نعيش اليوم في الشهر الأول من العام 2022م وما يصاحب هذا العام من ثورة تكنولوجية مهولة في جميع المجالات على مستوى العالم، حيث أصبحت جميع الدول كقرية مصغرة.. الكل يعرف ما يدور لدى جاره.. وصاحب هذا التطور المعرفي تدن مفزع في الأخلاق ونصرة المظلوم.. تناقض فاضح يعيشه سكان هذا العالم بسبب دولة كانت إمبراطورية عظمى تهالكت وأضحت دولة ضائعة لا هي من دول أوروبا ولا هي حافظت على كيانها المستقل.. هذه الدولة البريطانية لم تر من العالم إلا العالم العربي الذي تدخلت في شؤونه بطريقة فجة وهمجية وعدائية واستعمارية لسنوات.. إلى أن وفق الأحرار من أبناء العالم العربي وتحرروا من الاستعمار البريطاني.. وتنفسوا طعم الحرية واتجهوا لبناء بلدانهم بعيداً عن العجوز الشمطاء المدعوة بريطانيا.. عدا إمارات الخليج العربي ودولة شبه الجزيرة العربية السعودية.. ظلتا خاضعتين للنظام البريطاني يتحكم في سياستهما ومتسلط عليهما بشكل عجيب.. تتحكم بريطانيا بتوريد أسلحتها المتنوعة إلى دول الخليج.. وربطت هذه الدول بنظام دفاعي عسكري إلى اليوم.. ولم تكتف بذلك بل توسطت لجارتها أمريكا لتتقاسم معها النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي على دول الخليج.. أيضاً لم تكتف بذلك بل زرعت دويلة لليهود على أرض فلسطين العربية ودعمتها مادياً وعسكريا وتقنياً بكل اسف!! .
دول الخليج بعد خضوعها لبريطانيا وأمريكا خضعت وطبّعت مع دويلة إسرائيل في جميع المجالات.. دويلة إسرائيل سيطرت على أغلب الإعلام العالمي مالياً وتقنياً، وأصبح لا يبث في جميع القنوات والإنترنت إلا ما يتوافق مع مصالح الدول الثلاث فقط.
اليمن دولة وجدت منذ آلاف السنين، ونظراً لموقعها الجغرافي النادر احتلتها بريطانيا حوالي 132 سنة حتى تمكن أبناء اليمن من جميع المحافظات من مواجهتها حتى رحلت لكنها وضعت سمها الجرثومي المميت ألا وهو تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب بالمشاركة مع الدولة العثمانية، وسلمت السلطة في الجنوب لتيار سياسي دون آخر ليتقاتلا.. وتم لها ما أرادت إلى اليوم.. لا استقرار في الجنوب ولا حكم رشيد.. واليوم عادت إلى جنوب اليمن عبر دويلة اسمها الإمارات لتتسلم جزيرة سقطرى وعدن ونصف حضرموت، وهما قلب الجنوب اليمني.. وتقوم الإمارات بهذا الدور بجدارة العميل المخلص وبدلاً من أن تساعد اليمنيين على التفاهم فيما بينهم وتدعمهم اقتصادياً سعت لتجنيد مئات الآلاف من الشباب العاطل برواتب مغرية، مستغلة انهيار دولة الفار هادي وتناحر الجنوبيين فيما بينهم..
دولة رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور تناول في مقالاته المنطقية والواضحة تشخيص التحالف السعودي الإماراتي.. وأهدافهم وقلة حيلتهم وتعاليهم على الآخرين وعدم احترامهم للجوار العربي..
دويلة الإمارات صبرنا عليها كثيراً، لكنها تمادت في التدخل السافر في اليمن شماله وجنوبه،.. وقبل ذلك تحالفت مع النظام السعودي منذ سبع سنوات في الاعتداء العسكري الصاروخي منذ 26 مارس 2015م إلى اليوم، استباحوا الأجواء اليمنية وأطلقوا صواريخهم على المدنيين العزُل وعلى كل منجز يمني من مصنع ومدرسة ومقر حكومي وعسكري وروعوا اليمنيين.. واستغلت الإمارات علاقتها بأمريكا وبريطانيا والإعلام اليهودي كي لا تنقل أخبار اليمن المعتدى عليه طوال هذه السنوات.. لم نسمع أي دول أوروبية وعربية تقول لماذا تعتدون على اليمن؟!! أوقفوا الحرب على اليمن فهو عضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية المنافقة!!
لكن عندما وصلت القوات المسلحة اليمنية إلى مرتبة الرد بالمثل على الدول التي اعتدت عليها لسنوات ومازالت قام الإعلام العالمي ضد اليمن المعتدى عليه.. وصاحوا لماذا تطلقون الصواريخ على الإمارات.. والسعودية؟ هذا عدوان واليمنيون إرهابيون يجب معاقبتهم.. والصواريخ التي تضرب بها اليمن يومياً عشرات الغارات أليست عدواناً؟!!.. وكما يقول المثل الكويتي “عمك اصمخ لا يسمع إلا ما يروق له” بكل أسف.
العالم اليوم لم يعد حراً بل عبداً للهيمنة البريطانية والأمريكية والسامية اليهودية والمال السعودي والإماراتي، ومن دخل في طاعتهم صرفوا عليه ومن عارضهم أو انتقدهم فهو عدوهم.. لقد اشتروا العالم الذي أصبح رهينة لمصالحهم.. اليمنيون أصحاب حق ومعتدى عليهم ولذلك سيدافعون بكل قوة عن أرضهم ويقاتلون كل من يحاربهم مهما طال الزمن.. شاء من شاء وأبى من أبى..
اليوم أصبحت ما تسمى المنظمات العالمية هي من تنتقد وتسجل كل جرائم العدو السعودي والبريطاني والأمريكي على اليمن.. أما الدول لا أصوات لها غير صوت مصالحها.. كجامعة الدول العربية النائمة التي صحت من نومها لتدين الرد المشروع للقوات المسلحة اليمنية على الإمارات.. وتناست العربدة السعودية والإماراتية على اليمن منذ سبع سنوات وإلى اليوم.. نحن اليمنيين ليس لدينا أموال طائلة لنرشو جامعة الدول العربية ولا منظمة الأمم المتحدة.. لدينا عدالة قضيتنا في الدفاع عن أرضنا اليمنية، وصدق توكلنا على الله، فليحذروا غضب الشعب اليمني العظيم، فلا أمن ولا استقرار إلا للجميع.. ويكفينا موقف الدولة الإسلامية الإيرانية وإعلامها الحر وموقف الزعيم العربي الحر اللبناني السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله الرجل الوحيد من العرب الذي يقول كلمة الحق في وجه المعتدين بكل شموخ وكبرياء.. أعزه الله بنصره.. ولا ولن ننسى الإعلامي العروبي الأول الأستاذ عبدالباري عطوان من الإعلاميين العرب الذي يؤمن بحق اليمنيين في الدفاع عن أنفسهم وينصح الخليجين دوماً بأن يرحلوا عن اليمن ويوقفوا عدوانهم.. غير المبرر عليه.. وأن عواقب الغزاة الهزيمة على مر العصور.. ارفع له قبعتي احتراماً لشجاعته وقوله كلمة الحق.. ونتيقن أنه في القريب العاجل ستتحق عدالة السماء ونصر الله للمظلومين.