كثيرا ما نسمع لدى عامة المجتمع بأن بلادنا أصبحت مستودعا للتالف من الآلات والمعدات لدى العالم لذا تجد الكثير من أكوام الخردة التي ضاقت بها أحواش منازلنا وسطوح بيوتنا وما لم تتسع له بيوتنا فالشارع أولى به فالأمر بالنسبة لنا ليس أكثر من بلاد لا نبالي حتى بأن تتحول فعلا إلى مقلب للنفايات.
بنظرة عابرة إلى شوارعنا سيتجسد ذلك الوصف بصورة فعلية سيما مع منظر تلك السيارات التي أصبح ميؤوسا من إمكانية إصلاحها والتي غالبا ما تأتي إلى بلادنا بعد أن استنفدت عمرها الافتراضي وصار العصر لدى العالم عصر أحفادها.
تلك السيارات بمختلف أنواعها نجدها تربض خائرة القوى منهكة على حواف الشوارع ومستعمرة الأرصفة بل ومقتطعة-في أحيان كثيرة- مساحات من الشوارع غير مكترثة لما تتسب به من مشاكل ليس أولها تضييق الشوارع على المارة والسيارات وتحولها إلى بؤر لتجمع القمامة والنفايات بما تخلفه من أضرار صحية على البيئة والإنسان ولا آخرها أن تمثل تشويها لشوارعنا بمرآها المنفر الذي يبعث في النفس المزيد من الانطباعات السلبية عن واقع حياتنا.
في حين يحرص الآخرون في كل بقاع الأرض على بقاء شوارعهم سليمة من أي مظهر من مظاهر التشوه بل ويحرص كل منهم على جعلها تبدو بصورة أنظف وأجمل تصل بنا العبثية واللامبالاة إلى المسير عكسهم فشوارعنا مسرح لكل ما يؤذي على مستوى الإضرار بصحة الإنسان وبالبيئة بشكل عام أو على مستوى تشويه وجهها الذي في الأصل لم نكلف أنفسنا جميعا بإضفاء أي مظهر من مظاهر الجمال عليه بل وجعلها تبدو كما لو كانت لا تمت إلى الواقع الإنساني المعاصر بصلة.
نتناسى أننا نعبر القرن الحادي والعشرين مصرين على عكس نظرة – ليس لدى الآخر الزئر لبلادنا فحسب(لأنه لم يعد يأتي)- بل لدى أنفسنا ولدى أجيالنا المتعاقبة بأننا لا علاقة لنا بما أصبح عليه الناس في أنماط حياتهم وسلوكياتهم وإظهار أنفسهم بما يليق. وحين يجهد الناس أنفسهم لإظهار الوجه الحضاري لبلدانهم نسعى نحن جاهدين لقلب الصورة تماما وإظهار ما نمتاز به من فوضى وعبث في حياتنا عموما.
ثمة مسؤولية عن ذلك السلوك التعامل اللامسؤول مع شوارعنا وبيئتنا توجب علينا جميعا مواجهته ولكن دون أن نلقي المسؤولية هنا على أحد بعينة أو جهة بذاتها نتمنى لهذه الصور أن تجد من يسمع ويرى ويعمل على الحد من ذلك العبث وتلك الصورة السلبية لمشوöهة المتعددة الأضرار..
تصوير/ مراد مبروك