ربات البيوت يطلقن الزغاريد وينثرن الورود على المسيرات الثورية


كانت ولا زالت, المرأة اليمنية بكل مواقعها وبمختلف أدوارها قلب الثورة ونبضها الحي وذراعها القوي ومصدر صمودها واستمراريتها ولولاها لما صمد الرجل في ساحات التغيير ..فهي المرابطة في بيتها والمؤازرة لزوجها وابنها وأخيها تدفعهم للمشاركة في الثورة وتنشر الورود على المسيرات الاحتجاجية السلمية التي كانت تخرج من ساحات التغيير وتجوب عدداٍ من الشوارع..
نساء كثر فقدن أولادهن وأزواجهن وأقرباءهن ورغم الحزن والفراق كان تطلعهن لوضع أفضل ووطن تسوده الكرامة والحرية والمواطنة المتساوية.

الكثير من النساء قدمن من منازلهن وشاركن في الثورة وكن لا يتوقفن عن العمل في إعداد الوجبات الغذائية للثوار (الفطور والغداء والعشاء) بل كن يقمن أيضا بإعداد الكعك والكيك وغيرها من الحلويات وكانت عدد من ربات البيوت يتجمعن في بيت واحد ويقمن بإعداد العديد من الوجبات المختلفة وكانت البعض منهن يقمن بإعداد الوجبات في مطبخ الساحة وبهذا الدور الذي قامت به ربات البيوت كان الثوار يستمدون قوتهم وثباتهم في الساحات بل كان لهن أعظم الأثر في تلاحم الثوار وعطاء تلك الأمهات والأخوات والسيدات الفاضلات اللاتي لم يتضجرن يوما عن القيام بما يقدمنه حيث كانت هناك نساء كثر يحرصن على إعداد الوجبات الثلاث للثوار رغم إمكانياتهن البسيطة وبمفردهن وكان هدفهن من ذلك أن يمددن شباب الثورة بكل ما يملكن حتى يستمروا في تواجدهم في الساحات

إعداد الوجبات
سبأ حسين إحدى ربات البيوت التي كانت تدعم المعتصمين بالمأكل والمشرب من منزلها ورغم إمكانياتها البسيطة إلا أنها استمرت على هذا الحال إلى انتهاء الثورة وهي فخورة بما قدمته من اجل الشباب والمعتصمين آنذاك لأنها ترى بأن ما قامت به هو أولا لوجه الله ومن ثم للوطن الغالي.
وتقول سبأ : بدأت اعد وجبات الطعام للثوار منذ انطلاق الثورة حيث كنت أقوم بعمل ثلاث وجبات في اليوم تحتوي على الأرز والطبيخ والشفوت والخبز وأحيانا أضيف إليها الدجاج هذا بالنسبة لوجبة الغداء أما وجبة الصبوح والعشاء فقد تحتوي على الفاصوليا والفول وغيرها وكنت أقوم بهذا العمل بمفردي وبمساعدة ابنتي التي كانت حينها لم تتعدى الثانية عشرة من عمرها باستثناء شهر رمضان كانت الثائرت في الساحة يحضرن لمساعدتي
وتضيف: أنا فخورة بما قدمته انا وعائلتي وان كان ذلك بسيطا لان الوطن يستحق منا أكثر من ذلك ونحن ربات البيوت سعيدات بما نقوم به وأنا عن نفسي كنت أتمنى أن أقدم المزيد في سبيل الثورة.
سارة الحبيشي هي الأخرى كانت تقوم بعمل وجبات خفيفة تحتوي على السندوتشات والكعك والكيك والكروسون وكانت على موعد كل يوم أربعاء من كل أسبوع هي وصديقاتها للقيام بإعداد السندوتشات والكيك وغيرها من الوجبات وكن يقمن بعمل تلك الوجبات في منزل إحداهن.
وتقول سارة:كنت أنا وصديقاتي حريصات على المشاركة في الثورة منذ الوهلة الأولى لانطلاقها ولم نكتف بالمشاركة في الساحات فحسب بل أيضا كنا نقوم بإعداد وجبات خفيفة للثوار في الساحة لنمدهم بالطاقة التي تعينهم عل الصمود والثبات خاصة وان معظم الشباب كانت إمكانياتهم بسيطة ولايستطيعون شراء الأكل من المطاعم والبعض الآخر كان قد مل من أكل المطاعم وهنا كان يأتي دورنا في مدهم بتلك الوجبات وان كانت بسيطة إلا أنها كانت تساوي عندهم الكثير.

أطباق خيرية
وتضيف: كنا نقوم بعمل 300-400 وجبة تختلف من أسبوع لآخر والى جانب ذلك كنا نقوم بعمل بازار وأطباق خيرية نبيعها على القادمين إلى الساحة ومن المردود المادي الذي نحصل عليه من هذه الفعاليات نقوم بشراء البطانيات والجاكتات والجونديات والشراريب للثوار وخصوصا أولئك الذين كانوا يحرسون في المنافذ وذلك لكي يقامون موجات البرد والصقيع.
وكانت هناك ربات بيوت يقمن بعمل وجبات بشكل يومي حيث كانت هناك ربات بيوت يتكفلن بتقديم وجبة الغداء لعدد من مخيمات المعتصمين بين خمسة إلى عشرة مخيمات في اليوم ..

حماس وتشجيع
وتؤكد سارة أن الثورة لم تكن لتنجح لو غابت المرأة عنها لأنها بحماسها وتشجيعها لأسرتها المكونة من زوجها وابنها وأخيها وجميع أفراد الأسرة إلى جانب دورها في الساحات كثائرة مع الشباب وطبيبة وممرضة في المستشفى الميداني وربة بيت ولم تكل في إعداد وجبات الطعام المختلفة للثوار وأخريات كن ينثرن الورد والفل ويطلقن الزغاريد بقدوم المسيرات ويرششن الماء على الشباب ليهون عليهم حرارة الشمش وأشعتها لذا نقول أن المرأة كان دورها عظيما بعظمة روحها وحبها لوطنها.

دور بارز
ولم يقتصر دور ربات البيوت في ساحات التغيير على تقديم وتوزيع الاكل والماء والكعك على المعتصمين فحسب بل كانت الكثير من ربات البيوت يقمن بإعداد الأكل في منازلهن في وقت مبكر لأزواجهن أو أبنائهن وكل بحسب قدرتها الاقتصادية والبدنية وبعد ذلك يقوم الأزواج أو الأبناء بحمل ما تم اعداده من مأكولات إلى الساحة كإسهام بسيط من هذه الأسرة أو تلك وهناك يتم توزيعه على فئة من المعتصمين وخصوصا الشباب الذين لم يكن لديهم دعم كاف من مطعم الساحة فالبعض من ربات البيوت كن يعددن طعاما يكفي لثلاثين شخصا والبعض لعشرين شخصا والبعض لأقل من ذلك المهم أن ربات البيوت حملن على عاتقهن ضرورة الإسهام في ثورة التغيير ولو بأقل القليل ..

سخاء
أم محمد التي خرجت إلى ساحة التغيير في وقت مبكر مع أبنائها حملت على عاتقها مسؤولية الإسهام بإعداد المأكولات للمئات من الشباب المرابطين في ساحة التغيير كل يوم .. كما أسهمت برفد المطعم الميداني بكميات الأغذية من أرز وقمح وسكر وزيوت وغيرها …معتبرة ذلك اقل واجب تقدمه للشباب الذين حملوا الشرارة الأولى للتغير ولولاهم لما تحقق التغيير فلهم الفضل في صنع مستقبل اليمن.
وهذه صباح عايض كانت إلى جانب حضورها إلى الساحة في وقت المساء معظم أيام الأسبوع إلا أنها كانت تحرص على إعداد ما تيسر من أكل أو عصائر وتأخذه معها إلى الساحة وتوزعه على رفيقات دربها من الشابات المناضلات.
ورغم أن هناك زوجات ونسوة فضلن البقاء في البيوت لكنهن أسهمن بفاعلية وبطريقة مباشرة وغير مباشرة من خلال الدفع والتشجيع لأبنائهن النزول إلى ساحات التغيير ومؤازرتهم والرفع من معنوياتهمº فضلا عن أنهن كن يعملن على مساندة المسيرات التي تمر من أمام منازلهن رش المياه ونثر الورد والفل عليهم ..
أم شادي لم تشارك يوما في الخروج إلى الساحة لكن دورها لم يقل شأنا ولا أهمية عن مثيلاتها من اللواتي خرجن إلى الساحات بل وربما تفوقهن .. فهي كانت تحرص كل يوم على إعداد وجبة الغداء مبكرا لزوجها وأبنائها وتناولها بعد صلاة الظهر مباشرة وأحيانا قبل الظهر ثم تدفع بهم للذهاب إلى ساحات التغيير لمشاركة إخوانهم الاعتصامات والمسيرات ولم تكن تخشى على أبنائها من الخروج في المسيرات بل تشجعهم على المشاركة وتوصيهم بالحذر وعدم التهور أو المواجهة مع قوات الأمن ..

قد يعجبك ايضا