العدوان أمريكي والبقية أدوات

يكتبها اليوم / عبدالله الأحمدي

 

في ذات مسرحية للكاتب الإنجليزي شكسبير قال : ( إذا حضر المال فتحت كل الأبواب )-أمريكا كما وصفها رئيسها السابق ترامب- هي شركة.
وعادة الشركات هي البحث عن الربح. فالربح والربا هما إله الراسمالي.
الراسمالية لا تأبه للقيم، كما هو حال أخلاق اليهودي في مسرحية تاجر البندقية.
ها هو الرئيس الأمريكي بايدن ينكث بوعوده الانتخابية أمام رزم البترو/دولار التي تقدمها السعودية وإمارات الخليج. نحن أمام لعبة حروب قذرة تديرها الإدارة الأمريكية؛ سابقة ولاحقة تجاه كثير من شعوب العالم؛ ممولة من براميل الخليج والسعودية.
غادر ترامب وقد باع نفسه في آخر لحظة، وضحك على دول النفط بإدخال حركة أنصار الله في قائمة الإرهاب، بعد أن كان قد ابتز السعودية أكثر من ٤٠٠ مليار دولار قيل إنها قيمة أسلحة !!
وبلغت قيمة الهدايا وحدها التي قدمتها السعودية لترامب وعائلته المتيهودة أكثر من مليار دولار.
وجاء بايدن ليصدر قرارا بإخراج أنصار الله من قائمة الإرهاب؛ ليس حبا فيهم، بل بقصد ابتزاز دول البعران.
واليوم يستلم الثمن بمحاولة إعادتهم إلى القائمة؛ ناكثاً بوعده الانتخابي بإنهاء الحرب في اليمن.
قرار بايدن هذا يعد مماطلة، ونكوصاً عن وعوده الانتخابية في تحقيق السلام في اليمن؛ ورضوخاً لأدوات العدوان المتورطة في المستنقع اليمني..
أدوات العدوان يشعرون بالضعف والحرج أمام حلفائهم وشعوبهم جراء الهزائم التي تجرعوها على مستوى الميدان، خاصة بعد تنفيذ أنصار الله هجمات دقيقة في العمقين السعودي والإماراتي.
لذلك يبدو السلام في اليمن بعيد المنال ربما على المدى القريب، خاصة وأن دول العدوان لم تحقق الكثير من أهداف العدوان، وخاصة في جغرافيا الشمال، وازدياد أنصار الله قوة ومنعة، مضاعفة على ما كانوا عليه في بدء العدوان والحرب.
السعودية والإمارات تريدان قتل اليمنيين وتدمير كل مقومات اليمن في النهوض، بحيث إن أرغمتا على الرحيل عن اليمن يبقى اليمن يعاني كثيراً من آثار الحرب، ولا يستطيع إعادة الإعمار، أو النهوض.
العدوان على اليمن أمريكي غربي تقوده أمريكا، وإعلانه جاء من هناك على لسان طفل المخابرات الأمريكية المدعو/ عادل الجبير عندما كان وزيراً لخارجية بني سعود.
السعودي والإماراتي ما هما إلا أدوات في هذا العدوان، ينفذون مخططاً مرسوماً، ويمولون هذا العدوان بالمال، وبكل الإمكانيات.
يعني إن الأدوات هي خرينة دفع ومحطة تموين.
أمريكا والغرب القذر مستفيدون من هذه الحرب كسوق لبيع السلاح والمعدات العسكرية والمعلومات الاستخبارية. وهم مستفيدون أيضاً من الناحية الاستراتيجية على المستوى العالمي في حماية إسرائيل وتدمير الشعوب والأنظمة المقاومة لها، وفي السيطرة على الممرات الدولية للتحكم بالتجارة الدولية، وإيقاف تمدد التنين الصيني.
هذه الحرب ليست الأولى التي يخوضها ويمولها الأعراب في السعودية والخليج. لقد مولوا حروباً قبلها، كحرب أفغانستان والحرب على سوريا والعراق وليبيا.
الفارق بين الحرب الحالية على اليمن والحروب السابقة أن الأدوات في السعودية والإمارات تورطت في حرب اليمن بشكل مباشر، وفقدت قرار الخروج منها، فهذا القرار كان بيد الأمريكي والبريطاني منذ البداية.
أمريكا وإسرائيلون حاضرتان في العدوان على اليمن بشكل مباشر؛ من خلال القصف الجوي الليلي الذي يقوم به طيارون أمريكان واسرايليون محترفون، وخاصة في الهجمات الأخيرة على صنعاء والحديدة والسجن الاحتياطي في صعدة.
نقول هذا لأن طياري جيش الكبسة السعودي، وجيش المواخير الإماراتي ليس لهم القدرة على تنفيذ طلعات طيران ليلية.

قد يعجبك ايضا