
تحويل المعسكرات إلى حدائق سيوفر مزارات حيوية للعاصمة وعموم عواصم المحافظات
القرار يحقق أحلام اليمنيين بعد أن عانوا كثيراٍ من الترسانات العسكرية في المدن
الثورة / شوقي العباسي
التوجه بتحويل المعسكرات إلى حدائق وإخراجها من المدن جسده قرار رئيس الجمهورية بتحويل مقر الفرقة الأولى مدرع ” سابقا ” إلى حديقة عامة جاء ليؤسس واقعا وطنيا جديدا يشبه الحدائق في بهجته ولأن بداية قرار كهذا كان حديقة فإن الوطن لا شك سيكون مستقبله أشبه بالحدائق يتغلب فيها عبق الورود على البارود والرصاص …القرار الرئاسي لقي ترحيباٍ كبيرا فطالما تمنى اليمنيون أن تكون عاصمتهم خالية من المعسكرات وان تكون مدنهم كذلك خالية من السلاح والترسانات العسكرية فهم يتطلعون إلى أماكن تنزه وحدائق يتغلب فيها عبق ويتنفس فيها الناس الهواء النقي بعيدا عن سماع الرصاص ورائحة البارود ..الناس حلموا كثيرا بتحويل المعسكرات في المدن إلى حدائق ينعم فيها الأطفال والكبار بعد أن حرموا طيلة سنوات من التنزه والترفيه .. وبالتالي فإن توجه القيادة إلى إخراج المعسكرات من المدن يأتي في إطار تحقيق الأحلام للمواطنين بتحويل المعسكرات التي تتربع على مساحات كبيرة في المدن ومنها العاصمة صنعاء الى حدائق ومتنزهات لهم ولأطفالهم .
مدن خالية من المعسكرات
التوجه هذا بحاجة إلى تكاتف الجهود وتكون المسؤولية مشتركة خلال المرحلة القادمة لترجمة قرار رئيس الجمهورية بشأن تحويل مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاٍ إلى حديقة 21 مارس على أرض الواقع وضرورة اتخاذ خطوات عملية ومدروسة بالشكل المطلوب لإنشاء الحديقة وفقاٍ لأفضل المستويات والمواصفات الفنية الشاملة في كافة الجوانب الترفيهية لتحقيق طموح كل اليمنيين ببناء مدينة حديثة ونموذجية.
تحقيق أحلام اليمنيين
وفي هذا السياق يقول الرائد صادق احمد اسعد من القوات الجوية : من واجب الدولة توفير الحدائق والمتنزهات بحسب المساحات العالمية لكل مربع سكني وبحسب الإمكانيات في مواصفات هذه الحدائق إنها لا تعفى أبدا من هذه الالتزامات وربما التوجه إلى تحويل المعسكرات إلى حدائق يأتي في إطار تحقيق أحلام اليمنيين بعد أن عانوا من الترسانات العسكرية في المدن وبالتالي فإن مطلب تحويل هذه المساحات إلى حدائق هو مطلب شعبي وضرورة حضارية خصوصا وأن ما يزيد عن مليوني مواطن في العاصمة يرتادون حديقتين أو ثلاث ليست بالحجم ولا المستوى المطلوب وربما له تداعيات بيئية وصحية .
وأشار إلى أن زيادة عدد المتنزهات بتحويل المعسكرات إلى حدائق يتطلب جهداٍ كبيراٍ وعزيمة من أصحاب الشأن وصدقاٍ من أصحاب القرار لكن يبقى هناك أمرا آخر وهو عدم إخراج جميع المراكز الدفاعية من العاصمة لأن بعضها مهم لأسباب إستراتيجية ودفاعية وهي أن توزيع مواقع الدفاع الجوي حول العاصمة أمر في غاية الأهمية للحفاظ على مؤسسات الدولة الحيوية ففيها الرئاسة والوزارات والمستشفيات والكهرباء وغيرها .
أساس للتوازن البيئي
وقال : لا بد من بقاء بعض المواقع الدفاعية والخدمية والأمنية أما القوات البرية بمختلف تشكيلاتها يجب خروجها وكذا بعض أسراب الطائرات المقاتلة والقاذفة والطائرات الكبيرة مع بقاء طائرات الهيلوكبتر والطائرات الخدمية مؤكدا أن الحدائق في المدن لها أهمية كبرى مثلها مثل المدرسة والمستشفى والطريق وربما أهم لأنها أساس للتوازن البيئي وتساعد على بناء جيل تمتلئ مخيلته بالطبيعة وجمالها ويتنفس هواء نقيا يساعد في تنقية الدماغ والجسم من الملوثات الصناعية والكيماوية كما أنها تعبر عن مدى حضارة ورقي أي شعب والحدائق حق من الحقوق التي تكفلها الدساتير والقوانين العالمية بالإضافة إلى أنها والمتنزهات والطبيعة هي مقصد السياح ومصدر فخر أيضاٍ آملا من كل القائمين على شؤون البلاد أن يسارعوا ببناء أسس الدولة بشكل صحيح وأن يجعلوا من مدننا مكاناٍ نتلذذ بالنظر في أرجائه بدلاٍ من المتارس والحفريات والمناظر المقززة فقد آن لهذا الشعب المكلوم أن يسعد ببلده .
دولة مدنية حديثة
من جهته قال المهندس أسامة نعمان: إن المعسكرات جار ثقيل داخل المدن وبالتالي فإن التوجه بتحويلها إلى حدائق يأتي في إطار الدولة المدنية الحديثة وبالتالي فإن قرار رئيس الجمهورية بتحويل مقر الفرقة إلى حديقة عامة رسالة قوية بأن العاصمة وبقية المدن ستتنفس الصعداء من الترسانات العسكرية وهو قرار يبعث على المزيد من الآمال والتفاؤل في أن القادم أفضل وأن الدولة المدنية الحديثة التي يحلم بها أبناء الوطن باتت قريبة مشيرا إلى أن المعسكرات تم إنشاؤها في أفضل المواقع المطلة على المدن والتي لا تصلح إلا منتزهات وحدائق وإنشاء الحديقة في مقر الفرقة سيكون بمثابة قفزة نوعية في الحياة المدنية وأمل سيتدفق في تواصل التغيير.
متنزهات بدلاٍ من خنقة الأسلحة
بدوره يقول الأخ عبدالرحيم السبئي من وزارة الصحة والسكان أن قرار الرئيس بتحويل مقر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة عامة خبر افرح المواطن الذي خنقته الظروف ولم يجد حتى المتنفس له وأولاده خصوصا خلال الأحداث التي مرت بها اليمن خلال الثورة وما رافقها حالة أمنية جعلت المواطن يحجم عن التنزه والخروج بعد أن تحولت الحدائق إلى ثكنات عسكرية وبالتالي فإن قرار تحويل المعسكرات إلى حدائق خبر سار للغاية حيث تفتقد العاصمة صنعاء إلى الحدائق والمتنزهات والأندية بشكل حاد مؤكدا ضرورة أن نعبر عن تقديرنا للرئيس هادي للقرارات التي اتخذها كونها تساهم في إيجاد متنزهات ومتنفسات ترفيهية لسكان العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية بدلاٍ من ترسانات عسكرية تستحوذ على مساحات كبيرة وتحرم المواطن من التمتع بالأماكن المرتفعة في المدن والعاصمة .
تحقيق أحلام اليمنيين
من جانبه يقول الدكتور فهد محمود: رئيس الجمهورية أثبت صدق النية والتوجه إلى إخراج المعسكرات من المدن وتحويل مقراتها إلى حدائق من خلال قرار تحويل مقر الفرقة إلى حديقة عامة للمواطنين بعد أن بقت الفرقة تتربع على مساحة كبيرة وهامة نتمنى أن نرى هذا القرار ينفذ على أرض الواقع وأن تتخذ مزيد من القرارات بتحويل معسكرات أخرى داخل العاصمة إلى حدائق عامة ومتنزهات حيث أن العاصمة هي وجه اليمن وهي بحاجة إلى عشرات الحدائق لأنها تحتضن أكبر نسبة سكانية في اليمن بالإضافة إلى أن الكثير من الأسر اليمنية تزورها باستمرار متمنيا أن يتم تصميم حديقة 21 مارس بشكل مغاير لحديقتي الثورة والسبعين حيث يجب الأخذ بعين الاعتبار توفير ألعاب ترفيهية لذوي الدخل المحدود لأن نسبة كبيرة من الأسر اليمنية لا تستطيع أن تأخذ أطفالها إلى الحدائق الحالية بسبب ارتفاع رسوم الألعاب والخدمات وبالتالي فإن التوجه هذا يحقق أحلام اليمنيين في الحصول على المتنزهات والحدائق بعيدا عن الأسلحة وأن تتجسد الدولة المدنية الحديثة التي يتمناها كل مواطن وأن تبقى المعسكرات في أماكنها المعروفة كقوة دفاعية لهذا الوطن ولكن ليس على قمم ومساحات في المدن والعاصمة .
مزار حيوي
اليمنيون أدركوا أن التكاتف والبناء وجعل هذا الوطن حديقة غناء لكل أبنائه تغرد فيه بلابل الوداد هو ما يمكن به أن ننجز وطنا ونرسم قلبا بحجم الحلم و إنه لا يمكن بالرصاص ولا بالخنجر أن نبني وطنا يعيش فيه الجميع بأمن واستقرار وبالتالي فإن قرار تحويل المعسكرات إلى حدائق ” الفرقة ” نموذج سيوفر مرفأ ومزارا حيويا للعاصمة صنعاء التي تبدو مدينة مجدبة لا توجد فيها رواب مرتفعة يطل الناس عليها كي يتمتعوا بجمالها وكنزها الحضاري الأمر الذي سيجعل من حديقة 21 مارس 2011م المزمع إقامتها على مساحة 50 ألف لبنة بما يعادل مليونين و200 ألف متر مربع معلما وطنيا وثوريا وتاريخيا مهما لأنها جاءت تعبيرا عن رغبة من قبل المواطن اليمني الذي أحرقت حدائقه الحروب وقتلت حتى بهجة أطفاله الذين لم يتمتعوا بطفولتهم.
صورة جمالية فريدة
ويرى العديد من المراقبين أن حديقة 21مارس ستضفي صورة جمالية فريدة وخطوة نوعية لقربها من جامعة صنعاء ومن الأحياء الأكثر كثافة سكانية في العاصمة ولما يتمتع به موقعها الاستراتيجي خصوصا وأن صنعاء والمدن اليمنية تفتقر إلى حدائق الأمر الذي يتطلب إخلاء العاصمة من كل المعسكرات وتحويل مواقعها متنزهات وحدائق ترفيهية خصوصا وأن تمركز معسكرات الجيش داخل المدن من أبرز أسباب الدمار والكوارث الإنسانية التي شهدتها المدن اليمنية في فترات الصراع العنيف على السلطة.
في الأخير يمكن القول أن قضية تواجد المعسكرات داخل المدن ظلت محل خلاف بين السلطة والمعارضة لاعتبارات سياسية الأمر الذي جعل بقاءها داخل المدن يتسبب في معاناة للسكان الذين وجدوا أنفسهم متضررين منهم من خلال فقدانهم لأراض خاصة بهم تقع بالقرب من المعسكرات ولم يستطيعوا البناء عليها كما لم يحصلوا على التعويض العادل ما تسبب في خلق علاقة تصادم بين الجانبين لكن التوجه الجديد بإخراجها من المدن من شأنه أن يعالج الكثير من القضايا التي يعاني منها الموطنون في هذا الخصوص.