جريمة السجن المركزي … مسؤولون و مساءلون

قرأت كثيرا مما كتب عن جريمة الإصلاحية المركزية بصنعاء ( السجن المركزي), لكني آسف حين أرى أغلب من كتبوا أطلقوا العنان لتطرفهم في التحليل الذي لم يخرج عن املاءات الأحزاب للكتاب وكثير منها ضار بالوطن.
إذا لم نترفع الآن عن الولاءات الضيقة ونقف في صف الوطن في مرحلته الصعبة هذه فمتى نفعل ¿
لن أبرر الإخفاق الذي وقعت فيه بعض أجهزة الأمن الوقائي ولا بعضها الآخر التي تتبع وزارة الداخلية لأن العقل والمنطق لا يقبلان بمثل هذا الإخفاق ولأنه بحد ذاته جريمة لكن ننتقد من أخطأ ونحاسب من قصر حبا في الوطن ورغبة في أن يتحقق الأمن والاستقرار الذي هو مطلب كل يمني محب لليمن وحريص عليها, من أسهبوا في كيل التهم بناء على ولاءاتهم الحزبية الضيقة قووا شوكة المجرمين والإرهابيين ومهدوا لهم طريقا للنيل من الوطن مرات أخرى عديدة وكذلك من دافع كليا عن المقصرين.
من واقع خبرتي الأمنية أجزم أن أهم سبب في كل الاختلالات الأمنية هو افتقارنا للخطة الأمنية الجيدة المتكاملة الأركان وافتقارنا للقادة الميدانيين القادرين على استغلال الإمكانات البشرية والمادية الهائلة التي وفرتها قيادة الوزارة, ما فائدة كثرة العدد من الجنود إذا كانوا يجلسون في مقار خدماتهم يتناولون مادة القات المحرم عليهم الاقتراب منها أثناء أداء الواجب وفي مقار العمل , وسيقول قائل لا يهم إهمال الضابط أو الفرد لهندامه ولا يهم تناوله للقات أثناء الواجب طالما أن ذلك يعينه على العمل وأؤكد من واقع التجربة أن الإخفاق يبدأ من هنا( التساهل فيما يراه البعض من سفاسف الأمور يقود دائما إلى كبائرها ) , و تساهل القادة ماهو إلا هروب لتغطية أشياء كثيرة فساعات العمل الميداني للضابط والفرد محدودة وقصيرة يجب عليه فيها ترك كل محظور والانتباه إلى الواجب دون تفريط وله بعدها الاستسلام لشهوة القات وغيرها في أوقاته الخاصة.
هذا يؤكد لنا أن المبررات التي ساقها البعض لتبرير الإخفاق ليست كافية فعدد القوة التي كانت في السجن كافية لو أحسن القادة استغلالها وحسن الإشراف عليها ولو وجدت الخطة الأمنية الناجحة والخطط الأخرى البديلة , وهذه هي ذاتها الأسباب التي أدت إلى إخفاق بعض أجهزة القوات المسلحة في الهجوم الإرهابي الذي استهدف العرضي وإذا لم نتنبه لها فإننا نترك الوطن والمواطنون عرضة لمثلها في قادم الأيام لا سمح الله.
وإذا كنا هنا حددنا مسؤولية القادة المباشرون من الأمن والشرطة فإننا لا نستثني المقصر من أفراد المجتمع أيضا , أين هم المحيطون بمبنى السجن من الإبلاغ عن الأشخاص المشتبه بهم وكذلك السيارات المشتبه بها ¿¿ ألا يهمهم أمن البلد ¿
أو ليس أمنهم وعائلاتهم جزءا من الأمن العام ¿
ألم يقتل في هذه الحادثة وقبلها في حادثة وزارة الدفاع أبرياء من أفراد المجتمع المدني¿
هذا يؤكد لنا ضرورة تعاون المجتمع والوقوف مع الشرطة في خندق واحد لدرء الخطر ولتحقيق الأمن , فإذا كان بعض من قصر من الأمن والشرطة مساءلون عن تقصيرهم فإن من قصر من المجتمع أيضا مسؤولون .
همسة أمنية :
كثير من حالات اختطاف الأطفال سببها إهمال الأسرة , تفقدوا أطفالكم كل حين وأحسنوا تربيتهم , فما تزرعونه في الصغر تحصدون نتاجه في الكبر.
دام اليمن و دمتم بإذن الله سالمين.

● قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا
alwajih@yahoo.com

قد يعجبك ايضا