في الذكرى السنوية للشهيد.. الموقف عزة

حميد رزق

 

بعث السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، رسائل سياسية هامة إلى الأعداء مؤكدا – في الذكرى السنوية للشهيد- أن الشعب اليمني سيواصل جهوده وتحركه للتصدي للعدوان بكل ثقة واطمئنان، فاليمن ليس في موقع المعتدي وتطورات المشهد بعد مرور سبع سنوات تثبت أن تحقيق أهداف العدوان صار في حكم المستحيل.
وفي رد ضمني على الضغوط الإقليمية والدولية التي تمارس تحت مسميات وقف الحرب وإحلال السلام، أكد قائد الثورة” إن على الأعداء اليأس من إمكانية الحصول على تنازلات تمس ثوابت اليمن واليمنيين”، فحريتنا دين، وكرامتنا جزءٌ رئيسيٌ من مكوننا القيمي والأخلاقي .
وبما أن المجتمع الدولي – وعلى رأسه الولايات المتحدة – ما فتئت تتحدث عن رغبتها في وقف الحرب، تطرق السيد القائد إلى المعادلة الجائرة التي يسعى التحالف الأمريكي السعودي لفرضها على بلادنا وشعبنا تحت عناوين السلام الزائفة، وفي رد غير مباشر على سياسة الخداع الأمريكية، قال “لن نقبل بصفقات ومساومات يبقى فيها الحصار على بلادنا وتستمر طائرات الأعداء في استباحة وانتهاك سيادته وقصف مقدراته وتبقى مساحات شاسعة من البلاد خاضعة للاحتلال الأجنبي ووصاية الأعداء، الذين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة”.
وفي إشارته السابقة تجاوز قائد الثورة الموقف السياسي ليكشف ضمنا الأجندة التي تسعى واشنطن لفرضها على اليمن تحت شعار مساعي وقف إطلاق النار وإحلال السلام، فالحقيقة أن أمريكا والسعودية تحاولان غسل الدماء اليمنية من أيديهما وارتداء ثياب الوسيط، ولو افترضنا نجاح الرياض وواشنطن في التموضع كرعاة للمفاوضات وعملية التسوية فسيذهبان لتحقيق عدة أهداف، أبرزها:
أولا: رعاية طاولة مفاوضات شكلية ومعقدة وطويلة بلا أفق حقيقي في ظل استمرار الحصار وإغلاق الأجواء اليمنية، عدا طيران التحالف الذي يراد له البقاء في حالة انتهاك مستمرة للأجواء والسيادة، يمارس القتل والتدمير تحت ذرائع مختلفة وكثيرة .
ثانيا: تثبيت فرضية أن الحرب داخلية أهلية وانتزاع حق أي طرف يمني في رفض التدخل الأجنبي والوصاية الخارجية التي تستمر بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة .
إنها معادلة خطيرة تسعى واشنطن لتثبيتها وتمارس ضغوطا كبيرة لإجبار أنصار الله والقوى الوطنية على قبولها تحت وطأة الحصار والتصعيد العسكري وإجبار صنعاء على وقف معركة التحرير الوطني، لاسيما جبهات مارب ومن ثم الذهاب نحو طاولة سلام تحت السقف الأمريكي السعودي .
لقد جاء الرد اليمني في الذكرى السنوية للشهيد على أعلى المستويات وفي أغلى المناسبات، حيث أكد قائد الثورة في كلمته أننا شعب لا يخدع ولا يساوم “فحريته دين وكرامته إيمان “ويمكن أن تُنزع الأرواح من أجسادنا دون أن تُنزع العزة والكرامة من أخلاقنا ومبادئنا وقيمنا .. وهو موقف لا يعني “اننا لا نقبل السلام” نحن نقبل بالسلام ولكننا نرفض الاستسلام ..

قد يعجبك ايضا