– اليمنيون استطاعوا وضع أسس الدولة الجديدة وتجربتهم تحظى باهتمام ودعم عالمي
– روسيا ستواصل دعم التسوية السياسية في اليمن وتنفيذ مخرجات الحوار
– العلاقات الروسية اليمنية تتطور إيجابيا منذ زيارة الرئيس هادي إلى موسكو
– اللجنة المشتركة تعقد قريباٍ في موسكو.. وخبراء روس سيساعدون اليمن في بناء الدولة الاتحادية
– الدول العشر تساعد اليمنيين في صياغة مستقبلهم دون وصاية.. وبنعمر ساهم إلى كبير في إزالة العوائق
– قرار مجلس الأمن المرتقب بشأن اليمن يهدف إلى دعم العملية السياسية لخدمة مصالح اليمنيين
– أي إجراءات تستبق مفاوضات الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية غير مقبولة.. ومبادرة عقد مؤتمر دولي في موسكو لاتزال قائمة
– أخيراٍ سمع صوتنا بضورة الحل السلمي للأزمة السورية ونجحنا في وضع السلطة والمعارضة على طاولة الحوار
الثورة/
> تشهد الدبلوماسية الروسية تطوراٍ ونشاطاٍ ملحوظاٍ مكنت موسكو من استعادة دورها الحيوي والمهم في قضايا العالم وخاصة قضايا الشرق الأوسط ومنها اليمن وهو ما عزز من حضورها الفاعل في الشأن العالمي في مختلف القضايا .
الدبلوماسية الروسية تحتفل اليوم بعيدها السنوي وعن هذا تحدث سعادة سفير جمهورية روسيا الاتحادية في الجمهورية اليمنية السيد فلاديمير ديدوشكين في بداية حوار لصحيفة الثورة متطرقاٍ الى الموقف الروسي تجاه قضايا العالم ومنها العلاقات مع اليمن ودور روسيا في تحقيق التسوية السياسية في اليمن ومساندتها ودعمها المستمر لها في مختلف المجالات وواقع هذه العلاقة اليوم وآفاقها المستقبلية إضافة الى الدور الروسي في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الازمة السورية .. فإلى حصيلة الحوار :
> يحتفل اليوم الدبلوماسيون الروس بالعيد الخاص بهم وهو يوم الدبلوماسي .. هل يمكن أن تحدثوناعن تاريخ هذا العيد¿
– في عام 1549 أصدر القيصر الروسي إيفان الرابع مرسوما بتأسيس الخدمة الدبلوماسية الروسية الدائمة. ويعود الذكر الأول لهذه الخدمة في الوثائق التاريخية الى 10 فبراير 1549م ومنذ ذلك الحين غيرت الخدمة الدبلوماسية الروسية كثيراٍ من الاسماء لكن ظل جوهر نشاطها وهو تعزيز علاقات الصداقة والتعاون وتبادل المصالح بين روسيا والبلدان الأخرى والحرص على حل جميع المشاكل والقضايا بطريقة سلمية وبناءة وفي عام 2002 وقع رئيس روسيا السيد فلاديمير بوتين مرسوما “لإقامة يوم الدبلوماسي وللاحتفال به في 10 فبراير من كل عام والشعب الروسي فخور بوزارة الخارجية الروسية وفي هذا اليوم ترتب جميع السفارات الروسية حفلات الاستقبال .
اليمنيون قادرون على تجاوز التحديات
> اختتم في 25 يناير مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن.. كيف تقيمون نتائجه¿
– من المستحيل ألا نلاحظ أهمية التقدم المحرز خلال هذا المنتدى الوطني اليمني لقد استطاع أعضاؤه على وضع الأساس لمزيد من التنمية والاستقرار في الجمهورية اليمنية وهي الآن دولة اتحادية واحدة والتي سوف تضمن حقوق و حريات المواطنين على أساس الدستور الجديد وهذا وفقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وقرارات مجلس الأمن الدولي 2014 و2051م.
طبعا حتى آ لا يزال قائما العديد من ألمشاكل ولكن نأمل في أن يسهم تنفيذ مخرجات الحوار في تمهيد الطريق للتغلب على التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها اليمن وبما يلبي تطلعات الشعب اليمني نحو صنع المستقبل الأفضل وتحسين أوضاعه المعيشية والاجتماعية والاقتصادية ويحدونا التفاؤل في العمل الطويل والهادف والناجح الذي قام به ممثلو جميع القوى السياسية الرئيسية في اليمن في إطار الحوار الشامل وسنواصل دعمنا لليمن سواء على الصعيد الثنائي أو بالتعاون مع الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بجانب مساندة الجهود لتنفيذ مخرجات الحوار على طريق تحقيق أهداف الإصلاحات والتغيير المنشود نحو الأفضل بعد أن استطاعت أطراف الأزمة اليمنية أن تجلس على طاولة المفاوضات وأن تتوصل الى اتفاق قبل كل أطراف الأزمات في الدول العربية الاخرى. وأنا واثق أن بمقدور اليمنيين تنفيذ كل المخرجات لمؤتمر الحوار الوطني.
الدول الراعية
> تتهم بعض وسائل الإعلام اليمنية سفراء الدول العشر بالتقاعس وكأنهم يقتصرون على إصدار بيانات فقط حول الوضع في اليمن ما رأيكم بشان دور الدول العشر في التسوية السياسية في اليمن¿
– إن غرض الدول الراعية ليس التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية أو فرض قرارات معينة بل أن جهودها تهدف الى تشجيع جميع الأطراف اليمنية على السير في الحوار والبحث عن الحلول الوسط .. إن الهدف الرئيسي للدول العشرة هو منع تدهور العملية السياسية بواسطة حل وسط دولي وعدم السماح للانزلاق إلى الحرب الأهلية وبطبيعة الحال تسهيل تنفيذ قرارات الحوار الوطني ولتحقيق هذه المهام نجتمع مع فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي بذل الجهود الشخصية الهائلة والأهم من ذلك الجهود المثمرة للغاية لحل الأزمة اليمنية وكذلك مع مسؤولي الحكومة ورؤساء جميع هياكل مؤتمر الحوار والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وقادة الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية.
كما تلعب مجموعة الدول العشر دورا مهما في تنظيم الاجتماعات لـ”مجموعة أصدقاء اليمن” وتقديم توصيات في سياق اجتماع مجلس الأمن الدولي حول اليمن وتأمين المساعدة من جانب الدول المانحة وتوفير المساعدة التي يقدمها الخبراء لحل القضايا في المجالات الأخرى .
ولكن أود أن أكرر مرة أخرى إن الحلول التي تم التوصل إليها من جانب اليمنيين بأنفسهم تضع الأساس المتين للدولة اليمنية الجديدة وتتجلى وظيفة الدول العشر في مساعدة الأطراف اليمنية في إطار الحوار وليس في فرض وجهات نظرها وأفكارها.
بنعمر قدم مساهمة كبيرة
> لقد ذكرتم السيد جمال بنعمر . مرارا نسمع الاتهامات ضده في تجاوز صلاحياته وتفويض الأمم المتحدة.. كيف تقيمون دوره في التسوية السياسية اليمنية¿
– لا أتفق مع مثل هذه الاتهامات إن جمال بنعمر هو دبلوماسي ذو خبرة ومهنية وأيضا يعرف الواقع في الشرق الأوسط بشكل عام وخاصة في اليمن. وقدم مساهمة كبيرة في التسوية السياسية اليمنية خلال جميع مراحل مؤتمر الحوار وساهم دوره ونشاطه إلى حد كبير في التغلب على العوائق التي واجهها مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
خلال مناقشاتنا يؤكد جمال بنعمر خطه في الالتزام بعدم التدخل في الشؤون اليمنية وتشجيع جميع الأطراف اليمنية لحوار مفتوح ونزيه وفي هذا المعنى فهو يتمسك تماما بالمبادئ والأهداف التي تضعها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ويقدم في عملهما المساهمة الكبيرة.
ومن الطبيعي أنه في العديد من القضايا التكتيكية لديه الرأي الخاص..وهذه هي بالضبط الطريقة التي يجب أن يدير الشؤون المسئول الدولي رفيع المستوى وتؤكد تجربتي في البعثة الدائمة لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن ممثلي الأمين العام للأمم المتحدة حول مختلف القضايا الدولية يعملون على أساس انتدابهم وفي الوقت نفسه يعملون بصورة مستقلة على المبادرات التابعة لهم على سبيل المثال في الوقت الحالي المبعوث الخاص للأمم المتحدة ولجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يهئ بطريقة مستقلة جدول أعمال مؤتمر “جنيف 2” هناك العديد من الأمثلة الأخرى عندما لا تستوعب فورا بعض الأطراف مبادراتهم وهذا شيء طبيعي في ظروف الصراعات ولكن بعد ذلك تضع أفكارهم الأساس لمشاريع التسوية المتينة والناجحة وأتمنى للسيد جمال بنعمر النجاح في عمله الصعب للغاية. ستخدم مصالح اليمنيين
> يدور في الوقت الراهن نقاش في مجلس الامن الدولي على مشروع قرار بشأن اليمن بما في ذلك فرض العقوبات ضد معرقلي التسوية السياسية. ماذا يمكنكم أن تقولوا عن ذلك كممثل البلد ذي العضوية الدائمة في مجلس الأمن ¿
– في الواقع فإن مجلس الأمن الدولي سيناقش هذا الموضوع وتشارك روسيا كعضو دائم في هذا العمل لأنه بعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني ومناقشة نتائجه في مجلس الأمن في 28 يناير كان من الطبيعي ومن المنطقي اتخاذ القرار لدعم هذه النتائج.. هذا هو المشروع الذي يتم الآن إعداده من قبل مجموعة من الخبراء في المجلس..أنا لا أعرف التفاصيل.. كل التفاصيل في نيويورك ولكن أنا على يقين من أن محتويات القرار هذا ستعكس الحالة الموضوعية في اليمن وستهدف الى استمرار العملية السياسية واستقرار الوضع وستخدم مصالح كل اليمنيين وخلال الأيام القليلة القادمة آمل أن نعرف نتائج عمل خبراء الأمم المتحدة عن هذا الأمر .
حركة تعاون إيجابية
> لقد قلت أن روسيا مستعدة لدعم اليمن بطرق متنوعة .. ما هو مستوى التعاون الروسي اليمني في الوقت الحالي¿
– للأسف بعد بداية الأزمة السياسية الداخلية في اليمن في عام 2011م انخفض مستوى تعاوننا الثنائي قليلا. بالرغم من ذلك نشهد اليوم حركة التطور الإيجابي في هذا المجال. وفي العام الماضي تمت زيارة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى موسكو وتبعتها زيارة البعثة التجارية الروسية الى صنعاء حيث اتفق الطرفان أثناءها على مبادئ تعزيز التعاون بين البلدين. وسيعقد في المستقبل القريب في موسكو الاجتماع الأول للجنة الحكومية المشتركة الروسية – اليمنية بشؤون التعاون في مجالي التجارة والاقتصاد. وعلى الأرجح أن توقع روسيا واليمن خلال هذا الاجتماع جملة من الوثائق الثنائية مع ذلك من المقرر أن يقوم في هذا العام وفد لمجلس الفيدرالية الروسي بزيارة إلى صنعاء لتبادل خبرات في بناء الدولة الفيدرالية وستقدم روسيا المساعدة الإنسانية إلى سكان اليمن بما في ذلك للاجئين وللمشردين داخليا. كما من المتوقع في الصيف القادم توقيع اتفاقية بشأن إقامة علاقات التوأمة بين عدن وسانت بترسبورغ. وأبدى عدد من الشركات الروسية اهتمامها بالعمل في اليمن وخاصة في مجال استخراج النفط وتفعيل مشاريع البنية التحتية. ويوجد الأطباء الروس الذين يعملون في اليمن وتم إرسال بعضهم من قبل شركتي “زدراف إيكسبورت” و”تيخنوستروي إيكسبورت” فيعمل بعض الأطباء الآخرون حسب عقود العمل الخاصة. وفي نفس الوقت لا يزال التعاون النشط في مجال التعليم. لذلك في عام 2013 تم قبول 107 طلاب يمنيين بجامعاتنا على حساب الميزانية الروسية وفي العام الجاري نخطط لتحقيق زيادة حصة اليمن من المنح الدراسية الروسية إلى 140 منحة كما واستؤنف التعاون في مجال التعليم العسكري حيث سافر 89 جنديا يمنيا إلى روسيا في العام الماضي للدراسة في الأكاديميات العسكرية ونظمنا دورات تدريبية قصيرة الأجل لموظفي وزارة الخارجية والإدارة الرئاسية في موسكو ومن جانبنا مستعدون لعمل كل ما بوسعنا من أجل مواصلة تعزيز العلاقات الوثيقة والقديمة مع الشعب اليمني الصديق .
الصراع العربي الإسرائيلي
> لقد ذكرت أن الحرص على حل جميع المشاكل والقضايا بطريقة سلمية وبناءة هو أحد أهم أسس الدبلوماسية الروسية وفي المقام الأول في منطقة الشرق الأوسط. ما هي في رأيك آفاق لحل للقضية الاكثر إيلاما وأطول مدة في هذه المنطقة – الصراع العربي الإسرائيلي ¿
– لا تزال مواقفنا في هذا الموضوع ثابتة. ندعو الى تسوية هذه الأزمة بشكل عادل وشامل وذلك على أساس القانون الدولي المعترف به عموما ويجب أن تصبح نتيجة لهذه التسوية إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وقابلة للحياة ضمن حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وروسيا مستعدة سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار المحافل المتعددة الأطراف المختلفة بما في ذلك كعضو دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة وعضو في “اللجنة الرباعية” للوسطاء الدوليين للمساعدة في تشجيع المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ونعتبر أن أي إجراءات تستبق المفاوضات حول الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية وقبل كل شيء سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية هي اجراءات غير مقبولة. في 5 فبراير وافقت السلطات الإسرائيلية على بناء 558 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية. موسكو تعرب عن قلقها العميق إزاء هذه الخطط التى تمس القضايا الحساسة مثل المستوطنات وحالة القدس والتي مثل بقية المشاكل من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن تحل من خلال تسوية سياسية. ونحن ندعم أي جهود لتحقيق الوحدة الفلسطينية على أساس منظمة التحرير الفلسطينية .. والمبادرة العربية لا تزال سارية المفعول وكذلك مبادرة عقد المؤتمر الدولي حول تسوية هذه الأزمة في موسكو التى قد قدمها للأمم المتحدة الرئيس الروسي السيد فلاديمير بوتين .
الأزمة السورية
> قامت روسيا بالدور الحاسم في إطلاق التسوية السلمية للأزمة السورية, بما في ذلك بدأ مفاوضات السلام في جنيف. كيف تقيمون نتائج الجولة الأولى لـ”جنيف 2″ وكيف أثرت تجربة اليمن في الحوار على تسوية الأزمة السورية¿
– أكشف لكم سراٍ أنه قبل تعييني سفيرا في اليمن شاركت بشكل نشط في عمل كبير ومتعدد الجوانب لوزارة الخارجية الروسية بشأن الملف السوري لقد عارضنا دائما التدخل العسكري في الصراع السوري معتبرين أن ما يحدث في سوريا هو أمر السوريين أنفسهم. ومعتقدين أنه يجب أن تكون أولوية الحوار بين السلطات والمعارضة السورية صياغة رؤية مشتركة لمستقبل سوريا على اساس الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وضمان استمرار عمل هيئات الدولة ونعتبر أن من المهم أن يجمع كل السوريين جهودهم في مكافحة الإرهاب وضمان حقوق وسلامة الأقليات القومية والدينية هذا هو النهج الذي نتمسك به ابتداء من اليوم الأول للأزمة السورية.جنبا إلى جنب مع الصين وكنا نوضح أن وقف إراقة الدماء والحرب بين الأشقاء في سوريا هو الأولوية وليس وضع الشروط المسبقة أو محاولات العثور على من هو على حق ومن هو على خطأ.. وكان جلوس جميع السوريين الى طاولة المفاوضات وبدء الحوار
على أساس التنفيذ الكامل لبيان جنيف من 30 يونيو 2012 الذى تم تثبيته بالقرار 2118 لمجلس الأمن للأمم المتحدة شيء رئيسيا. ويسعدنا جدا بأن صوتنا قد سمع أخيرا هناك مثل روسي يقول ” متأخرا أفضل من أبدا ” . . ولكن للأسف من غير الممكن أن تعاد حياة آلاف السوريين الذين قد هلكوا بسبب هذا التأخير. في هذا المعنى يجب علينا أن نشيد بالإدارة الأمريكية الجديدة وخاصة بوزير الخاردية الامريكي الجديد جون كيري.
وبفضل المبادرة المشتركة الروسية الاميركية في 7 مايو 2013م تمكا في نهاية المطاف من تنفيذ ما قالته روسيا منذ اليوم الأول من الأزمة السورية وأقصد إجبار أطراف الأزمة على الجلوس الى طاولة المفاوضات في إطار مؤتمر “جنيف 2”. وقد ساهمت مبادرتنا الى حد كبير في التخلص من مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية. ويجب أن يصبح الوفاق المتبادل شرطا أساسيا للمفاوضات. لأن مؤتمر مونترو هو الخطوة الأولى والمهمة جدا في هذا الاتجاه. وبطبيعة الحال فإن مواقف الطرفين في هذه المرحلة متباعدة ولكن الحقيقة أن هذه المفاوضات تدل على إمكانية تحقيق توافق في الآراء كما قال وزير الخارجية الروسي السيد سيرجي لافروف: “إن النتائج متواضعة ولكنها مشجعة.”
ولا شك أن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع في سوريا .. الحمد لله اليمن على عكس سوريا لم تشهد الخلاف لمدة سنتين حول من هو على حق ومن هو على خطأ .. وبفضل المبادرة الخليجية بدأت أطراف النزاع المفاوضات وتوصلت الى توقيع الاتفاقيات في الرياض ووضعت هذه الاتفاقيات أساس لتسوية الأزمة ووقف إراقة الدماء. بالتأكيد الوضع في سوريا يختلف عن الوضع في اليمن لكن كانت التجربة اليمنية مهمة جدا للسوريين حيث أصبحت اليمن نموذجا فريدا للتسوية السياسية وحل الأزمات الإقليمية على طاولة المفاوضات وعلى أساس الاتفاق بين اليمنيين أنفسهم و بالدعم الدولي ولكن من دون أي ضغط أو تدخل خارجي. الإجماع الدولي هو أهم عامل كان غائباٍ في سوريا. مثلا تتضمن “مجموعة أصدقاء اليمن” كما نعلم العديد من البلدان وممثلي جميع القوى السياسية في اليمن. في الوقت نفسه تم إنشاء “مجموعة أصدقاء سورية ” لدعم المعارضة السورية فقط ولا يسمح المشاركة في هذه المجموعة للحكومة. لذلك رفضت روسيا المشاركة في “مجموعة اصدقاء سوريا” لأنها لا تعكس مصالح الشعب السوري.. في هذا الصدد أتذكر مشاركتي في الندوة السنوية 42 لـ”المعهد الدولي للسلام” الذي عقد في فيينا في 23 مايو 2012م وخلال هذه الندوة كنت عضوا في مجموعة “التحديات الدولية والإقليمية ” وكان رئيسا لهذه المجموعة الشخص الرائد جدا في اليمن وصديقي الكبير الدكتور عبدالكريم الارياني. وكان على الدكتور الارياني وأنا أن نجيب وأمام جمهور كبير على العديد من الأسئلة حول إمكانية استخدام التجربة اليمنية في تسوية الأزمة السورية وبصراحة لم تكن هذه المناقشة سهلة وكنت أعتمد خلالها على الخبرة الواسعة للدكتور الارياني. وباختصار التجربة اليمنية ذات أهمية دولية هائلة وستسجل في تاريخ العالم كطريقة مثلى لحل الأزمات الدولية ..إذا تم تطبيق التجربة اليمنية في سوريا منذ البداية كان من الممكن تجنب أكثر من 100000 من الضحايا وتدمير اقتصاد سوريا والحالة الإنسانية المفجعة وأخيرا فيضان أراضيها بالمنظمات الإرهابية الكثيرة التي تتحارب الآن ليس مع النظام ولكن مع بعضهم البعض.