الاحتلال الإماراتي يواصل قتل عدن.. الاغتيالات والفوضى الأمنية تحرق المدينة

الأمن يهدد بسجن الصرافين.. والجماعات الإرهابية تبيح دماءهم وأموالهم

 

 

الاقتحامات تطال المنازل والمؤسسات العامة والعصابات تتصدر المشهد

الثورة / متابعات
يمثل الانفلات والفوضى الأمنية والعبث وجرائم القتل وعمليات النهب والسرقة والاختطاف وانتشار المخدرات، هماً يوميا ومعاناة يعيشها سكان مدينة عدن المحتلة، التي أصبح العيش فيها يمثل بالنسبة لهم، مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وفي الوقت الذي يقوم ما يسمى مدير أمن عدن المرتزق “مطهر الشعيبي” بنشر القوات الأمنية في الشوارع والمديريات وتشكيل اللجان المجتمعية بداعي تثبيت الأمن والاستقرار، تشهد محافظة عدن -كغيرها من المحافظات الجنوبية- أوضاعا أمنية غير مستقرة وارتفاعا في معدل جرائم القتل والاغتيال والاختطاف والتفجيرات وعمليات النهب والسطو المسلح وغيرها من الحوادث والجرائم اليومية، ما يشير إلى وقوف نافذين وراء أعمال الفوضى التي تعيشها عدن.
مقتل طبيب في اشتباكات بين مسلحين
نتيجة لما تشهده مدينة عدن من فوضى أمنية تحول المواطنون الأبرياء إلى أهداف مشروعة للمليشيات والعصابات المسلحة، حيث قتل طبيب في منطقة أبو حربة بحي الطيارين بالحسوة في مديرية المنصورة أثناء عودته إلى منزله، التي تصادفت مع تبادل إطلاق نار كثيف بين مسلحين وبائعي خمور في الحي.
ووفقا لمصادر محلية، فقد أدى خلاف بين أشخاص يقومون ببيع الخمور في الحي ومجموعة من الزبائن إلى اشتباك بالأسلحة نجم عنه مقتل الطبيب على الفور وإصابة أحد المسلحين في يده فيما أصيب ثالث.
وأثارت عملية إطلاق الرصاص هلعا بين أهالي الحي الذين استغربوا من سكوت الجهات المعنية على بيع الخمور والمتاجرة بها داخل حي سكني.
استهداف المنظمات الأجنبية
وفي مديرية خور مكسر، فجر مسلحون مجهولون قنبلة صوتية، بحي الإنشاءات قرب مكاتب المنظمات الدولية.
ووفقا لمصادر محلية، فقد وقع الانفجار أمام مقر منظمة “أكتد” الفرنسية الواقعة جوار فندق اللوتس في ساحل أبين، مشيرة إلى أن الانفجار أحدث أضرارا في بوابة المنظمة.
وفي محاولة لتبرير فشلها وامتصاص غضب المواطنين، أصدرت إدارة شرطة عدن بيانا تحت توقيع المرتزق أبوبكر حبر نائب مدير أمن عدن، أكدت فيه عزمها بملاحقة المتورطين بالتفجير الذي استهدف مقر المنظمة الفرنسية وتعهدت بضبط كل الضالعين في إقلاق السكينة العامة.
مداهمات واختطاف
تصاعدت عمليات المداهمة والاعتقال في مدينة عدن في الآونة الأخيرة، حيث قامت قوة أمنية – مكونة من عدة أطقم تابعة لمليشيات الانتقالي على متنها جنود ملثمين – باقتحام منزل مواطن يدعى “الخضر أحمد منصور دنة” في خور مكسر واختطافه مع ابنه واقتيادهما إلى جهة مجهولة.
وأثارت الواقعة غضب قبيلة “المحاثيث الفضلية” التي ينتمي إليها المختطفون، والتي حذرت -في بيان لها- قوات الأمن في عدن وعلى رأسها مليشيات الانتقالي من التسويف أو تجاهل هذا الاختطاف، مطالبة بسرعة إعادة المختطفين معززين مكرمين وتوضيح حقيقة هذا الاختطاف الهمجي ما لم فالوجه من الوجه أبيض.
الجريمة تتصدر المشهد
وفي محافظة أبين المحتلة، انتهت مهمة حملة عسكرية – نفذتها ما تسمى قوات التدخل السريع التابعة للحزام الأمني، بهدف القبض على عصابة مسلحة أقدمت على قتل أحد موردي القات في منطقة الحرور بمديرية خنفر – بمقتل قائد الحملة وفرار العصابة، ما يشير إلى أن الفوضى الأمنية وعمليات الإجرام هي التي تتصدر المشهد في المناطق الخاضعة لقوات الانتقالي .
وفي سياق متصل، قتل مواطن في اشتباكات مسلحة نشبت بين أحد الأطقم العسكرية التابعة لما يسمى اللواء الأماجد وعناصر مسلحة قامت بنصب حواجز على الطرقات في مدينة لودر، لغرض التقطع ونهب السيارات.
صراع متصاعد في شبوة
وفي محافظة شبوة المحتلة تصاعدت حدة الاحتقان بين المليشيات المدعومة من الإمارات والمليشيات المدعومة من السعودية، حيث اعترف المحافظ المرتزق “عوض العولقي” بوجود سجون سرية كانت تابعة لسلطة حزب الإصلاح في المحافظة.
وفي سياق متصل، أطلقت ما تسمى “قوات الأمن الخاصة” – التابعة للفار هادي والموالية للإصلاح ويقودها المرتزق “عبدربه لعكب” – النار على موكب ما يسمى قائد اللواء السابع نخبة شبوانية “ماجد صالح لمروق النسي” في نقطة الكهرباء بمدينة عتق أثناء قدومه من منطقة مرخة التي ينحدر منها.
وكان ضابط إماراتي في تحالف العدوان قد وجه تهديدات بقصف منتسبي ما تسمى بقوات الأمن الخاصة، بعد رفض المرتزق عبدربه لعكب إخلاء المعسكر.
وأدى تصاعد حدة الخلافات بين مرتزقة الرياض ومرتزقة أبوظبي، إلى اتجاههما لاستهداف المنشآت الحيوية وفي مقدمتها أنابيب النفط التي تعرضت لعدة تفجيرات في مديريتي حبان وميفعة.
فتاوى ودعوات للقتل ومصادرة الأموال
أدى انهيار الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مدينة عدن المحتلة إلى تصاعد نشاط المنظمات الإرهابية وظهورها في واجهة المشهد، حيث أكدت ما تسمى الهيئة الشرعية لتنظيم أنصار الشريعة في اليمن، أنها تعتزم إصدار فتوى بجواز قتل الصرافين ومصادرة أموالهم، بحجة محاربتهم لله وثبوت إفسادهم في الأرض.
وأجازت هيئة التنظيم الإرهابي -في الفتوى- مصادرة أموال الصرافين التي اكتسبوها عن طريق الحرام -حسب زعمها- وتوزيعها على الفقراء والمساكين، معتبرةً أن القيام بتنفيذ الفتوى فرض عين على كل مسلم في ظل غياب الدولة الإسلامية.
من جانبه، وجه مدير ما يسمى أمن عدن المرتزق “مطهر الشعيبي” تهديدات للصرافين في عدن، أكد فيها أن مكان الصرافين هو سجن المنصورة، مطالبا القضاء في عدن أن يأمره بذلك وهو سيقوم بالتنفيذ.
ووجه “الشعيبي” اتهامات لقيادات عسكرية وأمنية تابعة للانتقالي بالتورط مع الصرافين في المضاربة بالعملة والتسبب بانهيارها.
وتأتي تهديدات “الشعيبي” للصرافين نتيجة التدهور المتسارع في قيمة العملة المحلية، حيث وصلت قيمة الدولار إلى 1120 ريالا فيما تعدى الريال السعودي حاجز الـ 300 ريال، الأمر الذي أثار غضبا واسعا في صفوف المواطنين الذين يطالبون الأجهزة الأمنية بضبط المتلاعبين بالعملة وبأقوات الناس.
وترجمة لمثل تلك الدعوات، قامت مجاميع من المحتجين الغاضبين بالتظاهر في مدينة كريتر وطافوا في شوارع المدينة وأغلقوا عددا من محلات الصرافة بالقوة خصوصاً في شارع الطويل، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية واضطراب أسعار الصرف.
ووجه المحتجون تحذيرات لملاك محلات الصرافة من مغبة إعادة فتح محلاتهم، مؤكدين أن الإغلاق نهائي بسبب تلاعبهم بأسعار الصرف، ما يشير إلى اختراق التظاهرات من قبل الجماعات الإرهابية مثل أنصار الشريعة، وأن إدارة التظاهرة وتوجيهها تم من قبل إدارة أمن عدن.
كما قام مسلحون – تقودهم امرأة ناشطة فيما يسمى الحراك الجنوبي – بالمرور في شوارع كريتر وهي تنادي بمكبرات الصوت مطالبة أصحاب محلات الصرافة بإغلاق محلاتهم وتهديدهم باقتحام محلاتهم من قبل الشعب.
وفي المقابل أصدرت جمعية الصرافين اليمنيين في عدن توجيهات لكافة منشآت الصرافة وشبكات التحويل المالية بوقف عملية البيع والشراء للعملات بعد معاودة تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
محاولات بائسة وتدهور مستمر
في محاولة بائسة لتهدئة وإطفاء نيران الغضب الشعبي المتصاعد بسبب انهيار الأوضاع الاقتصادية وتقاضي محافظ بنك مركزي عدن راتبا يتجاوز مرتبات رؤساء دول كبرى، قال المدعو “معين عبدالملك” – رئيس وزراء حكومة المرتزقة – إن راتب الوزير في حكومته 7500 دولار إضافة إلى مليون ريال يمني تصرف على شكل نثريات، مؤكدا أن راتب محافظ البنك مساوٍ لراتب الوزير.
وفي تطورات متسارعة قامت قوة أمنية تابعة لما يسمى الانتقالي بمداهمة المقر الرئيسي لما تسمى شركة النفط اليمنية في عدن وأخرجت الموظفين وأغلقت مقر الشركة في مديرية خور مكسر.
وقالت مصادر مطلعة، إن عملية المداهمة جاءت على خلفية القرار الأخير لما يسمى مجلس وزراء حكومة المرتزقة، بحصر توزيع المشتقات النفطية على شركة النفط، وتعيين المرتزق عمار العولقي مديرا جديدا للشركة الذي سبق ورفض الانتقالي قرار التعيين ووصفه بأحادي الجانب.
من جانبها دعت نقابة عمال وموظفي شركة مصافي عدن جميع النقابات والاتحادات إلى الخروج في وقفة احتجاجية لمطالبة حكومة المرتزقة بسرعة تشغيل مصفاة عدن المتوقفة منذ سنوات، داعية الاتحاد والنقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة بالوقفة.
مدينة الأزمات
تحولت مدينة عدن إلى مدينة أزمات لا تنتهي، حيث تتواصل أزمة الغاز المنزلي في عدن وسط مناشدات الأهالي للجهات المختصة بتوفير أسطوانات الغاز، ووضع حد للأزمة الخانقة التي تشهدها المدينة.
وفي المقابل ارتفعت أسعار البترول في محطات الوقود بعدن إلى 18600 ريال للدبة سعة 20 لترا بحجة ارتفاع أسعار صرف العملات مجدداً.
كما خرجت منظومة الكهرباء في عدن عن الخدمة بسبب عطب كابل نقل الطاقة الواصل بين محطتي الحسوة والمنصورة بعد قيام إدارة مدينة درة عدن بالحفر لإمداد خدمة المياه للمدينة ما تسبب بعطب كابل نقل رئيسي أدى لخروج المنظومة عن العمل وتوقف خدمة الكهرباء عن المواطنين.
وفي ذات السياق أدى انعدام المشتقات النفطية خلال الأسبوع الماضي في محافظة أبين، إلى ارتفاع أسعار البنزين حيث وصل سعر دبة البنزين (20) لترا إلى (30) ألف ريال، الأمر الذي نجم عنه ظهور السوق السوداء في عاصمة المحافظة، وخاصة أمام ديوان المحافظة والشارع الرئيسي بمدينة زنجبار، وبعض الشوارع الفرعية أمام مرأى السلطة المحلية في المحافظة دون قيامها باتخاذ الإجراءات، أو إيجاد حلول ومعالجات لتلك الأزمة التي أثرت على تنقلات المواطنين بين المديريات وتوقف عمليات الصيد.

قد يعجبك ايضا