الحرب على اليمن من أكثر الأزمات التي فضحت العالم وكشفت سوءته بحكوماته ومنظماته وهيئاته ومؤسساته، وبات واضحا أن هذا العالم قد أصيب بالعمى، وأن اليمن أضحت الشمعة الوحيدة المتقدة في هذا العالم المدلهم، والأكيد أن العرب قد ودعوا إلى الأبد كرامتهم، ولم يعد يجري في عروقهم لا نخوة ولا شرف ولا عنفوان ولا حميّة ولا انتصار لمظلومية هذا الشعب أو ذاك؟! أن العرب المنافقين يمشون اليوم على أعقابهم فيناصرون المعتدي الظالم ويعادون المعتدى عليه المظلوم !! كل ذلك لهثاً وطمعاً في المال الحرام، سبع سنوات مضت وأمّة الظلمة من الخارج والداخل تتكالب على اليمن الأبي، والمطلوب هو السكوت عن جرائم الإبادة الوحشية والمجازر البشعة التي ترتكب بحق أحفاد المهاجرين والأنصار من أبناء الشعب اليمني، الذين يجري قتلهم بدم بارد في منازلهم وطرقاتهم ومدارسهم ومشافيهم ومزارعهم حتى في سجونهم، كل ذلك أمام مرأى ومسمع من العالم العفن، لقد أصبحت الشرعية الدولية “شريعة الغاب” امتيازا للأقوياء، ومن يملكون الثروات والأموال ووبالا على الضعفاء والمستضعفين.. ألم يكن من العار والخسّة والنذالة أن تجتمع الجامعة العبرية ” العربية “وتعلن إدانتها لليمنيين، لأنهم يدافعون عن وطنهم وشعبهم ويردون الاعتداء على المعتدي الإماراتي والسعودي، لماذا تبتلع الجامعة العبرية لسانها، حينما يرتكب العدو السعودي الإماراتي الصهيوني الأمريكي جرائم ومجازر بشعة بحق اليمنيين. وتصاب بالخرص والعمى، وحينما يدافع اليمنيون عن أنفسهم تقوم من رقدتها ويطلع لها لسان وتندد وتدين وتستنكر وتقف مع الجلاد ضد الضحية! نحن اليمنيون لم يعد مستغربا لدينا تماهي العالم مع أعداء اليمن ومواقفه الهشة وفي مقدمته مجلس النفاق والعار المسمى “جامعة الدول العربية لكن سيأتي اليوم الذي يعضون أصابعهم ويضربون وجوههم بالنعال ندما, لقد تجرد العالم من إنسانيته وماتت النخوة والمرؤة العربية والإسلامية، وأصبح العالم مجرد قطيع أغنام يصحو ليأكل، ويأكل لينام.. تسوقه الأنظمة إلى الصمت المهين؟ ماذا عمل العرب والمسلمون لشعوبهم غير الهروب إلى الأمام، أو الالتحاق بركب المُعتدي الغاصب وإزالة الأشواك من طريق المعتدي حتى يفتك بنا أكثر ويستفرد بنا واحدا واحدا فيكسرنا ويهزمنا ويُيتم أطفالنا ويُرمّل نساءنا ويحني رقابنا ، التي لا يجب أن تنحني إلا لله سبحانه وتعالى؟.
إن أمريكا وأوروبا وإسرائيل تناصبنا العداء مجّانا ، سرّا وعلنا، في السرّاء والضرّاء، تحاربنا نحن العرب والمسلمين تحديدا، تفعل كل ما تستطيع فعله حتى تجعلنا ضعفاء ومستضعفين فقراء لا حول لنا ولا قوة، ومع ذلك نجد علم إسرائيل اليوم يرفرف على سماء العرب في المغرب ودبي والمنامة والقاهرة وعمّان وقريبا في الخرطوم ومسقط والرياض، وطائرات ” العال” الصهيونية الممهورة بنجمة داوود السداسية أصبحت تطير مباشرة إلى المغرب وإلى الإمارات وقبلها إلى القاهرة وإلى عمّان، فهذا الضعف والمهانة والذل الذي وصل له حال العرب والمسلمين، هو جل ما يسعى إليه الغرب وأمريكا وإسرائيل، وكان له ما يريد !!
# حفظ الله اليمن وشعبه #
Prev Post