عدد الطلاب اليمنيين في كوبا 39 طالباٍ وطالبة والجالية اليمنية 47
حوار/ علي العماري
أكد الأخ مجيب محمد عثمان نائب سفير بلادنا في كوبا على متانة العلاقات اليمنية – الكوبية التاريخية التي تمتد جذورها إلى بداية سبعينيات القرن الماضي وتشمل العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية وغيرها من مجالات التعاون بين البلدين الصديقين.
وقال في حوار خاص لـ«Š» أجريناه معه في هافانا: إن السفارة تعمل بكل تفانُ واخلاص لحل مشاكل الطلاب المبتعثين للدراسة في كوبا وكذلك الجالية اليمنية المتواجدة على الأراضي الكوبية والاهتمام بقضية جرحى الثورة الشبابية السلمية وغيرهم من المرضى اليمنيين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات كوبا .. وهذه حصيلة اللقاء:
* كيف تقيمون مستوى العلاقات اليمنية – الكوبية وآفاقها المستقبلية¿
– العلاقات اليمنية – الكوبية تاريخية وقد بدأت في ستة مايو سنة 1972م وبلادنا هي ثالث دولة عربية تقيم علاقة مع كوبا بعد مصر ولبنان وتشمل علاقات التعاون والصداقة مع كوبا العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والصحة والزراعة والثقافة والثروة السمكية والإنتاج الحيواني.
وأرسلت كوبا على مدى العقود الماضية بعثات طبية إلى عدة محافظات يمنية منها عدن ولحج وصنعاء وتعز وذمار وأبين .. الخ.
وتخرج من كوبا آلاف الطلاب اليمنيين من مختلف التخصصات وتقدم كوبا لليمن العديد من المنح الدراسية سنويا وفي مجالات عديدة رغم ظروف كوبا الصعبة في الوقت الراهن.
لقد مرت العلاقات اليمنية – الكوبية بمحطات تاريخية هامة وكانت أهمها زيارة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الى مدينة عدن عام 1978م مقابل خمس زيارات قام بها خمسة رؤساء يمنيين الى كوبا: سالم ربيع علي عبدالفتاح اسماعيل علي ناصر محمد علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح ما يدل على أهمية وحيوية هذه العلاقة.
جمود عمل اللجنة المشتركة
* لماذا توقف عمل ونشاط اللجنة اليمنية – الكوبية المشتركة خلال السنوات الأخيرة¿
– بالنسبة للجنة المشتركة بين البلدين فقد عقدت 19 دورة على مدى 33 عاما وكان آخرها اجتماع هافانا في 2 يوليو 2009م.
والجمود الحاصل في عمل اللجنة ناجم عن التغييرات التي جرت في كوبا واليمن وخاصة منذ احداث 2011م ونستطيع القول أن نشاط اللجنة توقف ولا بد من تفعيله ونحن بانتظار تطبيق مخرجات الحوار الوطني التي ستقود بالضرورة إلى سياسة داخلية جديدة ستنعكس حتما على السياسة الخارجية لليمن فهناك تغييرات على صعيد اعادة شكل الدولة اليمنية الحديثة تستدعي إعادة النظر في علاقاتنا مع دول العالم ومنها كوبا لإيجاد آلية جديدة لتغريز وتطوير علاقات التعاون والصداقة بين البلدين تقوم على أساس المنافع المشتركة والمصالح المتبادلة وبما يراعي شروط نمو ورقي وتطور هذه العلاقات لتصل الى المستويات المطلوبة والمؤملة.
جسر التواصل
* هل من آلية محددة لتفعيل عمل اللجنة والزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين¿
– اللقاءات في الحقيقة لم تنقطع بل هي مستمرة وقد قام معالي وزير الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد قاسم العنسي بزيارة إلى كوبا خلال شهر فبراير عام 2013م وخلال هذه الزيارة تم التوقيع على اتفاقية للتعاون الطبي والصحي بين البلدين التزم بموجبها الجانب الكوبي بإرسال بعثات طبية متخصصة للعمل في بلادنا وهذه الاتفاقية ما زالت قائمة وقيد المتابعة وإن شاء الله ستفعل قريباٍ وتضمنت زيارة الوزير الاطلاع على أوضاع جرحى الثورة الشبابية السلمية وعددهم أربعة يتلقون العلاج في المستشفيات الكوبية واطمأن على مستوى الخدمات التي تقدم لهم وهؤلاء الجرحى تم إيفادهم إلى كوبا على حساب الدولة بالإضافة إلى مرضى يمنيين آخرين جاءوا للعلاج على حسابهم الخاص وخاصة مرضى البرص والعظام حيث تحظى كوبا بسمعة طبية طيبة على مستوى العالم.
جرحى الثورة الشبابية
* ما حقيقة أوضاع جرحى الثورة المبتعثين للعلاج في كوبا¿
– بالنسبة لجرحى الثورة أتى إلى كوبا أربعة جرحى طبعاٍ كان وضعهم معقداٍ جداٍ حيث قضوا فترة طويلة في اليمن من دون تلقي العلاجات والرعاية اللازمة في حينها وعندما تتأخر الحالة تتعقد أكثر وتحتاج إلى أكثر من عملية والذي حصل أن الكوبيين بذلوا جهوداٍ كبيرة لتخطي هذه المشكلة إلى حد ما حيث نجحت حالتان مرضيتان وقد عاد اثنان من الجرحى إلى اليمن بعد نجاح العمليات التي أجريت لهما أما الحالة الثالثة فهي للأخ عبدالله العزي الذي عاد إلى اليمن مفضلا مواصلة علاجه في ألمانيا بعد أن قرر الأطباء الكوبيون بتر ساقه وتركيب رجل صناعية ولا ندري هل تم نقله إلى ألمانيا أم لا¿ والحالة الرابعة هي لجريح الثورة محمد عبدالله سعيد سيف (جسار) والذي ما زال هنا في كوبا بانتظار إجراء عمليتين جراحيتين جديدتين بعد نجاح العمليتين السابقتين ولكن المشكلة أن استكمال علاجه مرهون بإيفاء بلادنا بالمستحقات المتأخرة للمستشفيات الكوبية فالكوبيون مصرون على تسديد تكاليف العمليات الجراحية السابقة التي أجريت للأربعة الجرحى وليس محمد فقط وقد وجهنا رسائل إلى الجهات المعنية بذلك ولا نعلم من الجهة المعرقلة أو المعطلة ونأمل تسوية المشكلة بسرعة لضمان إجراء العمليتين المتبقيتين لجريح الثورة محمد عبدالله سعيد ليعود إلى أرض الوطن بكامل صحته وعافيته.
بيروقراطية
* من الجهة المعرقلة أو المستفيدة من التأخير¿
– المسألة بيروقراطية بدرجة رئيسية وليست مسألة شخص أو جهة معطلة أو ربما عدم فهم الاختصاصات وربما يعود الأمر إلى المزاجية واللامبالاة.
لكننا نؤكد على ضرورة تجاوب كافة الجهات المعنية مع هذا الأمر وهذه الحالة حالة الجريح الذي ما زال باقيا هنا لاستكمال علاجه.
أوضاع الطلاب
* قضية الطلاب من أهم أولوياتكم فهل من مشكلات دراسية أو مالية تواجههم وكم عددهم¿
– يوجد لدينا حاليا 39 طالبا وطالبة موزعون على عدة تخصصات وكلها مرموقة ومهمة ومطلوبة لليمن منهم (20) طالبا يدرسون طبا بشريا وستة طب أسنان إلى جانب طلاب يدرسون هندسة اتصالات محاسبة معلوماتية وجيولوجيا بيئية وهناك طلاب يدرسون الماجستير في مجال طب العظام وتقويم الأسنان وهندسة وأنظمة اتصالات وفي مجال الدكتوراة القلب والأوعية الدموية وصناعة الجودة.
ومنذ عام 2013م حلت مشكلة المرتبات التي يتقاضاها الطلاب حيث كانوا يستلمون 200 دولار شهريا فقط ومنذ ذلك التاريخ زادت هذه المرتبات إلى 600 دولار لطلاب الجامعات و700 دولار للماجستير والدكتوراه وبذلك حلت مشكلة هؤلاء الطلاب.
ولذلك قلت أعداد الذين يتوافدون على السفارة لطلب المساعدة أو للسؤال عن المستحقات فانصرف الجميع للدراسة بعد تسوية أوضاعهم والآن يعيشون حياة أفضل من السابق حتى أنهم تركوا السكن الجامعي ليعيشوا في بيوت خاصة.
والمشكلة الوحيدة هي تأخير مستحقات الربع الأول من العام الجاري بسبب الإضرابات في وزارة التعليم العالي ونأمل سرعة إيصال مستحقات الطلاب في أقرب وقت ممكن.
الجالية اليمنية
* بعض الطلاب آثروا البقاء والعيش في كوبا والبعض الآخر تركوا أبناء لهم هنا من أمهات كوبيات .. كيف تعاملتم مع هذه الإشكالية كقضية إنسانية¿
– السفارة قامت بحصر جميع اليمنيين الموجودين في كوبا وأولادهم وبلغ عددهم 47 شخصا وهذه تعتبر جالية يمنية صغيرة تستحق الرعاية والاهتمام وبالتعاون مع مصلحة الهجرة والجوازات فقد تم منح جوازات لبعض اليمنيين الذين فضلوا البقاء والعيش هنا حتى بعد حصولهم على حق الإقامة الدائمة في كوبا وهناك الكثير من الحالات الذين يأتون إلى السفارة للسؤال عن آبائهم الذين عادوا إلى اليمن وانقطعت أخبارهم منذ سنوات وكانت إحدى هذه الحالات لفتاة أرادت أن تزور والدها في اليمن فتعاونا معها وسهلنا لها السفر وتمكنت من لقاء والدها قبل وفاته وعادت بانطباعات ممتازة وذكرى طيبة عن اليمن وأهله الطيبين.