المسيرات اليمنية تدفع سفير دويلة الإمارات بواشنطن للإقرار بوصولها وفشل اعتراضها
طائرة حسان تقوض أحلام الإمارات في المنظومات الصهيونية
زيارة وفد أمريكي بلحاف توحي بأن أمريكا ماضية في إغراق الإمارات في اليمن
انطلقت صواريخ الاعتراض من القبة الحديدية الصهيونية دون أن تجد هدفها، بينما استمر دوي صفارات الإنذار يمتد من شمال فلسطين المحتلة وصولاً إلى الجولان السوري المحتل وغور الأردن لأول مرة منذ حرب صيف 2006م.
تقرير / إبراهيم الوادعي
70 كيلومترا جالت الطائرة في سماء فلسطين، ولمدة أربعين دقيقة وسط استنفار من سلاج الجو الصهيوني ومروحيات هجومية دون أن تنال منها، لتعود المسيرة “حسان” إلى لبنان، وتقفل الطائرات الصهيونية خائبة إلى قواعدها وصواريخ القبة الحديدية تعود ساقطة على رؤوس المستوطنين وسط حالة إرباك وذهول “إسرائيلي” غير مسبوق ، وتخبط في البيانات الصادرة عن الجيش الصهيوني والدوائر الصهيونية ، وجميعها أقرت بالفشل والعجر عن العثور على الطائرة وإسقاطها .
وتعترف إذاعة الجيش الصهيوني أن طائرة حزب الله اختفت عن الرادارات الإسرائيلية بعد دقائق من دخولها المجال الجوي الصهيوني.
المقاومة الإسلامية في لبنان أوضحت أن المسيّرة “حسان” نسبة إلى الشهيد حسان اللقيس الذي لعب دورا مهما في تطوير ترسانة المقاومة الإسلامية واغتاله الموساد الصهيوني في بيروت .
وأكد البيان أن المسيرة جالت فوق الأهداف المحددة لها سلفا لمدة أربعين دقيقة وبعمق 70 كيلومترا قبل أن تعود إلى لبنان سالمة .
وهذا التحليق جاء تأكيداً بالفعل لإعلان السيد حسن نصر الله أن حزب الله يصنع ويطور المسيّرات التي ستفاجئ العدو الصهيوني .
صدى عملية حزب الله انتقل سريعاً إلى ضفاف الخليج الساخنة، حيث الإمارات تحاول كسب الوقت وتستعطف “إسرائيل” للحصول على القبة الحديدة لحماية أجوائها ، حاملة عددا من الرسائل العملية التي ما كان غير ميدان الحرب والتجربة العلمية أن يؤكدها .
وفي أولها : أن القبة الحديدة التي تتمنع إسرائيل في بيعها للإمارات ثبت فشلها عمليا ، وإن إسرائيل عملت جاهدة على منع تلك الفضيحة بادعاء خوفها من تسرب أسرار المنظمة إلى يد ايران .
والرسالة التالية: أن ما من حلول متاحة أمام الطائرات المسيرة، حيث أثبتت عمليا الأنظمة الأمريكية أن ثاد وباتريوت والإسرائيلية وحتى الروسية بانتسير التي اشترتها الإمارات تملك مفاتيح الحل أمام الطيران المسيّر اليمني والذي ينافس وربما يفوق مسيّرات حزب الله تطوراً وتقنية ، بسبب ظروف وحاجيات القتال، ناهيك عن كون الجانب اليمني لم يُخرج كل ما في جعبته تجاه الإمارات.
والرسالة الثالثة: للولايات المتحدة والتي أرسلت سرباً من طائرات إف 22 رابتور وأحدث الرادارات الغربية إلى الإمارات بكون الأمر لا يختلف عن عروض السيرك وإبهاره ، ولن تفعل الأخيرة شيئا ولا يمكن إبقاؤها في الجو في انتظار مسيّرة لا تظهر على شاشات الرادار.
والرسالة الرابعة : أن الإماراتيين سينتظرون ربما سنوات طويلة حتى يجد العالم حلولا لمعضلة الدرون ، ولا يمكن لهم الصمود كل تلك السنوات.
الرسالة الخامسة : أراد حزب الله عبر إظهار بعض من قوته للإسرائيليين بان يؤكد بانه على جهوزية لإسناد أي طرف من محور المقاومة وخاصة الفصائل الفلسطينية التي استنفرت نفسها لحماية مكتسبات معركة سيف القدس وحماية القدس على خلفية التصعيد الصهيوني في الشيخ جراح .
وفي هذا السياق نقلت وسائل إعلام أن الفصائل الفلسطينية أبلغت الوسيط المصري برسالة إلى الإسرائيليين بأن أي تجاوز للخطوط الحمراء في الشيخ جراح والقدس سيعني معركة جديدة ستكون فيها إلى جانب الفصائل الفلسطينية اطراف أخرى من محور المقاومة، وهو ما أجبر الطرف الصهيوني على منع مسيّرة صهيونية إلى الشيخ جراح ومنع أنصار النائب الصهيوني بن غفير من الوصول إليه في خيمته التي نصبها بالشيخ جراح، وإلغاء هدم منازل فلسطينية رغم قرار المحكمة الصهيونية .
حزب الله أرسل رسالة عملية عن حضوره في المواجهة عبر تحليق الطائرة المسيّرة حسان وإظهار قدرتها في الدخول إلى سماء فلسطين المحتلة وصولا إلى منطقة غور الأردن التي هرع سكانها إلى الملاجئ للمرة الأولى منذ 2006م، ومن ثم العودة سالمة إلى لبنان دون أن يكتشفها العدو أو يمسها بأذى، ولا يعلم إذا ما كان انصار الله وبأي طريقة سيوصلون الرسالة إلى العدو الصهيوني عن حضورهم في المعركة القادمة في فلسطين إذا ما نشبت، بمعزل عن الساحة الإماراتية التي سيكون نصيبها وافراً بعد تحولها إلى مركز متقدم لإسرائيل .
وبالعودة إلى الميدان اليمني بفعل الضربات اليمنية للعمق الإماراتي فرملت الإمارات اندفاعها في معركة مارب ، كانت أبوظبي تأمل في إقناع ” إسرائيل ” بمدها بالقبة الحديدة لمزيد من تحصين سمائها ، لكن طائرة حزب الله ضربت سمعة هذه المنظومة في مقتل وفضحتها على الملاء، ولا يعتقد بأن أياً من الدول قد ترغب بشراء خردة سلاح كهذه .
ومؤخراً، أقر السفير الإماراتي في أمريكا بصعوبة وجود نظام دفاعي موثوق ويعتمد عليه لصد هجمات الطيران المسير ، وقال يوسف العتيبة لرويترز : من الصعب جدا صنع نظام دفاع ملائم لمنع هجمات الطائرات المسيرة .
وفي كلام العتيبة إقرار ضمني بوصول المسيرات اليمنية إلى أهدافها في أبوظبي ودبي التي مورس فيها تعتيم كبير .
القادة اليمنيون وفي مقدمتهم عضو اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي سخروا من وضع “إسرائيل ” خلال أربعين دقيقة وهي تبحث في هلع عن طائرة حزب الله ، وفشل منظومة القبة الحديدية التي تجثو الإمارات على ركبتيها لدى الأمريكيين لإجبار الإسرائيليين على بيعها لهم .
ودعا عبد السلام الإماراتيين إلى أخذ العظة والعبرة وعدم المكابرة حتى النهاية التي لن تكون في صالحهم حتما.
الاندفاعة الإماراتية في محاولة إنقاذ التحالف من الغرق إلى مارب، كما يلخص ذلك عميد المعهد الدبلوماسي اليمني الدكتور أحمد العماد لم يكتب لها الاكتمال ولن يكتب بسبب مفاجآت لم تحسب لها الإمارات حسابا .
خلال يناير تلقت الإمارات 3 ضربات يمنية موجعة جداً لم تكن تتوقعها وظنت أنها محصنة سياسياً وعسكرياً في مواجهتها.
يؤكد خبراء عسكريون بأن الإمارات وقعت في سوء تقدير لمدى قوة صنعاء وتطور ترسانتها، جعلت قادة أبو ظبي يعيدون حساباتهم ويستغيثون بالعالم لإنقاذهم بعد تهديد اقتصادهم ونموذج أمن روج له لسنوات .
وفي ظل وضع كهذا واندلاع الصراع بين الشرق والغرب في أوكرانيا فلدى اليمن فرصة كبيرة في إيلام الإمارات بشكل اكبر وضرب أهداف اكثر وجعا للنظام الإماراتي دون أن يلتفت العالم لصراخها .
الإمارات تقف اليوم أمام مفترق طرق باختيار تلقي الضربات اليمانية التي ستستمر تحت عنوان الأعاصير في إشارة إلى قوة الإعصار مقابل العاصفة التي انطلق بها العدوان على اليمن في وقت ينشغل العالم عن صراخها ، أو الرضوخ لشروط صنعاء بالانسحاب عمليا وتفكيك مليشياتها من ألوية العمالقة والانتقالي وبحث ملف التعويضات وإغلاق ملف الأسرى ، وذلك أفضل بالنسبة إلى اقتصادها في هذا الظرف المتقلب عالميا.
عملية حزب الله أكدت أن إسرائيل هي الأخرى أبعد عن نصرة الإمارات اذا لم تحم نفسها فكيف ستحمي غيرها، ناهيك عن كون إسرائيل قلقة بشأن وجودها اذا ما ارتفعت المظلة الغربية عن حمايتها نتيجة الانشغال بالمعركة مع روسيا والصين حال تطورها .
حال الأمريكيين الحائرين أمام روسيا والعالقين في صراع وجودي مع الصين ليس بأفضل، لم يكن أمامهم في قاعدة الظفرة في مواجهة ضربة صاروخية يمنية مهينة وجهت مباشرة إلى جنودهم في قاعدة الظفرة الإماراتية سوى أن يلوذوا بالملاجئ ويبلعوا الإهانة .
الاندفاعة الإماراتية في محاولة إنقاذ التحالف من الغرق إلى مارب وصلت إلى نهايتها، وفي ظل الصدام الأمريكي الروسي، صنعاء إلى استعادة مارب اقرب، بعد أن بات معلوما أن معركتها تتجاوز الجغرافيا إلى معركة توازن بين التحالفات .
ومؤخراً، حصلت الإمارات على نصر إعلامي ودبلوماسي بالقرار 2624 والذي يحظر السلاح على صنعاء وتوصيف حكرة انصار في احدى فقراته ” بالإرهاب”، لكنه قرار فارغ المضمون، وفق متابعين للشأن اليمني وحقيقة الميدان، إذ استيراد السلاح عملياً محظور إلى اليمن منذ مارس 2015م وبالقرار 2216م ، وتفرض دول التحالف السعودي الأمريكي حصاراً مطبقا يمنع دخول الدواء والغذاء والوقود إلا بعد معاناة شديدة فكيف بوصول السلاح ، وصنعاء لا تفقه قراءات قرارات دولية اذا تعارضت مع كرامتها وسيادة شعبها .
حملة إعصار اليمن الشاملة تتعاظم في الداخل اليمني وتوشك أن تنطلق لحسم المعركة مع تحالف العدوان وتلقف عاصفة لم تجن سوى الخيبة والخسران على مدى ثماني سنين صنعت فقط مأساة إنسانية وسفكت دماء اليمنيين خدمة لمصالح أمريكية وصهيونية .
زيارة وفد أمريكي إلى بلحاف يؤشر إلى أن المصالح الأمريكية تقف على النقيض من المصالح الإماراتية ، وأن أبوظبي أمام مفترق خطير وليس لديهم الوقت ليقرروا .