الكيان الصهيوني يكشف عن خسائره جراء مسيّرة "حسّان"
عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون الأقصى وآخرون يتلفون أشجار الزيتون في سلفيت
القدس المحتلة/
جدد العشرات من قطعان المستوطنين الصهاينة، أمس الأحد، اقتحامهم باحات المسجد الأقصى المبارك بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، القول: إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته.
ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على مدار الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع فيه، ومحاولة تقسيمه زمانيا.
من جهة أخرى أقدم مستوطنون الليلة الماضية على اقتلاع وتكسير عدد من أشجار الزيتون في قرية ياسوف شرق سلفيت، وهاجموا رعاة أغنام في بلدة قراوة بني حسان غرب المحافظة.
وقال رئيس مجلس قروي ياسوف صالح ياسين لـ”وفا”: إن المستوطنين اقتلعوا وكسروا 15 شجرة زيتون في منطقة “النصبة” شمال شرق القرية، تعود ملكيتها للمواطن زياد جميل عبد الرازق.
وفي قراوة بني حسان هاجم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال رعاة أغنام في منطقة “النويطف” المحاذية للبؤرة الاستيطانية “خفات يائير” المقامة على أراضي المواطنين شمال البلدة، وأطلقوا النار وقنابل الغاز المسيل للدموع صوبهم، دون أن يبلغ عن إصابات، وفق ما أفاد به شهود عيان.
يذكر أن منطقة نبع “النويطف” في بلدة قراوة بني حسان مهددة بالاستيلاء عليها لصالح توسعة مستوطنة “خفات يائير”.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، عن رفض المنظمة لممارسة إخلاء البيوت من سكانها لأن في ذلك انتهاكا للقانون الدولي الإنساني.
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” عن دوجريك في المؤتمر الصحفي اليومي، الذي يعقده في مقر الأمم المتحدة، تعليقا على زيارة الوفد الأممي قوله “نعم، بالفعل، قام ممثلو الفريق القطري للأمم المتحدة المعنيون بالعمل الإنساني بزيارة لحي الشيخ جراح.. وقد التقى الفريق، الذي تضمن عددا من وكالات الأمم المتحدة- عائلة سالم في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة”.
وأضاف دوجريك “كما تعلمون، تواجه العائلة، وهي عائلة مكونة من 12 شخصا، خطر الإخلاء خلال شهر مارس من منزلهم الذي كانوا يعيشون فيه، وقد عرفوه، منذ 70 عاما”.
وتابع قائلاً: “لقد طالبنا مرارا وتكرارا بوقف عمليات الإخلاء القسري وعمليات الهدم في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.. فبموجب القانون الإنساني الدولي، يُحظر النقل القسري للأشخاص المحميين من قبل قوة الاحتلال، بغض النظر عن دوافعهم. يجب اتخاذ خطوات فعالة لتهدئة الموقف قبل اندلاع أزمة أخرى”.
وقال “الفريق القُطري الإنساني دعا جميع قادة المجتمع السياسي إلى الامتناع عن الأعمال والخطابات الاستفزازية، يجب على سلطات الاحتلال اتخاذ خطوات لضمان حماية المدنيين، بمن فيهم اللاجئون”.
وردا على سؤال “القدس العربي” حول غياب تور وينسلاند، منسق عملية السلام في الشرق الأوسط وممثل الأمم المتحدة في فلسطين المحتلة، “لماذا لم يكن وينسلاند جزءا من الوفد الذي توجه إلى الشيخ جراح وأعرب عن تضامنه مع تلك العائلة المهددة بالإخلاء؟”.. قال “كما تعلمون، السيد وينسلاند هو الممثل الأقدم والأكثر تمثيلاً للأمم المتحدة على الأرض، وجزء من بعثةUNSCO) ) مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة).. وأعتقد أن المشاعر والسياسات التي عبر عنها الوفد هي أيضا انعكاس لموقف وينسلاند”.
الجدير ذكره أن حي الشيخ جراح ما زال يشهد مواجهات يومية بين الفلسطينيين من سكان الحي والمستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال وقواه الأمنية.. وقد أصيب عدد من المتضامنين مع صمود سكان الحي، الجمعة.
ويسكن حي الشيخ جراح نحو 500 فلسطيني يعيشون في نحو 28 بيتا أو منشأة عقارية، وهم مهددون بالترحيل لمصلحة الجمعيات الاستيطانية.. وقد شُيدت هذه المنازل عام 1956م، باتفاقية بين وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والأهالي، حيث تم تفويض الأهالي بملكية الوحدات السكنية وتسجيلها بأسمائهم.
من جهة أخرى كشفت صحيفة “كالكاليست” العبرية، فشلاً “إسرائيلياً” واضحاً أمام الطائرة المسيّرة “حسان”، التي اخترقت أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة 40 دقيقة، من دون تدميرها.
وذكرت الصحيفة الليلة قبل الماضية أنّ “طائرات “أف 16″ وطائرات هليكوبتر أباتشي، بالإضافة إلى صواريخ اعتراضية من المنظومة الدفاعية، القبة الحديدية، كلها لم تنجح في اعتراض المسيّرة حسّان”.
وأكدت أنّ “الكيان الإسرائيلي سجّل فشلاً أمنياً واقتصادياً في آنٍ واحد”.. مناديةً بشراء “وسائل اعتراض مُتاحة ورخيصة، خصوصاً أن تكلفة الطائرات المقاتلة والمروحيات (الإسرائيلية) مرتفعة جداً”.
وأوضحت الصحيفة أنّ “رحلة الساعة الواحدة للطائرة المقاتلة F-16، في سلاح الجو الأمريكي، تبلغ نحو 22000 ألف دولار”، بينما “تبلغ تكلفة رحلة مروحية هليكوبتر أباتشي في الجيش الأمريكي، نحو 4000 دولار”.
وتبلغ تكلفة كل صاروخ دفاعي من المنظومة الدفاعية، “القبة الحديدية”، نحو 50000 دولار، وفق الصحيفة.
ويُشار إلى أنّه، بعد إتمام جولة المسيّرة “حسّان”، تحدَّث الإعلام العبري عن فشل كبير لـعمل “القبة الحديدية”.. وكتب معلّق الشؤون العسكرية في “القناة الـ 13″، أور هيلر، أنه “فشل آخر كبير لمنظومة القبة الحديدية في الشمال، ويطرح كثيراً من الأسئلة الصعبة”.
أمّا صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقالت: إنّ اختراق المسيّرة “حسّان” الأجواءَ “الإسرائيلية”، الجمعة، “أثار ذعراً في الشمال، بعد أن هرعت نحوها طائرات ومروحيات حربية للجيش الإسرائيلي، وفُعّلت القبة الحديدية، وسُمعت صفّارتا إنذار في المنطقة”.
ووفق تقديرات الصحيفة، فإنّ حزب الله أراد من خلال المسيّرة أن يُحرج الكيان “الإسرائيلي”.
الجدير ذكره أن المقاومة الإسلامية في لبنان أعلنت الجمعة، إطلاق الطائرة المسيّرة “حسان” داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.. وأكدت أنّ الطائرة حلقت “40 دقيقة في مهمة استطلاعية، امتدت على طول 70 كم في فلسطين”.. مضيفةً أنّها عادت “سالمة على الرغم من كل محاولات العدو المتعددة والمتتالية لإسقاطها”.
وأطلقت كتائب المجاهدين الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، أمس الأول، مناورات “الوعد المفعول 4″والتي تحاكي عدة سيناريوهات دفاعية وهجومية، والتي سيسمع خلالها انفجارات وإطلاق نار غرب مدينة رفح.
وبحسب وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية تتضمن المناورة محاكاة للوحدات القتالية وهي تتصدى لمدرعات وناقلات العدو وقواته الخاصة باستخدام الذخيرة الحية والأسلحة القتالية المتنوعة.
وأبرزت مناورات “الوعد المفعول” التي نفذتها كتائب المجاهدين، محاكاة إبرار جنود مشاة لجيش الاحتلال على الساحل في مواقع عدة، والتصدي لهذه القوات المعادية، بالإضافة إلى محاكاة اقتراب زوارق مختلفة للعدو من نقاط التماس واستهداف هذه الزوارق بأسلحة متنوعة.