في الذكرى السنوية للشهيد ذكرى التضحية والعطاء والبذل والفداء ذكرى الشهداء العظماء الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم في سبيل الله تعالى وفي سبيل المستضعفين ومن أجل نصرة دين الله ومقارعة الطواغيت المستكبرين والتصدي لمشاريعهم الاستعمارية الإجرامية ، بما تحمله هذه الذكرى العطرة من مدلولات مهمة أبرزها أن الشعب اليمني الصامد الذي هو على استعداد دائم للتضحية وقدم الكثير من الشهداء ولا يزال يقدم لا يمكن أن يقبل أبداً بالعبودية والاستعمار لأنه شعب حر عزيز يأبى الضيم والعبودية للطواغيت ويبذل الغالي والنفيس في سبيل الله تعالى وفي سبيل تحقيق الحرية والاستقلال ، هذا الشعب المسلم العزيز يعتبر الحرية جزءا أساسيا من الدين الذي يدين به وينتمي إليه لا يمكن أن يفرط بها أو يترك مساحة للمجرمين والمعتدين ليمارسوا مشاريعهم الاستعمارية بحقه مهما كلف الثمن ومهما كانت التحديات، وعلى هذا الأساس يتصدى الشعب اليمني لدول تحالف العدوان السعودي الأمريكي ويقدم التضحيات الجسيمة لكي لا يستعمره احد من الطواغيت المجرمين.
في الكلمة التي ألقاها قائد المسيرة والثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قبل أيام خلال تدشين الذكرى السنوية للشهيد، خاطب السيد القائد دول تحالف العدوان قائلاً {حريتنا دين وكرامتنا وعزتنا إيمان وجزء رئيسي من مكوننا القيمي والأخلاقي والإنساني لا يمكن أن نتخلى عنه ، تُنزع الأرواح من أجسادنا دون أن تُنزع العزة والكرامة من أخلاقنا ومبادئنا وقيمنا، هذا هو الشعب اليمني}، وهذه رسالة القول والفعل ورسالة القائد الشجاع والحكيم الذي يقود الشعب اليمني نحو العزة والكرامة والحرية والاستقلال والذي يراهن على صمود وإيمان وتضحيات الشعب اليمني المسلم الذي يتصدى لدول تحالف العدوان السعودي الأمريكي السعودي وقد أثبت بالقول والعمل والدماء انه شعب كريم وشعب حر وشعب عزيز وأن حريته جزء أساسي من الدين الإسلامي وأن كرامته جزء من عقيدته التي يعتقدها، ومن مستحيل أن تستطيع دول الطاغوت والعدوان أن تقهره أو تستعمره أو تثنيه عن مواقفه الثابتة والسليمة.
ومن منطلق العبودية المطلقة و الحقيقية لله تعالى وحده، التي تجعل صاحبها يرفض الطاعة والخضوع لأي أحد من المجرمين في هذا العالم مهما امتلك من مقومات القوة المادية والعسكرية يتحرك الشعب اليمني الصامد ويقدم الشهداء والتضحيات لأنه يرفض الاستعمار الأجنبي لوطنه وشعبه مهما كانت التحديات، ولأنه يدرك جيداً أن التبعية لأمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار تدفع صاحبها لتفضيل طاعة اليهود والنصارى على طاعة الله، وهذا ما لا يقبل به شعب الإيمان والحكمة الذي يؤمن أن العبودية هي لله تعالى وحده وأنها هي المنطلق الصحيح والسليم نحو الحرية والاستقلال، ولهذا يتحرك بكل قوة في مختلف المجالات لمواجهة الطواغيت المعتدين ويرفض مشاريعهم والتصدي لمخططاتهم منذ سبع سنوات غير مكترث لحجم الصعوبات والتحديات التي يواجهها لأنه على ثقة مطلقة بالله تعالى أن كل قطرة دم شهيد يقدمها الشعب اليمني في سبيل الله تعالى ستثمر عزة ونصراً وكرامة في واقعه هنا في الدنيا ستثمر فوزاً وفلاحاً يوم القيامة.
ولهذا يعد تمسك الشعب اليمني الصامد بمواقفه الرافضة للعدوان والرافضة للهيمنة الخارجية وصموده في مواجهة دول تحالف العدوان ومرتزقتها والتفافه حول القيادة ودعمة المستمر للجيش واللجان الشعبية وثباته على مواقفه المحقة تجاه قضايا أمته وتمسكه بقيمه ومبادئه الإسلامية النابعة من هويته الإيمانية وفوق هذا كله الثقة العالية بالله تعالى، بمثابة قيم ومبادئ إيمانية راسخة غير قابلة للتفكك والانقراض كل هذه العوامل والمقومات هي التي جعلت أمريكا والدول المتحالفة معها في العدوان على اليمن تفشل في تحقيق أهدافها الاستعمارية وتُهزم في أكثر من جبهة وفي أكثر من ميدان من ميادين الصراع رغم مرور سبع سنوات من العدوان والحصار، ورغم أن أمريكا استخدمت كل وسائل الصراع والطغيان والإرهاب في عدوانها وفي سبيل تحقيق أهدافها إلى درجة أنها عملت على توظيف الأمم المتحدة ومجلس الأمن كخيارات عدوانية ضد الشعب اليمني بشكل علني لم يسبق أن افتضحت فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن من قبل في أي قضية في العالم، ومع ذلك يبقى الشعب اليمني قوياً ثابتاً في مواجهة العدوان ومصراً على تحقيق الحرية والاستقلال.