الثورة نت|
تنفّذ وزارة الزراعة والري ممثلة بالإدارة العامة لوقاية النباتات حالياً أعمال مسح وتقييم ميداني للجراد الصحراوي في مناطق التكاثر الشتوية بالسهل التهامي والجوف، بالتنسيق والمشاركة المجتمعية.
وأوضح مدير وقاية النباتات المهندس هلال الجشاري، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي التابع لوقاية النباتات ينفّذ عبر فرق ميدانية بالتنسيق مع المرشدين المحليين ومجتمع المزارعين أعمال مسح وترصد للجراد في مناطق تكاثره في سهل تهامة “محافظتي حجة والحديدة” وكذا الجوف.
وأشار إلى أهمية نتائج المسح الذي يشارك فيه المجتمع للوصول إلى نطاق واسع في تقييم وضع الجراد، وتحديد بؤر الإصابة بما يساعد على اتخاذ التدابير، وتوفير المستلزمات والإمكانيات اللازمة لمكافحة الجراد في وقت مبكّر.
وبيّن أنه يتم حالياً تشكيل لجان مجتمعية ضمن وحدة مكافحة الآفات من المناطق الزراعية، يعملون منسقين للوحدة، وتدريبهم في إطار الجمعيات التعاونية الزراعية، للاستفادة منهم في المسح والمراقبة، وتنفيذ حملات المكافحة عن طريق حشد موارد المجتمع من معدات، وآليات رش والمشاركة إلى جانب المتاح من معدات، وآليات رش بالوقاية ومكاتب الزراعة.
واعتبر الجشاري التدخّل السريع في مكافحة هذه الآفة يحد من مخاطرها وتهديداتها على النباتات والمراعي ومصادر الأمن الغذائي.. مبيناً أن معظم مناطق السهل التهامي شهدت أمطاراً متفاوتة ومستمرة، ما تعد أحد العوامل المهيّئة لتكاثر الجراد، ووضع البيض الذي ينتج عنها مجاميع كبيرة وبأعداد مهولة من حوريات الجراد “الدبا”.
ولفت إلى أن ظهور “الدبا” يشكل خطراً كبيراً على النباتات ومراعي الثروة الحيوانية، كون حوريات الجراد تكون أكثر شراهة في التهام النباتات الخضراء التي تصادفها.
وأفاد بأن توفّر الظروف الملائمة من غطاء نباتي أخضر، واستمرار هطول الأمطار الغزيرة على مناطق التكاثر الشتوية للجراد، من العوامل المساعدة على تكاثر حشرات الجراد، وظهورها على نطاق واسع.
ودعا مدير وقاية النباتات إلى تكاتف الجهود، ودعم مركز الجراد، وتزويده بالإمكانيات والمعدات لمواجهة هذه الآفة، والحد من تهديداتها على النباتات والزروع، إلى جانب موارد وإمكانيات المجتمع التي سيكون لها الدور الأساسي في المكافحة.
وأشار إلى أن المكافحة بالمبيدات هي آخر الطرق التي يتم استخدامها، إلى جانب الاعتماد على طرق أخرى للمكافحة، وبما لا يؤثر على المناحل والثروة الحيوانية، ومنها استخدام معدات البوكلين صغيرة الحجم، أو المحراث البلدي، وعمل أنفاق طويلة لدفن الجراد فيها.
وأكد المهندس الجشاري أن مركز الجراد لديه غرفة عمليات خاصة بالتنسيق مع المرشدين المحليين من المجتمع، ومكاتب الزراعة واللجان في المناطق الزراعية عبر الوحدة المجتمعية لمكافحة الآفات لمتابعة ومراقبة الجراد، وتحرّكات الأسراب، وتلقي البلاغات من المواطنين، ومكاتب الزراعة، والجهات المعنية في المحافظات.
وذكر أن ثلاث فرق مسح ومكافحة ميدانية بمشاركة المرشدين المحليين من المجتمع، وأعضاء اللجان الزراعية، وفرسان التنمية، ينفذون أعمال مسح ومراقبة للجراد في مناطق بمحافظة الجوف على ضوء بلاغات مؤكدة، تلقاها المركز حول سرب كبير من الجراد، متنقلاً بين الحقول والمزارع في المحافظة، والتسبب في تدمير مزروعات عدد من الحقول.
وكانت آفة الجراد الصحراوي تسببت في أضرار وخسائر اقتصادية في المزارع والحقول خلال المواسم الزراعية السابقة، وتم مكافحتها بمشاركة المجتمع وبأقلّ التكاليف.
وتعد حشرة الجراد من الآفات النباتية التي تهدد المحاصيل الزراعية والنباتات في حال عدم إدارتها بشكل سليم، ومكافحتها على عدة مسارات تقليدية وميكانيكية وكيماوية، وتحْدث دماراً شاملاً وأضراراً اقتصادية بالغة، وتشكّل خطراً على النباتات والمراعي.