العامرية من أهم المساجد والمدارس القديمة والأثرية

 

إعداد / أمين رزق

مسجد ومدرسة العامرية هي من أهم المساجد والمدارس القديمة والأثرية في اليمن، التي كانت لها اسهامات كبيرة في نشر العلم وتعليم مختلف العلوم الدينية ويقع هذا الصرح الشامخ الذي يرسم أجمل معاني الهوية اليمانية التي نبعت من قول الرسول الأعظم حين قال ((الايمان يمان والحكمة يمانية)).. إنها مدينة رداع في محافظة البيضاء، التي تأسست فيها مدرسة وجامع العامرية عام 1504م أيام الملك الظافر عامر بن عبدالوهاب ملك الدولة الطاهرية وسميت باسمه، وهي حالياً مرشحة لتكون من مواقع التراث العالمي، لأنها مثال رائع على الهندسة المعمارية الطاهرية في اليمن.
بناها السلطان الظافر عامر بن عبدالوهاب بن داوود بن طاهر في شهر ربيع الأول عام 910 هـ ـ أيلول سنة 1504 م ، وقد قام بالإشراف على بنائها وزيره الأمير علي بن محمد البعداني، وهي ما تزال عامرة حتى اليوم.
ولو تجولت في هذا الصرح ستجده مقسماً على هيئة غرف تفصل بينها جدران سميكة يتم الدخول إليها من خلال بابين في الجدار الغربي وباب في الجدار الجنوبي وباب في الجدار الشرقي وفي الركن الجنوبي الغربي توجد حمامات ” مطاهر ” خاصة للطلاب تتصل بها مجار لانتقال المياه إليها .
وقد خصص الطابق العلوي للصلاة والعبادة ويتكون من بيت الصلاة وهو مستطيل الشكل تغطيه ست قباب مقامة على عقود مدببة يحملها عمودان وأوجه العقود وبواطنها مزينة بزخارف جصية وملونة تتمثل بزخارف هندسية ونباتية، بالإضافة إلى بعض الكتابات القرآنية، كما تزين بواطن القباب مجموعة من الزخارف الملونـة المتمثلة في أشكال نباتية وهندسية، أما أقطاب القباب فتزينها كتابات قرآنية كتبت بخط الثلث ويدور حول جدران ” بيت الصلاة ” شريط كتابي ملون يحتوي على ألقاب السلطان ” عامر بن عبدالوهاب ” ويتوسط الجدار الشمالي وهو عبارة عن تجويف بسيط حوله زخارف جصية ويفتح بيت الصلاة بثلاثة أبواب على الرواق الشمالي المحيط بالفناء ويحيط ببيت الصلاة ثلاثة دهاليز من الجهات الشرقية والغربية والشمالية ،فهو مستطيل الشكل تحيط به أربعة أروقة، ويفتح كل رواق على الفناء بثلاثة عقود مدببة ترتكز على دعامات وأعمدة رخامية، ومكتوب في جدار مسجد القبة من الداخل ما يلي:
المدرسة العامرية (اليمن)بسم الله الرحمن الرحيم ((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ))، أمر بعمارة هذه المدرسة المباركة السعيدة مولانا ومالكنا ومالك أمرنا مولانا الإمام الأعظم والملك المعظم مصباح الآفاق، ومالك سرير الخلافة باستحقاق، ظل الله على الأنام، ملك الشام واليمن، وارث ملك تبع وابن سيف بن ذي يزن، ذو المفاخر والمناقب سلطان المشارق والمغارب مالك رقاب الأمم، وحاوي فضيلتي السيف والقلم، مولى الحلم والرأفة، مالك دستور الخلافة، طيب العناصر، فخر الأوائل والأواخر، بهاء الملة والدين، سيد الملوك والسلاطين، حجة الله على الإسلام ومحيي شريعة محمد عليه-الصلاة والسلام – أمير المؤمنين خليفة رسول رب العالمين، صلاح الدنيا والدين السلطان ابن السلطان، الملك الظافر، مولانا عامر بن مولانا السلطان الملك المنصور عبدالوهاب بن داود بن طاهر.
وقد اختفت معظم هذه الكتابة تحت ركام من طبقات الجص بما في ذلك التاريخ، ولم يبق من الكتابة التي تقرأ إلا القليل.
ولكن للأسف العدوان الذي يحرص على هدم كل شيء جميل في اليمن، قد جعل أبناء مديريات رداع بمحافظة البيضاء يطلقون نداء استغاثة للمنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على التراث العالمي، لإنقاذ مدرسة وجامع العامرية برداع من الانهيار جراء انفجارات قصف طيران العدوان بالقرب من هذا المعلم.
وأوضح ممثل أهالي مديريات رداع محمد جار الله سكران أن أبناء مديريات رداع وقعوا مذكرات نداء الاستغاثة إلى منظمة اليونسكو والمنظمات المعنية بالحفاظ على التراث العالمي للقيام بواجبها في حماية وأصبحت صيانة هذا المعلم التاريخي المتمثل في مدرسة وجامع العامرية من الانهيار
ولفت إلى أن أجزاء من هذا المعلم وهياكله تأثرت ومعرضه للانهيار جراء قصف الطيران منذ بدء العدوان، ونقول لمجرمي العصر وقتلة الأطفال خدام أمريكي وإسرائيل ، ” ولينصرن الله من ينصره” فنصر للمؤمنين ودولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة ،والله تعالى يقول: ﴿وَمَن أَظلَمُ مِمَّن مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَن يُذكَرَ فيهَا اسمُهُ وَسَعى في خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُم أَن يَدخُلوها إِلّا خائِفينَ لَهُم فِي الدُّنيا خِزيٌ وَلَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ﴾.

قد يعجبك ايضا