عرض/ أحمد المعرسي
كتاب ” صفحات من تاريخ اليمن في ريمة” للمؤرخ الأستاذ/ حيدر علي ناجي العزي – كتاب تاريخي يستعرض تاريخ ريمة من قبل التاريخ إلى عهد الإمام يحيى حميد الدين، جاء الكتاب في 381 صفحة، وتكون من ثمانية فصول؛ جاءت على النحو الآتي:
الفصل الأول: مدخل إلى تاريخ ريمة.
أولا: التعريف بريمة، استعرض المؤرخ موقع ريمة، وتنوع مناخها، ثم قام بعد ذلك بذكر عدد كبير من التعاريف التي تتحدث عن معنى كلمة (ريمة)، ولعل أهم ما أشار إليه المؤرخ: أن ريمة كان اسمها جُبلان، وأن تسميتها ( ريمة) لم تطلق إلا من بداية القرن الثالث؛ ففي وصف الهمداني لسراة اليمن تحدث عن سراة جُبلان فقال: ” ثم يتلوها سراة جُبلان”، وقد تحدث عنها أيضا حين وصف مخاليف اليمن، كما تحدث عنها ياقوت الحموي في مادة (جُبلان)، وهي منقولة من صفة جزيرة العرب مضافا إليها نسب جبلان، حيث أورده على النحو الآتي : جُبلان بن سهل بن وائل بن الغوث بن قَطن بن عُريب بن زهير بن أيمن بن الهَمَيسع بن حمير، ثم سرد المؤرخ تفسيرات كثيرة ذكرت في المعاجم والنقوش لمعنى ريمة، وخلص إلى أن ريمة تعني السامية أو المتسامية، وكلمة (ذ ريمة) تعني المتصف بالسمو أو صاحب السمو، وحينما تطلق على اسم قلعة أو حصن فإنما هي للتبرك والاعتزاز، مثل: (عزان) من العز، و (نوفان) من النيافة، وريمة من السمو.
ثانيا: ريمة في التاريخ القديم، تحدث المؤرخ عن تاريخ اليمن في فترة قبل التاريخ، وأهم ما يمكن الإشارة إليه في هذا المبحث أن الكثير من المصادر العربية أكدت أن اليمن هي منشأ السلالة السامية، وأن قحطان ينتسب إلى هود، ومنه إلى سام بن نوح، ويذكر الهمداني يَشجب بن يُعرب بن قحطان وأخاه شَجبان بن يعرب بن قحطان، ويقول: وبه سميت شَجبان باليمن، وهي أعلى وادي رماع، وأن شَجبان سوق يشكل الحد الفاصل بين مخلاف جبلان ريمة ومخاليف غربي ذمار، وأنه ينسب إلى شَجبان بن يَعرب بن قحطان وينتسب إلى هود ثم إلى سام بن نوح، ولهذا يعتقد الهمداني أن هذا المكان هو أقدم موطن للإنسان اليمني ، ويبدو أن هذا الموقع هو الذي تقوم عليه اليوم أطلال مدينة قديمة على الشط الشمالي لوادي رماع في عزلة الأسلاف مديرية السلفية بالقرب من مدينة الشرق آنس ومتوسط بين ريمة وعتمة وآنس، وقد تكون مدينة الشرق هي نفسها سوق شَجبان الذي حدده الهمداني، ثم تحدث المؤرخ عن ذكر ريمة في التاريخ والنقوش القديمة، وعلاقة ريمة بالريدانيين.
الفصل الثاني: جُبلان.
وقد تحدث المؤرخ في قسمه الأول عن السلالات الحميرية؛ فذكر منها سلالة الصَّوَّار ومنه جُبلان، وأكد أن الهمداني في الجزء الثاني من كتابه الإكليل ذكر أن آل الصَّوَّار ( كانت تحتفظ لنفسها بالسيادة على حمير وفيها الملك والسياسة والرئاسة) ويبدو أنهم أقدم من سبأ الأصغر، سكنوا في ريمة ومن ذريتهم جُبلان، وضلاع، ومسور، كما أن جُبلان أو مخلاف جُبلان أو سراة جُبلان كلها تسميات لمسمى واحد هو ريمة، وكانت جبلان تضم إلى جانب ريمة وصابين وعتمة وبرع ثم انقسمت في زمن الهمداني إلى جبلان العَرْكَبَة وجُبلان ريمة.
ثم تحدث المؤرخ عن سلالة سبأ الأصغر، مؤكدا أن هذه السلالة اشتهرت في ريمة خلال العصر الإسلامي، بل إن ريمة نسبت فيما بعد إلى إحدى بطونها؛ فسميت في المصادر الإسلامية (ريمة الأشابط) وهم سلالة من ذرية سبأ الأصغر كما نسبها مؤلف تاريخ وصاب.
ثم تحدث عن ذي الشِّعبين ( الصَّيابر) وذكر أنها من السلالات التي سكنت ريمة وذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب، وحددها في ريمة سلالة صيابر ومنها فصيلة في برع، وتنتسب إلى صيبر بن ذي نَصْبان بن ثابت بن زياد بن حسان بن ذي الشعبين بن سهل، ولم يشتهر محل بريمة يحمل اسمهم، رغم أن الأكوع يفيد أن في ريمة نقيلا ينسب إليهم يسمى نقيل الصيابر، ولا ندري موقعه إلا أن الاسم الأصح هو الصنابر، ومنهم بيت الصنبري التي لا زالت بهذا الاسم إلى اليوم.
كما أشار المؤرخ إلى ذو رُعين بن سهل، مؤكدا أنه لم ينتشر في ريمة من ذي رُعين سلالات كثيرة كغيرها من ذرية سبأ الأصغر، والشراعب وجبلان، لكن وجدت أسماء مواقع مثلها تنتسب إلى ذي رعين.
وفي القسم الثاني من الفصل الثاني: ذكر السلالات التي تسكن الأجزاء الغربية والجنوبية من ريمة؛ وذكر منها (الأشاعر) الذين سكنوا (وادي رماع) و (وادي السهلة) في كسمة، ووادي ضحيان ووادي (ذُؤال) الذي ينحدر من أعالي جبال كسمة والجعفرية، كما ذكر سلالة (بنو واقد) التي ذكر الهمداني أنها من قبيلة ثقيف المشهورة في الطائف، ولا تزال تحمل هذا الاسم حتى الآن، ثم ذكر سلالة (عَكْ وخَضم) حيث انتشرت عَك في ما يسمى بوادي علوجة اليوم، وقد اختلف النسابون في نسبة عَك إلى كهلان بن سبأ بن قحطان، وبين نسبتها إلى عَك بن عدنان، وما زالت مناطق كثيرة في ريمة تنسب إلى عك موجودة حتى الآن، أما سلالة بنو حي بن خولان فهم بنو حي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة استوطنوا الأجزاء الغربية من سلسلة جبال السراة، وكانوا مرتبطين بخولان الشام شمالا، وتوغلوا جنوبا حتى وادي ذُؤال (علوجة) وربما زبيد، وكانوا ملوكا على ريمة في زمن الهمداني، واستمرت شهرتهم حتى القرن السابع.
ثانيا: ريمة في موكب الإسلام.
في هذا المبحث تحدث المؤرخ عن الوفود اليمنية التي ذهبت لمبايعة الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، وأشار إلى أن رهط أبي موسى الأشعري أول جماعة قدمت من اليمن إلى النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وفيهم أخوه أبو بُردة وأبوهما واثنان وخمسون رجلا، وصادفوا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله في خيبر فأسهم لهم من الغنيمة، ولم يسهم لغيرهم ممن حضروا القسمة ولم يحضروا الوقعة، ثم تتابعت الوفود اليمنية بين العام التاسع والعاشر الهجري، وقد وفد من حمير الحارث بن عبد كَلال ونَعيم والنعمان ممثلين لملوك حمير ومعلنين دخولهم الإسلام، وقد اشتهر من ذرية سبأ الأصغر الذي يقطن منهم قطاع كبير في ريمة، الأبيض بن حمَّال من بني عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سَدَد بن زرعة بن سبأ الأصغر، ويلتقي نسبه مع بكال في عوف بن عدي بن مالك، وهو أحد من أفرشه الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله رداءه، كما اشتهر من سبأ الأصغر إبرهة بن الصباح بن شرحبيل من ذي أصبح بن مالك بن زيد بن سَدَد بن زرعة بن سبأ الأصغر وإليه ينسب الأبارة والأبرهيون من ريمة جُبلان كما أشار إلى ذلك الهمداني، وهو ممن فرش له الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه رداءه قائلا : إذا أتاكم سيد قوم فأكرموه وهذا سيد قومه. وكانت بكال ضمن هذه الوفود واشتهر منها عدد من الصحابة والتابعين منهم الصحابي عمرو البكالي الذي كان أفقه من بقي على وجه الأرض من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وجذت أصابعه يوم اليرموك، وكان يحدث الناس بالشام.
أما عن الإدارة في ريمة في عصر النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه؛ فقد ذكر المؤرخ أن ريمة كانت في القسم الذي عين عليه الرسول صلوات ربي وسلامه عليه خالد بن سعيد بن العاص، وهو القسم الممتد ما بين نجران ورماع وزبيد، وتطرق المؤرخ إلى علاقة ريمة بحرب الردة، مؤكدا أنه لا يوجد في المصادر ما يشير إلى اشتراك جُبلان والعشائر والبطون الحميرية في ريمة في حركة الردة ( أي أنهم لم يرتدوا عن الإسلام) غير أن الأجزاء الغربية من ريمة وفيها قبيلة خَضم قد اشتركت في حركة الردة التي شهدتها تهامة، فقد كان أول انتفاض بتهامة قامت به عَك والأشعريون من عامة الناس دون خواصهم، إذ تجمع منهم طخارير وشراذم من الناس، متفرقة هنا وهناك من عَك والأشعريين وخَضم ريمة، تجمعوا دون رئاسة عند الأعلاب بطريق الساحل، وكتب الطاهر بن أبي هالة أمير المنطقة ينبئ أبابكر بأخبارهم، ولم ينتظر الطاهر أوامر الخليفة، إنما تحرك سريعا بمساعدة مسروق العكي، أحد رجال عَك، وأنزل بهم القتل الشديد واستصوب الخليفة عمل الطاهر، وطلب منه إقامة حامية عسكرية بالأعلاب حتى يأمن طريق الأخابث، فظل الطاهر بن أبي هالة هناك ومعه مسروق في جماعة من عَك في انتظار أوامر جديدة.
وعن الفتوحات الإسلامية ذكر المؤرخ أن أبناء ريمة شاركوا فيها بل إن الكثير منهم لم يعد إلى ريمة فقد أوردت المصادر أن بكال والشماخيين من الشراعب قد استقروا في حمص الشام، وفيها استقر أيضا ذو الكلاع الحميري الذي كان يقود بقية البطون من ذرية سبأ الأصغر في ريمة، أما الأشاعر فقد انتظمت واستقرت في جند دمشق والأردن وسكنوا طبرية، وكانوا الغالبين عليها، وسكن بعض منهم في دمشق، ثم أقطعهم معاوية البثينة وحوران، أما عك فقد انتظمت في جند فلسطين، أما في مصر فقد أظهرت خطط الفسطاط بين حي بن خولان، ومن القبائل الحميرية ظهرت السُّلف الذي تنسب إليه السلفية، وكذا الزياديون الذي تنسب إليهم الصَّيابر من ضمن عشائر ذي الكلاع في مصر، كما استقر في الفسطاط أيضا ذو أصبح بقيادة إبرهة بن شرحبيل بن إبرهة الذي ربما تنسب إليه الأبارة في مزهر.
التابعون ورواة الحديث من ريمة:
(نوف البكالي أخو عمرو البكالي، و جبر بن نوف البكالي أبو الوداك، وعوف البكالي، والتابعي الراوي يونس بن ميسرة بن حَلْبَس الجُبلاني الحميري، وأيوب بن ميسرة بن حَلْبَس الجُبلاني المقيم في دمشق الشام، و السَّرِيُّ بن يَنْغُم الجُبلاني الشامي، و محمد بن صدقة الجُبلاني، وخالد بن صبيح الجُبلاني من أهل الشام، و محمد بن أيوب بن ميسرة بن حَلْبَس الجبلاني، وأبو عبد الرحمن الجبلاني، وغاز بن جبلة الجبلاني، ومالك الدار تابعي من الطبقة الأولى مولى عمر بن الخطاب، ويحيى بن عبدالله بن مالك بن عياض المعروف جده بمالك الدار مولى عمر بن الخطاب وعيسى بن عبدالله مالك الدار بن عياض العمري مولاهم).
الفصل الثالث: ريمة الأشابط في العصر الإسلامي.
وقد تناولها المؤرخ بتفصيل دقيق فتحدث عن ( ريمة الأشابط في عهد الدولة الزيادية والصليحية والإيوبية، كما تحدث عن ريمة وصراع الحصون في عهد الدولتين الرسولية والطاهرية؛ فتحدث عن ريمة ومركزها المخلاف، وعن النفوذ القبلي وما أحدث من حروب في ريمة، وعن حركة المماليك في ريمة وكيف استخدم الإيوبيون في جيشهم المماليك من أصول تركية وكردية وشركسية، ثم تحدث عن حركة الخواص في بني القحوي).
ثم تطرف المؤرخ إلى الحياة العلمية والصوفية في ريمة، وكيف ازدهرت وكيف كان إقبال أبناء ريمة على طلب العلم، وذكر بعض الشخصيات التي اشتهرت في تلك الفترة كـ: الإمام جمال الدين الريمي الذي يعد من أهم علماء اليمن في ذلك العصر، وتحدث عن أبي بكر بن عبدالله الريمي جد الإمام الريمي وكذلك عبدالله بن أبي بكر الريمي والد الإمام الريمي، والفقيه عفيف الدين عبدالله بن الإمام جمال الدين الريمي والفقيه شرف الدين إسماعيل بن عبدالله بن الإمام الريمي قاضي الدولة الرسولية، وأبي الحسن علي بن عبدالله بن عبد الرحيم الكردي، وعمر بن محمد بن أحمد المقري، ومحمد علي الزيلعي، وأبي الحسن علي بن أحمد بن سليمان بن محمد الجحيفي ثم التهامي، …. إلخ).
الفصل الرابع: (ريمة تحت الحكم العثماني الأول).
أولا: محاولات السيطرة على ريمة ( حملة الشركسية على الجهات الغربية من ريمة عام 932هـ، استيلاء الإمام شرف الدين على يفعان 946هـ، حملة ازدمر باشا إلى ريمة 960م، ريمة والمطهر شرف الدين 975هـ).
ثانيا: ريمة تحت الحكم العثماني (حملة بهرام باشا إلى ريمة عام 979هـ، حملة سنان باشا عام 989هـ، حملة علي باشا الجزائري الأولى 994هـ، عودة علي باشا الجزائري من ريمة 997هـ، حملة علي باشا ومقتله 1009هـ).
ثالثا : انهيار الحكم العثماني في ريمة ( حملة عبدالله شلبي 1018هـ، محمد سردار 1024هـ، حملة تيمور 1027هـ، سقوط ريمة تحت سلطة المؤيد بن القاسم 1036هـ).
الفصل الخامس: ريمة في عهد الإمامة القاسمية .
وفي هذا الفصل تناول المؤرخ عهد الإمامة من الإمام المؤيد الكبير إلى نهاية المؤيد الصغير( وشرح كيف سيطر الأمير سُنبل على ريمة في عهد المؤيد الكبير، ثم عن تعيين علي بن إبراهيم جحاف واليا على ريمة 1037هـ، ومعركة الحوادث عام 1049هـ التي تقاتل الأئمة فيما بينهم للسيطرة على ريمة، كما تناول تمرد الشيخ علي بن ناصر راجح وتأثيره على ريمة، … الخ). ثم تحدث المؤرخ عن ريمة في عصر الأئمة الملوك في القرن الثاني عشر الهجري، وكيف كان الصراع على كرسي الإمامة وتأثيرات ذلك على ريمة، وكيف كانت علاقة المشائخ بالأئمة وكيف أثر الفساد المالي والإداري على ريمة في تلك المرحلة.
الفصل السادس: (ضعف السلطة ونفوذ القبيلة).
تناول فيه المؤرخ ( نهاية عهد المهدي عباس، كما تناول عهد المنصور) بالإضافة إلى أنه تناول ريمة تحت حكم بني العلفي، وكذلك بداية التمرد القبلي والهجمات الوهابية على ريمة وما حولها، كما تناول سيطرة قبيلة حاشد على معاقل في ريمة وحرب الإجلاء والدور الذي لعبه الشيخ علي بن يحيى المنتصر، وكذا تحدث عن آثار الصلح مع نقباء حاشد والحملة على بني الضبيبي، والحملة على الجعفرية للسيطرة على الحصون المتمردة، وكيف استولى الجيش المصري على أجزاء من ريمة بعد موت الإمام المهدي وتولي ابنه المنصور، حيث سيطر الجيش المصري على بعض المناطق والموانئ ومنها ريمة لمدة خمس سنوات، وكيف تحالف مشائخ ريمة لمواجهة حاشد في عهد الهادي نهاية عام 1256هـ، وكيف انهارت الإمامة وعودة العثمانيين إلى ريمة وكيف دعا بعض الأئمة لأنفسهم من ريمة كما فعل محمد يحيى المنصور الذي عين من قبل الشريف حسين بن علي حيدر، وجعله من ريمة خطوة أولى للوصول إلى كرسي الإمامة، ثم تناول الكتاب حملة الإمام المتوكل محمد يحيى المنصور إلى ريمة وغدره بالمنتصر، وكيف دخلت ريمة في اضطرابات جديدة وعودة المتوكل بحملة جديدة والإفراج عن المنتصر، ثم تحدث عن انهيار الإمامة القاسمية ، وتأثير ذلك على ريمة، حيث ظهرت دعوة الإمام المساري، وكيف انقلب أبناء ريمة على الهادي الأمر الذي جعله يضطر للعودة إلى صنعاء؛ ليقوم أبناء بني نفيع بنهب من تقدم وتأخر من أصحاب الإمام.
الفصل السابع: (ريمة في تاريخ اليمن المعاصر).
واشتمل هذا الفصل على تفاصيل عن عهد الحكم العثماني الثاني 1289هـ/1872م، 1336هـ/1918م، وعن الوثيقة التي عليها ختم يوسف بن أحمد المحجر المتحدثة عن انتصارات السلطنة العثمانية في اليمن، ثم تحدث عن الأنظمة الإدارية والمالية في العهد العثماني الثاني، وكذلك عن المجاعة التي أصابت ريمة عام 1320هـ/1902م وهي الفترة التي شهدت قمة الصراع السياسي بين السلطة العثمانية في اليمن مع الإمامين المنصور بن يحيى حميد الدين وابنه المتوكل يحيى، وجاء في ثنايا هذا الفصل الحديث عن حرب خزامة بين بني الطليلي وبني يعفر، وهي حرب كان سببُها فتاةً اسمها خزامة من قرية زعمة اتفقت مع شاب طليلي على الزواج ولعدم موافقة أهلها اتجهت مع خاطبها إلى المحكمة، وتم تزويجهم فكانت سببا في اندلاع حربٍ كبيرة.
وفي ختام الكتاب تحدث المؤرخ عن عهد الإمام يحيى حميد الدين، ومغادرة الحامية التركية من ريمة إلى تعز، وكيف تمت أولُ خطةٍ للاستيلاء على ريمة بعد مغادرة العثمانيين، ثم تحدث كيف تمردت بلاد الطعام على الإمام، وكيف كانت الانتفاضة في ريمة ضد الإمام يحيى، وكيف قادها الشيخ محمد أمين قائد تلك الانتفاضة، وواقعة الجمام و(الجمام) هو حصن في بلاد الطعام حاصره الشيخ محمد أمين قائد، وقضى على الحامية التي كانت فيه، وتلتها وقائع كثيرة كـ: واقعة حصن الشامة، والسيطرة على حصن الضالع ببلاد الطعام، وفرار المدد العسكري في السلفية، وإحكام الحصار على جيش الإمام في الجبي، وانتشار الانتفاضة في عموم ريمة، وكيف أسر أبناء كسمة العامل، ومحاولة هروب بعض المحاصرين في الجبي ووقوعهم تحت قبضة الثوار، وكذلك حرب باب الثلوث، وكذلك معركة رباط حِمْيَر الجبي التي قتل فيها الشيخ أحمد عبده الحسيني الذي كان يقوم بقصفهم بالمدفع مدعوما من الإدريسي، وكيف جهز الإمام حملة من قبله بقيادة يحيى الضلعي الذي قُتِل، وتعقيب الإمام بحملة ثانية قوامها ألف وخمسمائة بقيادة الشامي، لفك الحصار عن الجبي، وسقوط بعض الحصون التي كانت بيد ثوار ريمة، وكذلك تناول المؤرخ معركة بني ناحت التي قادتها قبائل خولان دعما للإمام، وكيف تقدمت إلى كسمة، و أصدر الإمام عفوا عاما، وتحدث عن استمرار الشيخ محمد أمين مخاطبا السلطات البريطانية وعصبة الأمم بشأن التدخل لحماية أبناء ريمة من الإمام والإدريسي، ثم تحدث المؤرخ عن استمرار انتفاضة ريمة، وكيف ظلت في صراع متواصل مع جيش الإمام والإدريسي.