في مسيرة “أمريكا وراء التصعيد” بأمانة العاصمة مشاركون لـ”الثورة ” أمريكا هي من تدير غرفة عمليات العدوان من واشنطن
أشار متابعون وثقافيون وناشطون إلى أن من الواضح عجز الرئيس الأمريكي بايدن على إعطاء الأولوية للسلام في اليمن، إذ تخاف أمريكا من وجود سلام مستدام في المنطقة، لأن ذلك سيؤدي إلى النتيجة الأكثر احتمالًا، وهي المزيد من التشرذم في صفوف من تسميهم أمريكا بالشرعية، وقيام دولة تديرها حكومة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، واضعة في حسبانها ماذا يعني أن تقوم هذه الدولة على الجوار من السعودية، خاصة وأن تعرف حق المعرفة أن هذه الدولة ستكون قادرة على الوصول إلى البحر الأحمر، واستعادة سيطرة المركزية على كامل الأراضي اليمنية.
وفي استطلاع للرأي أجرته “الثورة” في صفوف المسيرة التي نفذتها الجماهير اليمنية الغفيرة تنديدا باستمرار العدوان والحصار الأمريكي لليمن بساحة باب اليمن بصنعاء، تناول بالأدلة التاريخية مدى ما تحمله أمريكا على الأمة من حقد، وما تحرصه عليه من استمرار للفتن والحروب في المنطقة، فإلى تفاصيل ما حصدناه من هناك:الثورة / يحيى الربيعي
في البداية تناول محافظ محافظة عدن طارق سلام الأبعاد السياسية والاستراتيجية من السيطرة الأمريكية السعودية على الثروات السيادية لليمن، قائلا: ” تمثل آبار النفط والغاز في محافظات مارب وحضرموت وشبوة حجرة الزاوية في العدوان الأمريكي من زوايا كثيرة حيث تأتي منها أهمية المحافظات الثلاث كموقع استراتيجي مهم في مناطق النفط والغاز فهي تحتوي على احتياطي كبير من النفط والغاز يُعد مطمعاً للاحتلال الأمريكي، وتمثل أهميتها الحالية بكونها مورد لدول العدوان ومرتزقتهم”.
وقال: “إذا ما راجعنا التاريخ مع النظام السعودي الذي يدعمه في ذلك أمريكا وبريطانيا يتضح لنا أن مطامعها كانت قديمة في السيطرة على مارب والجوف وثرواتها، وكذلك من الأبعاد الاستراتيجية للاحتلال لتلك المحافظات إلى جانب النفط والغاز الذي يستخرج منها منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي ما يرفع حظوظها مستقبلا هو الثروة المعدنية ومصدر للطاقة الكهربائية التي تغطي معظم المحافظات اليمنية وإضافة إلى ذلك أيضاً. فإن تأثير معركة تحريرها من العدوان الأمريكي السعودي بشكل مباشر يحافظ على وحدة البلاد”.
ولفت: “إلى أنهم أكدوا أن أمريكا مضطرة لوضع العدوان ومرتزقته على مفترق الطرق سيكون من الصعب عليهم عنده الاستمرار في المواجهة بدون غطاء أمريكي خليجي حرصا منها على استمرار الحال كما هو عليه لأن ذلك، من وجهة نظرها، يشكل حجر عثرة أمام وحدة البلاد، ويوسع دائرة تمزقها لتبقى السيطرة في المنطقة لأمريكا”.
عناصر القوة
وعلى الصعيد ذاته توقع (الثقافي محمد صالح علي المطري) أن يكون للموجة الحالية من التطبيع العربي مع إسرائيل تداعيات بالغة الخطورة على النظام الاقتصادي العربي ككل وعلى الاقتصاد الخليجي بصفة خاصة وما نلاحظه أن دول الخليج تشعر بأنها دول غنية ولديها احتياطيات كبيرة من النفط تمكنها من استمرار تراكم الفوائض المالية لديها في بنوك دول الغرب وتملك شركات ومصارف عالمية وبالتالي تتوهم أن لديها العديد من عناصر القوة التي تمكنها من المنافسة على الصعيد الإقليمي ومن وهم الاستفادة من تطوير علاقتها الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل لذا تبدو هذه الدول مصممة على المضي نحو هذا الطريق الخاطئ والخطير غير عابئة حتى بما قد يلحقه هذا النهج من ضرر بالغ بها وبدول عربية أخرى مجاورة لها.
ونوه قائلاً: “غير أن هذه النغمة المتعالية قد توحي بثقة مفرطة ولا تأخذ في اعتبارها العديد من سمات الخلل البنيوي في الاقتصاد الخليجي الذي عمدت أمريكا ومن قبلها بريطانيا على إبقائه ريعياً يعتمد على تصدير النفط كمورد أساسي، ولم تسمح لها بالاعتماد على إنتاج السلع والخدمات، بلا ونفذت فيها سياسات تجعلها مجرد سوق خاضع لنظام اقتصادي استهلاكي غير إنتاجي، كي تبقى تحت السيطرة والحماية، لافتا إلى أن في ذلك دلالة واضحة على أن دول تحالف العدوان على اليمن من يسير على مساراتها من المرتزقة اليمنيين مجرد حذاء في مصفوفة الإرادة الأمريكية تلبسه متى شاءت ورأت أنه يحافظ على مصالحها، وتخلعه متى سيكون وجوده ضررا على مصالحها”.
الخوف الأكبر
وفي سياق دور أمريكا في قيادة العدوان على اليمن أوضح الناشط حمزة هادي منسكي قائلا: “العدوان على اليمن أُعلن من البيت الأبيض، وأمريكا هي رأس الأفعى المحرك للحروب في المنطقة، وهذا ما لا يخفى على أحد، من فيتنام إلى كوبا، ثم أفغانستان، والصومال، والعراق وسوريا، وليبيا، ما من فتنة أو حرب في أرجاء المعمورة إلا وأمريكا أم مرضعة لها، وتقف من خلفها، مؤكدا أن أمريكا تشتهي الحروب في العالم كاشتهاء مصاصي الدماء للدماء، وأمريكا لا ترتاح والعالم من حولها ساكن، فهي تريد عالما مشتعلا بالحروب والفتن كي تظل هي المهيمنة والماسكة بزمام القرار في العالم”.
وأضاف: “أمريكا هي رأس الشيطان ومن خلفها اللوبي الصهيوني الذي يدير تحركاتها حول العالم ويتحكم في قراراتها تجاه الأمة العربية، وتجاه محور المقاومة بصفة خاصة، وحول أهمية استقرار اليمن بالنسبة للمنطقة قال بوب باير – محلل الشؤون الاستخباراتية لدى شبكة “سي إن إن”، والعميل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية – “اليمن هو الخاصرة الرخوة للسعودية والخليج، والخوف الأكبر في السعودية والخليج وأمريكا هو انزلاق الشرق الأوسط نحو حالة من الفوضى”.
وتابع:” إنه وبالحرف قال باير “هناك خمس أو ست حروب عربية مندلعة الآن، وبحال امتداد شرارة الأحداث إلى دول الخليج التي تمتلك 60 % من احتياطات النفط في العالم فإن الأمور ستنعكس علينا، ورغم استبعاد هذا الخيار حاليا إلا أن الاحتمالات قائمة بأن نضطر لتطبيق خطة كيسنجر التي تنص على تنفيذ تدخل عسكري لحماية آبار النفط وإنقاذ الاقتصاد العالمي، الأمر يبدو مستبعدا الآن، ولكنه قد يصبح أمرا واقعيا، فمن كان بمقدوره التنبؤ قبل خمسة أعوام بأن الشرق الأوسط سيشهد خمس حروب أهلية كبيرة في وقت واحد”، واعترف السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر أن بلاده “شريك أساسي للسعودية في مجال الأمن ونزودها بالسلاح”.
صهينة الأمة
أما المجاهد أبو محمد المحاقري فيتساءل: هل يعني هذا أن أمريكا ستمسح بقوة إقليمية تنشأ في المنطقة تحمل منهجية ترفض أمريكا، تقاوم شرورها، وتقف ضد أطماعها في المنطقة؟ مجيبا، لن ترضى أمريكا أبدا بأن تهدد إسرائيل ويقلق أمنها في المنطقة، لذا فهي تعمل بكل ما تملك من قدرات وأساليب، وتشغل أدواتها في المنطقة على مسار صهينة الأمة، وموجة التطبيع الأخيرة بين دول الخليج والسودان مع إسرائيل خير شاهد وأكبر دليل، فقد باركت أمريكا هذا التطبيع، ثم منحت عليه جوائز لكل مطبع على حسب احتياجاته، فرفعت اسم السودان من قائمة الإرهاب، ومنحت الضوء الأخضر للإمارات بالعبث في الجزر والموانئ اليمنية، وأعطت السعودية الضوء الأخضر أن تفعل ما تشاء في اليمن، وهي- أي أمريكا- من تقود غرفة عمليات العدوان على اليمن من داخل واشنطن، ومن على أرض المعركة، ألا تعلم أن أغلب الطيارين أمريكان وإسرائيليون.
قيادة قرآنية
علي عبدالعزيز فاضل الجنيد (مدير مدرسة في تعز- نازح)، بدوره أكد أن كل الخطط واستراتيجيات الحرب على اليمن بخبرات أمريكية- إسرائيل 100 %، إدارة، واشرافا، وتنفيذا، فأمريكا تريد سيطرة شاملة على المنافذ البحرية، وتبسط يدها على الثروة العربية بشكل عام.. أمريكا أنزلت مستعمرا مباشرا لسوريا والعراق، وهي المعتدي الحقيقي على اليمن، لأجل تمنع ظهور قوة تهدد أمن إسرائيل كهدف في رأس القائمة، وثانيا لتبقى هي المتحكم بثروات الأمة، ومديرة للمنافذ الدولية بحرا، وبرا، وجوا، وهذا هدف لن يتحقق لها إلا إذا كان اليمن وأنصار الله على وجه الخصوص بعيدين عن الثروة وعن المنافذ، ومشغولين بحروب لا متناهية، ولكن هيهات من اليمن الذلة، لأن اليمن مع الله، وخلف قيادة قرآنية حكيمة بصيرة أتيت الحكمة من الله، “ومن يؤتى الحكمة، فقد أوتي خيرا كثيرا”، واليمنيون منحوا من الله قائدا ربانيا هو السيد عبدالملك الحوثي، ونحن من بعده سائرون في ركاب النصر تلو النصر حتى تحرير القدس الشريف، وما وراء القدس.
استعادة سيطرة
من جهته أشار مدير عام الاستثمارات الزراعية في وزارة الزراعة والري والثقافي بمديرية التحرير أبو طه الشامي، إلى أن الشهيد الرئيس صالح الصماد (سلام الله عليه) قال “العدوان هو عدوان أمريكي”، منوها بأن من الواضح عجز الرئيس الأمريكي بايدن على إعطاء الأولوية للسلام في اليمن، إذ تخاف أمريكا من وجود سلام مستدام في المنطقة، لأن ذلك سيؤدي إلى النتيجة الأكثر احتمالًا، وهي المزيد من التشرذم في صفوف من تسميهم أمريكا بالشرعية، وقيام دولة تديرها حكومة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، واضعة في حسبانها ماذا يعني أن تقوم هذه الدولة على الجوار من السعودية، خاصة وأنها تعرف حق المعرفة أن هذه الدولة ستكون قادرة على الوصول إلى البحر الأحمر، واستعادة السيطرة المركزية على كامل الأراضي اليمنية”.
وأردف “وهذا ما يمثل تهديدًا طويل المدى على السعودية، وعلى أولويات الأمن الإقليمي لواشنطن ومصالحها الاقتصادية في الأصح والأقرب تفسيرا، لأن السعودية ومن في صفها من دول المنطقة مجرد أدوات، وأدوات رخيصة، بل إن هذه الأنظمة، والحرب الاقتصادية التي تباشرها دول تحالف العدوان حولت البنية التحتية للاقتصاد اليمني إلى أهداف عسكرية منذ الوهلة الأولى لعدوانها البربري، وهذا مخالف للقوانين الدولية ومتجاوز لكل أخلاقيات الحروب، ناهيك عما يقوده العدوان الغاشم من حرب عبر الأوراق المالية والنقدية بهدف ضرب الاستقرار المعيشي والاقتصادي في بلد الإيمان والحكمة”.
حرب غير متوازنة
ويختتم الشاعر عبدالله صالح الشريف استطلاعنا بقوله: “أمريكا قادت حربا على مدى سبع سنوات استخدمت فيها كافة الوسائل المحرمة دوليا في سبيل تحقيق أهدافها الإجرامية بحق الشعب اليمني الذي يصنف كواحد من أفقر شعوب المنطقة، فقتلت الشيخ والمرأة والطفل ودمرت المزرعة والمدرسة والمصنع والسوق والطريق العام واستهدفت مخازن الغذاء وخزانات وشبكات المياه وفرضت حضراً جوياً وبحرياً وبرياً على شعبنا اليمني الذي بسبب الحرب الاقتصادية يستورد ما نسبته 90 % من الغذاء والدواء والوقود من الأسواق الخارجية، إنها حرب غير متوازنة وحصار جائر يهدف إلى تجويع الشعب وإخضاعه بالقوة للأجندات الأمريكية في المنطقة، لكن الله كان لها بالمرصاد، وبحول منه وقوة انقلب السحر على الساحر، وانتصرت اليمن بقيادة قائد الثورة العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، وبتضحيات شعب الإيمان والحكمة، وباءت أمريكا ومن معها بالانكسار والهزيمة، هذه الحقيقة، وما يجري من محاولات تضييق ليس إلا مكابرة”.