الأسلاك الكهربائية.. (الموت القادم من السماء) ..!!


تحقيق مصور/ نجلاء علي الشيباني –

لا أحد يدرك مدى الخطورة التي تعتليه سوى من قدم قربانا لهذا القاتل الصامت. الأسلاك الكهربائية ليست في بلادنا وحدها فهي منتشرة في سماء كبريات البلدان الاقتصادية في العالم, ولكن عشوائيتها وتداخلها المخيف هو ما يميزنا عن باقي تلك البلدان.
هنا فقط تجد عشرات الأسلاك غير المرخصة تثقل كاهل أعمدة الكهرباء وتنذر بموت وشيك لكل من يتجرأ ويصيب هذه الأعمدة بمكروه وغالبا الضحية هم أصحاب السيارات التي ينحرف مسارها عن الطريق فترتطم بأحد هذه الأعمدة معلنة بذلك بداية النهاية.

وإذا ما خضنا سويا في الأسباب المؤدية وراء تفشي هذه الظاهرة فإننا بالغالب سنجد نفس الإجابة (انقطاع الكهرباء) الذي لطالما صاحبه انقطاع في طلب الرزق عند أصحاب المحلات التي تعتمد بالدرجة الأولى أثناء عملها على التيار الكهربائي وتغير الحال من المحال.
لذا نلاحظ أغلب مالكي تلك المحال التجارية يسعون بشكل حثيث ويتفننون في كيفيه خداع الجهات المختصة ليحصلوا على خط كهربائي جديد من خلال القيام بمد أسلاك الكهرباء بشكل عشوائي يعرض كل من حولهم للخطر .
الخوف من تلك العشوائيات لم يكن من قبل أصحاب المحال التي تمر من فوق رؤوسهم الأسلاك المهترئة فقط فالمواطنون أيضا لاقوا نصيبهم من هذا الشعور المقلق الذي أوصلهم لحد الخشية من الصعود إلى أسطح منازلهم لنشر الغسيل ولأخذ جرعة بسيطة من أشعه الشمس الدافئة.
فتلك الأسلاك المتدلية فوق المنازل لا تميز بين صغير أو كبير فهي تنذرهم بأن اعتزال الصعود إلي السطح أضمن.. هذا ما يحدث عندما تفوق أعداد تلك الأسلاك خيوط نشر الغسيل في أسطح بعض المنازل المكونة من طابق واحد.
إذا كان الخوف هو نهاية المطاف فقط لا أكثر ولا أقل¿ فهذا الأمر لا حرج فيه فنحن –اليمنيين- بتنا رفقاء شبه دائمين معه خاصة في الفترة الأخيرة ولكن للموضوع تبعات أخطر ونتائج تدمي القلب فهناك أسر يتمت وعوائل شردت وأياد بترت ووجوه شوهت جراء هذه العشوائيات في توصيل الكهرباء سواء كان ذلك في عموم محافظات الجمهورية أو حتى في قلب العاصمة التي يفترض بها أن تمثل الصورة الإيجابية لليمن.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة.. أين هي الجهات المختصة من كل ذلك …¿
لا أجد إجابة مقنعة تبرر لهم ما يحصل فإزالة تلك العشوائيات لا تعد من الأمور الاستراتيجية التي يطمح إلى تنفيذها صناع القرار ولا من القضايا التي تنتظر مخرجات الحوار الوطني الشامل لحسمها فهي في الأول والآخر مجرد أسلاك صغيرة قام المستفيدون منها بتوصيلها بشكل غير قانوني ومن السهولة أن تقص ويعاقب صاحبها وأن تكلف وزاره الكهرباء لجانا أسبوعية تشرف بشكل مباشر على إزالة تلك الأسلاك المميتة حتى يتم القضاء نهائيا على مثل تلك الأعمال التي أودت بحياة الكثير من المواطنين وتسببت بحرق العديد من المنازل والمتاجر العملاقة.
تصوير/ مراد مبروك

قد يعجبك ايضا