مواطنون لـ"الثورة": أزمة الوقود تحاصرنا وتوقف أعمالنا وتشل حياة الملايين
أزمة المشتقات النفطية.. عقوبة جماعية لليمنيين بمباركة “القبعات الزرقاء”
استمرار القرصنة على سفن الوقود يعكس صلف العدوان والاستهتار الأممي
محاربة الشعب اليمني في معيشته لن تزيدنا إلا صموداً وثباتاً وتضحيةً
حياة المرضى في المستشفيات مهددة بالموت المحقق
أوضح مواطنون أن انعدام المشتقات النفطية خلق كارثة إنسانية تضاف إلى سجل معاناتهم في ظل ما فرضه العدوان من حصار وحرب فتوقفت العديد من أعمالهم ومصادر رزقهم. وتعرض العديد منهم للموت في المستشفيات والمراكز الصحية، مطالبين الأمم المتحدة بسرعة إيقاف غطرسة العدوان ومنع استمرار الكارثة الإنسانية بسبب القرصنة البحرية على المشتقات النفطية .. مؤكدين أن هذه السياسات لن تزيد الشعب اليمني إلاً صمودا وثباتا..
استطلاع / أسماء البزاز
حميد عبدالقادر عنتر _ رئيس الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي _ كاتب وباحث سياسي بدأ حديثه قائلا: الشعب اليمني تحمل ضريبة اختفاء المشتقات النفطية لترتفع كل السلع والمواصلات بسبب شراء البترول من السوق السوداء بسعر 24 ألف ريال وبالتالي يأخذون الفارق من المواطن.
محملاً بالدرجة الأولى تحالف دول العدوان التي احتجزت المشتقات النفطية وتجار الحروب الذين تاجروا بالأزمات وبالسوق السوداء متطلعا لليمن النصر والتمكين وهزيمة تحالف العدوان ومن خلفهم قوى الاستكبار.
النقل الجوي
اللواء خالد الشايف مدير مطار صنعاء الدولي يقول: من المعروف أن احتجاز سفن المشتقات النفطية وعدم توفر المشتقات النفطية، سبب معناة كبيرة لكل أبناء الشعب اليمني باعتبار النفط عصب الحياة ويمس حياة المواطن بصورة مباشرة، فكل القطاعات تضررت بشكل كبير بل إن البعض من تلك القطاعات مهدد بالخروج عن الخدمة وتهديد حياة فئة كبيرة من أبناء الشعب اليمني مثل القطاع الصحي .
وأضاف الشايف إن انعدام المشتقات النفطية ضاعف من معناة المواطن اليمني فعلى سبيل المثال قطاع النقل الجوي تأثر بشكل كبير وسبب صعوبة في المحافظة على تشغيل تجهيزات المطار والتي تعتمد بشكل أساسي على مولدات الكهرباء التي تعمل على مدار الساعة كما أن تشغيل السيارات والمركبات تأثر بشكل كبير وكذلك باصات نقل الموظفين لم نستطع توفير مادة البترول بالشكل الكافي لتشغيل السيارات الخدمية والباصات.
إن منع دخول المشتقات النفطية الهدف منه هو حصار وتجويع الشعب اليمني وزيادة معاناته ويعتبر عقاباً جماعياً لكل أبناء الشعب اليمني.. محملا المسؤولية الكاملة تحالف العدوان الذي منع دخول سفن المشتقات النفطية كما حمل المنظمات الدولية المسؤولية جراء الصمت المطبق عن الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني.
وناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بسرعة فتح المطار والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية ورفع الحصار عن الشعب اليمني وإنقاذ حياة الأبرياء.
بشق الأنفس
الدكتور يوسف الحاضري الناطق السابق لوزارة الصحة أوضح بدوره أن انقطاع المشتقات النفطية ينعكس بصورة سلبية ورئيسية على المواطن في جميع جوانب الحياة فإلى جانب أن الرواتب التي كانت في الأساس بسيطة انقطعت وارتفعت الأسعار مع الحصار والعدوان والذي أدى إلى ارتفاع سعر الدولار وارتفعت معها الأسعار وتدهور الاقتصاد كل جوانب الحياة الاقتصادية التي لا يتضرر منها لا تاجر ولا صاحب مصنع بل في الغالب يستفيدون منها لأن كل زيادة توضع فوق السعر النهائي الذي يكون المعني بدفعه هو المواطن (المستهلك) وما إن جاءت هذه الأزمة -التي تسبب بها تحالف دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي البريطاني لمنعه دخول سفن المشتقات النفطية رغم قيام الأمم المتحدة بتفتيشها تفتيشا دقيقا- حتى ارتفعت معها أسعار المواصلات العامة والتي هي مأساة تثقل كاهل المواطن وكذلك ارتفاع أسعار الكهرباء التجارية (في ظل غياب الكهرباء الحكومية بسبب العدوان) وكل هذا يضاف فوق كاهل المواطن، إضافة إلى ارتفاع أسعار البضائع ومياه الشرب والأدوية والخدمات الصحية عموماً.
وقال الحاضري: هذه المأساة التي طالما يحدثها العدوان من وقت إلى آخر تضر بشكل مباشر المواطن والذي يتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة هو التحالف المعتدي والأمم المتحدة الصامتة بل المشاركة في هذا العقاب الجماعي على الإنسان اليمني.
إدارة أزمات
وأما الدكتور عبده الشليلي- مستشفى يوني ماكس فأوضح قائلا:
معاناتنا لا تختلف كثيرا عن أي فرد في المجتمع اليمني فنحن ككيان واحد وهم واحد وهدف واحد للعدوان فهو لا يفرق بين رجل وامرأة أو شيخ وطفل أو مسؤول ومواطن وبين منشأة طبية أو تربوية أو صالة أعراس أو عزاء لأن هدفه تدمير اليمن.
وقال الشليلي: نحن نعاني بسبب المشتقات النفطية في كل مجال طبي أو خدمي أو مواصلات وخصوصا المنشآت الطبية كالمستشفيات والمراكز الطبية التي تعتمد على الكهرباء وخصوصا العناية المركزة وغرف العمليات حيت توفيت حالات جراء انقطاع الكهرباء بسبب عدم توفر الديزل أو البترول وكذلك أثر على سيارات الإسعاف وتنقلها.
وأضاف: المعاناة كبيرة وخطيرة على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والخدمية، محملا المسؤولية من كان السبب في حجز السفن المحملة بالنفط في عرض البحر وهو العدوان والحرب الجائرة على اليمن وكذا الحصار الاقتصادي إلى جانب تجار السوق السوداء للمشتقات النفطية الذين يعمقون معاناة الناس.
مطالبا برفع الحصار عن الشعب اليمني والسماح للمشتقات النفطية بالدخول لأنه حق من حقوق الشعب الذي ليس له دخل بالسياسة ونقترح للحد من أزمة المشتقات النفطية عمل إدارة أزمات في وزارة النفط وتوزيع البترول والديزل بشكل عادل ومنظم وعمل أولوية لكل قطاع مثلا جعل المستشفيات أولوية وعمل جداول ومحطات تعمل ليل نهار للحد من الازدحام لأن هذا يأخذ وقتاً وجهداً من الناس وخسارة مضاعفة لأن الوقت ثمين والمعاناة أشد لذلك لا بد أن يتم عمل كروت أو حل مناسب لتنظيم التوزيع وعمل أيضاً مخزون احتياطي للأزمات والحد من السوق السوداء.
الكيل بمكيالين
من ناحيته أوضح الدكتور عبدالوهاب الوشلي _ جامعة صنعاء- أن سياسة الكيل بمكيالين هي أن يدمروا اليمن للعام السابع ، تحت ذريعة كاذبة لإعادة شريعة زائفة انتهت ألف مرة، ويجلبوا داعش والقاعدة لليمن، ويعتدوا على سوريا، ضد الشرعية السورية الراسخة لينصبوا النصرة وداعش. ثانيا دول تحالف العدوان يدمرون اليمن ليل نهار لسبعة أعوام بذريعة محاربة ايران وهي على حدودهم الشرقية تفصلهم أميال بحرية، ويبنون علاقات تجارية ودبلوماسية وأمنية مع ايران. ثالثا في مجلس الأمن ودول الغرب يتباكون على حق أوكرانيا في تقرير مصيرها وحق السيادة والاستقلال ويتغنون بالمواثيق الدولية ضد أي تدخل روسي، وفي اليمن ينتهكون جميع المواثيق الدولية في عدوانهم الذي انتهك كافة المواثيق والإعلانات الدولية، قصف مستمر ليل نهار للمدن والمدنيين، للعام السابع حصار شامل برا وبحرا وجوا، منع الأغذية والوقود قطع المرتبات نهب الثروات احتلال مناطق شاسعة.
وأضاف: يرددون كذبا من حضن الصهيوني والأمريكي، بإعادة أصل العرب للحضن العربي، وقد باعوا القدس وفلسطين لإسرائيل وفتحوا أراضيهم للعدو.
تعمد في القتل
أما الثقافية سميحة العقيدة فتقول: لطالما أمعن العدوان في إجرامه وغيه طوال السبع سنوات، ولأن هذا العدوان هو بأوامر أمريكية وإسرائيلية وبتخطيط وإدارة منهم وبصمت دولي فمن الطبيعي أن نرى هذا الصلف وهذا التمادي وهذا الإمعان في قتل اليمنيين وحصارهم في محاولة منه لإركاع الشعب اليمني.
وأضافت: نحن منذ اليوم الأول رأينا كيف اتجه العدوان لاستخدام الأساليب المجرّمة والظالمة، واستعانته بكل الوسائل القذرة التي يعتقد أنها ستوصله إلى أهدافه المتمثلة في السيطرة على اليمن واحتلال أرضه وإخضاع أهله، لذلك نراه دائما يستخدم الورقة الاقتصادية ويعمل على خنق الشعب اليمني بالأزمة الاقتصادية في مختلف مساراتها، ومنها منع دخول المشتقات النفطية، ومنع السفن من تفريغ حمولتها في ميناء الحديدة رغم حصولها على التصريحات اللازمة والتزامها بالشروط المفروضة عليها، وعلى مرأى من الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي تمنع من الدخول لأشهر طوال، بل ويتم اقتياد البعض منها إلى أماكن أخرى مما يسبب تأخيرا يرفع تُكلفة استيرادها التي يتحمل عبئها المواطن اليمني، ناهيكم عن نهب ما يمتلكه الشعب اليمن من مخزون نفطي يتم نهبه واستنزافه والذهاب به إلى دول العدوان وخصوصا الإمارات ولشركات أجنبية أخرى وتمويل عسكري للمعارك وللقصف وللحصار وشراء المرتزقة.
مبينة أن استمرار انقطاع المشتقات النفطية وشحة توفرها يهدد حياة الآلاف من المرضى، ويهدد خط الإنتاج وحركة الحياة، وننحن نعلم كم أصبحت مظاهر الحياة المختلفة مرتبطة بالنفط خصوصا مع صعوبة التمكين من استخدام الطاقة البديلة وإيجاد البديل الآخر الذي يحتاج إلى سنوات من البناء والتغيير.
وتابعت :إن منظر طوابير الناس المنتظرة للحصول على حاجتها -ولو في الحد الأدنى- من المشتقات النفطية يؤلم، إن منظر طوابير الناس التي تنتظر المواصلات لساعات وارتفاع تكلفتها عن قدرة المواطن وأنا واحدة منهم يؤلم، إن منظر الألم وأنّات المرضى وحضانات الأطفال ودموع الطبيبة وهي ترى هؤلاء الأطفال تغمض عيونهم وتغادر أرواحهم أجسادهم الضعيفة يدمي القلب، إن منظر العالم الذي من حولنا وهو صامت قد بلع لسانه وغض طرفه عن معاناتنا وآلامنا يؤلم، وعندما ندافع عن حقنا المشروع في ضرب العدو نراه يخرج لسانه ليديننا، إنه النفاق في أكثر مظاهره تجليا.
وحملت العقيدة دول العدوان وعلى رأسها أمريكا المسؤولية وكذلك المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي لا أمن للشعوب في ظله حملتهم كافة المسؤولية، ولن ينسى لهم الشعب اليمني مواقفهم الظالمة.
واختتمت حديثها قائلة لهم أنتم من ستخسرون فنحن شعب قد خبر الصعاب والتحديات وعاش في العدوان ولم يعد لديه ما يخسر. وأننا لنا الحق في الرد والردع القاصم ويجب أن يألموا كما نألم ونحمد الله على توفيقه لنا وإفراغه علينا الصبر وتثبيته لأقدامنا.
صمود وثبات
رجاء عبدالله -سيدة أعمال- تقول من ناحيتها: يواصل التحالف جرائم القرصنة بحق السفن النفطية القادمة إلى اليمن، في البحر الأحمر، في ظل صمت وعجز أممي لوضع حد للمعاناة التي تطال اليمنيين نتيجة منع دخول السفن النفطية لميناء الحديدة -ما يقارب ستة أشهر- منذ أن شدد التحالف الحصار على أبناء الشعب اليمني عبر منع دخول المشتقات النفطية “بنزين، ديزل، غاز” متسبباً بمعاناة كبيرة وحرمان الناس من أرزاقهم ومزاولة أعمالهم بشكل طبيعي، ففي وسائل المواصلات، والتي تعد واحدة من أبرز وجوه أزمة انعدام المشتقات النفطيةـ خير شاهد على المعاناة، أيضاً انعدام الغاز أثّر على معيشتي اليومية” هذا حال أصحاب الباصات الذين أصبحوا يعانون من انعدام المشتقات النفطية وانعكس على كل فرد من هذا الحصار الجائر حيث تسبب في رفع سعر المواد الغذائية، وأيضا استهدف الحصار البنية التحية وكذلك المستشفيات ومراكز الخدمات حتى يتم الإبادة الجماعية لهذا الشعب الصابر والصامد.
ومضت تقول: نحمل دول العدوان المسؤولية فيما تعانيه بلادنا فلابد أن يُعاقب كل من شارك في هذا العدوان وهذا الحصار ونطالب بالقصاص العادل فلا نريد شيئاً غير القصاص العادل من كل الدول التي ساهمت في قتل وإبادة هذا الشعب العظيم ونحن سنظل الشعب الصابر ولو دفعنا بمليون شهيد.
قرصنة بحرية
أما الناشطة سماح الكبسي فتقول من ناحيتها: إن الخدمات التي تعتمد على المشتقات النفطية كثيرة وهامة ومن أهمها وقود السيارات والباصات وجميع وسائل النقل, وكذلك المولدات الكهربائية المستخدمة فيـ محطات توليد الكهرباء التجارية وفي المستشفيات وغيرها من المنشآت المدنية اللازمة لتلبية احتياجات المواطن اليومية الأساسية.
وأضافت: للأسف الشديد يتعمّد تحالف العدوان احتجاز السفن النفطية رغم حصولها على تراخيص دولية وهذه هي عادة دول العدوان في عدوانها على اليمن القائمة على التعنت والغطرسة والهمجية وأيضاً هذا دليل واضح على مدى حجم فضاعة العدوان ويكشف نواياه الخبيثة في المزايدة والتلاعب بمعاناة المواطنين واستغلال حاجتهم بغية تحقيق أجندته في خلخلة صمود وثقة الشعب في حقه في الثبات والصبر في وجه العدوان.
محملة دول العدوان ومنظمة الأمم المتحدة كامل المسؤولية عن الحصار وعن القرصنة البحرية التي تهدد بحدوث كارثة إنسانية محتومة .
صراع المعيشة
سلوى يحيى الولي- أعمال حرة تبين معاناتها نتيجة انعدام المشتقات النفطية فتقول: سيارتي ديزل لها اكثر من ثلاثة شهور ما وفروا لنا الديزل وعملي في جميع الأماكن واضطر لشراء الدبة بـ 30 الف ريال ومحصول عملي لا يتجاوز قيمة الدبة البترول ولم أعد أعلم كيف أتصرف وكيف أوفق بين الديزل أو مصروف البيت والمعيشة.. طبعا نحمل تحالف العدوان فهو وراء هذه الأزمة.
هيهات الاستسلام
التربوية نوال أبو علي تقول: إن انقطاع المشتقات النفطية له آثار سلبية في شتى مجالات الحياة وفي المجال الخدمي فعلى سبيل المثال المستشفيات هناك معاناة حقيقية بسبب انعدام المشتقات النفطية وفي المجال الاقتصادي توقفت مصانع بسبب انعدام المشتقات، وهناك الكثير من الآثار السلبية وفي شتى المجالات.
وأكدت: أما من هو المسؤول عن هذا، فلا شك أن كل ذي عقل يقول إن السبب هو العدوان الغاشم على اليمن، ومرتزقتهم والحصار المفروض على الشعب الصامد، لكن هيهات منا الذلة، فمهما ضربوا ومهما حاصروا لن نستسلم ولن نخضع.
مرارة مصابنا
فاتن الصبري _ ربة منزل تقول لنا: بعد انقطاع الرواتب الحكومية أصبح زوجي يعتمد على دراجته النارية ليعولنا ويسد احتياجاتنا الضرورية وبعد انقطاع البترول للأسف ماذا تتوقعون غير أن ننتظر رحمة وفرج الله لكي نحصل على ما يسد جوعنا وليس أكثر.. ولكني أقول: حسبنا الله ونعم الوكيل وربي يذيقهم مرارة ما أذاقونا.
معاناة مستمرة
بشرى زبارة -ناشطة ثقافية- تحمل المسؤولية دول العدوان وعلى رأسهم السعودية والإمارات.
ونختتم معها إذ تقول: من ناحية المعاناة فنحن لنا سبع سنوات نعاني في ظل هذا الحصار الغاشم ولكن ما يثلج صدورنا هو أن لدينا قيادة حكيمة وجيشا ولجان شعبية أقوياء، الله ينصرهم ويثبتهم ويقوي سواعدهم.