واجهنا صعوبة في طبع اللوحة الإلكترونية؛ ولكن بتعاون الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار تجاوزناها
المهندس عبده زوبر: المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية والإبداعية نافذة أمل لم تكن موجودة من قبل
جهاز منظومة الري الإلكترونية لم يعد مجرد فكرة واختراع؛ بل أصبح منتجاً جاهزاً على أرض الواقع
“الحاجة أم الاختراع” بهذا المثل بدأ حديث المهندس عبده حسن زوبر لنا حول الدافع الرئيسي لاختراع منظومة الري الإلكترونية، والتي تقوم بالتحكم بعمليات الري آلياً أو بواسطة الهاتف، للمزيد من التفاصيل حول هذا الجهاز التقينا بالمهندس زوبر وخرجنا بالحصيلة التالية:
لقاء/ هاشم السريحي
في بداية اللقاء أوضح المهندس عبده زوبر أن جهاز منظومة الري الإلكترونية هو عبارة عن جهاز كهربائي يتم تركيبه في الحدائق أو المزارع أو المساحات الخضراء؛ وذلك للتحكم بعمليات الري بشكل آلي أو بواسطة الهاتف.
وقد سعى المهندس زوبر إلى ابتكار هذه المنظومة التي تقوم بالتحكم بعمليات الري بشكل آلي لحل مشكلة كانت تحصل له، حيث كان لديه حديقة منزلية في سكنه في صنعاء، ولكن كان يضطر لترك حديقته عندما كان يذهب إلى مدينة باجل بغرض زيارة الأهل والأصدقاء لمدة من ٢٠ يوماً إلى شهر، وفي هذه المدة تتعرض الحديقة للتلف بسبب الجفاف وعدم ري الحديقة.
لذلك فكر في إيجاد منظومة تقوم بعملية الري بشكل آلي أثناء تواجده أو غيابه عن الحديقة مثل السفر وغيره؛ فبدأ بتصميم الجهاز وبنائه، ومرَّ بمراحل وصعاب كثيرة ولكن الإرادة كانت كفيله بتجاوز تلك الصعاب، وإخراج هذا الجهاز الذي أصبح منتجاً وليس مجرد اختراع..
وأشار زوبر إلى أن منظومة الري قدمت خدمة مجتمعية ووطنية؛ فالخدمة المجتمعية تتمثل في توفير تقنيات حديثة أكثر أماناً في عملية ري الحدائق وتوفير العمالة والجهد.
كما تقوم المنظومة بتوفير المياه وعدم استنزافها وتقليل التبخر الناتج عن أشعة الشمس وذلك من خلال القيام بعملية الري في الصباح الباكر.
وتساعد المنظومة على الحفاظ على الحدائق المنزلية أثناء السفر وغيرها، والحفاظ على حدائق الوزارات والمؤسسات والشركات والمصانع وغيرها من المساحات الخضراء أثناء الإجازات.
أما الخدمة الوطنية التي يقدمها جهاز منظومة الري فتتمثل في عملية ري الجزر الوسطية المتواجدة في شوارع المدن؛ بحيث يتم الاستفادة من المياه الخاصة بالوضوء وجمعها من المساجد القريبة من الشوارع وتخزينها في خزانات بحيث تقوم المنظومة بالتزود بحاجتها من المياه عند القيام بعملية الري المبرمجة عليها مسبقاً وبهذه الطريقة نصل للاكتفاء الذاتي واستغلال هذه المياه المهدرة والتي تذهب للصرف الصحي ونحافظ على المياه الجوفية ونعطي شوارع المدن لوحة جمالية من المساحات الخضراء..
وعن مشاركاته يقول المهندس زوبر إن أهمها كان مشاركته في المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الإبداعية والابتكارية في موسمها الثالث في مجال الأتمتة والتحكم والذكاء الاصطناعي، وحصلوا على المركز الثاني، مشيراً إلى أن هذه المسابقة لها دور كبير في نشر ثقافة الإبداع والابتكار وفتحت نافذة أمل لم تكن موجودة من قبل..
وعن أهم مميزات جهاز منظومة الري فيقول زوبر أن الجهاز لديه نظام توقيت للمزارع المتوسطة والكبيرة، ونظام مستشعر لحالة الطقس بحيث يوقف عملية الري عند وجود الأمطار، ونظام أمان لحماية المضخة من التلف، ونظام عرض نسبة المياه، وكذلك نظام التشغيل عند الحاجة عن طريق الجوال، ونظام الاتصال بمالك المنظومة أثناء نفاد المياه، وغيرها من المميزات…
أما الصعوبات التي واجهها فريق عمل الجهاز المكون من المهندس عبده حسن زوبر وإبراهيم فؤاد التركي فيقول: هناك صعوبات كثيرة واجهناها في عملية بناء هذا الجهاز ومن أهمها صعوبة كسب ثقة المستهلك بالرغم من أنه تم بناء الجهاز وفق أسس علمية وإخضاع الجهاز لفترة ضمان.
كذلك واجهنا بعض الصعوبات في طبع اللوحة الإلكترونية؛ ولكن بتعاون الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار تم تجاوز تلك الصعوبات.
وفي الأخير دعا المهندس عبده زوبر إلى الاهتمام بمجال دعم الصناعات المحلية وزرع ثقافة الابتكار في الأجيال القادمة من خلال المناهج الدراسية، حيث يعتبر هذا المجال العمود الفقري لأي اقتصاد في العالم.