في اليوم العالمي للسرطان
اليمن تسجل71 ألف حالة خلال سنوات العدوان نتيجة استخدام العدوان الأسلحة المحرمة دولياً
تسعة آلاف حالة سرطان سنوياً، و12 ألف حالة وفاة والعدوان ضاعف المعاناة
تسجيل أكثر من 60 ألف حالة لدى المركز الوطني لعلاج الأورام
كغيرها من بلدان العالم تحتفي بلادنا باليوم العالمي للسرطان، في ظل وضع استثنائي تعيشه بلادنا جراء العدوان والحصار المفروض منذ سبعة أعوام من قبل تحالف العدوان ما ضاعف معاناة مرضى السرطان، وزاد من أعدادهم، ففي اليوم العالمي للسرطان فرصة للتعريف بحجم المشكلة وواقع الحال الذي يستدعي نشر الوعي المجتمعي وحشد الدعم الحكومي للتخفيف من حجم المعاناة وفرصة للتذكير بما تعانيه شريحة كبيرة من المجتمع من مرض يتهدد حياتها ،فكل يوم تزايد الأرقام خير دليل على ذلك؛ إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ هناك نحو 35 ألف مصاب بالسرطان في اليمن، وحوالي 11 ألف حالة جديدة يتم تشخيصها كل عام.
تقرير /أحمد السعيدي
في اليوم العالمي للسرطان أعلنت وزارة الصحة والعامة والسكان أن عدد مرضى السرطان بلغ 71 ألف حالة إصابة، خلال سنوات العدوان نتيجة استخدام العدوان للأسلحة المحرمة دولياً – بحسب وكيل وزارة الصحة – الدكتور نجيب القباطي والذي أضاف أن هناك تسعة آلاف حالة من السرطان تضاف سنوياً، وما نسبته 15 بالمائة بين الأطفال، و12 ألف حالة وفاة في اليمن، وتحاول وزارة الصحة العامة والسكان تقديم الدعم الكامل لمرضى السرطان، فهم يحتلون أولوية لدى الوزارة، ويتم تقديم الدعم والمساندة لهم وتوفير احتياجاتهم من المستلزمات والمعدات والأدوية، وذلك لما يعانيه مرضى السرطان من معاناة كبيرة في ظل استمرار الحصار الذي منع دخول الأدوية والأجهزة والمعدات الخاصة بمرض السرطان، وكذا استمرار إغلاق مطار صنعاء الذي منع كثير من المرضى السفر للعلاج في الخارج.
اليوم العالمي للسرطان
بلادنا احتفلت باليوم العالمي للسرطان، عبر فعالية نظمها أمس السبت صندوق مكافحة السرطان في مستشفى الثورة العام بصنعاء وحضرها عضو المجلس السياسي الأعلى الشيخ سلطان السامعي ومسؤولين من وزارة الصحة وصندوق مكافحة السرطان والمركز الوطني لعلاج الأورام وهيئة مستشفى الثورة ورابطة مرضى السرطان وفي الفعالية كشف رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان الدكتور عبد السلام المداني عن أرقام مرضى السرطان في اليمن، حيث أكد أن عدد الحالات المسجلة بالمركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء أكثر من 60 ألف حالة، مضيفاً أن الخمس السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في معدل الإصابة بالمرض وانتشرت أنواع سرطانية لم تكن موجودة في اليمن نتيجة العدوان واستخدامه أسلحة محرمة، وكان صندوق مكافحة السرطان قد أسهم بشكل كبير منذ تأسيسه في رفع المعاناة عن مرضى السرطان من خلال الجهود والمشاريع التي أقامها الصندوق خلال العام الماضي والمتمثلة بتجهيز وتأثيث وافتتاح ثلاث وحدات لعلاج الأورام في صعدة وعمران وحجة وتنفيذ توسعة لوحدة لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت الجامعي وتغطية العجز في جانب الأدوية الضرورية والكيماوية للمرضى، وبحسب الدكتور عبد السلام المداني – رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان – أنه تم استكمال إجراءات توريد جهاز المعجل الخطي لتقديم خدمة العلاج الإشعاعي للمرضى بتكلفة أربعة آلاف دولار، وتبني مشاريع تسهم في نشر الوعي وتفعيل الجانب البحثي وإعداد استراتيجية وطنية لمكافحة السرطان والتأهيل والتدريب كما أكد على أهمية التنسيق بين الجهات العاملة في مجال السرطان لمواجهة المرض والتخفيف من معاناة المرضى.
معاناة مستمرة
معاناة مرضى السرطان في اليمن مستمرة وبلغت ذروتها في زمن العدوان والحصار، فقد كشف تقرير سابق لوزارة الصحة العامة والسكان أن أكثر من 3 آلاف طفل مصابون بالسرطان، معرضون للموت جراء الحصار، وهناك أكثر من ألفي طفل مصابون بالأمراض السائلة محرمون من تلقي الرعاية الصحية اللازمة ومطار صنعاء مغلق، والمريض لا يستطيع الخروج للعلاج، وفي نفس الوقت، بسبب الحصار، يمنع دخول الأدوية والمستلزمات اللازمة، حيث أن المرضى بحاجة إلى الطب النووي، والعدوان يمنع دخول المواد المشعة اللازمة لعلاج مرضى السرطان وقد دعت الوزارة الأمم المتحدة للإشراف على هذه المواد، وأشار التقرير أن هناك أكثر 43 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج، جراء حالاتهم الحرجة، واحتياجهم إلى مساعدات طبية دولية، إلا أن تحالف العدوان حرمهم من السفر أو العودة إلى اليمن، ليضيف معاناة على ملايين من سكان المحافظات اليمنية.
ووفقاً لوزارة الصحة، توفي أكثر من 28 ألف مريض بالسرطان، نتيجة إغلاق المطار، وانعدام المستلزمات الطبية بالشكل المطلوب، في حين كان من الممكن علاج الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة والأورام والتشوّهات الخلقية، خاصة بين الأطفال، وتدارك حالاتهم، في حال تمكّنوا من السفر للعلاج في الخارج.
فيما أكد تقرير وزارة الصحة ارتفاع حالات مرضى سرطان الدم بين الأطفال من 300 إلى 700 حالة، نتيجة استخدام العدوان أسلحة محرّمة دولياً في عطان ونقم، بالإضافة إلى إصابة ألف طفل في بقية المحافظات.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 300 طفل من المصابين بسرطان الدم بحاجة إلى السفر بصورة عاجلة لتلقي العلاج في الخارج محمّلاً تحالف العدوان مسؤولية وفيات الأطفال المصابين، نتيجة منع دخول الأدوية الخاصة بهم، حيث يتوقع وفاة 50 بالمائة من مرضى الأورام، نتيجة عدم توفر الأدوية بسبب الحصار.
هذا وقد قال ممثل منظمة الصحة العالمية باليمن أدهم عبد المنعم إن “اليوم العالمي للسرطان مرتبط بوقف انتشار هذا المرض والمسؤولية مشتركة”، مشيراً إلى أن “مرضى السرطان باليمن في تزايد مخيف ونحتاج للكثير من الجهود والمساندة، واعداً بالعمل على بذل أقصى ما يمكن في تقديم الخدمات.
مزارعون ينشرون الموت
وتتعدد أسباب السرطان في بلادنا، لكن المبيدات الزراعية – لاسيما المحظورة أو منتهية الصلاحية – تأتي على رأسها؛ فخلال سنوات العدوان شهدت البلاد تزايد تهريب المبيدات المحظورة، التي يتسابق عليها المزارعون، نظرًا لأسعارها الزهيدة، مقارنة بالمبيدات الأصلية، ووفقًا لدراسات سابقة أن هناك 9 أنواع من المبيدات المستخدمة في حماية شجرة القات، ثبُت علاقتها بالأورام السرطانية المختلفة، بالإضافة إلى سرطانات الفم التي لها علاقة مباشرة بتعاطي القات كما كشفت دراسة أخرى نفذتها مؤسسة “يمن بلا قات”، أن نحو 90% من المواد الفعالة للقات، تُمتص عبر الغشاء المخاطي للفم، مسببة جفافًا وتغيّرًا للأنسجة المبطنة للخد؛ مما يؤدي لظهور أعراض تسبق الإصابة بالسرطان حيث تشير الإحصائيات أنه يوجد في اليمن أكثر من 250 مليون شجرة قات، وأن ربع السكان يعملون في هذا المجال، والخطير أن زراعة القات تستهلك وحدها، نحو 70 % من المبيدات المهربة.