مرحلة ما بعد الحوار تتطلب المصداقية والتنازلات لصالح مستقبل اليمن الجديد

– الاتحاد عمل على دعم الحوار الوطني وسيبذل جهوده الممكنة لمساندة القيادة السياسية والجهات المختصة لإنجاح كافة المخرجات
– ندعو القوى السياسية وكافة قطاعات العمل النقابي والمدني والجماهيري إلى استشعار المسؤولية التاريخية تجاه الوطن وكلَ من موقعه
– اليمنيون لم يعيشوا بعد تجربة النظام الاتحادي ونجاحه مرهون بقدرة سلطات الأقاليم على تطبيق مخرجات الحوار
بعد عشرة أشهر من الحوار الوطني وبعد إقرار الوثيقة الخاصة بمخرجات الحوار وما تضمنِته من خارطة طريق للتنفيذ.. يبقى أمام اليمنيين أهم مرحلة تاريخية في طريق التسوية السياسية إنها مرحلة ترجمة المخرجات إلى واقع يعيشه الناس ويلمسه المواطن فهي المرحلة التي تتطلب الصدق والعمل الجماعي والتنازل عن المصالح الضيقة والحزبية لصالح مستقبل اليمن الجديد ودولته المدنية الحديثة التي يتطلع إليها الشعب اليمني..
هذا ما أوضحه رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن عضو مؤتمر الحوار علي أحمد علي لخدر مؤكداٍ في حوار صحفي لـ (الثورة) أن الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن سيبذل كل جهوده الممكنة لمساندة القيادة السياسية والجهات ذات الاختصاص لكل ما من شأنه ترجمة مخرجات الحوار إلى واقع يعيشه الناس تحت مظلة دولة مدنية حديثة ذات نظام اتحادي يشجع قيم التنافسية في التنمية والبناء..
ودعا لخدر كل القوى السياسية وجميع قطاعات العمل النقابي والمدني والجماهيري إلى استشعار المسؤولية التاريخية تجاه الوطن في المرحلة القادمة متطرقاٍ إلى مجموعة القضايا التي تمس الجانب الثقافي والاجتماعي للمجتمع اليمني ومدى مواءمته للنظام الفيدرالي والاتحادي و معتبراٍ هذا فرصة تاريخية ستحمل الجميع مسؤولية التنمية وغيرها من القضايا………….. إلى تفاصيل الحوار

• أستاذ علي: بداية أنت عضو في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن.. شاركت في محطاته التي استمرت نحو عشرة أشهر.. ماذا يعني لكم ما تم خلال هذه الفترة¿
– في البدء أرحب بجــريدة الثورة شاكراٍ لها إتاحة الفرصة لإيصال رسالة الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن بخصوص مؤتمر الحوار الوطني الشامل وما بعد الحوار أيضاٍ.. حقيقة ما تم خلال فترة الحوار الوطني يْعد انتصاراٍ لكل اليمنيين ليس لأعضاء مؤتمر الحوار فقط فقد سارت الأمور رغم كل الظروف الصعبة والتعقيدات نحو إنجاح الحوار.. صحيح أن التحديات أبطأت كثيراٍ الخطوات في المسار الزمني لكن ذلك لم يؤثر على مستوى الإنجاز.. الحوار الوطني لبى التطلعات الشعبية والجماهيرية خصوصاٍ وكل قراراته التي خرج بها مصبوغة بالتوافق شبه الكامل وهو ما استطاعت إنجازه لجنة التوفيق رغم كل التحديات وخيوط الخلافات..
فريق محوري
• الكل كان يؤمل على مخرجات فريق بناء الدولة في حسم كثير من القضايا الخلافية.. فهل سارت أعماله كما كنتم تتطلعون¿
– صحيح هو فريق محوري لكن التوافق فيه كان مرهونا بمخرجات فريق القضية الجنوبية التي تم تجاوز كل معوقاتها وتعقيداتها بوثيقة ضمان الحل العادل لها فكان ذلك نقطة التحول الأخيرة ليخرج فريق بناء الدولة بمخرجاته إلى النهاية ليقدم تقريره المتضمن هوية وشكل الدولة…. وغيرها وكان تقريره جيِداٍ وملبياٍ لتطلعات الجميع خصوصاٍ بعد تجاوز لجنة التوفيق لنقاط الخلاف… واتفق الجميع أن يكون شكل الدولة اتحادياٍ لكن توزيع الأقاليم وتسميتها قد تم إعلان من قبل اللجنة التي شْكلت بموجب القرار الجمهوري  رقم 2 لسنة 2014م لتحديد وتسمية الأقاليم….
• العوائق التي لمستموها كأعضاء مؤتمر الحوار¿ وكيف تم التغلب عليها..¿
– العوائق كانت كثيرة جداٍ خصوصاٍ حين وصلنا مرحلة إقرار القرارات والتوافق عليها وكانت التحديات سياسية واضحة وأمنية مقلقة لكن رغم هذا وبجهود القيادة السياسية واستشعار القوى السياسية للوضع في البلاد ودعم الدول الراعية للتسوية السياسية اليمنية والمبادرة الخليجية تغلبنا على هذه التحديات.. ولم يزدنا تعاظمها إلا إصراراٍ وجعلنا نفهم درساٍ يقيناٍ بأن الأهم هو ما بعد الحوار المرحلة التي تحتاج منا الكثير من التوافق على الدستور الذي سيكون حجر الزاوية لمستقبل اليمن الاتحادي..
• ماذا تتطلب المرحلة القادمة ..¿
– المرحلة القادمة بحاجة إلى توافق أكثر وعمل جاد ونوايا صادقة واصطفاف وطني وعمل جماعي تغلب عليه قيم الإخلاص والشفافية وليس فردياٍ تغلب عليه النظرة الصغيرة والضيقة فالأحزاب السياسية وكل القوى الوطنية لديها مهمة كبيرة في المرحلة القادمة فإن استطاعت هذه القوى أنها تتوحد في رؤاها وجهودها وتعمل بشكلُ مشترك فسنصل إلى ما نصبو إليه.. وبدون ذلك ستواجه مخرجات الحوار الوطني عراقيل ومشكلات كثيرة وكفيلة بنسف كل ما خرج به الحوار.. لكن أنا على ثقة أن كافة القوى السياسية تدرك أن اليمن في الوقت الراهن بحاجة إلى أمن واستقرار وعمل خارج المكايدات والمصالح الضيقة سواءٍ الفئوية والمناطقية والجهوية والقبلية.. فعل الجميع أن ينطلق بشكل جديد لبناء يمن جديد..
رؤية النقابات
• تعد النقابات العمالية من أهم شرائح المجتمع ذات التأثير الجماهيري والإسهام التنموي.. وأنت رئيس اتحاد نقابات عمال اليمن.. ماذا ستقدم هذه الأطر النقابية للمرحلة القادمة..¿
– أولاٍ العْمِال جزء كبير من الشعب اليمني ومساهم فاعل في مسارات العمل التنموي وهذا الجزء الواسع ينظر لما جرى من حوار وما يجري من خطوات على طريق التسوية السياسية بأنه حراك حضاري يضاف إلى تاريخ اليمنيين المشهور بالحكمة.. كما أنه يعتبر ما جرى في الحوار الوطني في المرحلة السابقة من تفاعل إيجابي دليل واضح على قناعة اليمنيين بأن الحوار مخرج لا مفر منه لسلامة اليمن من الصراع السياسي والحروب ـ وهذا ما يراه الاتحاد العام لنقابات عمْال اليمن كما أن الاتحاد الذي شارك في الحوار الوطني يؤكد أن هذا الحوار هو الطريقة الآمنة للتغيير ومخرجاته وحدها هي الخارطة الأنجح في الوصول إلى دولة مدنية حديثة كما أنه وسيلة ناجحة لبقاء الدولة قوية ومتماسكة.. وكون هذه هي رؤيتنا وقناعتنا.. فإن الاتحاد بذل جهوداٍ خلال انعقاد المؤتمر إلى نهايته حيث أقام الاتحاد العديد من الندوات والورش العملية المتعلقة بمساندة أعمال مؤتمر الحوار الوطني ساعياٍ إلى الإسهام في توسيع دائرة المشاركة الشعبية والوعي الجماهيري.. صحيح أن هذه الورش لم تكن بالشكل الواسع لكنها عْكست على جميع القطاعات النقابية العمالية وبذلت هذه الأطر ما في وسعها وحسب الإمكانات المتاحة لهذه النقابات.. وسيواصل الاتحاد جهوده في مساندة وتأييد ودعم مخرجات الحوار الوطني خصوصاٍ في مراحل التطبيق الفعلي حيث سيعمل الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن ما بوسعه وبحدود الممكن..
النظام الاتحادي
• مستقبلاٍ.. ما هي قراءتكم للجانب الثقافي والاجتماعي لليمن ومدى موائدءمته لنظام اتحادي …¿
– جانب المواءمة الثقافية والاجتماعية من الصعب الآن قياسه على الثقافة والتكوين الاجتماعي للمجتمع اليمني لأن اليمنيين لم يعيشوا التجربة والكل متفائل بها ونجاحه يتوقف على السلطات التي ستنشأ في الأقاليم فسيكون الدور بيدها في تكوين صورة ذهنية من البداية عن مسألة النظام الاتحادي فإن استطاعت ترسيخ قيم المواطنة المتساوية ثقافة التنافسية بين الأقاليم واحترام القوانين التي تسير دفة العمل التنموي سينجح هذا النظام في اليمن…
وحقيقة وانطلاقاٍ مما لمسته في عملي النقابي كرئيس اتحاد.. أرى أن الشعب اليمني بطبعه قابل لأن يتطور ويتناغم مع التغيير كما أن اليمنيين قادرون على مواصلة الحياة العامة مهما كانت التحديات فهم يتغلبون عليها وبالتالي أنا أتوقع أن تكون هناك مشاركة مجتمعية واسعة وهو ما سيشكل عملاٍ إيجابياٍ في عملية نجاح النظام الاتحادي..
• ما الضمانات التي تراها أقرب وأهم في نجاح سلطات الأقاليم في تطبيق مخرجات الحوار الوطني لعكس صورة جيدة عن النظام الاتحادي…¿
– الضمان الأكثر أهمية هو الشعب اليمني كضامن وحيد فلا نعول على القوى السياسية.. هو القادر على الضغط على القوى السياسية أياٍ كانت في المرحلة القادمة للسير قدماٍ وفق خارطة مخرجات الحوار الوطني…
أخيـراٍ
• أخيراٍ ما هي دعوتكم للقوى السياسية والأطر النقابية المدنية تجاه الحوار الوطني¿
– دعوتي كرئيس اتحاد نقابي للقوى السياسية وكل منتسبي النقابات وكل عمِال اليمن في قطاعات العمل النقابي والمدني والجماهيري وأيضاٍ الإعلام والمجتمع أن يستشعر الجميع المسئولية التاريخية تجاه الوطن وأن يعمل الكل على مساعدة ومساندة الجهود التي تبذلها القيادة السياسية والجهات المختصة لما فيه تنفيذ مخرجات الحوار وكلَ من موقعه..

قد يعجبك ايضا