الخونة ..وسيادة الأوطان

عبدالفتاح البنوس

 

 

سيادة الأوطان من الثوابت التي لا يمكن المساس أو المتاجرة بها ، أو الأخذ والرد بشأنها ، أو المزايدة عليها على الإطلاق ، بمعنى أنها ليست خاضعة للرغبات والأمزجة والمصالح والمكاسب والصفقات وتصفية الحسابات، ولا يحق لأي طرف كان بما في ذلك السلطة الحاكمة التفريط بها مهما كانت المبررات وتحت أي ظرف من الظروف ، فالتفريط بها لا يقل فداحة ووضاعة وجرما عن التفريط بالعرض والشرف والكرامة ، ولهذا تعد خطا أحمر غير قابل للتجاوز، وفي سبيل الله دفاعا عنها وانتصارا لها وذودا عن حماها ترخص الأرواح ويتسابق كل الوطنيين الشرفاء الأحرار الغيارى على الانتصار لها والتصدي لكافة المخاطر التي تتهددها وقوى البغي والغزو المتربصة بها، وتلك التي تسعى جاهدة لانتهاكها واستباحتها ضمن مشاريعهم التوسعية الاستعمارية التي تصب في خدمة دول الاستكبار العالمي وفي مقدمتها أمريكا الشيطان الأكبر وبريطانيا وكيان العدو الصهيوني.
والملاحظ من خلال السنوات السبع التي مضت من عمر العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا أن هذه القوى عملت منذ اللحظات الأولى للعدوان على استهداف السيادة الوطنية من خلال انتهاكها بالقصف الجوي الغادر الذي دشنت به عدوانها الهمجي على بلادنا وشعبنا في انتهاك صارخ لكافة القوانين والقرارات والمعاهدات والأعراف والمواثيق واللوائح الدولية ؛ مستخدمة ما يسمى بالشرعية الدنبوعية المزعومة شماعة ومطية ومدخلاً لانتهاك السيادة اليمنية ، في الوقت الذي أطلقت لنفسها العنان لفرض الحصار البري والبحري والجوى في انتهاك سافر للسيادة اليمنية ، ففرضت الحظر الجوي علي مطار صنعاء الدولي ، والحظر البحري على ميناء الحديدة ، وعملت على تمكين مرتزقتها من المنافذ البرية والهيمنة عليها والاستحواذ على إيراداتها في سياق الحرب الاقتصادية التي تشنها على بلادنا وشعبنا .
كل ذلك بضوء أخضر ومباركة وتأييد الخونة العملاء من مرتزقة الداخل الذين تجمعوا خلف ما يسمى الشرعية، والذين شكلوا النموذج الأكثر قذارة وسفالة وسقوطا ووضاعة على مستوى العالم في الخيانة والعمالة والارتزاق ، أولئك الأوغاد الذين نراهم بين الحين والآخر يتشدقون بالوطنية ويتغنون بالنشيد الوطني ويزينون بدلاتهم الباريسية والإيطالية الماركة بالأنواط الوطنية، ويتحدثون بكل بجاحة عن حرصهم على الوطن ووحدته ومكتسباته وسلامة أراضية، وهم من باعوا الوطن وتجردوا من كل القيم والمبادئ والثوابت وأعلنوا العصيان والتمرد عليه ، وشرعنوا للغزاة والمحتلين للنهش فيه بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء .
لفيف من المرتزقة الذين جمعتهم العمالة والخيانة تحت يافطة (الشرعية) قدموا الوطن قربانا للسعودية طمعا في ريالاتها وللإمارات طمعا في دراهمها والسلطة والنفوذ في المناطق التي تخضع لهما.
عملاء الإمارات يرون في مطامع ومخططات و تحركات وجرائم السعودية في حق اليمن واليمنيين انتهاكا للسيادة اليمنية ، ولكنهم لا يرون ذلك في مطامع ومخططات وتحركات وجرائم الإمارات ، والحال من بعضه لدى مرتزقة السعودية ، فلا يرون سوى الإمارات من تنتهك السيادة اليمنية ويرون في السعودية سفينة النجاة والمنقذ لليمن واليمنيين ، ليتضح بكل جلاء أن الجامع لهم هي الخيانة والعمالة والارتزاق ، فهم من فتح المحافظات الجنوبية على مصراعيها للأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي والسوداني، ولم يجدوا أدنى حرج أو ذرة حياء في التماهي مع الغازي الإماراتي في مغازلته للصومال تحت إغراء المال لفتح جبهة مواجهة مع بلادنا بذريعة الادعاء بتبعية جزيرة سقطرى لها ، والتي قابلتها الصومال برفض شديد في موقف للتاريخ مصحوب بتأكيد صومالي على هوية سقطرى اليمنية غير القابلة للنقاش ، واليوم يتشدقون بالوطنية وينصبون أنفسهم الأوصياء على اليمن واليمنيين في حين هم الأكثر إلحاقا بالضرر على اليمن واليمنيين ، وهم السبب وراء كل ما هو حاصل اليوم من قتل وخراب ودمار وحصار ومعاناة .
بالمختصر المفيد: المعركة التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية -بالنيابة عن أبناء شعبنا اليمني الأحرار- هي معركة الانتصار للسيادة والكرامة اليمنية ، معركة الانتصار للحرية والاستقلال ، معركة التحرر من الوصاية والتبعية للخارج ، معركة الانتصار للقرار اليمني المستقل وللإرادة اليمنية المستقلة ، معركة الانتصار لليمن الواحد الموحد ضد مشاريع الأقلمة والانفصال والتشطير والتشظي..
قلت قولي هذا : وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا