افتراءات تركي!

يكتبها اليوم / علي الشرجي


التسريبات المفبركة المصورة التي قدمها متحدث تحالف العدوان تركي المالكي، لم تأت بجديد يستحق الاهتمام والإثارة.
بمقدور أحد هواة الدبلجة والمونتاج والمكساج، أن يقدم من الإثارة والتشويق أكثر مما قدمه المالكي من كذب وتلفيق لا ينطلي على المُشاهد محدود المعرفة بالحرب النفسية والدعاية السوداء، فما بالك بخبراء تقنية المعلومات والدعاية والإعلان الذي عجزت مطابخ السعودية أن تجيده.
ماذا قدّم غير صوت ممثل يجيد اللهجة اللبنانية في مكان مجهول، وآخر يؤدي الصلاة في ديوان مجهول أيضا ونسب لاجتماع مجهول.. وهكذا، كل شيء في المقطع المدبلج مبني على المجهول، من اشتغله أتعب نفسه كثيراً دون فائدة أو جدوى تستحق الوقوف.
تركي المالكي لا يخاف الله حينما يكذب لكنه يرتعد خوفاً وهلعاً من القوة الصاروخية والمسيرات اليمانية التي تصيب أهدافها بدقة عالية في عقر دار دولة العدوان السعودي.. فبعد أن كان إعلام العدوان يسارع بعد كل ضربة صاروخية يمنية، بأخبار اعتراضها في السماء قبل وصولها، نجد متحدث تحالف العدوان يعترف في مؤتمره الصحفي – مؤخراً – بإصابات جراء الصواريخ والمسيرات اليمانية، متباكياً على بعض أبناء الجاليات العربية والآسيوية في تناقض واضح مع أخبار الاعتراضات.
وبالتالي يتعمد المالكي التباكي على المواطنين والمقيمين في السعودية ويتهرب من قول الحقيقة، وهي الإصابات الدقيقة التي تحققها المسيرات والصواريخ اليمانية في أهداف عسكرية واقتصادية استراتيجية.
إن الصور المفبركة وتقنيات المونتاج الحديثة، لن في تشكك قناعات جمهور المشاهدين بكذب إعلام تحالف العدوان.
أرعد تركي المالكي وأزبد وهدد وتوعد صنعاء الصامدة في وجه أشرس عدوان جوي في التاريخ طيلة سبع سنوات.. مدعياً – زوراً وبهتاناً – أن تحالف العدوان يحترم الأعراف والمواثيق الدولية في قصفه للأعيان المدنية، من بينها مدارس ومستشفيات وجسور وأنفاق.
والحقيقة أن تحالف العدوان مفلس في بنك أهدافه التي نضبت دون تحقيق انتصار يرجى أو استسلام متوقع، جراء شراسة القصف بأحدث الطيارات وافتك الصواريخ والقنابل الأمريكية.. بل جاءت نتائجها عكسية، حيث أثمرت دماء الأبرياء وحديد وأسمنت الأعيان المدنية، نصراً وقوة وصموداً.. وأذكت لدى الشعب اليمني الغيرة والحمية ومزيداً من الالتفاف خلف القيادة الثورية ومواصلة إسناد الجيش واللجان الشعبية التي تسطر أروع ملاحم الفداء والاستبسال.
كذب وافتراءات متحدث تحالف العدوان تركي المالكي، نسخة مطورة من سلفه أحمد عسيري ومشابهة للمراسل الحربي المفضوح محمد العرب، الذي استمر سنوات يبشر الغزاة ومرتزقتهم بالاقتراب من أسوار صنعاء، وكذا ترديد أسطوانته المشروخة والمثيرة للسخرية (أين أنتم نحن هنا).
للإعلام مواثيق شرف يا تركي المالكي، كما للحروب أخلاق.. فلا حاربتم حرب الشرف ولا كذبتم كذباً يسهل استساغته وتصديقه.
مراراً وتكراراً وصنعاء تؤكد ألا وجود لخبراء إيرانيين أو من حزب الله والتي لم تخف الاعتزاز والافتخار بهم في حال وجودهم، ولم ولن يكونوا مرتزقة الدفع المسبق، كما هو الحال مع مرتزقة العدوان وخبراء أمريكا وإسرائيل وبريطانيا الذين يخططون ويشاركون في تنفيذ عمليات العدوان في اليمن جواً وبحراً على الأقل.
مهما حشد تحالف العدوان من الخبرات الإعلامية والتقنيات المعلوماتية، لن يغير من قناعة الشعب أو ينال من صموده في وجه العدوان، ولن تتحسن صورة التحالف المخادع الذي يحاول تركي المالكي أن يظهره كحمل وديع حيناً وليثاً كاسراً حيناً أخرى.
اليمنيون أقوى بصبرهم وصمودهم، وتحالف العدوان أوهن من بيت العنكبوت، رغم التحشيد الدولي لصالحه والحصار الخانق على الشعب اليمني، الذي أكسبته الظروف والشدائد مناعة لا حدود لها.
باختصار.. الكذب لتحالف العدوان عنوان.. وتركي المالكي لا يملك الحقيقة.

قد يعجبك ايضا