة الحاجز في قلب الأمة يحجزها ويمنعها عن وحدتها وتعاونها، كانت مساعيه تهدف لحرف البوصلة عن قضية فلسطين وذلك بعمله الدؤوب لزراعة الفتن وإثارة النعرات بين أبناء الأمة الواحد، ومن ثم خلق قضايا أخرى داخلية حاولوا تصويرها عبر أدواتهم وعملائهم أنها أولى من قضية الأمة المركزية في فلسطين من خلال اصطناع عدو داخلي من بيننا، و العمل على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ليصل لأبعد درجات الانحطاط على مر تاريخ الصراع مع هذا العدو، لكن ما يفعله الخونة في الأمة لم ولن يفلح في تجاوز حقيقة العداء مع العدو الصهيوني الذي رسخته مجازر وإرهاب الصهاينة على مدار عقود قد خلت ليس ضد فلسطين وحدها بل طال كل شعوب أمتنا، ما نستطيع قوله هو أن الأمة مازالت حية وباقية في عدائها ضد الصهاينة والنماذج العربية والإسلامية المشرفة تتصدر المشهد وأن ما دونها هو صنيعة المخابرات العميلة التي تتحكم في المال والإعلام، وإن كنا ندعو الأمة لتعزيز كل الفعاليات والجهود التي من شأنها نبذ الكيان وأذنابه من جسد الأمة.
كيف هو مستوى علاقة الفصائل الفلسطينية مع محور المقاومة؟
– تتمتع فصائل المقاومة الفلسطينية بعلاقات عميقة مع محور المقاومة، فهي تسير في ركب جمعي لغاية وهدف استراتيجي، وهو إفشال مخططات الكيان الصهيوني وإنهاؤه واجتثاثه من جسد الأمة ، ونتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق والعمل المشترك.
العديد من القرارات الأممية صدرت لصالح القضية الفلسطينية ولا يتحقق منها شيئا، لماذا أمتنا كانت طوال هذا التاريخ في الجانب السلبي ولم تحقق أي إنجاز؟
– قرارات هيئة الأمم المتحدة- إن كانت بعض قراراتها تظهر لصالح القضية الفلسطينية- فإن أساس الظلم الواقع على شعبنا كان نتاجا للقرارات الأممية التي بدأت بتقسيم فلسطين ومن ثم الاعتراف بالكيان الصهيوني وشرعيته على أرض فلسطين التي تم اغتصابها من أصحابها العرب، وحتى أنه لم نر أي قرار ملزم للعدو للصهيوني في أي قرار قد يبدو منصفا لشعبنا، فلذلك، الرهان على القرارات الدولية وحسن نوايا المجتمع الدولي هو أمر عبثي أثبتت الأيام عدم جدواه، فالاحتلال ومن خلفه العالم لا يحترم إلا لغة القوة والمقاومة في ظل مجتمع دولي تحكمه الفوضى وشريعة الغاب، فتراجع الأمة عن الصدارة الدولية هو نتيجة للهوان الذي يسيطر على من يتولى زمام الأمور من الساسة الذين وهبوا أنفسهم ومقدرات بلادهم لخدمة الأجنبي، فلابد للأمة من نفض غبار الذل والتمسك بالمقاومة والالتفاف حول حملة راية المقاومة، لاستعادة مكانتنا وكل حقوقنا.
هناك وسائل إعلام عربية تتعامل مع القضية الفلسطينية وحركات المقاومة بعدائية، لماذا وكيف تتعاطون مع ذلك؟
– كما أوضحنا سابقا، هذه هي أدوات الغرب يوظفها عبر عملائه في المنطقة، فمن يهاجم المقاومة في فلسطين، هو يخدم أجندة مشبوهة تعمل لصالح الصهاينة وأذنابها، لقد وظفوا الإمكانات والأدوات والأموال للنيل من المقاومة بكل الوسائل، ولكن محاولاتهم تلك لن يكون مصيرها إلا الخسران المبين، فالمطلوب اليوم زيادة التنسيق والتعاون مع أبناء محور المقاومة في كل المجالات، لا سيما الإعلامية والعمل بكل الجهود والطاقات لتصويب بوصلة العداء تجاه عدوها الواضح والأول الكيان الصهيوني وحلفائه.
بالتزامن مع الذكرى ٢٢ لتأسيس «حركة المجاهدين»قدمتم مبادرة لإصلاح الوضع الداخلي الفلسطيني، وهناك العديد من القيادات الفلسطينية المقاومة أيدت هذه المبادرة، كيف يبدو الأمر بالنسبة لقيادة»رام الله«؟
– نعم، حظيت المبادرة بمباركة فصائلية ووطنية واسعة من شخصيات سياسية وأكاديمية ومجتمعية، وهذا ينم عن حرص كافة شعبنا وتطلعه للوحدة الحقيقية، ولكن للأسف، ما زالت السلطة في رام الله تحجم عن التعاطي مع المبادرات التي تم تقديمها من فصائل ووجهات مختلفة، ويصر الفريق المتنفذ على احتكار القرار الفلسطيني والمضي بسياسة الإقصاء والتفرد، نأمل أن تصل مبادرتنا للعقلاء في قيادة السلطة وحركة فتح أملا في تجاوز هذه المرحلة الأليمة من عمر شعبنا نحو وحدة حقيقية قوامها التمسك بالحقوق والمضي بمشروع التحرر..
وفق مبادرة الحركة، كيف رستم تشكيل الحكومة، هل على قاعدة المحاصصة مثلا وهذه مسألة فشلت في كثير من التجارب العربية؟
– ترى حركة المجاهدين بأن الوضع الحالي الفلسطيني معقد، وتؤمن بأننا مازلنا نعيش مرحلة تحرر وطني وأن تركيز عمل الحكومة يجب أن ينحصر في تقديم الخدمات للجمهور، أما الملفات السياسسة فهي من شأن اللجنة الوطنية العليا، ربما يكون الأمر مختلفا نوعا ما عن الساحات الأخرى ، ولكن توصيف المرحلة يعتبر أساسيا في بناء التصور للعمل الحكومي، أما بالنسبة لآلية اختيار الحكومة فمقترح لها أن تتم عبر اللجنة الوطنية العليا التي تمثل كل أطياف شعبنا بنسب حقيقية وعليه يكون اختيار الحكومة من الكفاءات الوطنية بالتوافق الوطني الحقيقي وتغليب الصالح العام، يعني أن المعيار في اختيار أعضاء الحكومة هو الكفاءة والوطنية، ومن ثم التوافق عليه من قبل أعضاء اللجنة الوطنية.
في الداخل الفلسطيني تنشط بين الحين والآخر محاولات التصفية لبعض رموز المقاومة، آخرها الشيخ خضر عدنان والسلطة الفلسطينية متهمة »بانشغالها بالتنسيق الأمني مع العدو«، إلا يعكر هذا أجواء المصالحة؟
– الوصول لحالة الفلتان الأمني وحرف بوصلة البندقية في الضفة هو مصلحة صهيونية، لإشغال شعبنا داخليا، بعيدا عن معركته الحقيقية مع الاحتلال المجرم، فلذلك المطلوب اليوم هو مزيد من الوعي ومزيد من تركيز جهود المقاومة مجتمعة وتكثيف عملها ضد قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه لكي نقطع الطريق على مخططات العدو واذنابه في الاقتتال الداخلي والفلتان الأمني الذي تتحمل السلطة وأجهزتها الدور الأكبر فيه، فلذا نوجه دعوتنا لمتنسبي الأجهزة الأمنية بأن يقوموا بواجبهم لحماية شعبنا وأن يرفضوا قرارات التنسيق والتعاون الأمني من المتنفذين والمتنفعين في السلطة، فعليهم أن يكونوا بجانب شعبهم. وعلى صعيد آخر يسعى العدو الصهيوني لتأجيج الفلتان الأمني في الداخل الفلسطيني المحتل من أجل التخلص من فلسطينيي الـ48 والانتقام منهم لدورهم الوطني المميز في معركة سيف القدس وإغراقهم بالفوضى والفلتان، بهدف تصفية وجودهم على أرضهم، فلذا نهيب بشعبنا هناك بأن يفوتوا الفرصة على الاحتلال وأن يضربوا على يد الفلتان ومسببيه وأن يعززوا التلاحم والوحدة المجتمعية والوطنية، فموعد الحرية بات قريباً بإذن الله.