التوعية والكشف المبكر خطوة إيجابية مهمة :6 آلاف يمني يصابون سنويا بالأمراض السرطانية

الأسرة: زهور عبدالله

خبر كالصاعقة تلقته نعيمة قاسم – “40”عاما – نتيجة عينة الفحص المخبري التي خضعت له وانتظرته لمدة أربعة عشر يوما “أنت مصابة بورم خبيث ويجب أن تخضعي للعلاج الكيماوي” .
لحظات فارقة مرت على السيدة نعيمة وكان شريط حياتها يمر من أمامها سريعا تذكرت أطفالها وسقطت دمعتان من عينيها ربما تكون هي الأخيرة.
نعيمة واحدة من بين 2100 امرأة يمنية مصابة بسرطان الثدي حسب إحصائيات صندوق مكافحة السرطان بصنعاء.
وتزايدت في الفترة الأخيرة نسبة النساء اليمنيات المصابات بسرطان الثدي الذي يعد الأكثر انتشاراً في سن الإنجاب ولكنه يختلف عن غيره من الأورام الخبيثة بقابليته للكشف المبكر وعلاجه في مراحل مبكرة قبل استفحاله وانتشاره حسب الأطباء والمختصين.

اهتمام محلي ودولي
نعيمة تعاني كما تقول “للأسرة ” من وخزات قوية وآلام في الحلق والثديين وظهرت لها كتل مختلفة الأحجام منذ سنتين ولكن حجم هذه الكتل يكبر يوما بعد آخر وصحتها تنهار تدريجيا، خضعت لعملية استئصال إحدى الكتل الكبيرة لفحصها ليتبين لها أنها أورام خبيثة ولكنها كما يقول طبيبها في بداية المرض ونسبتها في الشفاء كبيرة .
وسرطان الثدي هو ورم خبيث يصيب النساء بنسبة أكبر من أي سرطان آخر ويمثل حوالي 27 %من إجمالي الأورام السرطانية عند النساء وبحسب تقرير لوزارة الصحة فقد تم تسجيل 71 ألف إصابة خلال الست سنوات الأخيرة.
وتقول الدكتورة هدية بركات: يحظى سرطان الثدي باهتمام دولي كبير لما يشكل من خطورة كبيرة على حياة النساء في العالم وتشهد المحافظات اليمنية العديد من الفعاليات التوعوية والندوات الطبية والأنشطة المجتمعية للتعريف والتوعية بهذا المرض والحث على الفحص المبكر والمستمر وكل ما كان الاكتشاف مبكرا كانت نسبة الشفاء اكبر، كما أن التشخيص المبكر يساعد على احتواء الورم قبل انتشاره وتهدف الحملات إلى التوعية بأهمية الفحص المبكر للكشف عن سرطان الثدي ورفع مستوى الوعي بهذا المرض، ونشر ثقافة تبني أنماط الحياة الصحية ‏للوقاية منه، وإذكاء روح التنافس والمبادرة من خلال الأنشطة والفعاليات وبث روح الأمل والتفاؤل تجاه مرض السرطان والقدرة على ‏مواجهته.
وبحسب بركات فإن الوعي والمعرفة بالأعراض والعلامات المبكرة لسرطان الثدي اهم العوامل التي تؤدي إلى نتائج جيدة في العلاج فحين يتم اكتشاف المرض في مراحله الأولى والمبكرة تكون فرصة الشفاء كبيرة جدا.
وتؤكد بركات أن الفجوة بين أطباء النساء والتوليد وأطباء الأورام تؤدي الى أخطاء التشخيص وعدم الكشف المبكر عن الورم السرطاني الخبيث مما يؤدي الى إلحاق الضرر بالمريضة وفقدان فرصة التشافي

الأعراض
ويرصد المركز الوطني للأورام أكثر من 800 إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويا من بين 6 آلاف حالة إصابة بالسرطان.
ويوضح الأطباء المختصون في مجال الأورام السرطانية بأن هناك أوراماً قد تصيب المرأة وتكون غير سرطانية وقد تؤدي إلى تغييرات في حجم الثدي أو في أنسجته فمثلا نسيج الثدي يتغير خلال فترة الحمل وخلال فترة الحيض وظهور كتل حميدة في الثدي مثل الأورام الليفية الحميدة أو وجود التهابات مزمنة قد تؤدي إلى تغيير حجمه وهناك العديد من الأسباب والعوامل قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي منها العوامل الوراثية والتي تؤدي إلى ما يقارب 10 % من حالات سرطان الثدي ويحدث ذلك نتيجة خلل في بعض الجينات التي تنظم انقسام الخلايا وتكاثرها وأيضا قد يزداد معدل الإصابة بسرطان الثدي بزيادة العمر وعوامل هرمونية مثل السمنة وانقطاع الطمث في سن متأخرة وتناول أقراص منع الحمل التي تحتوي على هرمون الأستروجين فقط أيضا التعرض للإشعاع قد يكون عاملا من عوامل الإصابة بسرطان الثدي كالنساء اللواتي يتلقين العلاج الإشعاعي في منطقة الصدر كذلك التدخين يعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي أو الرئة.
حيث انه لم يتم التعرف على السبب الحقيقي للإصابة بسرطان الثدي، ولكن هنالك بعض العوامل تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة به ويعرِّف الأطباء أن سرطان الثدي يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية، وتنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة وتستمر لتتراكم، وتشكِّل كتلة أو ورماً، وقد تنتشر الخلايا (تنتقل) من خلال الثدي إلى العُقَد اللمفية (تحت الإبط)، أو إلى أجزاء أخرى من جسمك.
ويؤكد الطبيب المختص محمد الشرجبي أن أهم الأعراض والعلامات التي ينبغي معرفتها والذهاب إلى التشخيص الفوري هو ظهور كتلة محسوسة باليد في الثدي.
ويشيرون إلى أن معظم الكتل التي يتم اكتشافها في الثدي ليست خطيرة إلا أنها تعتبر العلامة المبكرة الأكثر شيوعا لمرض سرطان الثدي وأيضا إفراز مواد شفافة أو مشابهة للدم من الحلمة وتراجع الحلمة أو تآكلها وتغيير في حجم وملامح الثدي وتسطح أو تسنن الجلد الذي يغطي الثدي وظهور احمرار أو ما يشبه الجلد المجعد على سطح الثدي كل تلك الأعراض يجب أن يتم تفاديها مبكرا والذهاب السريع للتشخيص لمعرفة ما إذا كان ذلك ناتجاً عن ورم سرطاني أو حالات طبية أخرى غالباً لا تظهر أي أعراض أو علامات عند الإصابة، لكن قد تظهر هذه العلامات في المراحل المتقدمة وظهور كتلة أو عقدة صلبة غير مؤلمة في الثدي أو تحت الإبط (90 % من أورام الثدي لا يصاحبها أي ألم) وانتفاخ وتورم الثدي وخروج إفرازات من الثدي وتغير في حجم وشكل الثدي أو تغيرات في الجلد وانعكاس حلمة الثدي (دخولها إلى داخل الثدي) أو انحراف اتجاهها مقارنةً بالحلمة الأخرى وحكة، أو تقرحات قشرية أو طفح جلدي حول الثدي.

التشخيص المبكر
وتقول أخلاق الشامي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة :إن هناك تزايداً ملحوظاً في أعداد الإصابات بالأمراض المستعصية خلال السبع سنوات من العدوان وخاصة معدل المصابين بالسرطان .
ويقول الدكتور احمد شملان استشاري علاج الأورام والإشعاع: إن الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعلاجه في مراحله الأولى يعتبر عاملا مهما لزيادة نسبة الشفاء من المرض وتتم طرق الكشف المبكر بوسائل وطرق مختلفة حسب العمر ونسبة احتمالية الإصابة بالسرطان والفحص الذاتي للثدي هو إحدى الوسائل المتاحة للكشف المبكر ويمكن إجراؤه بشكل دائم ومنتظم ابتداء من سن 20 عاماً .

التوعية بالمرض
وأشار رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان الدكتور عبدالسلام المداني إلى أهمية التوعية بمرض السرطان والوقاية منه وتعزيز الوعي المجتمعي حول هذا حول هذا المرض والحد من انتشاره.
وحث على الارتقاء بالخدمات الصحية والتركيز على تأهيل الكوادر في مجال التشخيص خاصة مرض السرطان وتسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر للمرض كونه يساهم في العلاج من السرطان ومن تطوره.
ويقول الدكتور بشير الصلوي استشاري علاج الأورام والطب النووي :إن هناك تطورات واسعة وكبيرة في طرق الكشف المبكر عن سرطان الثدي وكذلك في طرق العلاج أدت إلى تطور ملحوظ في النتائج ويتم تحديد طريقة العلاج حسب مرحلة المرض والفحص النسيجي وصحة المريض العامة والطرق العلاجية تشمل العلاج الجراحي , الكيماوي, الإشعاعي , والعلاج الهرموني حيث تعتبر كل طريقة مكملة للأخرى وتعتبر مرحلة المرض مبكرة أو متأخرة عاملا مهما في تحديد نتيجة العلاج حيث تكون نتيجة العلاج أفضل عند اكتشاف المرض وعلاجه مبكراً وأن خطة العلاج وتكلفته تكون أقلّ بكثير في مراحل المرض المبكرة.
ويضيف الدكتور الصلوي أن أفضل طرق الوقاية من أمراض سرطان الثدي هي اتخاذ بعض الخطوات لتغيير نمط الحياة وقد تكون عاملا مهما في تقليل مخاطر الإصابة بالمرض مثل التزام التمارين الرياضية وتجنب التدخين والمحافظة على وزن الجسم والتخلص من السمنة وتناول أطعمة غنية بالألياف والتقليل من الدهون والغذاء الصحي والرياضة والمشي ساعة واحدة على الأقل أسبوعياً والمحافظة على الوزن الصحي وحرص النساء على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية والامتناع عن التدخين بكافة أنواعه وتجنب التدخين السلبي (الجلوس جوار المدخنين) والامتناع عن تناول المشروبات الكحولية والفحص الذاتي للثدي بشكل دائم بعد كل دورة شهرية والانخراط في برنامج الكشف المبكر والذي يتم سنوياً.