دروس إيمانية ورسائل ملهمة لتحقيق النصر في محاضرات قائد الثورة

 

الثورة/ جميل القشم

تمثِّل المحاضرات الرمضانية لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بما تتضمنه من دروس ونفحات إيمانية ونصائح وقيم وتشخيص للأحداث وواقع الأمة، محطة تربوية مهمة لتزكية النفوس وتنوير القلوب وفق هدى الله ومنهجية القرآن الكريم.
ويطل قائد الثورة بسلسلة محاضراته اليومية خلال شهر رمضان متحدثا للملايين في داخل وخارج الوطن، عن صلاح الإنسان وعواقب الانحراف والمعاصي، مستندا لمفاهيم قرآنية تبين حاجة الأمة لإصلاح مسارها واعوجاجها وعدم التفريط بدين الله وكتابه كأقوى وأنجع سلاح للنجاة ونيل العزة والتمكين والمجد والرفعة والنصر على الأعداء وتحقيق النجاح.
وتجسيداً للمسؤولية الدينية التي يحملها على عاتقه تجاه أبناء الشعب سيما في ظل ظروف وتحديات المرحلة الاستثنائية التي يحاول العدوان من خلالها تنفيذ أجنداته ومخططاته الإجرامية، يحرص قائد الثورة على تعزيز الروحية الإيمانية والنفسية الإيجابية في مجمل محاضراته التي يظهر من خلالها بأعلى درجات الثقة بالله بوعده لعباده بالنصر والتمكين وأن الارتباط بالله أساس الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.
وتتميز محاضراته بالتنوع والطرح الدقيق وشمولية الموجهات لقضايا الحياة ومستجدات الأوضاع والنظرة الثاقبة للمخاطر وطرح المشكلة والعلاج لها والاستدلال بشواهد واسعة من القرآن الكريم والتاريخ ومدلولات الواقع المعاصر والربط المنطقي للأحداث والمشكلات ونتائجها والتحذير من الوقوع في سخط الله بأسلوب خطابي عفوي يتغلغل في أعماق النفوس والقلوب.
وتتسم محاضرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالرؤية العميقة تجاه واقع الأمة ومخاطر الانحراف الذي أحدث فجوة في صفوف المسلمين جراء غياب أولويات ومتطلبات الصحوة الإسلامية وهيمنة الحضارة الغربية على المجتمعات والشعوب وخصوصا الشعوب العربية.

التوبة والتقوى:
تتركز محاضرات قائد الثورة بدرجة أساسية على صلاح الإنسان وضبط النفس من الانحراف في الذنوب والمعاصي وكيفية النجاة من الوقوع في مسالك الضلال وارتكاب الفواحش والمحرمات التي تترك آثارا خطيرة على حياة الإنسان، وأهمية التقوى والسمو بالنفس وما يساعدها على مكارم اتباع الأخلاق والتصرفات الصحيحة.
وتتجلى عظمة ما يتناوله قائد الثورة من الآيات القرآنية الكريمة في كتاب الله بالرغم من أنها في متناول أيدي الجميع ونقرأها عشرات أو مئات المرات، لكننا جميعا لم نلم بكل معانيها وأنوارها، وكل ما تهدي إليه، كذلك فإننا حينما نغوص في أعماقها أثناء الدروس والمحاضرات نجد فيها نور المتقين وفلاح المؤمنين وهدي الصالحين.
واستشعارا للمسؤولية يتحتم على الجميع إدراك أن هذه الدروس تمثل دلالة قاطعة بأن الله عز وجل قد منَّ علينا بنعمة عظيمة وبعلم من أعلام هداته وخصَّنا بها دون سائر الأمم وفي ذلك تكريم لنا وتشريف وقد وجب علينا شكر الله على هذه المنحة العظيمة، وأنه يجب أن نحذر الجحود بهذه النعمة العظيمة وأن نعمل على أن ننجو من عاقبة ذلك الجحود للنجاة من سخط الله في الدنيا واﻵخرة.
وحرصاً على أن تعم الفائدة في النفوس لتعزيز الاستقامة والارتباط بالله عز وجل وأهمية تصحيح السلوك ومراجعة الذات على ضوء ما تتضمنه مثل هذه المحاضرات من دروس، ينبغي أن يعي الجميع أهميتها وضرورة الاستفادة منها، بتنفيذها وتطبيقها في الحياة اليومية وتجسيدها في السلوك والمعاملات، وهو أمر لا بد منه، لأن التفريط بها أعظم خسارة نتكبدها بها في حياتنا.

منهجية وثقافة القرآن:
القرآن الكريم كفيل بإصلاح واقعنا وبالتالي ينبغي أن نصحح علاقتنا بالقران ككتاب هداية وأن نقبل عليه بإصغاء وتدبّر ونحذر من الاستهتار في التعامل معه، وهو ما تتكرر الإشارة إليه في محاضرات السيد عبدالملك الحوثي، ويؤكد عليه على ضرورة التعامل معه كثقافة حياة وتجنب أي أفكار تختلف وتتعارض مع كتاب الله.
ويؤكد قائد الثورة أن من نعم الله وتوفيقه الكبير هو الارتباط بالقرآن كمنهج وثقافة لما له من أثر في حياة الإنسان ومسيرته ومشاعره والتي قدمها الله لعباده في مختلف سور وآيات القرآن الكريم وما جاء به من تشريع، والمسؤولية التي تقع على عاتق كل مسلم في تدبّر وتأمل الآيات بمفهومها الصحيح، وما تتضمنه من شواهد وأدلة كجزء من إيمان الفرد وتمسكه بالقرآن.
وتتضمن المحاضرات الرمضانية العديد من الشواهد والحقائق التي تعمق الفهم العام للقرآن الكريم والأصول الصحيحة للتعاليم الإسلامية والحث على غرس القيم والمبادئ والسمات الحميدة لفضائل مستلهمة من الأبرار الصالحين والأخيار الطاهرين والمضي في رحابهم والتذكر بموافقهم في مواجهة أعداء الدين الإسلامي.

الروحية الجهادية:
لا تخلو المحاضرات الرمضانية لقائد الثورة من الحث على الجهاد والإشارة إلى عظمة هذه الفريضة ومنزلة ومكانة المجاهدين في سبيل الله والغايات المثلى لرفع راية الله وحماية دينه وفضائل الجهاد والشهادة في ضوء القرآن الكريم واستنهاض الهمم وما أعده الله للمجاهدين الذين يبذلون دماءهم وأرواحهم في سبيل الله.
ويستدل قائد الثورة على عظمة الجهاد وأنه من أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر بالآيات البينات التي وردت في كتاب الله وعواقب التفريط بهذه الفريضة، مستحضرا ما حل بالأمة من انتكاسات وهوان عندما غاب عن الأذهان تاريخ سطره المسلمون بدمائهم الزكية وجماجمهم وما صنعوه من أمجاد وانتصارات عظيمة في التاريخ ومن تبعهم على درب الجهاد وطريق المخلصين.
الجهاد تجارة رابحة يؤكد عليها قائد الثورة لأنها وسيلة لغاية متناهية في عظمها بل لا شيء أعظم منزلة منها وشرف الوسائل يكون من شرف غايتها ولما كانت غاية الجهاد رفع راية الله والدفاع عن الدين والإسلام والحرمات والمقدسات كان له هذا الشرف وهذه العظمة.

الهوية الإيمانية:
وتشكل الهوية الإيمانية عنواناً لافتاً في محاضراته الرمضانية من خلال استعراض الأبعاد والدلالات لأهمية الأمسيات والمجالس والدروس الرمضانية كجزء من هوية الشعب اليمني الذي يحوز الصدارة في إحياء برامج الشهر الكريم والتقرب إلى الله بالطاعات والأعمال الصالحة واغتنام فضل وثواب ليالي رمضان في تعزيز الصمود والتلاحم والترابط الأخوي بين أفراد المجتمع.
وتكمن أهمية محاضراته بالنسبة لأبناء الشعب اليمني في أنها محطة تربوية وتثقيفية وتوعوية وتعبوية كبيرة لها أهميتها وأثرها الكبير في واقع حياتهم وتعزيز وترسيخ إيمانهم في مواجهة كل التحديات التي يتصدون لها.
ويعكس الحضور الكبير من الجانب الرسمي والشعبي للاستماع للمحاضرات الرمضانية لقائد الثورة خلال شهر رمضان مظهراً يعكس الانسجام الشعبي والرسمي، والتوجه الموحد الذي يشمل الجميع في إطار العمل لما فيه رضا الله سبحانه وتعالى، والاهتمام بمدلولات وموجهات هذه المحاضرات وأهميتها في واقع حياتهم.

منظومة حياة:
ويتلخص جوهر محاضرات السيد العلم في التركيز على مجموعة القيم والمبادئ والسلوكيات والمظاهر لتحقيق التوازن والانضباط في حياة الفرد والمجتمع، والإشارة إلى تبعات الانحراف والتقليد الأعمى لما يسمى الحضارات الغربية والانجرار وراء الثقافات الفكرية التي تسلب الارتباط الإيماني والوعي الثقافي المتصل بالهوية والتحرر من العبودية.
ويشير قائد الثورة إلى الحلول والمعالجات التي ينبغي العمل بها لتصحيح واقع الأمة والمجتمعات بترسيخ الإيمان بالله والمضي في تجسيد قيم التراحم والتكافل وتطبيق ما أنزله الله من تشريع ومنهجية في الحرية والكرامة والعدل وحقوق الإنسان.
وحول ما تدأب إليه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية من ترويج لحضاراتها على أنها حضارات الرقي والتطور والحرية، يشير قائد الثورة إلى الدلائل في تناقض التاريخ والحاضر لفداحة الجرائم الإنسانية التي ارتكبت بحق شعوب كثيرة، مستدلا بشواهد عديدة بأن الحضارة الغربية ليس فيها ذرة من الرحمة وتدوس المجتمعات البشرية وتصادر حريات الشعوب وتنهب ثرواتهم وتحتل بلدانهم ثم تأتي لتتحدث عن حقوق الإنسان.

رؤية ثاقبة:
يتعمق من خلال محاضرات السيد العلم الرمضانية في قراءة مشهد الأحداث وما يدور في مستجدات الأوضاع ليقدم رؤى دقيقة وتنبؤات واستنتاجات منطقية بما يجعل الأمة قادرة على مواجهة أعدائها المتربصين بها وكيفية التصدي للمشاريع الاستعمارية واكتساب العزيمة وقوة الإرادة.
ويتطرق قائد الثورة إلى متطلبات مواجهة الأطماع والهجمات التي تتعرض لها الشعوب وكيفية مواجهة مختلف العوامل والأحداث والذرائع التي من خلالها مهَّدت قوى الاستكبار للولوج إلى التدخل في شؤون البلدان العربية والإسلامية.
كما تتضمن المحاضرات مقاربة حقيقية لما يحدث في حاضر البلدان العربية من انتهاكات وانبطاح وتبعية وتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتكرار التحذير من التدخلات التي تحدث بفعل مساعدة وترتيب داخلي وتعاون الأنظمة العميلة لإرضاء قوى الشر والاستكبار بهدف هدم الأمة الإسلامية والقضاء عليها.

مواجهة المخاطر:
يركز السيد القائد على إبراز الشواهد في دلالات انتكاسات الأمة وضعف المسلمين وحالة الذل في واقع البلدان العربية خصوصا نتيجة تخليها عن مبادئ وقيم الدين الحنيف وإتاحة عوامل السيطرة لقوى الطاغوت والاستكبار في استعباد الشعوب العربية واستغلالها في كل مقدراتها.
وتتوالى تحذيراته بأن كل أبناء الأمة مستهدفون في المعركة التي تقودها قوى الطاغوت انطلاقا من فلسطين كمعركة مصيرية تحرص من خلالها هذه القوى على تقديم عناوين تضليلية لحرف الأمة عن حقيقة الصراع الذي يستهدفها للاستحواذ عليها.
ويتناول في مختلف محاضرات ليالي رمضان أبعاد المؤامرات والأجندات داخل الأمة بفعل حركة النفاق وما تحدث من مشاهد دموية ومأساوية في بلدان المنطقة وما يجري من عدوان وحصار على اليمن كامتداد لهذه المؤامرات والمخططات الاستعمارية.

رسائل للعدوان:
ويقرأ متابعون من خلال المحاضرات التي يقدمها قائد الثورة جملة من الرسائل والعناوين حول ما تتعرض له قوى العدوان من انتكاسات وهزائم في حربها العدوانية على الشعب اليمني، وفشل مخططاتها وأهدافها منذ ست سنوات بفعل عوامل الصمود والثبات ووعي اليمنيين بأهمية مواجهة قوى الطاغوت لتحقيق الحرية ورفض الوصاية على القرار اليمني والاستحواذ على مقدرات البلد.
ويستنتج محللون ومهتمون في الشأن اليمني عناوين عريضة ورسائل متعددة يبعثها قائد الثورة في جزء من محاضراته لتحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي مفادها أن اليمنيين ماضون في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم مهما بلغت التحديات وأن التفاف الشعب والجيش واللجان سيبتلع عدوانهم بصمود وإرادة وبأس لا يلين ولن يقهر.
ويلحظ كثيرون في محاضرات قائد الثورة علامات استفهام يضعها القائد لقوى الداخل والخارج وتوجيه النصح للمنخرطين في صف العدو بأن نتيجة الارتزاق وبيع الأوطان هو الخزي والعار بدلائل ينبه من خلالها إلى ما تتعرض له قوى الخيانة والعمالة من صفعات وإذلال في رهان خاسر تقوده السعودية والإمارات وما آلت إليه الأوضاع في المحافظات الجنوبية المحتلة من تدهور واختلالات.

عوامل النصر:
وبروح معنوية تعكس إيمانه وثقته بالله يجدِّد السيد عبدالملك الحوثي خلال محاضراته الرمضانية التأكيد على عدالة مظلومية الشعب اليمني وأن توجه اليمنيين للتحرر من الاستعباد والخنوع ومواصلة النضال في الذود عن الوطن مسؤولية تقع على عاتق الجميع كحق مشروع للرد على الجرائم والانتهاكات والحصار.
وتحظى محاضراته الدينية والثقافية والفكرية باهتمام كبير في أوساط اليمنيين والعديد من أحرار الشعوب وبلدان المقاومة لما تمثله من إدراك ووعي بطبيعة المعركة والحرب الظالمة التي تستهدف الشعب اليمني ونظرته الثاقبة لملامح النصر والتحرر من الأوجاع والآلام بالاستمرار في خوض معركة الدفاع بكل أدواتها المشروعة.
ويقدم السيد القائد جرعة ايمانية نورانية من هدى القرآن الكريم تجسيدا لحرصه الشديد على الارتباط بالله وتحقيق الصلاح والخير لشعبنا اليمني وتعزيز معنوياته في الاتجاه الصحيح وتعزيز التهيئة للأمسيات والدروس الرمضانية وترسيخ الإيمان والعقيدة في مواجهة التحديات وصناعة النصر الحقيقي للوطن.

قراءة في عمق الدلالات:
كما تكتسب المحاضرات الرمضانية لقائد الثورة أهميتها في تشكيل الوعي الرسمي والشعبي وعكس أنموذج في الاستعدادات اليومية لإقامة البرنامج الرمضاني وإحياء الأمسيات والمحاضرات والتهيئة الذهنية والنفسية للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات.
إذ يؤكد قائد الثورة على أنه « من المهم في شهر رمضان، الإقبال بشكل كبير على القرآن الكريم للاهتداء به، ونحن في مراحل فيها فتن كقطع الليل المظلم، فيها حملات تضليلية رهيبة جدا سواءً ما يأتي من خارج الأمة، أو ما يأتي من الأعداء الكافرين، أو من داخل الأمة، من كل فئات الضلال، من كل المنحرفين عن القرآن، من كل من لهم اتجاهات تتباين مع منهج القرآن الكريم، وأننا بحاجة ماسة إلى أن نتحصن بالهدى، تجاه كل الضلالات وكل الظلمات، وبحاجة ماسة، للرجوع إلى القرآن الكريم لينير لنا الدروب».
وحول دلالات محاضراته، نوه محافظ محافظة صنعاء عبدالباسط الهادي إلى تتضمنه محاضرات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي من موجهات وقيم حول منهجية الحياة والتشخيص السليم لواقع الأمه وما تتهددها من مخاطر وأهمية تعميق الارتباط بالله عز وجل والقرآن الكريم لتحقيق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة والنصر على الأعداء.
وأشار إلى أهمية هذه المحاضرات كمحطة تربوية تعبوية ودروس إيمانية نافعة خصوصا والشعب اليمني يخوض مواجهة مصيرية مع قوى البغي والاستكبار العالمي منذ أكثر من ستة أعوام والتي فشلت في الرهان العسكري في حربها العدوانية على اليمن.
كما لفت محافظ صنعاء إلى الجوانب الملهمة من وحي المحاضرات الرمضانية للسيد عبدالملك الحوثي وما تشكله من أهمية في وجدان الجميع لتعزيز الصلة بالله والقرآن الكريم وتنوير وتزكية النفوس واغتنام الليالي الرمضانية في الاستزادة من الثواب ومضاعفة الحسنات.

قد يعجبك ايضا